إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معلومات الفلكية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معلومات الفلكية


    المعلومات الفلكية
    تتضمن المعلومات الفلكية : النظام الشمسي و النجوم و الكون و التلسكوبات و المذنبات و الكويكبات و الشهب
    والنيازك و تاريخ علم الفلك.
    اولأ : الكون
    1 - علم الكون




    علم الكون Cosmology هو العلم الذي يبحث حول الكون كله، أي كل ما في الوجود، من مجرات ونجوم وكواكب سيارة ومذنبات وغيرها، كما انه العلم الذي يسعى للاجابة على العديد من الاسئلة المثيرة التي طالما طرحها الانسان على نفسه منذ ان بدات حياته على الارض، مثل: كيف نشا الكون؟ ومتى نشا؟ ومن الذي اوجد الكون؟ واين هي حدوده؟ وما هو شكله؟ لقد تم تاويل الكون بطرق شتى ووفقاً لنظريات مختلفة ومتعددة. وأحد الاتفاقات القليلة حول ماهية الكون من بين النظريات العدة المتبناة من قبل الفلاسفة وغيرهم هو أن "مفهوم" الكون يدل على الحجم النسبي لمساحة الفضاء الزمكاني (الزماني والمكاني) الذي تتواجد فيه المادة بشتى اشكالها كالنجوم والمجرات والكائنات الحية. وفي تحديد طبيعة هذا الكون تختلف الآراء. فمن هنا تصور الفلسفات المختلفة والعقائد قديماً الكون بصورة معينة، مما ادى الى ظهور الفلسفات والعقائد الجديدة لتأويل مفهوم الكون بصورة أخرى مختلفة. وهذا على صعائد عدة، من ناحية النشوء والتطور وكذلك من ناحية هل للكون نهاية أم لا

    2 - بداية الكون




    كثيراً ما اختلفت الأقاويل وتضاربت النظريات وتلاحمت الأفكار حول كيفية نشوء الكون. فهنالك من يدعي بأن الكون قد "خـُلِق" بنفسه، وهنالك من يقول بأن الله هوالمسبب الخالق البديع وغيرها من الأفكار. ودينياً: الله هو خالق وواجد الكون. والاختلاف قديما كان لاثبات ان الكون له بداية أو أزلي، وبحسب قوانين الفيزياء فلو كان الكون ازليا لوصل إلى مرحلة التوازن، وذلك يعني ان الكون سيكون كتلة واحدة لها نفس الخصائص والصفات غير مجزئة لها درجة الحرارة نفسها، لأن الحرارة تنتقل من الجسم الاسخن إلى الابرد حتى تصل إلى التوازن بين الجسمين، والمادة تنتقل من المنطقة ذات الكثافة الأعلى إلى المنطقة ذات الكثافة الأقل إلى أن تصل إلى التوازن أيضا، وهذا يعني أن الكون غير أزلي فهو لم يصل إلى مرحلة التوازن بعد. وخروجاً من هذا المنطلق؛ تلخص النظريات الأربعة الوحيدة لكيفية وجود الكون ومن خلالها يمكننا إقصاء واستبعاد بعض النظريات الخارجية والبعيدة عن المغزى الأساسي لمفهوم "بداية الكون"، ألا وهي: 1. أن الكون قد أوجد نفسه بنفسه. 2. أن كوناً آخراً قد أوجد الكون. 3. أن الكون قد أوجـِدَ من العدم. 4. أن الله أو المسبب الذكي خلق الكون. بالنسبة للنظرية الأولى؛ لا يمكن للكون أن يوجد نفسه بنفسه، لأنه لم يكن موجوداً بالأساس فكيف يوجد شيئاً وهو غير موجود؟، ففاقد الشيء لا يعطيه أي أن فعل الإيجاد لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان هنالك أحد موجود أصلاً ليفعله. إذاً فهذه النظرية مستبعدة. بالنسبة للنظرية الثانية؛ يُطرح من خلال هذه النظرية السؤال ذاته الذي يقول: إذا كان كون آخر قد أوجد الكون الحالي، فمن أوجد الكون الأول؟ - ومن هذا المنطلق نستنتج أن هذه النظرية غير معقولة فنستبعدها. بالنسبة للنظرية الثالثة؛ إن إيجاد شيء من العدم أمر لا يقبله العقل. فتخيل صنع كرسي وليس لديك أخشاب ولا مسامير ولا معدن ولا أي شيء، ببساطة؛ هذا مستحيل. إذاً فهذه أيضاً مستبعدة.

    3 - نظرية نشوء الكون





    هنالك نظرية دارجة في علم الكون الفيزيائي حول نشوءه تسمة "الانفجار العظيم" Big Bang ، التي ترى بأن الكون قد نشأ من وضعية حارة شديدة الكثافة، تقريبا قبل حوالي 13,7 مليار سنة. نشأت نظرية الإنفجار العظيم نتيجة لملاحظات الفلكي الامريكي الشهير"ادوين هابل" الذي كشف عن تباعد المجرات عن بعضها بعد ان قام بتحليل اطياف المجرات، وهو ما توافق مع المبدأ الكوني النظري الذي يقول ان الكون يتمدد وفقا لنموذج "فريدمان-لاميتير" للنسبية العامة Friedmann-Lemaître model. هذه الملاحظات تشير إلى أن الكون بكل ما فيه من مادة وطاقة انبثق من حالة بدائية ذات كثافة وحرارة عاليتين شبيهة بالمتفردات الثقالية التي تتنبأ بها النسبية العامة، ولهذا توصف تلك المرحلة بالحقبة المتفردة. فإذا كان الكون يتمدد فما من شك أن حجمه في الماضي كان أصغر من حجمه اليوم، وأن حجمه في المستقبل سيكون أكبر منهما. وإذا تمكنا من حساب سرعة التمدد يمكننا التنبؤ بالزمن الذي احتاجه الكون حتى وصل إلى الحجم الحالي، وبالتالي يمكننا تقدير عمر الكون وهو 14 مليار سنة تقريباً. تتحدث نظرية الانفجار العظيم عن نشوء وأصل الكون إضافة لتركيب المادة الأولى(primordial matter‏) من خلال عملية التخليق النووي (nucleosynthesis‏) كما تتنبأ بها نظرية "الفر-بيتا-جاموف"
    (Alpher-Bethe-Gamow theory‏)


