إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

    أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

    إدوارد لوس من واشنطن:

    كنت جالسا قبل أن يصل الأمير تركي الفيصل ويقول بلهجة اعتذارية "اضطر سائقي لإنزالي على بُعد خمسة شوارع من هنا. جميع الشوارع مطوّقة". أخبرته بأن هذه الضجة هي من أجل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الموجود في واشنطن العاصمة، هذا الأسبوع. يضحك الرئيس السابق للاستخبارات السعودية ويقول: "هذا مجرد إزعاج آخر يسببه نتنياهو". أعددنا الترتيبات لتناول الغداء في أوكسيدنتال جريل آند سي فود، المطعم الأنيق الذي يقع بالقرب من البيت الأبيض. إضافة إلى حواجز الطرق، كان هناك كثير من الثلوج في الخارج. وكان الأمير تركي، البالغ من العمر 69 عاماً، يلبس رداءً من عدة طبقات، كما يرتدي قبعة تريلبي غامقة وضعها في عهدة الموظف المسؤول عن تسلم المعاطف.

    لقد طلبت مكاناً مغلقاً للحد من الضجيج. إن ذلك يساعد، لكن للأسف ليس كثيراً، فذلك مثل حجب أصوات أغاني الخمسينيات التي يضعها المطعم. بعد أن كان رئيس الاستخبارات العامة في السعودية لمدة 24 عاماً - تنحى من منصبه قبل عشرة أيام فقط من هجمات 9/11 - فعلى الأرجح أن تركي هو مسؤول الاستخبارات الأكثر خبرة على الكرة الأرضية. ومنذ ذلك الوقت أصبح سفيراً للسعودية لدى المملكة المتحدة وإيرلندا ومن ثم الولايات المتحدة. والآن يتولى إدارة مؤسسة استشارية للأبحاث في الرياض، هي مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ويتنقل في أرجاء العالم لإلقاء المحاضرات ولقاء الأصدقاء. قلت "إن ذلك يبدو لي كأنه حياة جميلة". فرد قائلاً: "بالنسبة لي إنها الجنة على الأرض".

    ويعتبر تركي، سليل العائلة المالكة السعودية، آل سعود، الابن الأصغر للملك فيصل، الذي اغتيل في عام 1975. وشقيقه، سعود الفيصل، هو وزير الخارجية.

    وتركي موجود في واشنطن لعدة أسابيع لإلقاء محاضرة في جامعة جورجتاون، التي كان يدرس فيها طالبا في المرحلة الجامعية الأولى (غادر في عام 1968). قبل ذلك كان في لورنسفيل، وهي مدرسة داخلية بالقرب من برينستون. وأبديت ملاحظة أن واشنطن لا بد أنها تعد وطناً ثانياً بالنسبة إليه. فقال "نعم، لكن لدي كثير من الأوطان الثانية. فهناك لندن وباريس. أنا أسافر كثيراً. وألتقي أناساً. وأقول ما أود أن أقول. فأنا أمضي أفضل وقت في حياتي - الحمد لله". أشرت إلى أن أمريكا بالتأكيد كانت الأولى من بين أوطان تركي متساوية الدرجة، منذ أن جاء إلى هنا مراهقا قبل 60 عاماً تقريباً. وقد عبر عن موافقته بإيماءة، ثم قاطعتنا النادلة التي جاءت لتأخذ طلباتنا. طلب تركي شريحة اللحم التي يُعدّها المطعم، نصف استواء، وسلطة الهندباء. وكان يشرب الشاي المثلج. أما أنا فاخترت لفائف سلطعون وطبق سلطة جانبي. وكنت أشرب دايت كولا. وكان تركي حريصاً على العودة إلى أفكاره عن أمريكا.

    يقول "هناك بعض الخصائص عن الأمريكيين وجدتها ثابتة. أحدها هو الفضول الهائل عن الشخص. فهم يرغبون في معرفة مزيد عنك - يسألون عن عائلتك. إنها ميزة تجعلك قريباً منهم. كما أنهم يكونون قد قرأوا عنك من قبل. في هذه الأيام كل شيء موجود على "جوجل". لقد وجدت ذلك طيلة فترة وجودي في أمريكا، مراهقا، ورجلا مسؤولا، والآن شخصا تجاوز الـ 60 من العمر. الأمريكيون أيضاً مضيافون - فهم على استعداد دائم لاستضافتك بأي شكل من الأشكال. هذه ميزات ثابتة أحببتها للغاية".

    مع وصول الأطباق التي طلبناها - تم وضع كلا الطلبين على الطاولة دفعة واحدة - سألته عن رأيه فيما يمكن أن يكون قد تغيّر في أمريكا على مر السنين. بين الوخزات المتحمسة لشريحة اللحم، يواصل تركي الحديث وكانت تصرفاته دافئة، لكن أذهلتني عيناه الثاقبتان. من الواضح أنه يحب التحدث عن أمريكا. ويقول: "عندما كنت هنا في الستينيات، كان ليندون جونسون لا يزال رئيساً - كان لديه كل شيء. لقد أطلق برامج "المجتمع العظيم" والإصلاح الاجتماعي الداخلي، ونشر حالة الرفاهية، وقاد حرباً خارجية ضخمة في فيتنام - كان هناك نصف مليون أمريكي". لكن الأمور تغيّرت. أمريكا الآن في عصر من الخيارات، لكن يبدو أنها غير قادرة على اتخاذها. يقول تركي "في أيام الرئيس جونسون عندما كنتُ في الجامعة، كان يُجيد اجتذاب الجمهوريين لدعمه بشكل جيد".

