ذكرت وسائل الإعلام اليابانية في أوائل شهر أيلول/سبتمبر لعام 2013 عن تحليق آخر للقاذفات الصينية من طراز هيان H-6 بالقرب من المياه الإقليمية لليابان، وعلى الرغم من أن وسائل الدفاع الجوي اليابانية كانت قد اكتشفت الطائرة على بعد بضع مئات من الكيلومترات من العاصمة طوكيو إلا أنها لم تدخل المجال الجوي لبلاد الساموراي. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن قوات السلاح الجوي الصينية تقوم بهذه الرحلات بانتظام مما يسبب امتعاض واستياء الجانب الياباني. ومع ذلك فإن تحليق القاذفة الصينية هذه المرة مثير للاهتمام ليس من الناحية السياسية وإنما من الناحية العسكرية الفنية
فالقاذفة هيان H-6 التي تحمل رقم 81215 والتي شوهدت بالقرب من المياه اليابانية تحمل على متنها أجهزة ومعدات مثيرة للاهتمام. وكما هو مبين على الصورة هناك حامل طويل غير عادي داخل البيلون المثبت تحت الجناح الأيمن، علماً أنه لم يكن هناك أي نوع من أنواع الأسلحة على هذا الحامل، لذلك أطلق الخبراء الأجانب المختصين بالأسلحة والمعدات العسكرية الصينية تكهنات حيال الغرض من هذا الحامل. ووفقاً للرأي السائد بينهم فإن القاذفة يمكن أن تحمل صواريخ مضادة للسفن من طراز YJ-12.تعتبر هذه الذخيرة هي واحدة من أكبر أسرار معامل الدفاع الصينية وذلك لقلة المعلومات المتوفرة عن هذه الصواريخ، معظمها عن طريق مصادر غير رسمية. ومع ذلك فإن هذه المعلومات لا تسمح لنا الحديث بدقة عن إمكانيات القاذفات التي تحمل مثل هذه الصواريخ.ووفقاً للتقارير المتوفرة فقد بدأ العمل على تصميم هذا النوع من الصواريخ المضادة للسفن في التسعينات من القرن الماضي، حيث شارك في هذا المشروع مؤسسات مثل China Sea Eagle Electromechanical Techology و Tri –River Aerospace Industrial Group . في البداية كان المشروع مؤهل أن ينتهي في منتصف العقد الماضي، وبالفعل تم تصنيع سلسلة من الصواريخ الجديدة على نطاق ضيق من قبل الشركات التي تم ذكرها آنفاً علماً أنه لا توجد أية معلومات تفصيلية أخرى عن هذا المشروع.ووفقاً لمصادر مختلفة فإن الصاروخ المضاد للسفن من طراز YJ-12 والذي يصل طوله نحو 7 أمتار يزن حوالي 2.5 طن، مع العلم أن الصاروخ مزود بمحرك نفاث يعمل على الوقود السائل والذي بفضله يمكن أن تصل سرعته حتى 2M . وعلى الرغم من عدم وجود معلومات دقيقة حول المدى المجدي للإطلاق إلا أن التقديرات الأولية تتراوح من 100-150 وحتى 300-400 كم. ومن المتوقع أن يكون الصاروخ مجهزاً بنظام توجيه مركب: فهو يحدد الهدف عن طريق نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية، ومن ثم يبدأ جهاز الرادار المثبت على رأس الصاروخ بالبحث عن الهدف بشكل تلقائي. ووفقاً لبعض المصادر فإن الصاروخ YJ-12 قادر على كشف الهدف بشكل مستقل من مسافة حوالي 50 كم مع أن الرأس الحربي للصاروخ، وفق لتقديرات مختلفة، يزن حوالي 200-300 كغ.ويشار في بعض الوثائق المتوفرة إلى أن الصاروخ الصيني الجديد المضاد للسفن بعد خروجه من الطائرة يحلق نحو الأعلى بسرعة كبيرة ثم يهبط بسرعة تزيد عن سرعة الصوت بأربعة أضعاف، ومن ثم يأخذ الصاروخ وضعية أفقية على ارتفاع حوالي 20 م عن سطح الماء بسرعة لا تزيد عن 1.5M.وبحسب المعلومات المتوفرة حول الصاروخ YJ-12 فإن الطائرات التي يمكن أن تستخدم لحمله هي من طراز هيانH-6 وهيان JH-7 ، مع الإشارة إلى أن النوع الأول من الطائرات قادر على حمل 4 صواريخ من هذا الطراز، في حين أن النوع الثاني قادر على حمل صاروخين فقط. وبحسب المدى المجدي لتحليق هذه الصواريخ فإن نصف قطر الدائرة القتالية تزداد بشكل ملحوظ، وهذا في نهاية المطاف يؤثر إيجاباً على القدرة القتالية لوحدات سلاح الجو البحري المجهزة بصواريخ جديدة مضادة للسفن. فمثلاً يصل نصف قطر الدائرة القتالية لطائرة JH-7 المزودة بصواريخ YJ-12 إلى حوالي 2000 كم.
