تهدف الحرب الإلكترونية لمنع العدو من استعمال الطّيف الكهرومغناطيسي في مقابل تمكين القوات الصديقة من استخدام هذا الطيف بأكثر الطرق فعالية. وللحرب الإلكترونية ثلاثة عناصر رئيسة: الدعم الإلكتروني، والهجوم الإلكتروني، والحماية الإكترونية. وفي هذا الاطار تعدّ التقنيات والتجهيزات الروسية المتطورة الخاصة بالحرب الإلكترونية واحدة من أكثر الوسائط تطوراً في العالم. وفي ما يلي ابرز المنظوما ت التي يستخدمها الجيش الروسي في حروبه الالكترونية.
منظومة ““ Khibiny
منظومة التشويش الالكتروني “خيبيني Khibiny ” تهدف لحماية الطائرات من كافة وسائط الدفاع الجوي المعاصرة ومقاتلات العدو. وهي عبارة عن حاوية غير كبيرة نسبياًعلى شكل طوربيد تثبّت عادة على أطراف جناح الطائرة. وتعمل ” خيبيني” فور تلقي طاقم الطائرة مؤشرات عن هجوم صاروخي معادي، فتقوم فوراً بحجب الطائرة المقاتلة بواسطة “غطاء واقٍ راديو-إلكتروني” يحول دون وصول الصاروخ إلى هدفه ويحرفه عن مساره. تستخدم منظومات “خيبيني” حالياً على طائرات “سوخوي-30″ و”سوخوي-34″ و”سوخوي- 35”.
منظومة الاستطلاع السلبي “Moskva-1“
تعمل منظومة ” Moskva-1″ وفقا لمبدأ الرادار السلبي. وهذا يعني أنها لا تبث أي إشارات وإنما تقتصر على استقبال وتحليل الإشارات الغريبة. وخلافاً للرادارت التقليدية تبقى هذه المنظومة الرادارية غير مرئية بالنسبة للعدو. وهي تستطيع من خلال مسحها للمجال الجوي أن تحدد نوع الهدف وتصنفه بكل دقة وتظهر ما إذا كان طائرة أم صاروخاً. وتقوم المحطة بنقل هذه المعلومات القيمة إلى مركز القيادة. وهناك يتخذ المشغّل القرار اللازم بخصوص تدمير الهدف أوعدم تدميره. وبالإضافة إلى ذلك فإن ” Moskva-1″ يمكن أن ترشد منظومات الدفاع الجوي إلى الأهداف المعادية من دون أن تضطر هذه الأخيرة إلى تشغيل راداراتها الخاصة، مما يبقيها حتى النهاية غير مكشوفة لنيران العدو. ستسمح مجموعة الرادارات الحديثة التي ستحصل عليها القوات المسلحة الروسية قريباً بـ “رؤية” ومرافقة كافة الأهداف الجوية على مسافة 400 كلم.
منظومة “Krasukha-2”
كراسوخا — 2″: هو مجمع أرضي للحرب الإلكترونية الذي يعدّ العدو اللدود للطائرات المجهزة بنظام الإنذار المبكر والتحكم عل غرار “أواكس”. المهمة الرئيسة لـ “كراسوخا” تكمن في حماية وسائط الدفاع الجوي والمواقع الأرضية الهامة وكذلك ضمان أمن مجموعات القوات اثناء المسيرة.
وحيث أن المنظومة الصاروخية العملياتية — التكتيكية “اسكندر” وغيرها من المجموعات المشابهة غير محمية أثناء تنقلها فإن “كراسوخا” تتيح لها امكانية بلوغ الهدف المحدد والقيام بنشر الطاقم القتالي دون مواجهة أي مشاكل. فإذا اكتشفت المنظومة الطائرات المجهزة بنظام الإنذار المبكر والتحكم التابعة للعدو فإنها تحول دون تأثير أجهزة الرادار المعادي عليها من خلال إطلاق إشعاع مشوش يسري مفعوله ضمن دائرة قطرها 250 كم. وبفعل هذا الإخماد الإلكتروني يتعذر على العدو تسديد سلاحه الذكي. وثمة خاصية أخرى لمنظومة” كراسوخا” وهي التأثير على”دماغ” الصاروخ بعد إطلاقه وتبديل مسار تحليقه. ونتيجة ذلك يرى الصاروخ هدفاً زائفاً ويقوم بضربه دون أن يلحق الضرر بالمواقع الصديقة.