    4 -
    تمدد الكون



    قد تكون بداية التأكيد العملي لنظرية الانفجار العظيم قد بدأت مع رصد الفلكي الأمريكي إدوين هابل للمجرات ومحاولة تعيين بُعد هذه المجرات عن الأرض مستخدما مفهوم لمعان النجوم الذي يتعلق بتألق النجوم وبعدها عنا. أمر آخر يمكن تحديده بالنسبة للنجوم هو تحليل طيف الضوء الصادرعن النجم عن طريق موشور، فكل جسم غير شفاف عند تسخينه يصدر ضوءا مميزا يتعلق طيفه فقط بدرجة حرارة هذا الجسم، إضافة لذلك نلاحظ ان بعض الألوان الخاصة قد تختفي من نجم لآخر حسب العناصر المكونة لهذا النجم. لذلك فعند دراسة الأطياف الضوئية للنجوم الموجودة في مجرة درب التبانة، نلاحظ فقدانا للألوان المتوقعة في الطيف بما يتوافق مع التركيب المادي لمجرة درب التبانة، لكن هذه الاطياف ظهرت منزاحة نحو الطرف الأحمر من الطيف. الأمر الذي يذكرنا بظاهرة دوبلر. في ظاهرة دوبلر يختلف التواتر للأمواج الصادرة عن منبع موجي ما باختلاف شدة وسرعة هذا المصدر، فمثلا السيارة التي تقترب باتجاهك تكون ذات صوت عالي حاد (تواتر مرتفع) لكن نفس السيارة تصبح ذات صوت أجش (تواتر منخفض) بعد أن تجتازك وتبدأ بالابتعاد عنك. فتواترات الأمواج الصوتية تختلف حسب سرعة المصدر وسرعة الصوت في الهواء والاتجاه بينك وبين المصدر، لأنه في حالة اقتراب المصدر منك (الراصد) يصلك شيئا فشيئا مقدار أكبر من الأمواج فترصد تواترا أعلى لأمواج الصوت لكن حينما يبتعد المصدر عنك تتلقى تواترا منخفضا. ينطبق نفس هذا المبدأ على الأمواج الضوئية ايضا، فإذا كان المنبع الضوئي يبتعد عنا فهذا يعني أن تواترات الأمواج المستقبلة ستكون أقل، أي منزاحة نحو الأحمر، أما إذا كان المنبع يقترب فستكون الأمواج الضوئية المستقبلة منزاحة نحو الأزرق (البنفسجي). التصور البدئي كان يعتقد أن المجرات تتحرك عشوائيا وبالتالي كان التوقع ان عدد الانزياحات نحو الأحمر سيساوي الانزياحات نحو الأزرق وسيكون المحصلة معدومة (لا إنزياح) لكن رصد هابل بجدولة أبعاد المجرات ورصد اطيافها مثبتا أن جميع المجرات تسجل انزياحا نحو الأحمر أي أن جميع المجرات تبتعد عنا، وأكثر من ذلك فأن مقدار الانزياح نحو الأحمر (الذي يعبر هنا عن سرعة المصدر الضوئي أي المجرة) لا يختلف عشوائيا بين المجرات بل يتناسب طردا مع بُعد المجرة عن الأرض، أي أن سرعة ابتعاد المجرات عن الأرض تتناسب مع بعدها عن الأرض. لذلك فالعالم ليس ساكنا كما كان الاعتقاد سائدا وإنما آخذ في الاتساع. كانت مفاجأة أذهلت العديد من العلماء. ورغم أن ظاهرة التثاقل الموجودة في الكون كانت كافية لتدلنا أن الكون لا يمكن ان يكون سكونيا بل يجب أن يتقلص تحت تأثير ثقالته ما لم يكن أساسا متوسعا أو يملك قوة مضادة للجاذبية، فإن نيوتن لم يناقش هذه الحالة وحتى أينشتاين رفض فكرة كون غير سكوني حتى أنه أضاف ثابتا كونيا يعاكس الثقالة ليحصل على كون سكوني. كان العالم الوحيد الذي قبل بنظرية النسبية العامة كما هي وذهب بها إلى مداها كان البروفيسور "ألكسندر فريدمان" الذي وضع فرضيتين بسيطتين:
    1 - الكون متماثل في جميع مناحيه. جميع نقاط الرصد متشابهة ويبدو منها الكون بنفس حالة التماثل
    (فلا أفضلية لموقع رصد على آخر). نتيجة ذلك حصل فريدمان على ثلاثة نماذج تناقش حركية الكون
    وإمكانيات توسعه وتقلصه.
    2 - إشعاع الخلفية الميكروني الكوني في شركة "بل" للاتصالات كان العالمان "بنزياس وويلسون" يختبران كاشفا للأمواج السنتيمترية (أمواج كهرطيسية تواترها عشرة مليارات في الثانية وهي نفسها موجات ال (ميكروويف)، وكانت المشكلة ان جهازهما كان يستقبل إشعاعات مشوشة أكثر مما ينبغي، وكانت الإشعاعات المشوشة أشد عندما يكون الجهاز في وضع شاقولي منها عندما تكون في وضع أفقي، أما فرق الشدة بين الوضع الشاقولي وجميع الاتجاهات الأفقية فكان ثابتا. كان هذا يعني أن مصدر هذا الإشعاع من خارج الأرض، وأنه لا يتأثر بحالات الليل والنهار ولا اختلاف الفصول مما يعني أيضا أنه من خارج المجموعة الشمسية، وحتى خارج مجرتنا، وإلا فإن حركة الأرض تغير جهة الجهاز ومن المفروض ان تغير شدة الإشعاع المشوش. كان هذا الإشعاع غريبا في تماثله في جميع نقاط العالم المرصود فهو لا يتغير من جهة رصد لأخرى ولا من نقطة لأخرى. كان ديك وبيبلز من جهة أخرى يدرسان اقتراح غاموف (تلميذ فريدمان) والذي يقول أن العالم بما أنه كان عبارة عن جسم ساخن وكثيف جدا ومشع في بداية أمره فإن إشعاعه لا بد أنه باق إلى الآن، كما أن توسع الكون لا بد أن ينزاح نحو الأحمر (مفعول دوبلر) وان يصبح بشكل إشعاع سنتمتري. عندئذ أدرك العالمان بنزياس وويلسون ان ما رصداه ما هو إلا بقايا إشعاع الكون البدئي الذي أطلق عليه لاحقا اسم : إشعاع الخلفية الكونية الميكروي cosmic microwave background radiation وهي أشعة كهرطيسية توجد في جميع اركان الكون بنفس الشدة والتوزيع وهي تعادل درجة حرارة 72.2 كلفن اي حوالي 270.7 درجة مئوية تحت الصفر. عندما نشاهد السماء بالمقراب نرى مسافات واسعة بين النجوم والمجرات يغلبها السواد، وهذا ما نسميه الخلفية الكونية. ولكن عندما نترك المنظار الذي نرصد به الضوء المرئي، ونمسك بمقراب يستطيع تحسس الموجات الراديوية، يصور لنا ضوءا خافتا يملأ تلك الخلفية، وهو لا يتغير من مكان إلى مكان وإنما منتشر بالتساوي في جميع أركان الكون وتوجد قمة هذا الإشعاع في حيز طول موجة 9و1 مليمتر وتعادل 160 مليار هرتز (160 GHz). وسجل هذا الإكتشاف باسم الباحثان "أرنو بنزياس" وزميله "روبرت ويلسون" وكان ذلك في عام 1964، ومنح العالمان جائزة نوبل للفيزياء عام 1978.
    تفسير الظاهرة
    يفسر نموذج الانفجارالعظيم تلك الاشعة، فعندما كان الكون صغيرا جدا وقبل تكون النجوم والمجرات كان شديد الحرارة جدا وكان يملأه دخان ساخن جدا موزعا توزيعا متساويا في جميع أنحائه، ومكونات هذا الدخان كانت بلازما الهيدروجين، أي بروتونات وإلكترونات حرة من شدة الحرارة وعظم الطاقة التي تحملها. وبدأ الكون يتمدد ويتسع فبدأت بالتالي درجة حرارة البلازما تنخفض، إلى الحد الذي تستطيع فيه البروتونات الاتحاد مع الإلكترونات مكونة ذرات الهيدروجين، واصبح الكون مضيئا وانتهت فترة الظلمه، وكانت الفوتونات الموجودة تنتشر في جميع الأرجاء إلا أن طاقتها بدأت تضعف حيث يملأ نفس عددالفوتونات الحجم المتزايد بسرعة للكون، وهذه الفوتونات هي التي تشكل اليوم إشعاع الخلفية الصغروي الكوني. وأنخفضت درجة حرارتها عبر نحو 7و13 مليار من السنين هي العمر المقدر فلكيا للكون

    5 - نماذج فريدمان




    استنتج فريدمان من فرضيتيه نموذجا واحدا يتحدث عن كون يتوسع مثل البالون، بحيث أن جميع البقع على سطح البالون تبتعد عن بعضها البعض، ونلاحظ هنا انه لا يوجد في هذا النموذج أي مركز فلا يوجد أي شيء داخل البالون على افتراض عدم وجود جدار المطاط في البالون اي ليست له حدود خارجيه، والكون شبيه من هذا البالون المتوسع. يتحدث نموذج فريدمان أيضا عن كون يتوسع بمعدل بطيء بحيث يصل إلى مرحلة توازن ثم يبدأ التثاقل بتقليص الكون ليعود إلى حالته البدائية ومادته شديدة الكثافة (في البداية تتزايد المسافات بين المجرات حتى حد أعلى ثم تبدأ بالتناقص بفعل الجاذبية لتعود المجرات إلى التلاصق من جديد، كما ان هذا النموذج يدعمه أيضا انزياح طيف المجرات نحو الأحمر بشكل متناسب مع بعد المجرات عنا (و هذا يتلائم مع نتائج رصد هابل). في عام 1935 أوجد الأمريكي روبرتسون والبريطاني وولكر نموذجان إضافيان انطلاقا من فرضيتي فريدمان نفسهما، في هذين النموذجين يبدأ الكون بالتوسع من حالة كثيفة جدا بمعدل توسع عال جدا لدرجة أن التثاقل لا يمكنه إيقاف هذا التوسع فيستمر التوسع إلى ما لا نهاية (استمرار زيادة المسافات بين المجرات)، في الحالة الأخرى يبدأ الكون بالتوسع بمعدل متوسط إلى أن يصل لمرحلة يتوازن بها التوسع مع التقلص الثقالي فيصبح في حالة ثابته لا تتوسع ولا تتقلص
    (تصل المسافات بين المجرات إلى قيمة ثابتة لا تتغير بعدها).


