نشرت صحيفة فيلت الألمانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن تعرض دبابة ليوبارد، التي طالما مثلت مصدر فخر للصناعات العسكرية الألمانية وأثبتت كفاءتها خلال عدة حروب سابقة، لانتكاسة على يد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، بعد أن نجح هذا التنظيم في كشف نقاط ضعفها واستهدافها بصواريخ حديثة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن مقاتلي تنظيم الدولة تمكنوا من إعطاب دبابات ليوبارد، تابعة للجيش التركي في سوريا.
وبحسب الصحيفة، توصف الدبابة “ليوبارد 2” بـ”الأسطورة”، بعد أن خاضت معارك عديدة في كوسوفو وأفغانستان، دون التعرض لأي ضرر. كما بيعت دبابات من هذا النموذج للجيش الكندي. وتعرضت إحداها لتفجير قوي في إطار عمليات القوات الكندية في أفغانستان، بعد استهدافها من قبل عناصر طالبان؛ إلا أن طاقم الدبابة بقي سالما بعد المعركة.
واعتبرت الصحيفة أن كل هذه السمعة التي اكتسبتها ليوبارد تعرضت الآن للضرر. فلأول مرة، تعرضت عدة دبابات من طراز “ليوبارد 2” لأضرار أقصتها من المعركة، وكان ذلك خلال المواجهات الدائرة مع القوات التركية في مدينة الباب في شمال سوريا.
وأكدت الصحيفة أن تنظيم الدولة نجح في تدمير ما لا يقل عن عشر دبابات ليوبارد تابعة للجيش التركي، بعد أن كشف عن نماذجها وأرقامها التسلسلية في قائمة ظهرت على موقع تويتر.
وطرحت الصحيفة تساؤلات حول مدى ملاءمة هذا النوع من الدبابات مع حرب الشوارع التي أُقحمت فيها.
وفي هذا السياق، أشار خبراء عسكريون إلى أن “ستا من هذه الدبابات العشر، التي فقدت في المعارك في سوريا، تعرضت لقصف بصواريخ كورنيت المضادة للدروع”.
وجاء في الصحيفة أنه “ظهرت نقاط ضعف هذه الدبابة في الحرب داخل المدينة؛ لأنها صنعت في البداية من أجل خوض المعارك في المساحات المفتوحة، حيث يفترض أن يأتي العدو من الأمام. ولذلك تم تجهيز هذا النوع من الدبابات مثل غيرها بتحصينات صلبة من الجهة الأمامية وعلى جانبي المقدمة، بما أن أغلب الصواريخ المضادة للدبابات، وخاصة تلك التي تصنعها روسيا، قادرة على اختراق مدرعات يبلغ سمكها 1.2 متر”.
وأضافت الصحيفة أن نقاط ضعف هذه الدبابة تكمن في الجهة الخلفية وعلى الجانبين؛ ولهذا السبب تضررت إحدى هذه الدبابات، بعد أن تعرضت في مدينة الباب إلى الاستهداف من الخلف بقذائف مضادة للدبابات؛ وهو ما كشف نقاط ضعفها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه جاء في تقرير صدر عن اللجنة الأوروبية للأمن والتكنولوجيا؛ أن هذه الدبابات الألمانية تفتقر إلى تقنيات الدفاع في حال التعرض إلى هجوم من مسافة قريبة، وهي في حاجة إلى تزويدها بتقنية الدفاع بالانفجار المضاد.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التقنية تتمثل في تحصين الدبابة بصفائح صلبة أو بطبقة خارجية محشوة بالمواد المتفجرة، وعندما ترتطم الرصاصة أو القذيفة أو القنبلة بجسم الدبابة، فإن الدبابة نفسها تحدث انفجارا يحد من قوة القذيفة التي استهدفتها.
وأضافت الصحيفة أنه توجد تقنية أخرى لا تعتمد على الانفجار المضاد، بل على مواد شديدة الصلابة مركبة من ألياف الكربون. ولكن هذه التقنيات تحمل معها مشاكل جديدة، إذ تصبح الدبابة ثقيلة جدا، كما تتعرض حياة الجنود داخلها إلى الخطر بسبب هذه المواد المتفجرة الموجودة على الجسم الخارجي للدبابة.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركات تصنيع السلاح في العالم تعمل على تطوير دبابات جديدة مخصصة للمعارك داخل المدن، وقد ظهرت عدة أفكار يتم الآن العمل على تجسيدها للتوصل إلى صنع دبابات المستقبل.
وأوردت الصحيفة أن شركة الصناعات العسكرية الروسية، “أورالفاغونزا فولد”، قدمت نموذجا لدبابة من هذا النوع. كما قدمت أيضا شركة راين ميتال الألمانية نموذج المدرعة “بوما” المزودة بطبقة من المواد المتفجرة من الخارج، لحمايتها من الهجمات من مسافة قريبة في حرب الشوارع.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل كانت تعمل أيضا على حل هذه المشكلة، إذ اعترفت بأنها تواجه مشكلة في استعمال الدبابات في المناطق الحضرية. وخلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في سنة 2006، تعرضت دبابات الميركافا لأضرار كبيرة نتيجة استهدافها بالصواريخ، وهو ما دفعها للعمل على تطوير طراز جديد مخصص لهذا النوع من المعارك.
وقالت الصحيفة إنه في سنة 2011، قامت إسرائيل بتزويد دبابات “ميركافا” وناقلات الجنود الثقيلة “نامر” (تعني الفهد بالعبرية)، بتقنية جديدة تسمى “هارد كيل سيستم”، ويتميز هذا النوع بكونه أقل وزنا من نظيرته الألمانية، كما أنه شديد الفعالية.
المصدر: عربي21- يحيى بوناب