وفي حال كانت التقديرات التي تحدثنا عنها صحيحة ولو بشكل جزئي فإنه يمكننا القول بأن الصين أصبحت تمتلك سلاحاً قوياً لتدمير سفن العدو. بالطبع لا يمكننا تقييم إمكانيات هذا السلاح عند مهاجمة السفن المزودة بأجهزة ملاحية وأسلحة حديثة في حال عدم وجود معلومات كافية. ربما يمكن للسفن الحربية التي تمتلكها بعض الدول الرائدة في العالم اعتراض وتدمير الصواريخ الصينية الجديدة، أما في حال كان القصف الصاروخي مكثفاً، فإنه في هذه الحالة لا يمكن التنبؤ بنتائج مثل هذا الهجوم.وبطبيعة الحال فإن خصائص الصاروخ الصيني الجديد المضاد للسفن هي التي تضمن القدرة القتالية العالية له، لكن للأسف لا توجد تفاصيل كافية لتقييمها. وفي حال اتضح أن تقييم القدرات تختلف عن أدائه الفعلي فإن إمكاناته القتالية الفعلية ستكون أقل بكثير مما كان متوقعاً، وفي هذه الحالة يمكن الحديث عن جوانب أخرى للمشروع YJ-12.على سبيل المثال ستكون هناك تساؤلات كثيرة حول القاذفة التي تم كشفها بالقرب من الحدود اليابانية والتي كانت تحتوي على حامل طويل واحد فقط قادر على نقل وإطلاق الصواريخ المضادة للسفن من طراز YJ-12. وهذه الحقيقة، من بين الأمور الأخرى، قد تشير إلى أن الصواريخ المضادة للسفن المستقبلية لا تزال ولأسباب غير واضحة، قيد الدراسة.في أي حال، فإن كمية المعلومات المتوفرة حول الصاروخ YJ-12 لا يمكن التحقق منها، علاوة على أن الكثير من المعلومات تحمل طابع تقديري مما يعقد عملية التنبؤ بإمكانيات وآفاق هذا السلاح الصيني الجديد المضاد للسفن. ومن المستبعد أن يحدث تغيير كبير في السنوات القادمة، وبالتالي سيظل الصاروخ YJ-12 الأكثر غموضاً من بين الأسلحة المثيلة في العالم.
القاذفه H-6
وفي حال كانت التقديرات التي تحدثنا عنها صحيحة ولو بشكل جزئي فإنه يمكننا القول بأن الصين أصبحت تمتلك سلاحاً قوياً لتدمير سفن العدو. بالطبع لا يمكننا تقييم إمكانيات هذا السلاح عند مهاجمة السفن المزودة بأجهزة ملاحية وأسلحة حديثة في حال عدم وجود معلومات كافية. ربما يمكن للسفن الحربية التي تمتلكها بعض الدول الرائدة في العالم اعتراض وتدمير الصواريخ الصينية الجديدة، أما في حال كان القصف الصاروخي مكثفاً، فإنه في هذه الحالة لا يمكن التنبؤ بنتائج مثل هذا الهجوم.وبطبيعة الحال فإن خصائص الصاروخ الصيني الجديد المضاد للسفن هي التي تضمن القدرة القتالية العالية له، لكن للأسف لا توجد تفاصيل كافية لتقييمها. وفي حال اتضح أن تقييم القدرات تختلف عن أدائه الفعلي فإن إمكاناته القتالية الفعلية ستكون أقل بكثير مما كان متوقعاً، وفي هذه الحالة يمكن الحديث عن جوانب أخرى للمشروع YJ-12.على سبيل المثال ستكون هناك تساؤلات كثيرة حول القاذفة التي تم كشفها بالقرب من الحدود اليابانية والتي كانت تحتوي على حامل طويل واحد فقط قادر على نقل وإطلاق الصواريخ المضادة للسفن من طراز YJ-12. وهذه الحقيقة، من بين الأمور الأخرى، قد تشير إلى أن الصواريخ المضادة للسفن المستقبلية لا تزال ولأسباب غير واضحة، قيد الدراسة.في أي حال، فإن كمية المعلومات المتوفرة حول الصاروخ YJ-12 لا يمكن التحقق منها، علاوة على أن الكثير من المعلومات تحمل طابع تقديري مما يعقد عملية التنبؤ بإمكانيات وآفاق هذا السلاح الصيني الجديد المضاد للسفن. ومن المستبعد أن يحدث تغيير كبير في السنوات القادمة، وبالتالي سيظل الصاروخ YJ-12 الأكثر غموضاً من بين الأسلحة المثيلة في العالم.
القاذفه H-6
تعليق