اليوبيل الـ 80 لأول رائد فضاء في العالم
تمرّ اليوم 9 مارس/آذار الذكرى الـ 80 لولادة يوري غاغارين أول رائد فضاء في العالم. وكان غاغارين أول إنسان في العالم قام برحلة فضائية استغرقت 108 دقائق. تم إطلاق المركبة الفضائية مع يوري غاغارين على متنها في 12 أبريل عام 1961 وقامت المركبة بدورة واحدة حول الأرض، ثم هبطت برفق في مقاطعة ساراتوف الروسية. هناك أسطورة تفيد بأن غاغارين ولد في 8 مارس/آذار، لكن والده النجار احتج على ذلك وطلب تسجيل تاريخ الـ 9 من مارس عام 1934 في شهادة الميلاد.
ولد يوري غاغارين في أسرة فلاحية في قرية صغيرة بمقاطعة سمولينسك غرب روسيا في 9 مارس/آذار عام 1934، وأمضى يوري طفولته في القرية، ثم التحق بالمدرسة في خريف عام 1941 بعد بضعة أشهر من هجوم ألمانيا النازية على الاتحاد السوفيتي. وفي 12 أكتوبر عام 1941 احتل الغزاة الألمان قريته، وهمّ ألماني بشنق شقيقه الأصغر بوريس بوشاح، لكن أمه أفلحت في تخليصه إثر خروج الألماني لجلب آلة التصوير. وفي 9 أبريل/نيسان حررت القوات السوفيتية القرية، وانتقلت أسرة غاغارين إلى مدينة صغيرة هي غيجاتسك (غاغارين حاليا) في 24 مايو/أيار. في عام 1949 التحق بمدرسة مهنية وفي الوقت نفسه ارتاد مدرسة العمال الشباب المسائية. وفي أغسطس/آب عام 1951 التحق غاغارين بالمعهد الصناعي في ساراتوف، وفي 25 أكتوبر /تشرين الأول جاء لأول مرة إلى نادي الطيران في ساراتوف، وفي عام 1955 بعد تخرجه من المعهد الصناعي حلق لأول مرة بمفرده في طائرة ياك-18. ونفّذ يوري غاغارين في النادي 196 تحليقا بمدة طيران هي 24 ساعة و23 دقيقة. وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول عام 1955 استدعي غاغارين للخدمة في الجيش حيث تخرج من كلية الطيران الحربي. وخدم طوال عامين في فوج المقاتلات في أسطول الشمال. وفي 9 ديسمبر عام 1959 كتب غاغارين طلبا انتساب إلى مجموعة المرشحين لارتياد الفضاء. وبعد أسبوع نقل الى موسكو حيث خضع لفحوص طبية في المستشفى المركزي للبحوث العلمية الخاصة بالطيران. وفي مطلع العام التالي خضع لفحوص لجنة طبية خاصة قررت أن الملازم أول غاغارين صالح للتحليق الفضائي. وفي 3 مارس/آذار عام 1960 تم ضمه إلى فريق المرشحين لرواد الفضاء ، وفي 11 مارس/آذار توجه غاغارين مع أفراد أسرته إلى مكان عمله الجديد.
الرحلة الفضائية
بلغ عدد المرشحين الإجمالي للقيام بالرحلة الفضائية الأولى 20 شخصا، وتولى مصمم السفن الفضائية سيرغي كوروليوف مهمة انتقاء المرشحين، وكان المهم أن تتوفر في المرشح عدة صفات منها الطول والوزن والصحة الجيدة، فيجب ألا يتجاوز العمر 30 عاما والوزن 72 كغم والطول 170 سم. وبتوفر هذه المواصفات فقط يمكن أن تتسع أول سفينة فضائية "فوستوك" لجلوس رائد الفضاء، حيث أن قدرة الصاروخ الحامل حددت بصرامة أبعاد ووزن السفينة. علاوة على ذلك كان على رائد الفضاء أن يكون عضوا في الحزب الشيوعي السوفيتي (انضم يوري غاغارين إلى الحزب الشيوعي السوفيتي في صيف عام 1960). وتم انتقاء ستة أشخاص من بين المرشحين العشرين، وكان كوروليوف في عجلة من أمره بعد ورود معلومات عن استعداد الأمريكيين لإرسال أول إنسان إلى الفضاء في 20 أبريل/نيسان عام 1961، ولذلك تحدد موعد الإطلاق بين 11 و 17 أبريل/نيسان عام 1961. وتحدد المرشح للتحليق في آخر لحظة، فوقع الاختيار على يوري غاغارين، وكان رائد الفضاء الاحتياطي هو غيرمان تيتوف. وجرى إطلاق السفينة " فوستوك – 1" في الساعة التاسعة والدقيقة السابعة من صباح يوم 12 أبريل/نيسان عام 1961 (حسب توقيت موسكو) من مطار بايكونور. وبعد إتمام دورة واحدة حول الأرض هبطت السفينة في الساعة العاشرة والدقيقة 55 و34 ثانية بعد مرور 108 دقائق (قبل دقيقة واحدة مما كان مقررا)، علما بأن خللا في جهاز الفرملة أدى إلى هبوط الكبسولة التي أقلت غاغارين في مكان آخر غير المكان المحدد مسبقا، ولذلك لم يكن هناك أحد بانتظاره.