    6 - تاريخ الانفجار العظيم






    تطورت نظرية الانفجار العظيم من ملاحظات واعتبارات نظرية. الملاحظات الأولى كانت واضحة منذ زمن وهي ان السدم اللولبية (spiral nebulae‏) تبتعد عن الأرض، لكن من سجل هذه الملاحظات لم يذهب بعيدا في تحليل هذه النتائج. ففي عام 1927 قام الكاهن البلجيكي جورج لاميتير Georges Lemaître باشتقاق معادلات فريدمان-ليمايتري-روبرتسون-ووكر انطلاقا من نظرية آينشتاين العامة واستنتج بناء على تقهقر المجرات الحلزونية أن الكون قد بدأ من انفجار "ذرة بدائية" او "بيضة كونية" والتي تمتاز بالكثافة اللا نهائية ودرجة الحرارة العظيمة جدا والتي هي أسخن من مليون مليون مليون درجة حرارة نواة الشمس، وهذا ما دعي لاحقا بالانفجار العظيم
    (Big Bang‏). في عام 1929، أثبت إدوين هابل نظرية ليمايتري بإعطاء دليل رصدي للنظرية. اكتشف هابل أن المجرات تبتعد وتتراجع نسبة إلى الأرض في جميع الاتجاهات وبسرع تتناسب طردا مع بعدها عن الأرض، هذا ما عرف لاحقا باسم قانون هابل. حسب المبدأ الكوني cosmological principle فإن الكون لا يملك إتجاها مفضلا ولا مكانا مفضلا لذلك كان استنتاج هابل ان الكون يتوسع بشكل معاكس تماما لتصور آينشتاين عن كون ساكن static universe تماما.


    7 - مراحل تطور الانفجار



    الكون ألبدئي كان مملوءا بشكل متجانس بكثافة طاقية عالية ودرجات حرارة وضغط عاليين. يقوم الكون بالتوسع والتبرد (كنتيجة لتوسعه) ليمر بمرحلة انتقال طور phase transition مماثلة لتكاثف البخار أو تجمد الماء عند تبرده، لكنها هنا انتقال طور للجسيمات الأولية. تقريبا بعد 10−35 ثانية من فترة بلانك يؤدي الانتقال ألطوري إلى خضوع الكون لنمو أسي خلال مرحلة تدعى التوسع الكوني. بعد توقف التوسع، تكون المكونات المادية للكون بشكل بلازما كوارك. و في حين يستمر الكون بالتوسع تستمر درجة الحرارة بالانخفاض. عند درجة حرارة معينة، يحدث انتقال غير معروف لحد الآن يدعى تخليق باريوني baryogenesis، حيث يتم اندماج الكوراكات والباريونات معا لإنتاج باريونات مثل البروتونات والنيترونات، منتجا أحيانا لا تناظر الملاحظ بين المادة والمادة المضادة. درجات حرارة أكثر انخفاضا بعد ذلك تؤدي للمزيد من انتقالات الأطوار الكاسرة للتناظر التي تنتج القوى الحالية في الفيزياء والجسيمات الأولية كما هي حاليا. يؤمن المسلمون بأن الله هو خالق الكون من العدم، إلا أنهم لا يرفضون نظرية الانفجار الكبير لاعتقادهم أنه أشير إليها في القرآن، فيم يعرف بالإعجاز العلمي في القرآن. قال الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنّ السماوات وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا، وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُون}
    [الأنبياء: الآية 30]. أشار الله في الآية إلى أن السماء والأرض كانتا ملتئمتين، أي كتلة واحدة ففتقهما فتقا. جاء في كتاب حقائق علمية في القرآن الكريم: «أن الكون في القديم كان في حالة الرتق وكان عبارة عن جرم صغير ثم حدث انفجار عظيم أو فتق الرتق بالاستشهاد بالآية السابقة وبدأ بالتوسع وسرعته تقارب سرعة الضوء فقال تعالى : {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون}[الذاريات: الآية47] يختلف العلماء في هذا الوضع فمنهم من يقول أن الكون مفتوح وسيبقى يتسع لما لا نهاية. منهم من يقول أنه منغلق بمعنى أنه يفقد من قوة الدفع إلى الخارج باستمرار حتى تتوقف عملية الاتساع وحينئذ تبدأ قوى الجاذبية في لم أطراف الكون في عملية معاكسة لعملية انفجار الكون وتمدده يسميها العلماء (عملية الانسحاق الشديد) أو عملية (رتق الفتق) تقوم بإعادة الكون إلى حالة الجرم الابتدائي الأول الذي بدأ منه الخلق ونحن معشر المسلمين ننتصر لتلك النظرية، ونرتقي بها إلى مقام الحقيقة وذلك انطلاقا من قول الحق تبارك وتعالى:
    {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}[الأنبياء: الآية 104]


    8 - مقياس المسافات الكونية


    اصطلح الفلكيون على استخدام (السنة الضوئية) لقياس المسافات بين الكواكب والمجرات، وتعرف " السنة الضوئية " بالمسافة التي تقطعها أشعة الضوء في السنة الواحدة فإذا عرفنا أن سرعة الضوء تبلغ
    (300 ألف كيلو متر في الثانية) فإن ذلك يعني أن السنة الضوئية تساوي مسافة
    (9400 مليار كيلو متر), ولضرب مثال على ذلك فإن المسافة بين الأرض والشمس تقارب
    (150 مليون كيلو متر) وهذا يعني أن أشعة الشمس تستغرق ثماني دقائق وربع الدقيقة للوصول إلى الأرض. ويبلغ قطر مجرتنا 100 الف سنة ضوئية، واقرب المجرات الى مجرتنا هي مجرة المراة المسلسلة وتبعد 2،5 مليون سنة ضوئية، ويبلغ قطر المنظور حوالي 300 مليار سنة ضوئية، وبعد ذلك لا ندري ماذا يوجد، حيث لا نرى سوى مجرات ومجرات بحجم راس الدبوس نظرا لبعدها السحيق عنا !!!!!
    يتبع ....


  • #2
    رد: المعلومات الفلكية

    بالنسبة لمراحل نشأه الكون ليست سوا اجتهادات علمية فحقيقة هذا الشي وخلق الكون علمة عند الله لكن العلم يتطور