    "أما الآن فهناك الاستقطاب - ذلك الشعور بالتمرد والإلهاء. هناك طرفان نقيضان يؤثران في المجتمع الأمريكي ولا يوجد لديهما الوسط لجمعهما معاً. الوسط كان يستوعب - فقد كان قادراً على استيعاب الصدمات. إلا أنه لم يعُد يفعل ذلك".

    سألته كيف تؤثر مشكلات أمريكا الداخلية في الشرق الأوسط؟ عند ذِكر زاويته الخاصة من العالم تباطأت وتيرة حديث تركي بشكل ملموس. لقد ذكّرني بأن باراك أوباما على وشك القيام بأول رحلة له إلى السعودية منذ عام 2009. تغيّرت الأجواء منذ ذلك الحين. فنادراً ما كانت العلاقات بين واشنطن والرياض بهذا السوء. كما هو معروف لقد تدبر آل سعود أمورهم جيداً مع الرئيسين بوش، الأب والابن، لكن هناك عدم ثقة كبير بإدارة أوباما، خاصة بعد متابعته المحادثات النووية مع إيران. يقول تركي "لنقل مثلاً إن الناس يتحدثون عن الانسحاب الأمريكي، خاصة في الشرق الأوسط".

    "بالنسبة للمملكة، إنها مسألة اتخاذ إجراء حاسم، بينما في الماضي لم تكن كذلك. إنها مسألة قبول الواقع. عليك أن تعترف بأن العالم قد تغيّر. كان واضحاً من خطاب أوباما أمام الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) الماضي أن أمريكا ستركز حصرياً على فلسطين وإيران، أما فيما يتعلق بكل الأماكن الأخرى - سورية وليبيا والسودان واليمن ومالي والعراق ومصر وغيرها - فسيكون عليها الدفاع عن نفسها. لذلك سواء كان عليك جمع كافة مواردك الخاصة في السعودية للقيام بذلك، أو محاولة التواصل مع الآخرين الموجودين في المنطقة لمساعدتك على تجاوز هذه التحديات، فنحن نتكيّف مع واقع أمريكا المنسحبة".

    وضمن تداعيات تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك، صدر في عام 2004 أمر بحق مجلة "باري ماتش" الفرنسية بدفع تعويض عن الأضرار التي سببتها للأمير تركي بعدما اتهمته بأنه كان يعرف هجمات 9/11 مسبقا. لقد أطلق تركي لقب "عقيدة الشر" على القاعدة.

    سألته، هل كانت هجمات 9/11 فشلاً استخباراتياً؟ فأجاب "نعم، في جميع المجالات. الآن عندما تنظر إلى الأمر هناك إشارات كان ينبغي التقاطها ولم يتم ذلك، ومعلومات كان ينبغي مشاركتها ولم يتم ذلك - في جميع أنحاء مجتمع الاستخبارات بأسره. أعرف أنه تم القيام بكثير من العمل للتخلص من هذه الإخفاقات، منها عدم قراءة الإشارات بشكل صحيح. هذا هو السبب الرئيسي لعدم تجدد نفس الأحداث المذهلة التي حدثت في عام 2001، ليس فقط في أمريكا بل في السعودية أيضاً".

    الآن فرغ تركي من تناول طبق شريحة اللحم، لكنه لم يلمس الخضراوات الموجودة على جانبها. جاءت النادلة وسألت عما إذا كان يرغب في رؤية قائمة الحلويات. وبعد بعض النقاش اختار كعكة الجبن مع كرة آيس كريم بنكهة الفانيلا. وأنا اخترت كريم بروليه، بعد أن تحمست لأفعل مثله. وطلبت كوب اسبرسو مزدوج معها وطلب تركي قهوة عادية. شعرت بالفضول لسماع تقييمه لقدرات الاستخبارات الأمريكية اليوم. فطلبت منه تصنيف الأفضل في العالم من حيث جمع البيانات، وتحليلها، والعمليات. تركي استمتع بالسؤال.

    وقال "من حيث البيانات الخام، بالتأكيد الأمريكيون يتفوقون على الجميع بسبب الوسائل التقنية والمالية الموجودة لديهم. ومن حيث الموارد البشرية، سأعطي بريطانيا أفضل تصنيف لامتلاكها القدرات البشرية الأكثر خبرة في مواضيع محددة - في ذلك الوقت، عندما كان رئيسا للاستخبارات السعودية كان، بالطبع، الاتحاد السوفياتي - مصدر أذى الجميع. فعندما تحصل على أي تقرير مباشرة من محلل بريطاني، فإنك دائماً ما تحصل على الميزة الإضافية والمعرفة التي تجعلك تشعر بالراحة في قبوله بأنه موثوق. أما من حيث القدرات التشغيلية ومن حيث إطلاق العنان لقدراتك، ربما سأقول إن الإسرائيليين هم الأكثر احترافية، على الرغم من أنهم ارتكبوا عديدا من الأخطاء. لكنهم في النهاية ينجزون مهامهم". ألا يوجد ذِكر للصينيين؟ فقال "هذا أكثر ما تغيّر منذ عام 2001، أستطيع إخبارك بأن الاستخبارات الصينية لم تظهر كثيراً في تلك الأيام".

