القاذف الذي طواه التاريخ .. RPG-150
رغم ميزاته ومواصفاته الجيدة نسبياً ، إلا أن مستخدمي القاذف RPG-2 اشتكوا على أية حال من قصر مداه وعدم دقته . فبسبب سرعة طيرانه المنخفضة ، إعتمدت دقة تصويب مقذوفاته بشدة على الأحوال الجوية وسرعة الرياح ، خصوصاً الجانبية منها . دقة التصويب حتى في الطقس الهادئ كانت منخفضة ، بحيث تصبح العملية أثناء الاشتباك مع هدف متحرك من مسافة 100 م شبه مستحيلة . كما تحدث المستخدمين عن إصدار السلاح الكثير من الدخان أثناء الرمي ، بحيث يكشف موقع الرامي . أما في حالة انتفاخ swells شحنة الدافع الورقية بسبب الرطوبة مثلاً ، فإنه لا يمكن حشرها وإدخالها في فوهة سبطانة القاذف (المسحوق الرطب moist powder في الأساس ليس مناسب لإطلاق النار) .. لذا تطوير بديل للسلاح RPG-2 لتجاوز سلبياته بدأ في مكتب التصميم GSKB-47 (بعد ذلك سيصبح اسمه Basalt) العام 1958 . أطلق على السلاح الجديد اسم RPG-150 (معروف كذلك باسم RPG-400) وقذيفته ذات الشحنة المشكلة PG-150 .
إبداع رئيس جرى تحقيقه في تصميم هذا السلاح ، بما في ذلك تحصله على سبطانة فولاذية أكثر اتساعاً بقطر 45 ملم . هذا الانجاز زاد من سرعة الفوهة ومدى السلاح . كان لهذا القاذف أيضاً حارف لعصف الانفجار على هيئة مخروط لحماية المدفعي بشكل أفضل ، وتعجيل غازات الدافع المتدفقة من جهة الخلف . كما غطيت سبطانته في الجزء الخلفي بصفائح الخشب المعاكس plywood plates لحماية خد الرامي من التسخين المفرط . التحسين الرئيس كان منظار بصري متقدم جداً optical sight ، استخدم لاحقاً في القاذف في RPG-7 . كما استعين بنفس مقبض المسدس والزناد ونظام الإيقاد المستخدم في القاذف الأسبق RPG-2 ، التي يبدو أنها لم تحتاج أي إضافات خاصة . السلاح كان أثقل وزناً من سابقه RPG-2 بنحو 2 كلغم تقريباً (وزن القاذف بدون تحميل 4.7 كلغم ، ومع قذيفته 6.6 كلغم) ، كما أن مقذوفه من عيار 83 ملم كان ذو قابليات محسنة أيضاً ، بالرغم من أنه عرض قدرات اختراق تتجاوز سابقه بقليل ، حيث بلغت هذه 220 ملم فقط في صفائح الفولاذ المتجانس . امتلك السلاح أيضاً مدى مضاعف بالمقارنة بالقاذف RPG-2 ، وبلغ هذا 300 م . كان لديه شحنة دافعة منفصلة عن القذيفة ، وكان لزاماً شدها وتثبيتها إلى قاعدة ذراع ذيل القذيفة قبل التحميل كما في القاذف RPG-2 .
بدأت القوات السوفييتية في اختبار قدرات القاذف RPG-150 في العام 1958 ، حيث أعيد تحديد التعيين إلى RPG-4 والقذيفة إلى PG-4 . السلاح كان مماثل جداً في التصميم والمظهر الخارجي للقاذف RPG-7 ، الذي كان يمر بمراحل التطوير في نفس الفترة الزمنية . السلاح RPG-4 كان يحمل سبطانة فولاذية ملساء الجوف أقصر في الطول بنحو 50 ملم من RPG-7 . كما كان لديه قبضة مسدس واحدة فقط بدلاً من قبضة خلفية ثانية للتثبيت على الكتف كما في RPG-7 . وأشتمل بناءه العام على شكل نتوء أو انتفاخ مميز لغرفة الاحتراق في منتصف السبطانة ، من أجل زيادة ضغط غازات الدافع وتسريع المقذوف من فوهة السلاح . مع ذلك لم يكن لهذا السلاح أن يدخل مرحلة الإنتاج الفعلي ، لذلك توقف تطوير سلاح RPG-4 أخيراً في العام 1960 ليدخل منافسه RPG-7 مرحلة الإنتاج الفعلي في العام 1961 .
تعليق