منظومة “Rtut’-BM“المظلة الواقية من صواريخ “غراد”
تعدّ منظومة الحرب الإلكترونية “رتوت-بي إم” من أحدث المنظومات في العالم. فهي تهدف لحماية الجنود والمعدات العسكرية من نيران المدفعية خاصة إذا كانت القذائف المدفعية مزودة بصواعق تفجير لاسلكي عن بعد والتي تهدف لإنزال أكبر ضرر بالقوة البشرية والأسلحة من خلال التحكم بانفجار القذيفة المزودة بصواعق على ارتفاع 3-5 أمتار. فوق الهدف ما يؤدي الى إيقاع اكبر قدر من الهسائر والاصابات. وبالتالي تؤثر منظومة “رتوت- بي إم” على مثل هذه الصواعق بحيث تجعلها تنفجر على ارتفاع آمن – اعلى دون إلحاق أي ضرر بالجنود والعتاد. ولا تقتصر قدرات هذه المنظومة فقط على مواجهة صواعق التفجير اللاسلكي، إذ يمكن استخدامها عند الضرورة لإخماد الذبذبات التي يجري العدو اتصالاته اللاسلكية عن طريقها.
تستطيع المجموعة الواحدة، التي تشبه عربة مصفحة مجهزة بهوائي تلفزيوني، حماية منطقة مساحتها 40 هكتاراً. وحسب أقوال مصممي” رتوت- بي إم” فإن لها آفاق تصديرية كبيرة ويمكن توريدها إلى الأسواق التقليدية في بلدان آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
منظومة”President -S“
قامت شركة (KRET) بتطوير “بريزيدانت-إس” لحماية الطائرات والمروحيات العسكرية والمدنية من الصواريخ المضادة، بعد تزايد الطلبات على توفير نظم حماية للطيران المدني وخاصة بعد حوادث اسقاط عدة طائرات مدنية بواسطة صواريخ ارض- جو حول العالم.
وتقوم تقنية “بريزيدينت-إس” بعملية الإعاقة التشويشية ضد الصواريخ بعد أن تكتشف انطلاقها، من خلال تعطيل نظام التوجيه الذاتي للصاروخ، مما يجعل الصاروخ ينحرف عن المسار الذي يؤدي إلى الطائرة المستهدفة.
تعمل المنظومة بشكل أساسي من خلال الحزم اللايزرية الموجهة ولا تشمل استخدام المتفجرات لتدمير الصاروخ المعادي. وتستطيع هذه المنظومة وبشكل تلقائي ودون أي تدخل من طاقم الطائرة ومن خلال حساسات متطورة جدا كشف أي تهديد صاروخي موجه نحو الطائرة ، تحليل وتقييم مدى الخطر الداهم، وبالتالي تشغيل التشويش الالكتروني السلبي والايجابي.
صممت حساسات الإنذار التابعة للجهاز بشكل يسمح لها بارسال حزم لايزيرية باتجاه جهازية التوجيه للصاروخ المعادي وبالتالي الايحاء له بتعقب هدف وهمي بالتلازم مع تشغيل التشويش الالكتروني للتاثير على منظومة التوجيه للصاروخ المعادي مما يؤدي الى تغيير مساره بعيدا عن مسار الطائرة المدنية.
تم اختبار المنظومة من قبل وزارة الدفاع الروسية من خلال تجربته الناجحة ضد الصواريخ المحمولة نوعIgla MANPADS. حيث استطاعت المنظومة حرف الصواريخ المعادية عن مسارها دون الحاق أي ضرر بالطائرة المستهدفة. وخلال عمليات الإطلاق التجريبي على مروحية”مي-8″المثبتة على برج خاص جرى إطلاق صواريخ “إيغلا” (الإبرة) من مسافة 1000 متر ولم يصب أي من هذه الصواريخ الهدف، إذ كانت القذائف تحيد عن المروحية وتدمر نفسها. وعليه فإن نظام تسديد الصاروخ يخفق في أداء مهمته من جراء التشويش الإلكتروني الذي تحدثه منظومة ” بريزيدنت- اس”.
تم نشر منظومة بريزيدانت-اس على متن الطائرات العسكرية نوع Il-76 إضافة الى الطائرة الرئاسية، وطوافات المي 28، الكا 52 ، والمي 26 .
تعليق