    ويبدو أن كعكة الجبن أعجبت تركي، فقلت بدون تفكير، من الواضح إنك تحب الحلويات، ثم سألته ما إذا كان يحب التمر. فأجاب "أحب التمر" وذكر أنه تم إعطاؤه اسمه، تركي، لأنه كان الأصغر من ثمانية أبناء. فالاسم يعني "التمر غير الناضج الذي يُترك على الفروع، وسيتم قطفه فيما بعد، في الموسم". ويقول: "نعم، أنا أحب التمر بشغف. فأنا آكله كل يوم". سألته هل أنت فخور بكونك ولِدت في مكة المكرمة. أجاب "في الواقع، هذا امتياز، لكن ليس بشكل خاص. فمن الممتع القول للناس إنني مكّاوي".

    وبعد أن شربت قهوتي، عُدت مرة أخرى إلى الشؤون الدولية، وسألته عن رأيه في توغّل فلاديمير بوتين في شبه جزيرة القرم؟ يقول تركي "لقد تم تذكيري بقصص الأطفال. الذئب الذي يهاجم قطيعاً من الخِراف. فيبدأ بالتهام أحدها ويواصل عمله بأكلها، وباقي الخراف تواصل الثغاء". وفي تلك اللحظة يقلد الخروف: "باااااااء بااااااء". وترى وميضاً في عينه، حين يقول: "هذا هو ما يحدث اليوم. بينما يقوم الذئب بأكل الخروف، لا يوجد راعٍ يهب لنجدة القطيع. هذا هو المكان الذي نجد أنفسنا فيه اليوم".

    لكن كيف ينبغي أن يستجيب الغرب؟ قمت بتذكيره بأنه قبل بضعة أشهر قام بانتقاد أوباما، لأنه اعتبر استخدام سورية الأسلحة الكيماوية "خطا أحمر"، ومن ثم عجز عن التصرف حيال ذلك. وأضاف تركي "إن الخط تحول فيما بعد إلى اللون الوردي وفي نهاية المطاف إلى الأبيض". ويقول تركي الآن "إذا كنت ستضع حداً من نوع الخط الأحمر، فعليك التصرف بناءً على ذلك. وهذا ما يُتقنه بوتين كثيراً. فأنت لا تسمعه يُحدِث زئيراً، أو يتفاخر، أو أي شيء من هذا القبيل. فهو هادئ. أما بقية العالم فهي تثغى مثل الخِراف باااااااااااء. إنه موقف رهيب". لكن ماذا يمكن أن يفعل العالم بعقلانية؟ يبتسم تركي ويقول "أنت بريطاني، أليس كذلك. إذن قد تتذكر هجوم اللواء الضعيف (يشير الأمير إلى المهمة الكارثية لجنود الفروسية البريطانيين ضد القوات الروسية المحميّة جيداً خلال حرب القرم)".

    وبعد أن تمت تسوية هذا الأمر، انتقلتُ إلى الحديث عن المملكة العربية السعودية. هل يشعر تركي بالقلق من نظرة الغرب لبلاده، لا سيما هنا في الولايات المتحدة؟ وذكرت حظر القيادة على النساء، من بين أمور أخرى. فأجاب "عندما كنت سفيراً أتحدث إلى جماهير بريطانية وإيرلندية وأمريكية، اعتدت أن أطرح هذا السؤال: من المرأة الأكثر تقديراً اليوم في المملكة العربية السعودية؟‘ والجواب هو: المرأة التي تعمل. عندما كنت أكبُر، كان رب الأسرة يعتبر الطلب من زوجته أو ابنته الحصول على وظيفة أمراً مُخجلاً. كان يعتقد أنه ينبغي له رعاية نسائه. لكن بسبب التعليم أصبحت المرأة التي تعمل تجد نوعاً من التقدير، فهي تجلب مزيدا من الدخل لوالديها، ويحترمها أشقاؤها، إضافة إلى أنها تصبح مطلوبة من الخاطبين".

    وأشرت إلى أنه ما زال لا يُسمح لها بالقيادة. أومأ برأسه وقال "لكن ما أسمعه من الأشخاص الموجودين حولي، ومن النساء في عائلتي، أن القيادة ليست بتلك الأهمية. فالمهم بالنسبة لهن هو الحقوق القانونية المتساوية، سواء كان في الميراث، أو الطلاق، أو رعاية الأطفال، أو الأمور التي تؤثر في معيشة النساء. إنهن يقلن دعونا نركز على تحسين هذه الأمور أولاً، بدلاً من استهلاك طاقتنا في موضوع القيادة، لأن ذلك سيأتي وحده". وبوصول الفاتورة، أخبرته بأني يجب أن أتوجه إلى جلسة البيان الموجز عن اقتراح أوباما الأخير حول الميزانية. فضحك تركي وسأل "هل هناك فرصة لأن يتم إقراره؟" أجبت بالنفي. ثم أجابني قائلاً "إن أمريكا تتصرف كأنها بلد من بلدان العالم الثالث". وأضاف بعد فترة صمت قصيرة "كنت أشاهد حفل توزيع الأوسكار قبل بضع ليال. فالتفت إلى الشخص الجالس بجانبي وقلت: أتعرف، هذا هو أفضل شيء في أمريكا - تنظيم العروض، حيث تأتي مجموعة كبيرة من الناس يهتفون، ويأكلون الفشار، ويعيشون حياة رائعة. في أذهان الجميع، هذه هي أمريكا. فهم يعيشون الحياة الجيدة".

