تداولت وسائل اعلام أن مروحية سعودية تابعة لقوات التحالف من نوع بلاك هوك اسقطت في محافظة مأرب، شمال شرق البلاد، بنيران اماراتية صديقة ناجمة عن اصابتها بصاروخ اطلق من منظومة الدفاع الجوي من نوع بانتسير اس1 الروسية الصنع والتي يطلق عليها أيضا تسميةGreyhound.
فيما لو كانت هذه المعلومات دقيقة والتي سيكشفها التحقيق، يكون السبب المباشر للحادث ناجم عن خطأ في تحديد هوية المروحية السعودية على انها طائرة صديقة وتم اسقاطها على اعتبارها انها طائرة معادية. فما الذي حصل بالفعل وساهم في تفاقم الامور الى اللحظة التي اطلق فيها الصاروخ.
التحقيق في الحوادث الجوية يطرح كافة الاحتمالات التي يمكن ان تكون قد تسببت بالحادث بغض النظر عن دقتها، اذ يرتكز التحقيق على التحليل الموضوعي للبيانات، الافادات والوقائع ليحدد بنهاية التحقيق الاسباب التي أدت الى هذا الحادث ويضع التوصيات لكيفية تحاشي تكرارها مستقبلا.
ويرتكز التحقيق في الحوادث على دراسة عوامل ثلاث قد تكون قد تسببت به: العامل البشري، العامل التقني، وعامل القيادة. واذا كان الخطا ناجم عن عدم تحديد هوية المروحية فان الخلل يتمحور عندها على نقطتين الأولى ترتبط بالمروحية ومدى دقة وفعالية نظام التعريف فيها وبالمقابل يرتكز على منظومة الدفاع الجوي وقدرتها على التمييز بين الأهداف المعادية والصديقة وآلية صنع القرار داخل المنظومة.
ومن هنا تطرح الأسئلة التالية التي سيسعى التحقيق في الحادث محاولة الإجابة عليها بموضوعية:
في ما يتعلق بمنظومة التعريف الخاصة بالمروحية السعودية:
هل كانت منظومة التعريف الموجودة على الطائرة بوضعية التشغيل؟ وهل كانت بوضعية التشغيل الصحيح وفقا للترميز المعتمد للوحدات الصديقة؟
هل كان جهاز بث ترددات ترميز التعريف ضمن المدى الفعال ليتمكن رادار البانتسير من التقاطها ؟
هل تمتلك المروحية وسائل للحرب الالكترونية للتشويش على الصاروخ المعادي لتضليله او تدميره قبل إصابة المروحية؟
هل هناك خلل في عمل منظومات الحرب الالكترونية فيما لو كانت مثبتة على المروحية؟
في ما يتعلق بمنظومة الدفاع الجوي:
هل اتخذ القرار باسقاط الطائرة بشكل آلي ام بقرار من قائد المنظومة؟
هل تلقت المنظومة معلومات الترميز الكافية والواضحة بشكل يحسم هوية الطائرة؟
هل هناك عيب في توالف المنظومات الروسية لتلقي الترددات الناجمة عن منظومات غربية وترجمتها بشكل لا يحمل الالتباس مما أدى الى اعتبارها طائرة معادية؟
هل تعرفت المنظومة على الطائرة على انها طائرة صديقة انما كان هناك خطا بشري في تحليل هذه المعلومات بسبب تزامن هذه الواقعة مع اكتشاف اهداف أخرى معادية؟
في ما يتعلق بالعامل البشري:
اكثر الحوادث التي يكون سببها نيران صديقة تكون ناجمة عن نقص في التنسيق والتعاون او نقص في التعليمات او عدم التقيد بها ويكون العامل البشري فيها السبب المباشر لحصول مثل هذه الحوادث. ولعل اصعب العمليات القتالية التي تكثر فيها حوادث النيران الصديقة هي العمليات المشتركة بين اكثر من وحدة قتالية لتزداد نسبة هذه الحوادث عندما تتباعد القيادات عن بعضها البعض لتصل الى ذروتها في عمليات التحالف التي تشارك فيها جيوش من دول مختلفة.
