دول الخليج تفكر في إقامة عدد من المفاوضات لتعزيز العلاقات التجارية الكورية في مجال التصنيع التكنولوجي.
قال عبد الرحيم نقي، الأمين العام لاتحاد الغرف الخليجية إن هناك فرصة أمام مستثمري منطقة الخليج للاستفادة من الثورة التقنية والصناعية لكوريا الجنوبية في قطاع تصنيع الأسلحة والمستلزمات العسكرية في ظل توجه عدد من الدول الخليجية لمحاولات جادة لتصنيع المعدات العسكرية كالسعودية والإمارات.
وقال نقي لـ "الاقتصادية" إن التوجه الخليجي إلى الأسواق الآسيوية والاهتمام بتدعيم شراكته الاقتصادية وتحديدا الصينية والكورية أخذ مساحة كبيرة من الحكومات والمستثمرين الخليجيين خاصة في الشأن الصناعي والتقني".
وبين نقي الذي يشارك في مؤتمر الأسواق الناشئة في العاصمة الكورية سيئول الذي تنظمه رابطة التجارة الدولية الكورية، أن التقنية المتقدمة لديهم في عدد من الصناعات حتى في الجانب العسكري يمكن الاستفادة منها، خاصة أن للسعودية تجربة في صناعة بعض المعدات والأدوات العسكرية المستخدمة التي لا تحتاج إلى تكنولوجيا كبيرة، حيث فتحت مجالات التصنيع للقطاع الخاص، فهناك معدات كمعدات سلاح الحدود والغواصات العسكرية تستخدم منتجات خليجية لافتا إلى أنه يمكن أن تدخل التقنية الكورية في هذا المجال إضافة إلى الصناعة بأنواعها كافة والحكومات الخليجية مهتمة بتوجه القطاع الخاص للتصنيع خاصة في السعودية والإمارات.
وأكد نقي أن الصناعات العسكرية الخفيفة لها جدوى اقتصادية خاصة أن الصناعة في كوريا الجنوبية وصلت إلى تقنية متقدمة ومتطورة والعالم العسكري له خصوصيته ورواده ومستثمروه، مضيفا "الدول اليوم تتسابق على دخوله خاصة الدول التي تعتمد على أساس المشتريات الكبيرة في هذا القطاع، منوها بأن الاستثمار فيها وعقد الشركات المفتوحة أمام المستثمرين ضمن مواصفات معينة يضمن الوصول بالمنتج إلى مستوى عال". وأضاف أن صناعة المعدات العسكرية وإن لم تكن مقننة بشكل قانوني إلا أنه تنطبق عليها قوانين الصناعة الوطنية لذلك فهي مفتوحة أمام المستثمر الخليجي للدخول فيها وتطويرها وعقد شركات والاستفادة من تجارب دول أخرى. وأشار نقي إلى أن مشاركة الاتحاد بمؤتمر الأسواق الناشئة يأتي بعد أن بات اختيار كوريا الجنوبية شريكا استراتيجيا ورئيسيا نظرا لأهمية هذا البلد اقتصاديا وتجاريا وصناعيا. وبين أن الاستفادة الكبرى من هذه الشراكة تأتي للتفوق الذي أظهرته كوريا الجنوبية في صناعة التقنية التي باتت تحرص عليها دول خليجية في المجالات الصناعية كافة، مشيرا إلى أنه سيكون لكوريا اهتمام أكبر في ظل التكنولوجيا المتطورة لديها مما يجعلها ذات قيمة مضافة لدول الخليج والدخول معها في شراكات طويلة المدى خاصة فيما يتعلق بالبنى التحتية التي تعمل الدول الخليجية عليها كمشروع القطارات الكبير لذلك كانت هنالك زيارة من مؤسسات السكك الحديدية الخليجية ليكون شريك لهذه المشاريع، لافتا أن دخولها السوق الخليجية يدفعها للبحث عن شركات خليجية تستخدمها كداعم لوجستي التي ستكون لها دعم فني ومحلي لدى شركات خليجية وتكتسب الخبرات. وأشار إلى أن مجلس التعاون يفكر في إقامة عدد من المفاوضات لتعزيز العلاقات التجارية الاقتصادية الكورية، وهو ما لم يكن في مستوى الاهتمام نفسه خليجيا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد التطور الهائل للتكنولوجيا الصناعية خاصة شركات النفط والغاز والطاقة"، لافتا إلى عودة الوفود الخليجية لعقد اجتماعات خليجية في الصين على مستوى وزراء الخارجية لإجراء مفاوضات لإعادة العمل بعد توقف التبادل بسبب الاختلاف بخصوص المنتجات الخليجية وصادراتها وبشكل خاص البتروكيماوية والأسمدة والمنتجات غير النفطية.