    أخبرته بأني أتفق معه في معظم الأحوال، إلا أن الحياة تزداد صعوبة بالنسبة للطبقة المتوسطة. فقاطعني وقال "لكن هذا صحيح، فمعظم الأمريكيين يعيشون الحياة الجيدة. ولديهم تلك الميزات الفريدة لحب الاستطلاع والضيافة ويفكرون في بلادهم بأنها السعادة القصوى. وبين الحين والآخر يقوم شخص مثل بوتين بإيقاظهم - ليختبروا الواقع". ثم يضحك، وفي النهاية وضع قبعته، وسرنا معاً إلى الثلج في الخارج.

    يا الله على هذا الإنســان

  • #2
    أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

    أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب



    الأمير تركي الفيصل


    إدوارد لوس من واشنطن


    كنت جالسا قبل أن يصل الأمير تركي الفيصل ويقول بلهجة اعتذارية "اضطر سائقي لإنزالي على بُعد خمسة شوارع من هنا. جميع الشوارع مطوّقة". أخبرته بأن هذه الضجة هي من أجل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الموجود في واشنطن العاصمة، هذا الأسبوع. يضحك الرئيس السابق للاستخبارات السعودية ويقول: "هذا مجرد إزعاج آخر يسببه نتنياهو". أعددنا الترتيبات لتناول الغداء في أوكسيدنتال جريل آند سي فود، المطعم الأنيق الذي يقع بالقرب من البيت الأبيض. إضافة إلى حواجز الطرق، كان هناك كثير من الثلوج في الخارج. وكان الأمير تركي، البالغ من العمر 69 عاماً، يلبس رداءً من عدة طبقات، كما يرتدي قبعة تريلبي غامقة وضعها في عهدة الموظف المسؤول عن تسلم المعاطف.


    لقد طلبت مكاناً مغلقاً للحد من الضجيج. إن ذلك يساعد، لكن للأسف ليس كثيراً، فذلك مثل حجب أصوات أغاني الخمسينيات التي يضعها المطعم. بعد أن كان رئيس الاستخبارات العامة في السعودية لمدة 24 عاماً - تنحى من منصبه قبل عشرة أيام فقط من هجمات 9/11 - فعلى الأرجح أن تركي هو مسؤول الاستخبارات الأكثر خبرة على الكرة الأرضية. ومنذ ذلك الوقت أصبح سفيراً للسعودية لدى المملكة المتحدة وإيرلندا ومن ثم الولايات المتحدة. والآن يتولى إدارة مؤسسة استشارية للأبحاث في الرياض، هي مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ويتنقل في أرجاء العالم لإلقاء المحاضرات ولقاء الأصدقاء. قلت "إن ذلك يبدو لي كأنه حياة جميلة". فرد قائلاً: "بالنسبة لي إنها الجنة على الأرض".

    ويعتبر تركي، سليل العائلة المالكة السعودية، آل سعود، الابن الأصغر للملك فيصل، الذي اغتيل في عام 1975. وشقيقه، سعود الفيصل، هو وزير الخارجية.
    وتركي موجود في واشنطن لعدة أسابيع لإلقاء محاضرة في جامعة جورجتاون، التي كان يدرس فيها طالبا في المرحلة الجامعية الأولى (غادر في عام 1968). قبل ذلك كان في لورنسفيل، وهي مدرسة داخلية بالقرب من برينستون. وأبديت ملاحظة أن واشنطن لا بد أنها تعد وطناً ثانياً بالنسبة إليه. فقال "نعم، لكن لدي كثير من الأوطان الثانية. فهناك لندن وباريس. أنا أسافر كثيراً. وألتقي أناساً. وأقول ما أود أن أقول. فأنا أمضي أفضل وقت في حياتي - الحمد لله". أشرت إلى أن أمريكا بالتأكيد كانت الأولى من بين أوطان تركي متساوية الدرجة، منذ أن جاء إلى هنا مراهقا قبل 60 عاماً تقريباً. وقد عبر عن موافقته بإيماءة، ثم قاطعتنا النادلة التي جاءت لتأخذ طلباتنا. طلب تركي شريحة اللحم التي يُعدّها المطعم، نصف استواء، وسلطة الهندباء. وكان يشرب الشاي المثلج. أما أنا فاخترت لفائف سلطعون وطبق سلطة جانبي. وكنت أشرب دايت كولا. وكان تركي حريصاً على العودة إلى أفكاره عن أمريكا.
    يقول "هناك بعض الخصائص عن الأمريكيين وجدتها ثابتة. أحدها هو الفضول الهائل عن الشخص. فهم يرغبون في معرفة مزيد عنك - يسألون عن عائلتك. إنها ميزة تجعلك قريباً منهم. كما أنهم يكونون قد قرأوا عنك من قبل. في هذه الأيام كل شيء موجود على "جوجل". لقد وجدت ذلك طيلة فترة وجودي في أمريكا، مراهقا، ورجلا مسؤولا، والآن شخصا تجاوز الـ 60 من العمر. الأمريكيون أيضاً مضيافون - فهم على استعداد دائم لاستضافتك بأي شكل من الأشكال. هذه ميزات ثابتة أحببتها للغاية".