ومن هنا تطرح الأسئلة لمعرفة مدى تماسك سياق صنع القرار في الحؤول دون حصول حوادث مشابهة:
هل ان سياق صنع القرار ضمن قوى التحالف يعتمد مبدا مركزية القرار او لا مركزية القرار وما هي قواعد الاشتباك عندها التي تجيز للقائد الميداني بالتصرف في حال غياب الامر الواضح بالاشتباك؟
هل ان قواعد الاشتباك تلحظ سلطة اتخاذ القرار الذي تتوافر لديه كافة المعطيات عن الحركة الجوية والذي تعود له وحده صلاحية اعطاء الامر باسقاط الأهداف المعادية؟
هل ان اليات التعاون والتنسيق واضحة ومعممة بشكل لا يحمل الالتباس في توحيد قواعد الاشتباك؟
هل ان الية تعميم وحدات الترميز والتي يجب ان تكون سرية جدا، آنية وموحدة وفعالة لتمنع حصول مثل هذه الحوادث؟
هل ان تفاصيل الحركة الجوية معممة بشكل آني وفعال على كافة الوحدات القتالية المنتشرة في حقل المعركة؟
هل ان كافة ما ورد أعلاه واضح ولا يحمل الالتباس انما المعني باتخاذ القرار باسقاط المروحية في ما لو كان قرار الاطلاق يدويا، قد التبست عليه الامور بسبب ضغط الظروف المحيطة بحقل المعركة واتخذ قرارا خاطئا؟
اسئلة كثيرة يمكن طرحها لمعرفة الإجابات الصحيحة حول أسباب حصول الخطا في التقدير، إنما الثابت في تحليل معظم الحوادث الجوية بانها تكون نتيجة لاكثر من خطا تقني وبشري وقيادي تفاقمت كلها في لحظة معينة وادت الى حصول الحادث المشؤوم.
لذلك تحتم هذه الحوادث اجراء مراجعة عامة لقواعد التعاون والتنسيق وللتعليمات المعتمدة وقواعد الاشتباك واقتراح ما يلزم لتعديلها، او لتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها لمنع او لخفض نسبة احتمال حصول حوادث مشابهة مستقبلا.
العميد الركن الطيار اندره بومعشر
الامن الوطني العربي
فيما لو كانت هذه المعلومات دقيقة والتي سيكشفها التحقيق، يكون السبب المباشر للحادث ناجم عن خطأ في تحديد هوية المروحية السعودية على انها طائرة صديقة وتم اسقاطها على اعتبارها انها طائرة معادية. فما الذي حصل بالفعل وساهم في تفاقم الامور الى اللحظة التي اطلق فيها الصاروخ.
التحقيق في الحوادث الجوية يطرح كافة الاحتمالات التي يمكن ان تكون قد تسببت بالحادث بغض النظر عن دقتها، اذ يرتكز التحقيق على التحليل الموضوعي للبيانات، الافادات والوقائع ليحدد بنهاية التحقيق الاسباب التي أدت الى هذا الحادث ويضع التوصيات لكيفية تحاشي تكرارها مستقبلا.
ويرتكز التحقيق في الحوادث على دراسة عوامل ثلاث قد تكون قد تسببت به: العامل البشري، العامل التقني، وعامل القيادة. واذا كان الخطا ناجم عن عدم تحديد هوية المروحية فان الخلل يتمحور عندها على نقطتين الأولى ترتبط بالمروحية ومدى دقة وفعالية نظام التعريف فيها وبالمقابل يرتكز على منظومة الدفاع الجوي وقدرتها على التمييز بين الأهداف المعادية والصديقة وآلية صنع القرار داخل المنظومة.