فيما بعد جرى استقبال حافل لغاغارين في موسكو ونال شهرة عالمية، وزار غاغارين خلال عام 1961 فقط تشيكوسلوفاكيا وبلغاريا وفنلندا وبريطانيا وبولندا وكوبا والبرازيل، مع التوقف في جزيرة كيوراوساو، وكذلك كندا مع التوقف في إيسلندا، والمجر والهند وسيلان ( سريلانكا حاليا) وأفغانستان. وفي يناير - فبراير عام 1962 زار غاغارين مصر تلبية لدعوة المشير عبد الحكيم عامر نائب الرئيس القائد العام للقوات المسلحة في الجمهورية العربية المتحدة. وأمضى غاغارين في مصر 7 أيام، ومنحه الرئيس المصري جمال عبدالناصر "قلادة النيل" أرفع وسام في البلاد.
حياته وعمله بعد التحليق في الفضاء
لقد غيرت 108 دقائق من التحليق في الفضاء مجرى حياة يوري غاغارين كليا، وتحول طيار فوج المقاتلات بين ليلة وضحاها الى أشهر رجل في العالم. وكانت رغبة أبناء الاتحاد السوفيتي في لقاء أول رائد فضاء عظيمة الى درجة أن لقاءاته وجولاته خلال ثلاثة أعوام سلبته وقتا طويلا جدا، وزاد الطين بلّة أن هذه اللقاءات غالبا ما كانت ترافقها مآدب واحتفالات، وكانت النتيجة زيادة وزن غاغارين بحوالي 7 – 8 كغم وتوقفه عن ممارسة التمارين الرياضية. وفي عام 1964 تولى غاغارين منصب نائب مدير مركز إعداد رواد الفضاء، كما قام بنشاط سياسي واجتماعي كبير وبدأ الدراسة في أكاديمية جوكوفسكي الحربية لهندسة الطيران ولهذا لم تتوفر لديه خلال فترة معينة فرصة لممارسة الطيران. وقام بأول تحليق منفرد في طائرة ميغ – 17 في مطلع ديسمبر/كانون الأول عام 1967، وهبط بها في المحاولة الثانية بسبب خطأ، وهذا ما يميز الطيارين ضعيفي القدرة بعد ترك الطيران فترة من الزمن. ولهذا بدأت السلطات تبدي مخاوف من فقدان البطل المعروف في حادث مؤسف، وقد تبين أن هذه المخاوف كانت في محلها.
المصرع الفاجع
شرع غاغارين بممارسة الطيران بعد تخرجه من أكاديمية جوكوفسكي، وصار يتدرب على طائرة (ميغ – 15 و ت ي) . وقام في الفترة من 13 الى 22 مارس /آذار بـ 18 طلعة لفترة 7 ساعات. وكان عليه القيام قبيل التحليق المنفرد بتحليقين اختباريين مع الطيار- المرشد قائد الفوج بطل الاتحاد السوفيتي فلاديمير سيريوغين. وفي 27 مارس/آذار الساعة العاشرة والدقيقة 18 صباحا انطلق غاغارين وسيريوغين من مطار تشكالوفسكي بضواحي موسكو. وكان المقرر أن يتم تنفيذ مهمة التحليق في المنطقة خلال أقل من 20 دقيقة تقريبا، لكن بعد مضي أربع دقائق أبلغ غاغارين الأرض أن المهمة اختتمت وطلب السماح له بالعودة إلى القاعدة. بعد ذلك انقطع الاتصال بالطائرة، وفي الساعة الثانية والدقيقة 50 بعد الظهر عثر على حطام طائرة (ميغ – 15 و ت ي) في مكان يبعد حوالي 65 كم عن المطار. وتشكلت لجنة حكومية للتحقيق في الكارثة الجوية، لكن اللجنة لم تستطع أن تحدد بشكل قاطع أسباب المأساة حتى بعد مضي عدة أشهر على عمل الخبراء، وبالنتيجة فرضت السرية على تقرير اللجنة. ولا تعرف حتى اليوم أسباب وظروف الكارثة، وهناك عدة روايات متناقضة للحادث. وقد دفن رفات غاغارين وسيريوغين في سور الكرملين.