    مع وصول الأطباق التي طلبناها - تم وضع كلا الطلبين على الطاولة دفعة واحدة - سألته عن رأيه فيما يمكن أن يكون قد تغيّر في أمريكا على مر السنين. بين الوخزات المتحمسة لشريحة اللحم، يواصل تركي الحديث وكانت تصرفاته دافئة، لكن أذهلتني عيناه الثاقبتان. من الواضح أنه يحب التحدث عن أمريكا. ويقول: "عندما كنت هنا في الستينيات، كان ليندون جونسون لا يزال رئيساً - كان لديه كل شيء. لقد أطلق برامج "المجتمع العظيم" والإصلاح الاجتماعي الداخلي، ونشر حالة الرفاهية، وقاد حرباً خارجية ضخمة في فيتنام - كان هناك نصف مليون أمريكي". لكن الأمور تغيّرت. أمريكا الآن في عصر من الخيارات، لكن يبدو أنها غير قادرة على اتخاذها. يقول تركي "في أيام الرئيس جونسون عندما كنتُ في الجامعة، كان يُجيد اجتذاب الجمهوريين لدعمه بشكل جيد".

    "أما الآن فهناك الاستقطاب - ذلك الشعور بالتمرد والإلهاء. هناك طرفان نقيضان يؤثران في المجتمع الأمريكي ولا يوجد لديهما الوسط لجمعهما معاً. الوسط كان يستوعب - فقد كان قادراً على استيعاب الصدمات. إلا أنه لم يعُد يفعل ذلك".

    سألته كيف تؤثر مشكلات أمريكا الداخلية في الشرق الأوسط؟ عند ذِكر زاويته الخاصة من العالم تباطأت وتيرة حديث تركي بشكل ملموس. لقد ذكّرني بأن باراك أوباما على وشك القيام بأول رحلة له إلى السعودية منذ عام 2009. تغيّرت الأجواء منذ ذلك الحين. فنادراً ما كانت العلاقات بين واشنطن والرياض بهذا السوء. كما هو معروف لقد تدبر آل سعود أمورهم جيداً مع الرئيسين بوش، الأب والابن، لكن هناك عدم ثقة كبير بإدارة أوباما، خاصة بعد متابعته المحادثات النووية مع إيران. يقول تركي "لنقل مثلاً إن الناس يتحدثون عن الانسحاب الأمريكي، خاصة في الشرق الأوسط".

    "بالنسبة للمملكة، إنها مسألة اتخاذ إجراء حاسم، بينما في الماضي لم تكن كذلك. إنها مسألة قبول الواقع. عليك أن تعترف بأن العالم قد تغيّر. كان واضحاً من خطاب أوباما أمام الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) الماضي أن أمريكا ستركز حصرياً على فلسطين وإيران، أما فيما يتعلق بكل الأماكن الأخرى - سورية وليبيا والسودان واليمن ومالي والعراق ومصر وغيرها - فسيكون عليها الدفاع عن نفسها. لذلك سواء كان عليك جمع كافة مواردك الخاصة في السعودية للقيام بذلك، أو محاولة التواصل مع الآخرين الموجودين في المنطقة لمساعدتك على تجاوز هذه التحديات، فنحن نتكيّف مع واقع أمريكا المنسحبة".

    وضمن تداعيات تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك، صدر في عام 2004 أمر بحق مجلة "باري ماتش" الفرنسية بدفع تعويض عن الأضرار التي سببتها للأمير تركي بعدما اتهمته بأنه كان يعرف هجمات 9/11 مسبقا. لقد أطلق تركي لقب "عقيدة الشر" على القاعدة.

    سألته، هل كانت هجمات 9/11 فشلاً استخباراتياً؟ فأجاب "نعم، في جميع المجالات. الآن عندما تنظر إلى الأمر هناك إشارات كان ينبغي التقاطها ولم يتم ذلك، ومعلومات كان ينبغي مشاركتها ولم يتم ذلك - في جميع أنحاء مجتمع الاستخبارات بأسره. أعرف أنه تم القيام بكثير من العمل للتخلص من هذه الإخفاقات، منها عدم قراءة الإشارات بشكل صحيح. هذا هو السبب الرئيسي لعدم تجدد نفس الأحداث المذهلة التي حدثت في عام 2001، ليس فقط في أمريكا بل في السعودية أيضاً".

    الآن فرغ تركي من تناول طبق شريحة اللحم، لكنه لم يلمس الخضراوات الموجودة على جانبها. جاءت النادلة وسألت عما إذا كان يرغب في رؤية قائمة الحلويات. وبعد بعض النقاش اختار كعكة الجبن مع كرة آيس كريم بنكهة الفانيلا. وأنا اخترت كريم بروليه، بعد أن تحمست لأفعل مثله. وطلبت كوب اسبرسو مزدوج معها وطلب تركي قهوة عادية. شعرت بالفضول لسماع تقييمه لقدرات الاستخبارات الأمريكية اليوم. فطلبت منه تصنيف الأفضل في العالم من حيث جمع البيانات، وتحليلها، والعمليات. تركي استمتع بالسؤال.