    تعليق


    • #3
      رد: المعلومات الفلكية



      اليوم مع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي فى القرآن والسنة



      وتفسير للاية الكريمة فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ﴿15﴾ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ﴿16﴾ ( سورة التكوير )
      المدلول اللغوي لهاتين الآيتين الكريمتين‏:‏ أقسم قسما مؤكدا بالخنس الجوار الكنس‏,‏ والسؤال الذي يتبادر إلي الذهن هو‏:‏ ما هي هذه الخنس الجوار الكنس التي أقسم بها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ هذا القسم المؤكد‏,‏ وهو‏(‏ تعالي‏)‏ غني عن القسم؟ وقبل الإجابة علي هذا التساؤل لابد لنا‏ :‏
      أولا‏ :‏ من التأكيد علي حقيقة قرآنية مهمة مؤداها أن الآية أو الآيات القرآنية التي تتنزل بصيغة القسم تأتي بمثل هذه الصياغة المؤكدة من قبيل تنبيهنا إلي عظمة الأمر المقسوم به‏,‏ وإلي أهميته في انتظام حركة الكون‏,‏ أو في استقامة حركة الحياة أو فيهما معا‏,‏ وذلك لأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ غني عن القسم لعباده‏.
      ثانيا‏:‏ أن القسم في القرآن الكريم بعدد من الأمور المتتابعة لا يستلزم بالضرورة ترابطها‏,‏ كما هو وارد في سورة التكوير‏,‏ وفي العديد غيرها من سور القرآن الكريم من مثل سور الذاريات‏,‏ الطور‏,‏ القيامة‏,‏ الانشقاق‏,‏ البروج‏,‏ الفجر‏,‏ البلد‏,‏ الشمس‏,‏ والعاديات‏,‏ ومن هنا كانت ضرورة التنبيه علي عدم لزوم الربط بين القسم الأول في سورة التكوير‏:‏ فلا أقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس والقسم الذي يليه في الآيتين التاليتين مباشرة حيث يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ والليل إذا عسعس‏*‏ والصبح إذا تنفس‏*‏ ‏(‏ التكوير‏:18,17)‏ وهو ما فعله غالبية المفسرين للأسف الشديد‏,‏ فانصرفوا عن الفهم الصحيح لمدلول هاتين الآيتين الكريمتين‏.
      ثالثا‏:‏ تشهد الأمور الكونية المقسوم بها في القرآن الكريم للخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بطلاقة القدرة‏,‏ وكمال الصنعة‏,‏ وتمام الحكمة‏,‏ وشمول العلم‏,‏ ومن هنا فلابد لنا من إعادة النظر في مدلولاتها كلما اتسعت دائرة المعرفة الانسانية بالكون ومكوناته‏,‏ وبالسنن الإلهية الحاكمة له حتي يتحقق وصف المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ للقرآن الكريم بأنه‏:‏ لا تنتهي عجائبه‏,‏ ولا يخلق علي كثرة الرد‏,‏ وحتي يتحقق لنا جانب من أبرز جوانب الإعجاز في كتاب الله وهو ورود الآية أو الآيات في كلمات محدودة يري فيها أهل كل عصر معني معينا‏,‏ وتظل هذه المعاني تتسع باتساع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد‏,‏ وليس هذا لغير كلام الله‏.‏
      رابعا‏:‏ بعد القسم بكل من الخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس يأتي جواب القسم‏:‏ إنه لقول رسول كريم ‏(‏ التكوير‏:19)‏ ومعني جواب القسم أن هذا القرآن الكريم ـ ومنه الآيات الواردة في مطلع سورة التكوير واصفة لأهوال القيامة‏,‏ وما سوف يصاحبها من الأحداث والانقلابات الكونية التي تفضي إلي إفناء الخلق‏,‏ وتدمير الكون‏,‏ ثم إعادة الخلق من جديد ـ هو كلام الله الخالق الموحي به إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بواسطة ملك من ملائكة السماء المقربين‏,‏ عزيز علي الله‏(‏ تعالي‏),‏ وهذا الملك المبلغ عن الله الخالق هو جبريل الأمين‏(‏ عليه السلام‏),‏ ونسبة القول إليه هو باعتبار قيامه بالتبليغ إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏
      خامسا‏:‏ إن هذا القسم القرآني العظيم جاء في سياق التأكيد علي حقيقة الوحي الإلهي الخاتم الذي نزل إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه أجمعين وعلي من تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏),‏ والذي جاء للناس كافة لينقلهم من ظلمات الكفر والشرك والضلال إلي نور التوحيد الخالص لله الخالق بغير شريك ولا شبيه ولا منازع‏,‏ ومن فوضي وحشية الإنسان إلي ضوابط الايمان وارتقائها بكل ملكات الإنسان إلي مقام التكريم الذي كرمه به الله‏,‏ ومن جور الأديان إلي عدل الرحمن‏,‏ كما جاء هذا القسم المؤكد بشيء من صفات الملك الذي حمل هذا الوحي إلي خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وعلي شيء من صفات هذا النبي الخاتم الذي تلقي الوحي من ربه‏,‏ وحمله بأمانة إلي قومه‏,‏ رغم معاندتهم له‏,‏ وتشككهم فيه‏,‏ وادعائهم الكاذب عليه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ تارة بالجنون‏ وهو المشهود له منهم برجاحة العقل وعظيم الخلق‏,‏ وأخري بأن شيطانا يتنزل عليه بما يقول‏ وهو المعروف بينهم بالصادق الأمين‏,‏ وذلك انطلاقا من خيالهم المريض الذي صور لهم أن لكل شاعر شيطانا يأتيه بالنظم الفريد‏,‏ وأن لكل كاهن شيطانا يأتيه بالغيب البعيد‏.‏ وقد تلقي رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كل ذلك الكفر والجحود والاضطهاد بصبر وجلد واحتساب حتي كتب الله تعالي له الغلبة والنصر فأدي الأمانة‏,‏ وبلغ الرسالة‏,‏ ونصح البشرية‏,‏ وجاهد في سبيل الله حتي أتاه اليقين‏.‏ وتختتم سورة التكوير بالتأكيد علي أن القرآن الكريم هو ذكر للعالمين وأن جحود بعض الناس له‏,‏ وصدهم عنه‏,‏ وإيمان البعض الآخر به وتمسكهم بهديه هي قضية شاء الله تعالي أن يتركها لاختيار الناس وفقا لارادة كل منهم‏,‏ مع الايمان بأن هذه الإرادة الانسانية لا تخرج عن مشيئة الله الخالق الذي فطر الناس علي حب الايمان به‏,‏ ومن عليهم بتنزل هدايته علي فترة من الرسل الذين تكاملت رسالاتهم في هذا الوحي الخاتم الذي نزل به جبريل الأمين علي قلب النبي والرسول الخاتم‏ (‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وأنه علي الرغم من كل ذلك فإن أحدا من الناس ـ مهما أوتي من أسباب الذكاء والفطنة ـ لا يقدر علي تحقيق الاستقامة علي منهج الله تعالي إلا بتوفيق من الله‏.‏ وهذه دعوة صريحة إلي الناس كافة ليطلبوا الهداية من رب العالمين في كل وقت وفي كل حين‏.‏ والقسم بالأشياء الواردة بالسورة هو للتأكيد علي أهميتها لاستقامة أمور الكون وانتظام الحياة فيه‏,‏ وعلي عظيم دلالاتها علي طلاقة القدرة الإلهية التي أبدعتها وصرفت أحوالها وحركاتها بهذه الدقة المبهرة والاحكام العظيم‏.‏
      الخنس الجوار الكنس في اللغة العربية :
      جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس‏(‏ المتوفي سنة‏395‏ هـ‏),‏ تحقيق عبدالسلام هارون‏(‏ الجزء الخامس‏,‏ الطبعة الثانية‏1972‏ م‏,‏ ص‏141,‏ ص‏223)‏ وفي غيره من معاجم اللغة تعريف لغوي للفظي الخنس والكنس يحسن الاستهداء به في فهم مدلول الخنس الجوار الكنس كما جاءا في آيتي سورة التكوير علي النحو التالي‏:‏
      أولا‏ :‏ الخنس‏ الخاء والنون والسين أصل واحد يدل علي استخفاء وتستر‏,‏ قالوا‏:‏ الخنس الذهاب في خفيه‏,‏ يقال خنست عنه‏,‏ وأخنست عنه حقه‏.‏ والخنس‏:‏ النجوم تخنس في المغيب‏,‏ وقال قوم‏:‏ سميت بذلك لأنها تخفي نهارا وتطلع ليلا‏,‏ والخناس في صفة الشيطان‏,‏ لأنه يخنس إذا ذكر الله تعالي‏,‏ ومن هذا الباب الخنس في الأنف انحطاط القصبة‏,‏ والبقر كلها خنس‏.‏
      ومعني ذلك أن الخنس جمع خانس أي مختف عن البصر‏,‏ والفعل خنس بمعني استخفي وتستر‏,‏ يقال خنس الظبي إذا اختفي وتستر عن أعين المراقبين‏.‏ والخنوس يأتي أيضا بمعني التأخر‏,‏ كما يأتي بمعني الانقباض والاستخفاء‏.‏ وخنس بفلان وتخنس به أي غاب به‏,‏ وأخنسه أي خلفه ومضي عنه‏.‏
      ثانيا‏:‏ الجوار‏ أي الجارية‏.(‏ في أفلاكها‏)‏ وهي جمع جارية‏,‏ من الجري وهو المر السريع‏.‏
      ثالثا‏:‏ الكنس‏:‏ ‏(‏ كنس‏)‏ الكاف والنون والسين تشكل أصلين صحيحين‏,‏ أحدهما يدل علي سفر شئ عن وجه شئ وهو كشفه والأصل الآخر يدل علي استخفاء‏,‏ فالأول كنس البيت‏,‏ وهو سفر التراب عن وجه أرضه‏,‏ والمكنسه آلة الكنس‏,‏ والكناسة مايكنس‏.‏ والأصل الآخر‏:‏ الكناس‏:‏ بيت الظبي‏,‏ والكانس‏:‏ الظبي يدخل كناسه‏,‏ والكنس‏:‏ الكواكب تكنس في بروجها كما تدخل الظباء في كناسها‏,‏ قال أبو عبيدة‏:‏ تكنس في المغيب‏.‏ وقيل الكنس جمع كانس‏(‏ أي قائم بالكنس‏)‏ أو مختف من كنس الظبي أي دخل كناسه وهو بيته الذي يتخذه من أغصان الشجر‏,‏ وسمي كذلك لأنه يكنس الرمل حتي يصل إليه‏.‏ وعندي أن الكنس هي صيغة منتهي الجموع للفظة كانس أي قائم بعملية الكنس‏,‏ وجمعها كانسون‏,‏ أو للفظة كناس وجمعها كناسون‏,‏ والكانس والكناس هو الذي يقوم بعملية الكنس‏(‏ أي سفر شيء عن وجه شيء آخر‏,‏ وإزالته‏),‏ لأنه لا يعقل أن يكون المعني المقصود في الآية الكريمة للفظة الكنس هي المنزوية المختفية وقد استوفي هذا المعني باللفظ الخنس‏,‏ ولكن أخذ اللفظتين بنفس المعني دفع بجمهور المفسرين إلي القول بأن من معاني فلا أقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏*:‏ أقسم قسما مؤكدا بالنجوم المضيئة التي تختفي بالنهار وتظهر بالليل وهو معني الخنس‏,‏ والتي تجري في أفلاكها لتختفي وتستتر وقت غروبها كما تستتر الظباء في كناسها‏ (‏ أي مغاراتها‏)‏ وهو معني الجوار الكنس‏,‏



