كشف مبارك أنه شعر بالخطر من ثلاث شخصيات شعر خلال حكمه بالخطر من ناحيتها، وأن جهاز أمن الدولة قدم له ثلاثة تقارير وتسجيلات في أوقات زمنية مختلفة اضطرته لتغيير اثنين منهم، ولكن الأخطر فيهم كان عبد الحليم أبو غزالة.
وأبو غزالة شغل منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي منذ عام 1981 وحتى عام 1989، حتى أقاله مبارك فجأة، ويشهد الرئيس المخلوع أن المشير أبو غزالة لو وصل إلى التسعينيات لكان قد فكر في الانقلاب على الحكم، لأنه اعتبر مبارك –بحسب المذكرات- ليس قديرا بمنصب الرئيس، وأنه اختار الاحتفاظ بأبو غزالة كصديق مدى الحياة حتى لا تتطور الأمور بينهما لأي سبب.
مبارك يحكي أنه أجرى حديثا صادقا مع المشير أبو غزالة بعد أعوام من خروجه من الخدمة، سأله خلاله مبارك بشكل مباشر هل كان يطمع في الحكم، لكن أبو غزالة أكد له أن هذا غير صحيح، وأنه لم يكن يتطلع لأكثر مما وصل إليه في المنصب العسكري، وحزن أبو غزالة، وبعدها بيومين أخبر مبارك أنه سيترك مصر إلى باريس، لكن مبارك زاره وطلب منه تغيير رأيه وعرض عليه مساعدته في أي شيء يطلبه.
أبو غزالة طلب من مبارك أن يحافظ على صداقته حتى آخر يوم، فوعد مبارك صديقه القديم بذلك، وقد كان إلى أن فارق أبو غزالة الحياة في 6 سبتمبر 2008.
أما الشخصية الثانية التي كان يشعر منها مبارك بالخطر فهو عمرو موسى، ولذلك ضغط عليه لانتخابه أمينا لجامعة الدول العربية، وقال مبارك إن موسى تطاول عليه وتحداه وتعمد إحراجه، وأضاف: “لم يرفع مسؤول صوته في قصري طيلة 30 عاما سوى عمرو موسى، وهو ما أثار سوزان مبارك التي طلبت يومها مني إحالة موسى إلى المعاش”.
الشخصية الثالثة –طبقا لمذكرات مبارك- كانت عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية الأسبق، والذي كشف مبارك أنه كان معارضا على طول الخط لسياساته، وليس كما كتب عن الرجل أنه كان مواليا بشكل أعمى لمبارك، ويشهد المخلوع في مذكراته أن سليمان كان يعارض أكثر مما يوافق عليه، وما كان يوافق عليه بضغط من مبارك كان يفشله في النهاية دون أن يشعر مبارك، بأنه السبب، وأن حبيب العادلي، وزير الداخلية السابق، قدم عشرات التقارير الأمنية عن سليمان خلال عمله في المنصب، وكانت أغلب التقارير تحذر مبارك من أن سليمان يمكنه السيطرة على الحكم لو أراد خلال أقل من 5 ساعات.
تعليق