    وقال "من حيث البيانات الخام، بالتأكيد الأمريكيون يتفوقون على الجميع بسبب الوسائل التقنية والمالية الموجودة لديهم. ومن حيث الموارد البشرية، سأعطي بريطانيا أفضل تصنيف لامتلاكها القدرات البشرية الأكثر خبرة في مواضيع محددة - في ذلك الوقت، عندما كان رئيسا للاستخبارات السعودية كان، بالطبع، الاتحاد السوفياتي - مصدر أذى الجميع. فعندما تحصل على أي تقرير مباشرة من محلل بريطاني، فإنك دائماً ما تحصل على الميزة الإضافية والمعرفة التي تجعلك تشعر بالراحة في قبوله بأنه موثوق. أما من حيث القدرات التشغيلية ومن حيث إطلاق العنان لقدراتك، ربما سأقول إن الإسرائيليين هم الأكثر احترافية، على الرغم من أنهم ارتكبوا عديدا من الأخطاء. لكنهم في النهاية ينجزون مهامهم". ألا يوجد ذِكر للصينيين؟ فقال "هذا أكثر ما تغيّر منذ عام 2001، أستطيع إخبارك بأن الاستخبارات الصينية لم تظهر كثيراً في تلك الأيام".

    ويبدو أن كعكة الجبن أعجبت تركي، فقلت بدون تفكير، من الواضح إنك تحب الحلويات، ثم سألته ما إذا كان يحب التمر. فأجاب "أحب التمر" وذكر أنه تم إعطاؤه اسمه، تركي، لأنه كان الأصغر من ثمانية أبناء. فالاسم يعني "التمر غير الناضج الذي يُترك على الفروع، وسيتم قطفه فيما بعد، في الموسم". ويقول: "نعم، أنا أحب التمر بشغف. فأنا آكله كل يوم". سألته هل أنت فخور بكونك ولِدت في مكة المكرمة. أجاب "في الواقع، هذا امتياز، لكن ليس بشكل خاص. فمن الممتع القول للناس إنني مكّاوي".

    وبعد أن شربت قهوتي، عُدت مرة أخرى إلى الشؤون الدولية، وسألته عن رأيه في توغّل فلاديمير بوتين في شبه جزيرة القرم؟ يقول تركي "لقد تم تذكيري بقصص الأطفال. الذئب الذي يهاجم قطيعاً من الخِراف. فيبدأ بالتهام أحدها ويواصل عمله بأكلها، وباقي الخراف تواصل الثغاء". وفي تلك اللحظة يقلد الخروف: "باااااااء بااااااء". وترى وميضاً في عينه، حين يقول: "هذا هو ما يحدث اليوم. بينما يقوم الذئب بأكل الخروف، لا يوجد راعٍ يهب لنجدة القطيع. هذا هو المكان الذي نجد أنفسنا فيه اليوم".

    لكن كيف ينبغي أن يستجيب الغرب؟ قمت بتذكيره بأنه قبل بضعة أشهر قام بانتقاد أوباما، لأنه اعتبر استخدام سورية الأسلحة الكيماوية "خطا أحمر"، ومن ثم عجز عن التصرف حيال ذلك. وأضاف تركي "إن الخط تحول فيما بعد إلى اللون الوردي وفي نهاية المطاف إلى الأبيض". ويقول تركي الآن "إذا كنت ستضع حداً من نوع الخط الأحمر، فعليك التصرف بناءً على ذلك. وهذا ما يُتقنه بوتين كثيراً. فأنت لا تسمعه يُحدِث زئيراً، أو يتفاخر، أو أي شيء من هذا القبيل. فهو هادئ. أما بقية العالم فهي تثغى مثل الخِراف باااااااااااء. إنه موقف رهيب". لكن ماذا يمكن أن يفعل العالم بعقلانية؟ يبتسم تركي ويقول "أنت بريطاني، أليس كذلك. إذن قد تتذكر هجوم اللواء الضعيف (يشير الأمير إلى المهمة الكارثية لجنود الفروسية البريطانيين ضد القوات الروسية المحميّة جيداً خلال حرب القرم)".

    وبعد أن تمت تسوية هذا الأمر، انتقلتُ إلى الحديث عن المملكة العربية السعودية. هل يشعر تركي بالقلق من نظرة الغرب لبلاده، لا سيما هنا في الولايات المتحدة؟ وذكرت حظر القيادة على النساء، من بين أمور أخرى. فأجاب "عندما كنت سفيراً أتحدث إلى جماهير بريطانية وإيرلندية وأمريكية، اعتدت أن أطرح هذا السؤال: من المرأة الأكثر تقديراً اليوم في المملكة العربية السعودية؟‘ والجواب هو: المرأة التي تعمل. عندما كنت أكبُر، كان رب الأسرة يعتبر الطلب من زوجته أو ابنته الحصول على وظيفة أمراً مُخجلاً. كان يعتقد أنه ينبغي له رعاية نسائه. لكن بسبب التعليم أصبحت المرأة التي تعمل تجد نوعاً من التقدير، فهي تجلب مزيدا من الدخل لوالديها، ويحترمها أشقاؤها، إضافة إلى أنها تصبح مطلوبة من الخاطبين".