      قال القرطبي‏:‏ هي النجوم تخنس بالنهار‏,‏ وتظهر بالليل‏,‏ وتكنس وقت غروبها أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار وهو الكناس‏,‏ وقال مخلوف‏:‏ أقسم الله تعالي بالنجوم التي تخنس بالنهار أي يغيب ضوؤها فيه عن الأبصار مع كونها فوق الأفق‏,‏ وتظهر بالليل‏,‏ وتكنس أي تستتر وقت غروبها أي نزولها تحت الأفق كما تكنس الظباء في كنسها‏..‏



      وقال بعض المتأخرين من المفسرين‏:‏ هي الكواكب التي تخنس أي ترجع في دورتها الفلكية‏,‏ وتجري في أفلاكها وتختفي‏.‏



      ومع جواز هذه المعاني كلها إلا أني أري الوصف في هاتين الآيتين الكريمتين‏:‏ فلا أقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏*.‏ ينطبق انطباقا كاملا مع حقيقة كونية مبهرة تمثل مرحلة خطيرة من مراحل حياة النجوم يسميها علماء الفلك اليوم باسم الثقوب السود ‏(Black Holes).‏ وهذه الحقيقة لم تكتشف إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏,‏ وورودها في القرآن الكريم الذي أنزل قبل ألف وأربعمائة سنة بهذه التعبيرات العلمية الدقيقة علي نبي أمي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ في أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين‏,‏ هي شهادة صدق علي أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته‏,‏ وعلي أن سيدنا محمدا بن عبدالله كان موصولا بالوحي‏,‏ معلما من قبل خالق السماوات والأرض‏,‏ وأنه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ما كان ينطق عن الهوي‏,‏ إن هو إلا وحي يوحي‏.‏



      الخنس الجوار الكنس في نظر بعض الفلكيين المسلمين المعاصرين:
      يري بعض الفلكيين المسلمين المعاصرين في الوصف القرآني‏:‏ الخنس الجواري الكنس أنه وصف للمذنبات ‏Comets وهي أجرام سماوية ضئيلة الكتلة‏ لا تكاد تصل كتلتها إلي واحد من المليون من كتلة الأرض‏ ولكنها مستطيلة بذنبها إلي ما قد يصل إلي‏ 150‏ مليون كيلو متر مما يجعلها أكبر أجرام المجموعة الشمسية‏,‏ حيث تتحرك في مدارات حول الشمس‏,‏ بيضاوية تقع الشمس في أحد طرفيها ونحن نراها كلما اقتربت من الشمس‏,‏ وهذه المدارات لا تتبع قوانين الجاذبية بدقة‏,‏ وتتميز بشئ من اللامركزية‏,‏ وبميل أكبر علي مستوي مدار الأرض‏,‏ مما يجعل المذنبات تظهر وتختفي بصورة دورية علي فترات تطول وتقصر‏.‏ والمذنبات تتكون أساسا من خليط من الثلج والغبار‏,‏ وللمذنب رأس وذنب‏,‏ وللرأس نواة يبلغ قطرها عدة كيلو مترات قليلة عبارة عن كرة من الثلج والغبار تحيط بها هالة من الغازات والغبار‏,‏ وتحيط بالهالة سحابة من غاز الإيدروجين قد يصل قطرها إلي مليون كيلو متر‏.‏ والغبار المكون للمذنبات شبيه في تركيبه الكيميائى والمعدني بتركيب بعض النيازك‏,‏ وأما الثلج فهو خليط من ثلج كل من الماء‏,‏ وثاني أكسيد الكربون‏,‏ والأمونيا‏,‏ والميثين‏.‏ وبالتفاعل مع كل من أشعة الشمس والرياح الشمسية يندفع من رأس المذنب ذيل من الغازات والأبخرة والغبار قد يصل طوله إلي‏150‏ مليون كيلو متر‏,‏ ومن هنا كانت التسمية بالمذنبات‏,‏ وللكثير من المذنبات ذيلان أحدهما ترابي ويبدو أصفر اللون في أشعة الشمس‏,‏ والآخر مكون من غازات متأينة في حالة البلازما‏
      ( أليكترونات وأيونات‏) ويبدو أزرق اللون في أشعة الشمس‏,‏ والذنب الغازي يندفع بفعل الرياح الشمسية في خط مستقيم خلف رأس المذنب بينما ينعقف منثني الذنب الترابي بلطف خلف رأس المذنب إلي أعلي‏,‏ وهذان الذنبان قد يتواجدان معا أو يتواجد أحدهما في المذنب الواحد‏,‏ في عكس اتجاه أشعة الشمس بانحراف قليل نظرا لدوران نواة رأس المذنب‏ (‏ التي تتراوح كتلتها بين مائة مليون‏,‏ وعشرة مليون مليون طن‏)‏ وللمذنب مجال مغناطيسي ثابت علي طوله‏.‏ ووجه الشبه الذي استند إليه هذا النفر من الفلكيين المسلمين المعاصرين بين المذنبات والوصف القرآني الخنس الجواري الكنس هو أن المذنب يقضي فترة تتراوح بين عدة أيام وعدة شهور مجاورا للشمس في زيارة خاطفة‏,‏ فيظهر لنا بوضوح وجلاء ولكنه يقضي معظم فترة دورانه بعيدا عن الشمس فيختفي عنا تماما ويستتر‏,‏ فإذا ما اقترب من الشمس ظهر لنا وبان‏,‏ ولكن سرعان ما يقفل راجعا حتي يختفي تماما عن الأنظار‏,‏ واعتبروا ذلك هو الخنوس‏,‏ ولكن الوصف القرآني بالخنس يعني الاختفاء الكامل‏,‏ ولا يعني الظهور ثم الاختفاء‏.‏ ‏
      (The Missing Mass in the universe)‏


      ما هي الثقوب السوداء ؟‏ :‏



      يعرف الثقب الاسود بأنه أحد أجرام السماء التي تتميز بكثافتها الفائقة وجاذبيتها الشديدة بحيث لا يمكن للمادة ولا لمختلف صور الطاقة ومنها الضوء أن تفلت من اسرها‏,‏ ويحد الثقب الاسود سطحا يعرف باسم أفق الحدث ‏,‏ وكل ما يسقط داخل هذا الأفق لا يمكنه الخروج منه‏,‏ أو إرسال أية إشارة عبر حدوده‏.‏ وقد أفادت الحسابات النظرية في الثلث الاول من القرن العشرين إلي إمكانية وجود مثل هذه الأجرام السماوية ذات الكثافات الفائقة والجاذبية الشديدة‏‏ كارل شفارز تشايلد‏ 1916‏ م‏,‏ روبرت أوبنهاير إلا أنها لم تكتشف إلا في سنة‏1971,‏ بعد اكتشاف النجوم النيوترونية بأربع سنوات ففي خريف سنة‏1967‏ م أعلن الفلكيان البريطانيان توني هيويش ‏Tony Hewish وجوسلين بل ‏Jocelyn Bell عن اكتشافهما لأجرام سماوية صغيرة الحجم‏ بأقطار في حدود ‏16‏ كيلو متر‏ تدور حول محورها بسرعات مذهلة بحيث تتم دورتها في فترة زمنية تتراوح بين عدد قليل من الثواني إلي اجزاء لاتكاد تدرك من الثانية الواحدة وتصدر موجات راديوية منتظمة أكدت أن تلك الأجرام هي نجوم نيوترونية Neutron Stars ذات كثافة فائقة تبلغ بليون طن للسنتيمتر المكعب‏.‏ وفي سنة‏1971‏ م اكتشف علماء الفلك أن بعض النجوم العادية تصدر وابلا من الاشعة السينية‏,‏ ولم يجدوا تفسيرا علميا لذلك إلا وقوعها تحت تأثير أجرام سماوية غير مرئية ذات كثافات خارقة للعادة‏,‏ ومجالات جاذبية عالية الشدة‏,‏ وذلك لأن النجوم العادية ليس في مقدورها إصدار الأشعة السينية من ذاتها‏,‏ وقد سميت تلك النجوم الخفية باسم الثقوب السود ‏Black holes وقد سميت بالثقوب لقدرتها الفائقة علي ابتلاع كل ما تمر به أو يدخل في نطاق جاذبيتها من مختلف صور المادة والطاقة من مثل الغبار الكوني والغازات والاجرام السماوية المختلفة‏,‏ ووصفت بالسواد لأنها معتمة تماما لعدم قدرة الضوء علي الإفلات من مجال جاذبيتها علي الرغم من سرعته الفائقة المقدرة بحوالي الثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية ‏299792,458‏ كم‏/‏ ث‏ وقد اعتبرت الثقوب السود مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم وهي المرحلة التي قد تسبق انفجارها وعودة مادتها الي دخان السدم دون ان يستطيع العلماء حتي هذه اللحظة معرفة كيفية حدوث ذلك‏.‏

