في 21 آب/ أغسطس 2013، قضى أكثر من 1400 مدني سوري في الهجمات الكيميائية على مراحل متعددة استهدفت المناطق المحيطة بالعاصمة السورية دمشق. وفي شهر أيلول/ سبتمبر أكد القرار الذي وضعه خبراء الأمم المتحدة أن هؤلاء المدنيين قد قتلوا من جراء استخدام غاز السارين السام الذي يؤثر على الأعصاب.وقد بذلت منظمة منع استعمال الأسلحة الكيميائية جهوداً إضافية لجمع الأدلة من المواقع الخمسة الأخيرة التي تعرضت لهذه الهجمات الكيميائية التي ادّعي بأنها قد حصلت في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل من العام 2013.وقد عمل بعض السياسيين والمصادر الإعلامية على الخفض من هول هذه الأحداث ووصفوها بأنها استعراض جانبي للحرب الدائرة أو بأنها عملية إلهاء لإبعاد الأنظار عن مآسي الحرب الأهلية في سوريا، ولكن المحصلة النهائية لهذه الأحداث تمثل أول هجمة بالأسلحة الكيميائية في القرن الحالي، والأهم من ذلك هو أن هذه الأحداث تعيد التأكيد عما يعنيه استعمال الأسلحة البيولوجية والكيميائية ويشير إلى الحاجة إلى الأنظمة الدفاعية الضرورية لمواجهتها في هذه المنطقة. وبالفعل، تقوم دول الشرق الأوسط بشراء منظومة واسعة من الأنظمة للكشف عن هذه الهجمات بالإضافة إلى المعدات والمركبات والأنظمة الدفاعية الأخرى لاستعمالها كوسائل دفاع للحد من تهديدات هذه الأسلحة غير التقليدية ولحماية قواتها العسكرية وسكانها المدنيين من نتائجها.وقد أوضحت باربارا زانزينغر، مديرة الاتصالات والتسويق لشركة سميثز هاينمان Smiths Heimann GmbH في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، للأمن والدفاع العربي المعلومات الايجابية المتوقعة لمبيعات صناعة المعدات الوقائية ضد الهجمات البيولوجية والكيميائية في الشرق الأوسط. فقد لاحظت الناطقة باسم هذه الشركة الواقعة في مدينة وايسبادن الألمانية، أن أسواق الشرق الأوسط تتمحور باستمرار حول عدد من المنتجات التي تصنعها هذه الشركة في مجال اكتشاف المواد البيولوجية والكيميائية فتقول: "نعمل ضمن دول مجلس التعاون الخليجي بشكل وثيق مع السلطات المحلية والإقليمية والفدرالية والوزارات لدعم القوات البرية وتجهيزها لتحقيق أهداف البرنامج."وأوضحت زانزينغر أيضاً أنه نظراً للصراعات الأخيرة الدائرة في المنطقة والتي استعمل خلال البعض منها الأسلحة الكيميائية، قدمت شركة Smiths Detection أحدث ما تم ابتكاره من المعدات التي تبقي المستجيبين الأوائل في الحالات الطارئة والعسكريين آمنين وتمنع تعرضهم لأخطار هذه الغازات. وأضافت أنّه قد تم اختيار معدات سميثز دتكشن ومنتجاتها كمعدات معيارية لتنفيذ مثل هذه المهام. وتوقعت أنه ونظراً لخطورة الأحداث التي وقعت مؤخراً في هذه المنطقة فإن الطلب على حلول سميثز دتكشن سيتواصل."وقد سلطت زانزينغر أيضاً الضوء على العديد من العقود التي تم إبرامها من قبل شركتها مع دول منطقة الشرق الأوسط. فقامت بإعطاء مثل قائلة :" في إحدى الحالات تم اختيار شركتنا لتوفير منتجنا الذي يطلق عليه اسم HazMatID 360 لإحدى المديريات التي تعنى بالأمن في هذه المنطقة."
هذا ويعد HazMatID 360 من الأجهزة المتقدمة القابلة للحمل من طراز (FT-IR) يعمل على تحويل الأشعة دون الحمراء لتحديد هوية الغازات الكيميائية. ويقوم هذا الجهاز باستعمال التحليل الطيفي ومكتبة محمولة واسعة من النماذج الطيفية ليتعرّف بسرعة على المواد الكيميائية الصلبة والسائلة بالاعتماد على بصماتها الجزيئية المميزة. يسمح تحليل الأمزجة المقرون بالقدرة على تصنيف الأخطار الكيميائية بالتعامل مع البيانات المتقدمة ويسهل وضع التحاليل الشمولية في المواقع وميادين القتال.بالإضافة إلى HazMatID 360 أنتجت شركة سميثز دتكشن نظام Bio-Seeq PLUS للقصور الرئاسية في اثنين من دول مجلس التعاون الخليجي. وقد شرحت زانزينغر عن هذا النظام قائلة إنه أداة فائقة الدقة قابلة للحمل لاكتشاف المستويات الضئيلة من التهديدات المحددة لعوامل الحرب البيولوجية، سواء أكانت نوعية هذه التهديدات بكتيرية أو فيروسية، من خلال تناسخ الحمض النووي. وتستعمل هذه الأداة تكنولوجيا سلسلة التفاعل الخطية المتسارعة لما بعد البلمرة لتعزيز قدرات الاكتشاف وتحديد هوية التهديدات.وفي تطور آخر، أعلمت الوكالة الأميركية للتعاون على الدفاع والأمن الكونغرس عن إمكانية توقيع صفقة مبيعات عسكرية لدولة أجنبية هي العراق تضم 50 مركبة سترايكرM1135 لاكتشاف التهديدات النووية والبيولوجية والكيميائية بالإضافة إلى صفقة دعم لها على مدى حياتها العملية. وكانت الحكومة العراقية قد طلبت شراء هذا العدد من مركبات سترايكر بالإضافة إلى العديد من أجهزة الاكتشاف وأنظمة الدفاع المختلفة للقيام بالكشف وتوفير الحماية من التهديدات الكيمائية والبيولوجية والنووية التابعة لها.أما المقاولون الرئيسيون المشتركون في هذا البرنامج فهم شركة جنرال دايناميكس لاند سيستمز General Dynamics Land Systems من سترلينغ هايتس/ ميتشيغان وشركة كارتشر فيوتشرتك الألمانية Karcher Futuretech وشركة DRS Technology في مدينة فلورنس ولاية كنتاكي، وشركة سميثز ديتكشن من دانبوري في ولاية كونكتيكوت وفدرال ريسورسز في ستيفنفيل ماريلاند.وقد أفاد پيت كيتينغ الناطق باسم شركة جنرال دايناميكس لاند سيستمز/ برنامج مركبات M1135 ، لمجلة الأمن والدفاع العربي في 18 كانون الأول/ ديسمبر للعام 2013 أن هذه المركبات هي أحدث ما تم ابتكاره في مجال المركبات المعدة للحروب النووية والبيولوجية والكيميائية وهي إلى حد بعيد شبيهة بتلك التي تخدم في الجيش الأميركي والتي ليس من الممكن جعلها واسعة التداول والسماح بنشر الكتيبات التقنية عنها باللغة العربية. وأضاف كيتينغ بأن شركته لم تستلم بعد الموافقة للبدء بعملية التصنيع.