    وأشرت إلى أنه ما زال لا يُسمح لها بالقيادة. أومأ برأسه وقال "لكن ما أسمعه من الأشخاص الموجودين حولي، ومن النساء في عائلتي، أن القيادة ليست بتلك الأهمية. فالمهم بالنسبة لهن هو الحقوق القانونية المتساوية، سواء كان في الميراث، أو الطلاق، أو رعاية الأطفال، أو الأمور التي تؤثر في معيشة النساء. إنهن يقلن دعونا نركز على تحسين هذه الأمور أولاً، بدلاً من استهلاك طاقتنا في موضوع القيادة، لأن ذلك سيأتي وحده". وبوصول الفاتورة، أخبرته بأني يجب أن أتوجه إلى جلسة البيان الموجز عن اقتراح أوباما الأخير حول الميزانية. فضحك تركي وسأل "هل هناك فرصة لأن يتم إقراره؟" أجبت بالنفي. ثم أجابني قائلاً "إن أمريكا تتصرف كأنها بلد من بلدان العالم الثالث". وأضاف بعد فترة صمت قصيرة "كنت أشاهد حفل توزيع الأوسكار قبل بضع ليال. فالتفت إلى الشخص الجالس بجانبي وقلت: أتعرف، هذا هو أفضل شيء في أمريكا - تنظيم العروض، حيث تأتي مجموعة كبيرة من الناس يهتفون، ويأكلون الفشار، ويعيشون حياة رائعة. في أذهان الجميع، هذه هي أمريكا. فهم يعيشون الحياة الجيدة".

    أخبرته بأني أتفق معه في معظم الأحوال، إلا أن الحياة تزداد صعوبة بالنسبة للطبقة المتوسطة. فقاطعني وقال "لكن هذا صحيح، فمعظم الأمريكيين يعيشون الحياة الجيدة. ولديهم تلك الميزات الفريدة لحب الاستطلاع والضيافة ويفكرون في بلادهم بأنها السعادة القصوى. وبين الحين والآخر يقوم شخص مثل بوتين بإيقاظهم - ليختبروا الواقع". ثم يضحك، وفي النهاية وضع قبعته، وسرنا معاً إلى الثلج في الخارج.


    55

    تعليق


    • #3
      رد: في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

      أما من حيث القدرات التشغيلية ومن حيث إطلاق العنان لقدراتك، ربما سأقول إن الإسرائيليين هم الأكثر احترافية، على الرغم من أنهم ارتكبوا عديدا من الأخطاء. لكنهم في النهاية ينجزون مهامهم"

      -----------

      امريكا ثم بريطانيا ثم اسرائيل

      تعليق


      • #4
        رد: في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

        المشاركة الأصلية بواسطة ماهر مشاهدة المشاركة
        أما من حيث القدرات التشغيلية ومن حيث إطلاق العنان لقدراتك، ربما سأقول إن الإسرائيليين هم الأكثر احترافية، على الرغم من أنهم ارتكبوا عديدا من الأخطاء. لكنهم في النهاية ينجزون مهامهم"

        -----------

        امريكا ثم بريطانيا ثم اسرائيل

        رتبها هكذا
        أمريكا ثم بريطانيا ثم الاتحاد السوفيتي ثم إسرائيل و هناك نجم صاعد الا وهم الصينيون
        55

        تعليق


        • #5
          رد: في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

          قال "من حيث البيانات الخام، بالتأكيد الأمريكيون يتفوقون على الجميع بسبب الوسائل التقنية والمالية الموجودة لديهم. ومن حيث الموارد البشرية، سأعطي بريطانيا أفضل تصنيف لامتلاكها القدرات البشرية الأكثر خبرة في مواضيع محددة - في ذلك الوقت، عندما كان رئيسا للاستخبارات السعودية كان،بالطبع، الاتحاد السوفياتي - مصدر أذى الجميع. فعندما تحصل على أي تقرير مباشرة من محلل بريطاني، فإنك دائماً ما تحصل على الميزة الإضافية والمعرفة التي تجعلك تشعر بالراحة في قبوله بأنه موثوق. أما من حيث القدرات التشغيلية ومن حيث إطلاق العنان لقدراتك، ربما سأقول إن الإسرائيليين هم الأكثر احترافية، على الرغم من أنهم ارتكبوا عديدا من الأخطاء. لكنهم في النهاية ينجزون مهامهم". ألا يوجد ذِكر للصينيين؟ فقال "هذا أكثر ما تغيّر منذ عام 2001، أستطيع إخبارك بأن الاستخبارات الصينية لم تظهر كثيراً في تلك الأيام".
          ----------------

          هو مازل يذكر المميزات للبريطانيين اخي

          تعليق


          • #6
            رد: في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

            المشاركة الأصلية بواسطة ماهر مشاهدة المشاركة
            قال "من حيث البيانات الخام، بالتأكيد الأمريكيون يتفوقون على الجميع بسبب الوسائل التقنية والمالية الموجودة لديهم. ومن حيث الموارد البشرية، سأعطي بريطانيا أفضل تصنيف لامتلاكها القدرات البشرية الأكثر خبرة في مواضيع محددة - في ذلك الوقت، عندما كان رئيسا للاستخبارات السعودية كان،بالطبع، الاتحاد السوفياتي - مصدر أذى الجميع. فعندما تحصل على أي تقرير مباشرة من محلل بريطاني، فإنك دائماً ما تحصل على الميزة الإضافية والمعرفة التي تجعلك تشعر بالراحة في قبوله بأنه موثوق. أما من حيث القدرات التشغيلية ومن حيث إطلاق العنان لقدراتك، ربما سأقول إن الإسرائيليين هم الأكثر احترافية، على الرغم من أنهم ارتكبوا عديدا من الأخطاء. لكنهم في النهاية ينجزون مهامهم". ألا يوجد ذِكر للصينيين؟ فقال "هذا أكثر ما تغيّر منذ عام 2001، أستطيع إخبارك بأن الاستخبارات الصينية لم تظهر كثيراً في تلك الأيام".
            ----------------