      كيف تتكون الثقوب السوداء ؟



      تعتبر الثقوب السود كما ذكرنا من قبل مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم‏,‏ ولكي نفهم كيفية تكونها لابد لنا من معرفة المراحل السابقة في حياة تلك النجوم‏.‏ والنجوم هي أجرام سماوية غازية التركيب في غالبيتها‏,‏ شديدة الحرارة‏,‏ ملتهبة‏,‏ مضيئة بذاتها‏,‏ يغلب علي تركيبها غاز الايدروجين الذي يكون أكثر من‏74%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ والذي تتحد ذراته مع بعضها البعض في داخل النجوم بعملية تعرف باسم الاندماج النووي ‏(Nuclear Fusion)‏ مطلقة الطاقة الهائلة ومكونة عناصر أعلي في وزنها الذري من الأيدورجين‏(‏ أخف العناصر المعروفة لنا علي الإطلاق وأبسطها من ناحية البناء الذري ولذلك يوضع في الخانة رقم واحد في الجدول الدوري للعناصر التي يعرف منها اليوم‏ 105‏ عنصرا‏)‏ والنجوم تتخلق ابتداء من الغبار‏(‏ الدخان‏)‏ الكوني الذي يكون السدم‏,‏ وينتشر في فسحة السماء ليملأها وتتكون النجوم في داخل السدم بفعل دوامات عاتية تؤدي الي تجاذب المادة تثاقليا وتكثفها علي ذاتها حتي تتجمع الكتلة اللازمة لتخليق النجم‏,‏ وتبدأ عملية الاندماج النووي فيه‏,‏ وتنطلق منه الطاقة وينبعث الضوء‏,‏ وبعد الميلاد تمر النجوم بمراحل متتابعة من الطفولة فالشباب فالشيخوخة والهرم علي هيئة ثقب أسود يعتقد ان مصيره النهائي هو الانفجار والتحول الي الدخان مرة أخري‏,‏ وإن كنا لا ندري حتي هذه اللحظة كيفية حدوث ذلك‏,‏ ومن المراحل المعروفة لنا في دورة حياة النجوم ما يعرف باسم نجوم النسق العادي ‏
      (Main Sequence Stars)‏ والعمالقة الحمراء ‏(Red Giants),‏ والأقزام البيضاء (White Dwarfs),‏ والأقزام السوداء ‏(Black Dwarfs)‏ والنجوم النيوترونية ‏(Neutron Stars),‏
      والثقوب السوداء ‏(Black Holes)




      فعندما تبدأ كمية الإيدروجين بداخل النجم في التناقص نتيجة لعملية الاندماج النووي‏,‏ وتبدأ كمية الهيليوم الناتجة عن تلك العملية في التزايد تبدأ طاقة النجم في الاضمحلال تدريجيا وترتفع درجة حرارة قلب النجم إلي عشرة ملايين درجة كلفن‏(‏ الصفر المئوي يساوي‏273‏ درجة كلفن‏)‏ مؤديا بذلك إلي بدء دورة جديدة من عملية الاندماج النووي وإلي انبعاث المزيد من الطاقة التي تؤدي الي مضاعفة حجم النجم الي مئات الأضعاف فيطلق عليه اسم العملاق الاحمر ‏
      (Red Giant),‏ وبتوالي عملية الاندماج النووي يأخذ النجم في استهلاك طاقته دون إمكانية انتاج المزيد منها مما يؤدي الي تقلصه في الحجم وانهياره اما الي قزم أبيض ‏(White Dwarf)‏ أو إلي نجم نيوتروني ‏(Neutron Star)‏ أو الي ثقب أسود ‏(Black Hole)‏ حسب كتلته الأصلية التي بدأ تواجده بها‏.‏ فإذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم أقل من كتلة الشمس فإن الإليكترونات في مادة النجم تقاوم عملية تقلصه ابتداء ثم تنهار هذه المقاومة ويبدأ النجم في التقلص حتي يصل الي حجم أقل قليلا من حجم الارض‏,‏ متحولا إلي قزم أبيض‏,‏ وهذه المرحلة من مراحل حياة النجوم قد تتعرض لعدد من الانفجارات النووية الهائلة والتي تنتج عن تزايد الضغط في داخل النجم‏,‏ وتسمي هذه المرحلة باسم النجوم الجديدة أو النجوم المستجدة ‏(Novae)‏ فإذا زاد تراكم الضغط في داخل القزم الابيض فإنه ينفجر انفجارا كاملا محدثا نورا في السماء يقارب نور بليون شمس كشمسنا‏,‏ وتسمي هذه المرحلة باسم النجم المستعر الأعظم ‏(Supernova)‏ يفني علي إثرها القزم الابيض وتتحول مادته الي دخان‏,‏ وتحدث هذه الظاهرة مرة واحدة في كل قرن من الزمان لكل مجرة تقريبا‏,‏ ولكن مع الأعداد الهائلة للمجرات في الجزء المدرك لنا من الكون فإن هذه الظاهرة تحدث في الكون المدرك مرة كل ثانية تقريبا‏.‏ أما إذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم أكبر من كتلة الشمس فإنه ينهار عند استهلاك طاقته متحولا الي نجم نيوتروني وفيه تتحد البروتونات والأليكترونات منتجة النيوترونات‏,‏ وهذا النجم النيوتروني ينبض في حدود ثلاثين نبضة في الثانية الواحدة ومن هنا يعرف باسم النجم النابض ‏(Pulsating Star‏ أو النابض ‏(Pulsar).‏ وهناك من النجوم النيوترونية ما هو غير نابض ‏(Non-Pulsating Neutron Star)‏ وقد يستمر هذا النجم النيوتروني في الانهيار حتي يصل الي مرحلة الثقب الأسود إذا كانت كتلته الابتدائية تسمح بذلك فإذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم تزيد علي كتلة الشمس بمرة ونصف المرة تقريبا ‏1,4‏ قدر كتلة الشمس‏ ولكنها تقل عن خمسة أضعاف كتلة الشمس فإن عملية التقلص تنتهي به إلي نجم نيوتروني لا يزيد قطره علي عشرة كيلو مترات تقريبا‏,‏ ويسمي بهذا الاسم لأن الذي يقوم بعملية مقاومة التقلص التثاقلي ‏(Gravitational Contraction)‏ فيه هي النيوترونات لأن الإليكترونات في داخل كتلة النجم تعجز عن ذلك‏.‏




