سيرغي لافروف “عميد” الدبلوماسية الروسية سيبز سلفه اندرية غروميكو الذي تألق من زمن الحقبة السوفيتية كعقل استراتيجي يتكامل مع رئيسه فلاديمير بوتين في الهدف المشترك وهو اعادة روسيا الى الخارطة العالمية كقوة عظمة.
فاذا كانت سياسة “صفر مشاكل” هي نتاج دهاء احمد داوود اوغلو وزير خارجية تركيا التي ساهمت في وضع تركيا في المرتبة 17 كأقوى اقتصاد في العالم (تعيش النظرية مرحلة انهيار حاليا وتكاد تلفظ انفاسها الاخيرة على وقع الازمة السورية) فان سياسة لافروف التي تتسم بالشجاعة والجرأة المجبولين بدهاء متحكم به، جعلت روسيا تستعيد نفوذها الذي فقدته خاصة في منطقة الشرق الاوسط.
الحلف الروسي الايراني السوري يكسب كل يوم ويتقدم على حساب الحلف الامريكي الاستراتيجي مع دول الخليج ومصر واسرائيل، ففي روسيا رجل قوي يؤمن بعظمة بلاده، ويريد ان يثأر من عملية الاذلال التي تعرضت له في الداخل والخارج، وآخرها في ليبيا وقبلها العراق وافغانستان.
لافروف حط الرحال في الكويت في اطار جولاته المكوكية، وبعد حدثين منفصلين، الاول انهيار مؤتمر جنيف، والثاني الزيارة التاريخية للمشير عبد الفتاح السيسي رجل مصر القوي لموسكو.
زيارة لافروف للكويت تسبق الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها الرئيس الامريكي باراك اوباما للرياض، وكأنه، اي لافروف، يريد ان يوجه ضربة اجهاضية استباقية لها.
ابرز ما في هذه الزيارة تقدم لافروف بمبادرة ذكية للغاية، عبر عنها في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، ومضمونها استعداد بلاده للمساهمة في الوصول الى ما وصفه “حوار مستدام” بين ايران من جانب ودول الخليج العربية من جانب آخر مؤكدا “ان ضعف الثقة المتبادلة بين الجانبين يسيء لمصالح المنطقة”.
لافروف يدرك جيدا ان ما يجري في سورية هو حرب بالنيابة بين المملكة العربية السعودية وايران، وان الخروج منها لا يمكن ان يتم الا عبر البوابة السعودية على وجه الخصوص، مثلما يدرك ان السعودية هي التي ترفض المحاولات الايرانية المتعددة لفتح حوار بين البلدين للتفاهم حول العديد من القضايا الاقليمية الخلافية.
السيد حسن روحاني عرض القيام بزيارة الى الرياض، بينما حاول وزير خارجيته جواد ظريف التعريج على العاصمة السعودية اثناء جولة خليجية قام بها قبل شهرين، كما ان السعودية هي التي وضعت “فيتو” على مشاركة ايران في مؤتمر جنيف حول سورية.
العرض الروسي بالوساطة جاء في توقيت ملائم لان السعودية بدأت تدخل تغييرات على موقفها في سورية من حيث الاقتراب من الموقف الروسي في اعطاء الاولوية لملف الارهاب، وتمثل التغيير في القوانين والمراسيم التي تجرم مشاركة سعوديين في القتال على الارض السورية.
بالون اختبار روسي.. اطلقه لافروف في الكويت المحاذية للسعودية؟.. نعم.. هل ستتجاوب السعودية معه؟.. الاجابة: من الجائز.. ولا شيء مستبعد!
روسيا بوتين كانت تتطلع دائما للوصول الى المياه الخليجية الدافئة حيث النفط والمال بعد ان خسرتها بخسارة العراق وليبيا.. ويبدو ان محاولاتها عبر البوابتين السورية والمصرية ستحققان لها هذا الهدف الاستراتيجي في المستقبل القريب.
المصدر: الاقتصادي
فاذا كانت سياسة “صفر مشاكل” هي نتاج دهاء احمد داوود اوغلو وزير خارجية تركيا التي ساهمت في وضع تركيا في المرتبة 17 كأقوى اقتصاد في العالم (تعيش النظرية مرحلة انهيار حاليا وتكاد تلفظ انفاسها الاخيرة على وقع الازمة السورية) فان سياسة لافروف التي تتسم بالشجاعة والجرأة المجبولين بدهاء متحكم به، جعلت روسيا تستعيد نفوذها الذي فقدته خاصة في منطقة الشرق الاوسط.
الحلف الروسي الايراني السوري يكسب كل يوم ويتقدم على حساب الحلف الامريكي الاستراتيجي مع دول الخليج ومصر واسرائيل، ففي روسيا رجل قوي يؤمن بعظمة بلاده، ويريد ان يثأر من عملية الاذلال التي تعرضت له في الداخل والخارج، وآخرها في ليبيا وقبلها العراق وافغانستان.
لافروف حط الرحال في الكويت في اطار جولاته المكوكية، وبعد حدثين منفصلين، الاول انهيار مؤتمر جنيف، والثاني الزيارة التاريخية للمشير عبد الفتاح السيسي رجل مصر القوي لموسكو.
زيارة لافروف للكويت تسبق الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها الرئيس الامريكي باراك اوباما للرياض، وكأنه، اي لافروف، يريد ان يوجه ضربة اجهاضية استباقية لها.
ابرز ما في هذه الزيارة تقدم لافروف بمبادرة ذكية للغاية، عبر عنها في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، ومضمونها استعداد بلاده للمساهمة في الوصول الى ما وصفه “حوار مستدام” بين ايران من جانب ودول الخليج العربية من جانب آخر مؤكدا “ان ضعف الثقة المتبادلة بين الجانبين يسيء لمصالح المنطقة”.
لافروف يدرك جيدا ان ما يجري في سورية هو حرب بالنيابة بين المملكة العربية السعودية وايران، وان الخروج منها لا يمكن ان يتم الا عبر البوابة السعودية على وجه الخصوص، مثلما يدرك ان السعودية هي التي ترفض المحاولات الايرانية المتعددة لفتح حوار بين البلدين للتفاهم حول العديد من القضايا الاقليمية الخلافية.
السيد حسن روحاني عرض القيام بزيارة الى الرياض، بينما حاول وزير خارجيته جواد ظريف التعريج على العاصمة السعودية اثناء جولة خليجية قام بها قبل شهرين، كما ان السعودية هي التي وضعت “فيتو” على مشاركة ايران في مؤتمر جنيف حول سورية.
العرض الروسي بالوساطة جاء في توقيت ملائم لان السعودية بدأت تدخل تغييرات على موقفها في سورية من حيث الاقتراب من الموقف الروسي في اعطاء الاولوية لملف الارهاب، وتمثل التغيير في القوانين والمراسيم التي تجرم مشاركة سعوديين في القتال على الارض السورية.
بالون اختبار روسي.. اطلقه لافروف في الكويت المحاذية للسعودية؟.. نعم.. هل ستتجاوب السعودية معه؟.. الاجابة: من الجائز.. ولا شيء مستبعد!
روسيا بوتين كانت تتطلع دائما للوصول الى المياه الخليجية الدافئة حيث النفط والمال بعد ان خسرتها بخسارة العراق وليبيا.. ويبدو ان محاولاتها عبر البوابتين السورية والمصرية ستحققان لها هذا الهدف الاستراتيجي في المستقبل القريب.
المصدر: الاقتصادي
تعليق