            هو مازل يذكر المميزات للبريطانيين اخي
            أنا معاه لأن البريطانيين خبثاء ثم إنهم دقيقين جداً بل أكثر من الأمريكان أما الصنييين فكل ما عليهم أن يفعلوه هو إختراق أمريكا بشكل سايبيري وخلاص!.

            تعليق


            • #7
              رد: في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

              هذا الرجل عبقري ومدرسة بحاله فكيف وهو سليل الفيصل رحمة الله عليه اعتقد انه سيكون له شأن كبير في المستقبل
              sigpic

              تعليق


              • #8
                رد: في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

                المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد مشاهدة المشاركة
                هذا الرجل عبقري ومدرسة بحاله فكيف وهو سليل الفيصل رحمة الله عليه اعتقد انه سيكون له شأن كبير في المستقبل
                الرجل على باب السبعين فأظن أن أمره قد انتهى - والله أعلم -

                كان المكان الأفضل له - من وجهة نظري - نائب وزير الخارجية ..

                الآن قد لا يعدو أن يضعوه مستشار في الدولة لا أكثر ..

                تعليق


                • #9
                  رد: في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

                  الرجل بصحة جيدة وبكامل قواه العقلية ويمتلك خبرة كبيرة جدا في مجال الاستخبارات والسياسة فلا اعتقد ان عمر السبعين سيؤثر عليه وهو بكامل صحته ،توقعي انه سيكون له شان لانه 1رجل يعتبر موسوعة سياسية -استخباراتية ، 2 مؤهل صحيا وعقليا ، 3 يمتلك قبول من صانعي القرار السياسي في المملكة العربية السعودية والله اعلم .
                  sigpic

                  تعليق


                  • #10
                    رد: في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

                    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد مشاهدة المشاركة
                    الرجل بصحة جيدة وبكامل قواه العقلية ويمتلك خبرة كبيرة جدا في مجال الاستخبارات والسياسة فلا اعتقد ان عمر السبعين سيؤثر عليه وهو بكامل صحته ،توقعي انه سيكون له شان لانه 1رجل يعتبر موسوعة سياسية -استخباراتية ، 2 مؤهل صحيا وعقليا ، 3 يمتلك قبول من صانعي القرار السياسي في المملكة العربية السعودية والله اعلم .
                    حده مستشار ..

                    العود من أول ركزه لو إنهم يبونه ما خلوه طول هالفترة بدون شغله ..

                    وأصلاً هو مريض صحياً وهذا سبب تقديمه لاستقالته..

                    تعليق


                    • #11
                      رد: في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

                      انا مادري كيف حكمت انه حده مستشار ، وبعدين وش العود من اول ركزة تراه الامير تركي الفيصل مهوب ابو مساعد ، يااخي ممكن هو يبي يرتااح فترة معينة قبل مايرجع لانه خدم 25 علم في الاستخبارات وهذا شي مرهق ، وانت وانا ماندري عن خفايا الامور الحين له 13 سنة وهو يدور في دول العالم ويلقي محاضرات ومقابلات وتقولي مريض وش ذا المرض العجيب الي مخليه اموره طيبة ويدور ويشتغل ويشرف على مركز كبير??????!!!!!!!!!!!!!
                      sigpic

                      تعليق


                      • #12
                        رد: في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

                        المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد مشاهدة المشاركة
                        انا مادري كيف حكمت انه حده مستشار ، وبعدين وش العود من اول ركزة تراه الامير تركي الفيصل مهوب ابو مساعد ، يااخي ممكن هو يبي يرتااح فترة معينة قبل مايرجع لانه خدم 25 علم في الاستخبارات وهذا شي مرهق ، وانت وانا ماندري عن خفايا الامور الحين له 13 سنة وهو يدور في دول العالم ويلقي محاضرات ومقابلات وتقولي مريض وش ذا المرض العجيب الي مخليه اموره طيبة ويدور ويشتغل ويشرف على مركز كبير??????!!!!!!!!!!!!!
                        اللي يكتب له الله طولة عمر بيشوف ..

                        انتهى ..

                        تعليق


                        • #13
                          رد: في حوار تنشره "الاقتصادية" .. تركي الفيصل: أمريكا تتصرّف كدول العالم الثالث ونتكيّف مع واقعها المنسحب

                          نفس كلامك بس مع إختلاف المقصد طبعا ...
                          sigpic

                          تعليق

                          ما الذي يحدث

                          تقليص

                          الأعضاء المتواجدون الآن 4. الأعضاء 0 والزوار 4.

                          أكبر تواجد بالمنتدى كان 182,482, 05-21-2024 الساعة 06:44.

                          من نحن

                          الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

                          تواصلوا معنا

                          للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

                          editor@nsaforum.com

                          لاعلاناتكم

                          لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

                          editor@nsaforum.com

                          يعمل...
                          X