      أما إذا زادت الكتلة الابتدائية للنجم علي خمسة أضعاف كتلة الشمس فلا يتمكن أي من الإليكترونات أو النيوترونات من مقاومة عملية التقلص التثاقلي للنجم فتستمرحتي يصل النجم إلي مرحلة الثقب الأسود‏,‏ وهذه المرحلة لا يمكن إدراكها بصورة مباشرة‏,‏ ولكن يمكن تحديد مواقعها بعدد من الملاحظات غير المباشرة من مثل صدور موجات شديدة من الأشعة السينية من الأجرام الواقعة تحت تأثيرها‏,‏ واختفاء كل الأجرام السماوية بمجرد الاقتراب من مجال جاذبيتها‏.‏ ومع إدراكنا لانتهاء حياة النجوم بالانفجار علي هيئة نجم مستعر أو نجم مستعر أعظم‏,‏ أو بفقدانه للطبقات الخارجية منه وتحوله إلي مادة عظيمة الكثافة شديدة الجاذبية مثل النجوم النيوترونية أو الثقوب السود‏,‏ إلا أن طبيعة تلك الثقوب السود وطريقة فنائها تبقي معضلة كبري أمام كل من علماء الفلك والطبيعة الفلكية‏,‏ فحسب قوانين الفيزياء التقليدية لا يستطيع الثقب الأسود فقد أي قدر من كتلته مهما تضاءل‏,‏ ولكن حسب قوانين فيزياء الكم فإنه يتمكن من الإشعاع وفقدان كل من الطاقة والكتلة وهي سنة الله الحاكمة في جميع خلقه‏,‏ ولكن تبقي كيفية تبخر مادة الثقب الأسود بغير جواب‏,‏ وتبقي كتلته‏,‏ وحجمه‏,‏ وكثافته‏,‏ وطبيعة كل من المادة والطاقة فيه‏,‏ وشدة حركته الزاوية‏,‏ وشحناته الكهربية والمغناطيسية من الأسرار التي يكافح العلماء إلي يومنا هذا من أجل استجلائها‏.‏ فسبحان الذي خلق النجوم وقدر لها مراحل حياتها‏...‏ وسبحان الذي أوصلها إلي مرحلة الثقب الأسود‏,‏ وجعله من أسرارالكون المبهرة‏ ...‏ وسبحان الذي أقسم بتلك النجوم المستترة‏,‏ الحالكة السواد‏اء,‏ الغارقة بالظلمة‏...‏ وجعل لها من الظواهر مايعين الإنسان علي إدراك وجودها علي الرغم من تسترها واختفائها‏,‏ وسبحان الذي مكنها من كنس مادة السماء وابتلاعها وتكديسها‏,‏ ثم وصفها لنا من قبل أن نكتشفها بقرون متطاولة بهذا الوصف القرآني المعجز فقال‏ (‏ عز من قائل‏)‏
      فلا أقسم بالخنس‏*‏ الجوار الكنس‏.‏
      ولا أجد وصفا لتلك المرحلة من حياة النجوم المعروفة باسم الثقوب السود أبلغ من وصف الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ لها بالخنس الكنس فهي خانسة أي دائمة الاختفاء والاستتار بذاتها‏,‏ وهي كانسة لصفحة السماء‏,‏ تبتلع كل ما تمربه من المادة المنتشرة بين النجوم‏,‏ وكل ما يدخل في نطاق جاذبيتها من أجرام السماء‏,‏ وهي جارية في أفلاكها المحددة لها‏,‏ فهي خنس جوار كنس وهو تعبير أبلغ بكثيرمن تعبير الثقوب السود الذي اشتهر وذاع بين المشتغلين بعلم الفلك‏..‏
      ( ومن أصدق من الله قيلا )



      ومن العجيب أن العلماء الغربيين يسمون هذه الثقوب السود تسمية مجازية عجيبة حين يسمونها بالمكانس العملاقة التي تبتلع‏ أو تشفط‏ كل شيء يقترب منها إلي داخلها‏ وتبقي الثقوب السود صورة مصغرة للجرم الأول الذي تجمعت فيه مادة الكون ثم انفجر ليتحول إلي سحابة من الدخان‏,‏ وأن من هذا الدخان خلقت السموات والأرض‏,‏ وتتكرر العملية اليوم أمام أنظار المراقبين من الفلكيين حيث تتخلق النجوم الابتدائية من تركز المادة في داخــل السـدم عبر دوامات تركيز المادة (Accretionwhirls)‏ أو ‏(Accretion Vertigos)‏ ومنها تتكون النجوم الرئيسية ‏
      (Main Sequeence Stars)‏ والتي قد تنفجر حسب كتلتها إلي عمالقة حمر ‏
      (Red Giants)‏ أو نجوم مستعرة ‏(Novae)‏ أو فوق مستعرة ‏(Supernovae),‏ وقد يؤدي انفجار العمالقة الحمر إلي تكون سدم كوكبية ‏(Planetary Nebulae)‏ والتي تنتهي إلي تكون الأقزام البيضاء ‏(White Dwarfs)‏ والتي تستمر في التبرد حتي تنتهي إلي مايعرف باسم الأقزام السوداء ‏
      ( Black Dwarfs ) وهي من النجوم المنكدرة‏,‏ كما قد يؤدي انفجار فوق المستعرات الي تكون نجوم نيوترونية نابضة أو غير نابضة ‏أو ثقوب سوداء ‏(Black Holes)‏ حسب كتلتها الابتدائية‏,‏ وقد تفقد الثقوب السود كتلتها إلي دخان السماء عن طريق تبخر تلك المادة علي هيئة أشباه النجوم المرسلة لموجات راديوية عبر مراحل متوسطة عديدة ثم تتفكك هذه لتعود مرة أخري إلي دخان السماء مباشرة أو عبر هيئة كهيئة السدم حتي تشهد لله الخالق بالقدرة الفائقة علي أنه وحده الذي يبدأ الخلق ثم يعيده‏,‏ وأنه وحده علي كل شيء قدير‏.‏ ومن المبهر حقا أن يشهد علماء الفلك بأن‏90%‏ من مادة الكون المنظور‏ ممثلة بمادة المجرات العادية‏ هي مواد خفية لا يمكن للإنسان رؤيتها بطريقة مباشرة‏,‏ وأن من هذه المواد الخفية‏:‏ الثقوب السود‏,‏ والأقزام البنية غير المدركة ‏(Undetected Brown Dwarfs),‏ والمادة الداكنة ‏(Dark Matter)‏ واللبنات الأولية للمادة ‏
      (Subatomic Particles)‏ وغيرها‏,‏ وأن كتلة الجزء المدرك من الكون تقدر بأكثر من مائة ضعف الكتلة الظاهرة‏.‏ اما عن القسم التالي في السورة والذي يقول فيه الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏) :‏ والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس فهما قضيتان مستقلتان عن الخنس الجوار الكنس .


      تعليق


      • #4
        رد: معلومات الفلكية



        الكوزرات



        الكوزرات هي من أكثر الأجسام التي تم ملاحظتها بعدا عنا، تبدو في لمعانها مثل النجوم الضخمة، لذا اعتقدوها نجوم عندما تم إكتشافها أول مرة، حيث أنها مشابه للنجوم وليست من مصادر كبيرة مثل المجرات، ولاحقا وبعد الدراسة تبين أن إذا كانت تلك الاجسام بعيدة جدا وبدرجة كبيرة وتبدو لامعة كنجم فيجب أنها ترسل بكمية ضخمة جدا وهائلة من الضوء، والجزء الآخر لهذا اللغز هو أن تلك الاجسام صغيرة الحجم جدا بالمعايير الفلكية ....
        ( تقريبا بحجم نظامنا الشمسي فقط )، والطريقة الوحيدة لتوليد مثل هذه الكميات الضخمة للطاقة من مثل هذه المنطقة الصغيرة من الفضاء لابد وانها تأتي من المادة التي تسقط في الثقب الاسود، ولهذا يعتقد بأن الكوزرات هي ثقوب سوداء عملاقة تقع في مركز المجرات الفتية.
        الكوزرات لها خواص متناقضة للقوانين البشرية، وهي عبارة عن ضوء وطاقة مصدرها المجرات البعيدة الهائلة حيث يتقوس إلى نقطة مركزية، بسبب قوة الجاذبية المنتجة من ثقب اسود من أبعاد سحيقة. وتعرف الكوزرات بالإشعاع المكافئ لطاقة ملايين المجرات المشتركة، النظريات البديلة الأخرى تفترض انها تدفقات للجزيئات التي تنتقل من سطح إفتراضي لثقب اسود، فقط لكي تقذف بتسارع عالي لتفسير مصدر الطاقة الغامض. حجم الكوزرات يعتقد بأنه صغير نسبيا، يمثل حوالي سنة او سنتان ضوئيتان في القطر، وهذا مدهش لأن لمعان اي كوزار من 10 إلى 1,000 مرة أعظم من أي مجرة طبيعية، وتبعث بكمية ضخمة من الطاقة كأشعة سينية وأشعة فوق البنفسجية وموجات راديو وأشكال أخرى من الإشعاع الكهرومغناطيسي. والكوزرات قد تكون الأجسام الأغرب في الكون، في الصور تبدو مثل نجوم عادية لكن بالفحص نراها مضيئة جدا وربما تكون الأجسام الأكثر بعدا المعروفة والبعض يقول بأنها على اطراف الكون، والجسم شبه النجمي (QSO) هو المصطلح او المسمى العام، اما مصدر شبه النجمي (QSS)، أو مصدر شبه النجمي الراديوي فهو يشير إلى الكوزرات الذي له إشعاع راديوي قابل للكشف. ليس لدى الفلكيون تفسيرا مقبولا لمثل هذه الكميات الهائلة للقوة والطاقة المتولدة، يفسرها العديد من الباحثين بأن مصدر الطاقة المركزي ربما كان أصله من الغاز المتصاعد في ثقب اسود هائل والذي هو نتيجة تحطم نجما بمثل هذه القوة الجذبية العظيمة التي لاتسمح حتى للضوء أن يهرب.
        الكوزرات المرئية تظهر بإنزياح عالي جدا نحو الاشعة الحمراء والذي هو من تأثير توسع الكون بين تلك الكوزرات وبين الأرض. وعندما ندمجها مع قانون هابل، فإن النتيجة أن تلك الكوزرات بعيدة جدا، ولكي تكون ملحوظة من تلك المسافة، فإن ناتج طاقة الكوزرات يجعل من كل الظواهر الفلكية المعروفة في مجرة ما شئ تافه، بأستثناء الأحداث قصيرة الأجل نسبيا مثل السوبرنوفا وإنفجار أشعة غاما، فقد تصدر الكوزرات طاقة يعادل مستوي ما تنتجه مئات المجرات المتوسطة مجتمعة
        ( ناتج الضوء مساوي تريليون شمس).