ومن هنا تطرح الأسئلة التالية التي سيسعى التحقيق في الحادث محاولة الإجابة عليها بموضوعية:
في ما يتعلق بمنظومة التعريف الخاصة بالمروحية السعودية:
هل كانت منظومة التعريف الموجودة على الطائرة بوضعية التشغيل؟ وهل كانت بوضعية التشغيل الصحيح وفقا للترميز المعتمد للوحدات الصديقة؟
هل كان جهاز بث ترددات ترميز التعريف ضمن المدى الفعال ليتمكن رادار البانتسير من التقاطها ؟
هل تمتلك المروحية وسائل للحرب الالكترونية للتشويش على الصاروخ المعادي لتضليله او تدميره قبل إصابة المروحية؟
هل هناك خلل في عمل منظومات الحرب الالكترونية فيما لو كانت مثبتة على المروحية؟
في ما يتعلق بمنظومة الدفاع الجوي:
هل اتخذ القرار باسقاط الطائرة بشكل آلي ام بقرار من قائد المنظومة؟
هل تلقت المنظومة معلومات الترميز الكافية والواضحة بشكل يحسم هوية الطائرة؟
هل هناك عيب في توالف المنظومات الروسية لتلقي الترددات الناجمة عن منظومات غربية وترجمتها بشكل لا يحمل الالتباس مما أدى الى اعتبارها طائرة معادية؟
هل تعرفت المنظومة على الطائرة على انها طائرة صديقة انما كان هناك خطا بشري في تحليل هذه المعلومات بسبب تزامن هذه الواقعة مع اكتشاف اهداف أخرى معادية؟
في ما يتعلق بالعامل البشري:
اكثر الحوادث التي يكون سببها نيران صديقة تكون ناجمة عن نقص في التنسيق والتعاون او نقص في التعليمات او عدم التقيد بها ويكون العامل البشري فيها السبب المباشر لحصول مثل هذه الحوادث. ولعل اصعب العمليات القتالية التي تكثر فيها حوادث النيران الصديقة هي العمليات المشتركة بين اكثر من وحدة قتالية لتزداد نسبة هذه الحوادث عندما تتباعد القيادات عن بعضها البعض لتصل الى ذروتها في عمليات التحالف التي تشارك فيها جيوش من دول مختلفة.
ومن هنا تطرح الأسئلة لمعرفة مدى تماسك سياق صنع القرار في الحؤول دون حصول حوادث مشابهة:
هل ان سياق صنع القرار ضمن قوى التحالف يعتمد مبدا مركزية القرار او لا مركزية القرار وما هي قواعد الاشتباك عندها التي تجيز للقائد الميداني بالتصرف في حال غياب الامر الواضح بالاشتباك؟
هل ان قواعد الاشتباك تلحظ سلطة اتخاذ القرار الذي تتوافر لديه كافة المعطيات عن الحركة الجوية والذي تعود له وحده صلاحية اعطاء الامر باسقاط الأهداف المعادية؟
هل ان اليات التعاون والتنسيق واضحة ومعممة بشكل لا يحمل الالتباس في توحيد قواعد الاشتباك؟
هل ان الية تعميم وحدات الترميز والتي يجب ان تكون سرية جدا، آنية وموحدة وفعالة لتمنع حصول مثل هذه الحوادث؟
هل ان تفاصيل الحركة الجوية معممة بشكل آني وفعال على كافة الوحدات القتالية المنتشرة في حقل المعركة؟
هل ان كافة ما ورد أعلاه واضح ولا يحمل الالتباس انما المعني باتخاذ القرار باسقاط المروحية في ما لو كان قرار الاطلاق يدويا، قد التبست عليه الامور بسبب ضغط الظروف المحيطة بحقل المعركة واتخذ قرارا خاطئا؟
اسئلة كثيرة يمكن طرحها لمعرفة الإجابات الصحيحة حول أسباب حصول الخطا في التقدير، إنما الثابت في تحليل معظم الحوادث الجوية بانها تكون نتيجة لاكثر من خطا تقني وبشري وقيادي تفاقمت كلها في لحظة معينة وادت الى حصول الحادث المشؤوم.
لذلك تحتم هذه الحوادث اجراء مراجعة عامة لقواعد التعاون والتنسيق وللتعليمات المعتمدة وقواعد الاشتباك واقتراح ما يلزم لتعديلها، او لتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها لمنع او لخفض نسبة احتمال حصول حوادث مشابهة مستقبلا.
العميد الركن الطيار اندره بومعشر
الامن الوطني العربي
تعليق