المركبات البرية غير المأهولة تعزز قدرات القوات العسكرية

[أبو جمان]

تسمح التحديثات التكنولوجية التي طرأت مؤخراً على أنظمة المركبات البرية غير المأهولة (UGV) بتنفيذ المهام البرية المعقدة والفائقة الصعوبة خصوصاً تلك التي تتطلب المزيد من الديناميكية في مجال الحروب البرية والقطاع الأمني المتاخم لها. وفي حين أن بعض هذه المركبات والمعدات قد أصبح أصغر حجماً وأخف وزناً بشكل متزايد، فهي لا تزال تحتفظ بالقدرات التقنية الهامة في الاستطلاع والمجالات الأخرى. وفي الوقت عينه نجد أن المركبات غير المأهولة الأكبر حجماً تتطور لكي يتم استخدامها في مهام الحماية والمواكبة وغيرها من المهام المماثلة.وتغتنم القوات العسكرية والأمنية في أسواق الشرق الأوسط الفرص التي توفرها تلك التطورات والتحديثات لكي تزيد من عدد مخزون مركباتها العاملة دون سائق.ففي أسواق المعدات والمركبات UGV الصغيرة الحجم، نجد أن شركة ريكون روبوتيكس ReconRoboticsتوسع مروحة منتجاتها عبر تزويدها بأنظمة تتضمن آخر ما تم ابتكاره من تكنولوجيا في هذا المجال.فقد قام عملاء الشركة والتي يقع مقرّها في مدينة إيدينا/ مينيسوتا الأميركية، بشراء نظام استشعار "ثروبوت أكس تي" (Throwbot XT. TXT). ويمكن أن يتم قذف هذا النظام الروبوطي الفائق الصغر والخفّة (540 غرام) المجهز بأنظمة فيديو وصوت ومستشعرات تعمل بالأشعة ما دون الحمراء، إلى بعد 36 متراً.يقول جاك كلوبوكار أحد المدراء المساعدين في الشركة:" هذا يعني أنه بإمكانك إلقاء روبوط TXT هذا إلى ما وراء جدار ما أو عبر النافذة أو على سطح مبنى مكون من ثلاثة طوابق فيبدأ فوراً ببث المعلومات الاستطلاعية بالصوت والصورة نحو وحدة تحكم تشغيل صغيرة، وخلال تحركه على الأرض يعمل جهاز الروبوط هذا بصوت لا يتعدى ارتفاعه 30 ديسيبل- أي أدنى بكثير من صوت الهمس."وقد أشار كلوبوكار إلى أنه في عمليات مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، سيمنح هذا النظام الخفي القابل للنشر بشكل فوري قوات الشرطة والفرق العسكرية فوائد تكتيكية هائلة. وأضاف:" لن يكونوا مجبرين على إرسال جنودهم في البيئات الخطرة دون القيام أولاً بعملية استكشاف كاملة والتعرف على المنطقة ومعرفة مدى ونوعية الأخطار التي سيواجهونها."وقد شرح المدير التنفيذي المذكور حالة الأسواق في الشرق الأوسط وأوضح أن الهدف النهائي للعملاء في هذه المنطقة هو توفير الحماية التكتيكية والعسكرية لقواتهم عبر منحهم قدرات استشعار بالصوت والفيديو انطلاقاً من أبعد مسافة ممكنة عن الأخطار. وأضاف:" باستطاعة هذا الإدراك الميداني المتزايد حماية الأرواح والقيام بشكل كبير بتعزيز فرص نجاح العمليات العالية الخطورة."وقد كشف كلوبوكار النقاب عن مفاوضات ريكون روبوتيكس مع العديد من البلدان الشرق أوسطية دون تحديد هوية تلك البلدان. وأضاف أن هذه الشركة سلمت في أوائل شهر كانون الثاني/ يناير الماضي طلبية هامة لفريق شرق أوسطي كبير يعمل في مكافحة الإرهاب وأنها تتوقع الحصول على المزيد من الطلبات المماثلة من قبل العديد من القوات الخاصة المختلفة في هذه المنطقة.أما شركة أوشكوش فقد أعلنت عن تقدم هام في قطاع المركبات الكبيرة الحجم بحيث أصبحت المركبات العسكرية التي يصل وزنها إلى 10 أطنان، قادرة على العمل باستقلالية تامة – والانصياع لأنظمة المرور المحلية كافة بالإضافة إلى التعامل بذكاء مع التضاريس والعقبات التي تواجهها في مساراتها. وقد أدت جهود هذه الشركة إلى فتح الباب على مصراعيه أمام مفاهيم جديدة تساعد على إنجاز المهام اللوجستية التي تحتاج إليها أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا MENA.

هذا وتقوم شركة أوشكوش ديفانس بتطوير مركبة تيراماكس TerraMax غير المأهولة لمنح القوات البرية القدرة على إنجاز المهام سواء كانت الروتينية أو أثناء قيامها بالمهام الخطرة بأقل عدد من الجنود.وقد أكد كريس يايكس، نائب مدير شركة أوشكوش للشؤون التكنولوجية المتقدمة لمجلة الأمن والدفاع العربي أن أنظمة مركبات UGV التي تنتجها الشركة مصممة على شكل مجموعات قابلة للتركيب والتوسع بحيث يمكن تركيبها على أي مركبة تكتيكية مدولبة لكي تعمل باستقلالية تامة أو لكي تقوم بمحاكاة المسار التي تقوم به مركبة رئيسية موجودة في المقدمة. ويقول يايكس: "يدمج هذا النظام ما بين آخر ما تم ابتكاره من إدراك حسي ومن تكنولوجيا الاستشعار وبين برمجيات العمل المستقل ومعدات ثقيلة من المستوى العسكري وبين التحكم الإلكتروني بالقيادة."ومن الميزات الأكثر أهمية هي أن مشغل واحد لأنظمة TerraMax UGV قادر على تشغيل حتى 5 مركبات غير مأهولة في الوقت عينه بموجب شاشة بينية رسومية بشكل إيحائي، مما يعزز قدرة القوات على الأرض.وتجدر الإشارة إلى أن أنظمة مركبات TerraMax UGV ليست غريبة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.فقد أطلقت أوشكوش آخر أجيال هذا النظام وأحدثها خلال معرض ومؤتمر إيدكس الدولي للدفاع في العام 2013. ويذكر يايكس أن المندوبين العسكريين والحضور استطاعوا مشاهدة الطريقة التي تتحسس أنظمة تيراماكس بموجبها كل ما يحيط بها وتقوم بإتباع مسيرتها عبر المسارات المختلفة لكي تنفذ المركبة مهامها على أكمل وجه. وأضاف يايكس:" لقد سمحنا أيضاً لزوارنا بأن يتفاعلوا مع وحدة التحكم الخاصة بالمشغل TerraMax OCU التي تتمتع ببينية مشغل فائقة السهولة للبرهنة عن مدى إيحائية وسهولة التكنولوجيا المعتمدة لتشغيلها." وأضاف :" إن ردود الفعل التي استطعنا الحصول عليها من قبل العديد من الحضور خلال المعرض ولاحقاً في تلك السنة خلال معرض معدات الدفاع والأمن العالمي DSEI الذي أقيم في المملكة المتحدة، كانت إيجابية للغاية. وهي تتمتع بإمكانيات قد تؤدي إلى التعاون في ترسيخ هذه التكنولوجيا.