        معلومات عن بعض الكوزرات التى تم اكتشفها !!!!

        الكوزار - PG 0052+251



        يبعد 1.4 بليون سنة ضوئية عن الأرض في قلب مجرة حلزونية. وما يذهل العلماء هو إيجاد مجرات مضيفة لكوزرات مثل هذه المجرة والتي تبدو انها غير متأثرة بالإشعاع القوي لمثل هذا الكوازار.

        الكوزار - PG 1012+008



        يبعد مسافة 1.6 بليون سنة ضوئية عن الأرض. وهو مندمج مع مجرة لامعة ( تحت الكوزار مباشرة)،ويفصل بين الجسمين مسافة 31,000 سنة ضوئية. المواد الدوارة من الغبار والغاز التي تحيط الكوزار والمجرة يدلان على وجود تفاعل قويا بينهما، أما المجرة المضغوطة على يسار الكوزار فهي أيضا قد تبدأ بالاندماج معه.

        الكوزار - PG1115+080




        يقع هذا الكوزار على مسافة تقدر بحوالي 8 بليون سنة ضوئية من الارض ، وهو يظهر من خلال مجرة إهليليجية تقع على بعد ثلاثة بلايين سنة ضوئية. ويظهر الكوزار بأربعة صور بتأثير ما يحيط بالمجرة الذي تسبب بأن يظهر الضوء كما او كان متأثرا بعدسات. والكوزار مصدر لضوء متغير، والضوء في الصورة يسلك مسارات مختلفة للوصول إلى الأرض، والتأخير الحادث للإختلافات يسمح لقياس المسافة مباشرة، اماالخطوط الضوئية في الصورة هي بتأثير آلة التصوير Nicmos التي تعود لناسا.

        الكوزار - HE1239-2426



        يبعد مسافة 1.5 بليون سنة ضوئية عن الارض، وله مجرة مضيفة التي تظهر اذرعتها الحلزونية الكبيرة في الصورة.

        الكوزار - HE0450-2958



        يبعد عنا حوالي 5 بليون سنة ضوئية. وهذا الكوزار ليس لديه مجرة مضيفة، والإفتقار إلى بروز مجرة مضيفة حول الكوزار يوحي على ما يبدو بوجود حالة نادرة من إصطدام بين مجرة حلزونية وجسم غريب يآوي ثقب أسود هائل جدا. وفي الصورة فوق الكوزار توجد مجرة تبدو مبعثرة بشدة، تعطي إشارات عن وجود إصطدام حديث. كما تظهر التحليلات بأنها في حالة تشكيل لنجوم جديدة بدرجة مستعرة، وما تحت الكوزار هو نجم.

        الكوزار - IRAS04505-2958




        يبعد عن الارض حوالي 3 بليون سنة ضوئية. ويعتقد العلماء أن هذا الكوزار نشأ من إصطدام هائل بين مجرتين تسيران بسرعة حوالي مليون ميل بالساعة، مما جعل من حطام هذا الإصطدام المغذي الرئيسي للكوازار. يعتقد الفلكيين بأن مجرة إستقرت بشكل عمودي على مجرة لولبية، ممزقة قلبها تمزيقا، مما تسبب بخروجه من المجرة تاركة الحلقة الحلزونية، واستقر القلب أمام الكوزار، يحيط القلب مناطق تشكيل نجوم لامعة. والمسافة بين الكوزار والحلقة الحلزونية تقدر بحوالي 15,000 سنة ضوئية، الذي تمثل سبع قطر مجرتنا درب التبانة.

        الكوزار - IRAS13218+0552



        يبعد عنا حوالي 2 بليون سنة ضوئية والصورة توضح مجرتين إندمجتا سويا، وربما دارت المجرتين حول بعضهم البعض عدة مرات قبل الإندماج، مما خلف تلك الحلقات المتميزة من الغاز المتوهج حول الكوزار، أما القلب الممدود في مركز الصورة فقد يشمل نواتي المجراتين المندمجتين.

        الكوزار - PHL 909



        يبعد عنا حوالي 1.5 بليون سنة ضوئية، ويقع في قلب مجرة أهليجية، وهي من المجرات التي تذهل العلماءبسبب وجود تلك المجرات المضيفة لكوزارات والتي تبدو انها غير متأثرة بالإشعاع القوي لمثل هذا الكوزار.

        الكوزار - PKS 2349-014




        يبعد عنا حوالي 1.5 بليون سنة ضوئية. وتظهر الصورة ذراع مدي خفيف من المجرة المرتبطة بالكوزار، الاذرع الغريبة الشكل توحي بلقاء تم بين الكوزار والمجرة الرفيقة له، أما الخط السميك اللامع فوق الكوزار فهو حافة خلفية للمجرة. ومثل تلك الكوزرات تمسح للفلكيين برؤية العلاقة بشكل واضح بين الكوزرات والمجرات التي ترافقهم. بعض تلك الكوزرات مثل هذا قد جذب بفعل دمج أو إصطدام بالمجرات المرافقة لهم.

        الكوزار - 0316-346





        يبعد عنا حوالي 2.2 بليون سنة ضوئية. ويظهر لهذا الكوزار ذيل مدي من الغبار والغاز، ويعتقد العلماء بأن هذا الذيل غريب الشكل قد يكون ناتج عن تفاعل تم عند مرور مجرة ما بالمجرة المضيفة للكوازار.

        الكوزار - 3C 273




        يبعد عنا 2.5 بليون سنة هو على ما يبدو نواة لمجرة نشطة ولامعة جدا، والصور الملتقطة له من المراصد الضخمة تظهر تدفقات هائله خارجه منه والتي قد تكون بسبب مسافته الهائلة كما انه من الصعب إكتشاف ذلك. والطاقة المنبعثة منه قد تكون من المحتمل انها من الغاز الذي يسقط نحو ثقب أسود هائل جدا موجود في مركز الكوازار، لكن يعاد توجيه بتأثير الحقول الكهرومغناطيسية القوية إلى تدفق موازي، والثقب الاسود نفسه لم يلاحظ مباشرة، لكن يمكن للعلماء أن يميزوا صفات الثقب الاسود بدراسة التدفقات، أما تشكيل تدفقات من المادة التي تسقط في الثقب الاسود هي عملية مازالت غير مفهومة.
        المراجع
        1 -
        http://www.alkoon.alnomrosi.net/
        2 - http://www.spacetelescope.org
        3 - http://hubblesite.org/


        تعليق

        ما الذي يحدث

        تقليص

        المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

        أكبر تواجد بالمنتدى كان 182,482, 05-21-2024 الساعة 06:44.

        من نحن

        الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

        تواصلوا معنا

        للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

        editor@nsaforum.com

        لاعلاناتكم

        لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

        editor@nsaforum.com

        يعمل...
        X