تمرّ اليوم 9 مارس/آذار الذكرى الـ 80 لولادة يوري غاغارين أول رائد فضاء في العالم. وكان غاغارين أول إنسان في العالم قام برحلة فضائية استغرقت 108 دقائق. تم إطلاق المركبة الفضائية مع يوري غاغارين على متنها في 12 أبريل عام 1961 وقامت المركبة بدورة واحدة حول الأرض، ثم هبطت برفق في مقاطعة ساراتوف الروسية. هناك أسطورة تفيد بأن غاغارين ولد في 8 مارس/آذار، لكن والده النجار احتج على ذلك وطلب تسجيل تاريخ الـ 9 من مارس عام 1934 في شهادة الميلاد.
ولد يوري غاغارين في أسرة فلاحية في قرية صغيرة بمقاطعة سمولينسك غرب روسيا في 9 مارس/آذار عام 1934، وأمضى يوري طفولته في القرية، ثم التحق بالمدرسة في خريف عام 1941 بعد بضعة أشهر من هجوم ألمانيا النازية على الاتحاد السوفيتي. وفي 12 أكتوبر عام 1941 احتل الغزاة الألمان قريته، وهمّ ألماني بشنق شقيقه الأصغر بوريس بوشاح، لكن أمه أفلحت في تخليصه إثر خروج الألماني لجلب آلة التصوير. وفي 9 أبريل/نيسان حررت القوات السوفيتية القرية، وانتقلت أسرة غاغارين إلى مدينة صغيرة هي غيجاتسك (غاغارين حاليا) في 24 مايو/أيار. في عام 1949 التحق بمدرسة مهنية وفي الوقت نفسه ارتاد مدرسة العمال الشباب المسائية. وفي أغسطس/آب عام 1951 التحق غاغارين بالمعهد الصناعي في ساراتوف، وفي 25 أكتوبر /تشرين الأول جاء لأول مرة إلى نادي الطيران في ساراتوف، وفي عام 1955 بعد تخرجه من المعهد الصناعي حلق لأول مرة بمفرده في طائرة ياك-18. ونفّذ يوري غاغارين في النادي 196 تحليقا بمدة طيران هي 24 ساعة و23 دقيقة. وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول عام 1955 استدعي غاغارين للخدمة في الجيش حيث تخرج من كلية الطيران الحربي. وخدم طوال عامين في فوج المقاتلات في أسطول الشمال. وفي 9 ديسمبر عام 1959 كتب غاغارين طلبا انتساب إلى مجموعة المرشحين لارتياد الفضاء. وبعد أسبوع نقل الى موسكو حيث خضع لفحوص طبية في المستشفى المركزي للبحوث العلمية الخاصة بالطيران. وفي مطلع العام التالي خضع لفحوص لجنة طبية خاصة قررت أن الملازم أول غاغارين صالح للتحليق الفضائي. وفي 3 مارس/آذار عام 1960 تم ضمه إلى فريق المرشحين لرواد الفضاء ، وفي 11 مارس/آذار توجه غاغارين مع أفراد أسرته إلى مكان عمله الجديد.
الرحلة الفضائية
بلغ عدد المرشحين الإجمالي للقيام بالرحلة الفضائية الأولى 20 شخصا، وتولى مصمم السفن الفضائية سيرغي كوروليوف مهمة انتقاء المرشحين، وكان المهم أن تتوفر في المرشح عدة صفات منها الطول والوزن والصحة الجيدة، فيجب ألا يتجاوز العمر 30 عاما والوزن 72 كغم والطول 170 سم. وبتوفر هذه المواصفات فقط يمكن أن تتسع أول سفينة فضائية "فوستوك" لجلوس رائد الفضاء، حيث أن قدرة الصاروخ الحامل حددت بصرامة أبعاد ووزن السفينة. علاوة على ذلك كان على رائد الفضاء أن يكون عضوا في الحزب الشيوعي السوفيتي (انضم يوري غاغارين إلى الحزب الشيوعي السوفيتي في صيف عام 1960). وتم انتقاء ستة أشخاص من بين المرشحين العشرين، وكان كوروليوف في عجلة من أمره بعد ورود معلومات عن استعداد الأمريكيين لإرسال أول إنسان إلى الفضاء في 20 أبريل/نيسان عام 1961، ولذلك تحدد موعد الإطلاق بين 11 و 17 أبريل/نيسان عام 1961. وتحدد المرشح للتحليق في آخر لحظة، فوقع الاختيار على يوري غاغارين، وكان رائد الفضاء الاحتياطي هو غيرمان تيتوف. وجرى إطلاق السفينة " فوستوك – 1" في الساعة التاسعة والدقيقة السابعة من صباح يوم 12 أبريل/نيسان عام 1961 (حسب توقيت موسكو) من مطار بايكونور. وبعد إتمام دورة واحدة حول الأرض هبطت السفينة في الساعة العاشرة والدقيقة 55 و34 ثانية بعد مرور 108 دقائق (قبل دقيقة واحدة مما كان مقررا)، علما بأن خللا في جهاز الفرملة أدى إلى هبوط الكبسولة التي أقلت غاغارين في مكان آخر غير المكان المحدد مسبقا، ولذلك لم يكن هناك أحد بانتظاره.فيما بعد جرى استقبال حافل لغاغارين في موسكو ونال شهرة عالمية، وزار غاغارين خلال عام 1961 فقط تشيكوسلوفاكيا وبلغاريا وفنلندا وبريطانيا وبولندا وكوبا والبرازيل، مع التوقف في جزيرة كيوراوساو، وكذلك كندا مع التوقف في إيسلندا، والمجر والهند وسيلان ( سريلانكا حاليا) وأفغانستان. وفي يناير - فبراير عام 1962 زار غاغارين مصر تلبية لدعوة المشير عبد الحكيم عامر نائب الرئيس القائد العام للقوات المسلحة في الجمهورية العربية المتحدة. وأمضى غاغارين في مصر 7 أيام، ومنحه الرئيس المصري جمال عبدالناصر "قلادة النيل" أرفع وسام في البلاد.
