شن سلاح الجو الإسرائيلي، في منتصف ليل الخميس- الجمعة، غارة أطلق فيها صواريخ استهدفت مواقع في محيط مطار المزة، في ضواحي العاصمة دمشق، وفقا لما نقله التلفزيون السوري الرسمي، لتكون المفاجأة ان ما استهدف ودُمر بسهولة هي صواريخ أرض - جو أس 300 فخر الصناعة الروسية التي تباهى باستلامها حديثا السوريون والإيرانيون.
كشفت صحيفة الجريدة الكويتية عن حصولها على تفاصيل الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الاسرائيلية على مطار المزة العسكري في العاصمة السورية دمشق نهاية الاسبوع الماضي.
وبحسب صحيفة “الجريدة” فإن الغارات الاسرائيلية إستهدفت منظومة صواريخ ارض جو الروسية المتطوّرة “إس إي 300” الطويلة المدى التي وصلت قبل شهرين الى سوريا، وكذلك “إس إي 222” القصيرة المدى، التي كان نشرهما الجيش السوري في محيط المطار ومنطقة يعفور المحاذية لأوتستراد دمشق – بيروت الدولي.
وبحسب الصحيفة فإن الرسالة التي أرادت إسرائيل توجيهها إلى النظام السوري هي أنها ليست بحاجة إلى موافقة روسيا وأميركا من أجل حماية أمنها القومي.
وأشارت “الجريدة” الكويتية إلى ان الضربات التي تنفذها اسرائيل فوق الاراضي السورية مدروسة وأرسلت من خلالها رسائل واضحة لطهران عبر روسي.
وبحسب مصدر صحيفة “الجريدة” فإن الطائرات التي نفذت الغارات هي “اف – 16” وليس كما اشيع بأنها “أف 35، الشبحية،التي تملك منها اسرائيل طائرتان فقط وصلتا منذ اسبوعين الى اسرائيل وما زالتا في طور التجارب.
ويقول محللون عسكريون أن سوريا وإيران بحالة صدمة حقيقية اذ أن صواريخ اس 300، كانت إيران قد استلمتها قبل أشهر في منتصف العام الفائت وتباهى اعلامها بالحديث عن السماء الايرانية التي باتت مقفلة على الأعداء، وعرض التلفزيون الإيراني صورا لما قال إنها منظومة صواريخ أس 300 الروسية الصنع، مشيرا إلى أنها نصبت في محيط منشأة فوردو النووية وسط البلاد. بينما أكدت وسائل إعلام إيرانية أن الاختبارات اللازمة أٌجريت على المنظومة قبل نصبها قرب المنشأة المخصصة لتخصيب اليورانيوم.
وسارعت وسائل اعلام روسية وعلى رأسهاسبوتيك واعلام النظام الى الترويج أن “الغارة نُفذت بمقاتلات “إف 355″ الأمريكية الفائقة التطور، والتي لا يستطيع أي نظام دفاعي صاروخي رصدها” وليس بقاذفات الـ”أف 16″ المعتادة على الاختراق وقصف المواقع السورية، والغرض من اشاعة ان الطائرات المغيرة شبحية، هو اسقاط الحرج عن النظامين السوري والروسي في ان الرادارات التي تحمي تلك المنظومات الصاروخية المتطورة لم تستطع اكتشاف الطائرة الشبحية الاسرائيلية الحديثة، في حين يؤكد الطرفان الروسي والاسرائيلي مرارا ان كل نشاط حربي اسرائيلي في سوريا يتم بالتنسيق حوله بين تل أبيب وموسكو عبر الغرفة العسكرية المشتركة المختصة بالعمليات في سوريا وكان تمّ تشكيلها والاعلان عنها العام الفائت عقب زيارة نتنياهو لروسيا، وبالتالي فان التزام روسيا مسبقا بالموافقة على نشاط الطيران الاسرائيلي وقصفه لأي هدف يشكل خطرا على أمنه هو ما يسهّل الحركة لسلاح الجو الاسرائيلي فوق سوريا، وهو ما سوف تبقى تلتزم به موسكو في الأمد المنظور.
تعليق