حياته وعمله بعد التحليق في الفضاء
لقد غيرت 108 دقائق من التحليق في الفضاء مجرى حياة يوري غاغارين كليا، وتحول طيار فوج المقاتلات بين ليلة وضحاها الى أشهر رجل في العالم. وكانت رغبة أبناء الاتحاد السوفيتي في لقاء أول رائد فضاء عظيمة الى درجة أن لقاءاته وجولاته خلال ثلاثة أعوام سلبته وقتا طويلا جدا، وزاد الطين بلّة أن هذه اللقاءات غالبا ما كانت ترافقها مآدب واحتفالات، وكانت النتيجة زيادة وزن غاغارين بحوالي 7 – 8 كغم وتوقفه عن ممارسة التمارين الرياضية. وفي عام 1964 تولى غاغارين منصب نائب مدير مركز إعداد رواد الفضاء، كما قام بنشاط سياسي واجتماعي كبير وبدأ الدراسة في أكاديمية جوكوفسكي الحربية لهندسة الطيران ولهذا لم تتوفر لديه خلال فترة معينة فرصة لممارسة الطيران. وقام بأول تحليق منفرد في طائرة ميغ – 17 في مطلع ديسمبر/كانون الأول عام 1967، وهبط بها في المحاولة الثانية بسبب خطأ، وهذا ما يميز الطيارين ضعيفي القدرة بعد ترك الطيران فترة من الزمن. ولهذا بدأت السلطات تبدي مخاوف من فقدان البطل المعروف في حادث مؤسف، وقد تبين أن هذه المخاوف كانت في محلها.
المصرع الفاجع
شرع غاغارين بممارسة الطيران بعد تخرجه من أكاديمية جوكوفسكي، وصار يتدرب على طائرة (ميغ – 15 و ت ي) . وقام في الفترة من 13 الى 22 مارس /آذار بـ 18 طلعة لفترة 7 ساعات. وكان عليه القيام قبيل التحليق المنفرد بتحليقين اختباريين مع الطيار- المرشد قائد الفوج بطل الاتحاد السوفيتي فلاديمير سيريوغين. وفي 27 مارس/آذار الساعة العاشرة والدقيقة 18 صباحا انطلق غاغارين وسيريوغين من مطار تشكالوفسكي بضواحي موسكو. وكان المقرر أن يتم تنفيذ مهمة التحليق في المنطقة خلال أقل من 20 دقيقة تقريبا، لكن بعد مضي أربع دقائق أبلغ غاغارين الأرض أن المهمة اختتمت وطلب السماح له بالعودة إلى القاعدة. بعد ذلك انقطع الاتصال بالطائرة، وفي الساعة الثانية والدقيقة 50 بعد الظهر عثر على حطام طائرة (ميغ – 15 و ت ي) في مكان يبعد حوالي 65 كم عن المطار. وتشكلت لجنة حكومية للتحقيق في الكارثة الجوية، لكن اللجنة لم تستطع أن تحدد بشكل قاطع أسباب المأساة حتى بعد مضي عدة أشهر على عمل الخبراء، وبالنتيجة فرضت السرية على تقرير اللجنة. ولا تعرف حتى اليوم أسباب وظروف الكارثة، وهناك عدة روايات متناقضة للحادث. وقد دفن رفات غاغارين وسيريوغين في سور الكرملين.