نقيصـة جديـــدة للدبابـــة T-72 يظهـــرها الصـــراع الســـوري
قضية أخرى تخص استخدام الأسلحة الرئيسة للدبابات ، تؤثر بلا شك على تشغيلهما في البيئات والتضاريس الحضرية ، وهي تلك المتعلقة بزوايا الرفع والخفض لسبطانة المدفع الرئيس . مدفع الدبابة الأمريكية M1A1 على سبيل المثال لا الحصر ، يمكن أن يتحرك خلال الزوايا +20 و-10 درجات ، في حين أن مدفع الدبابة الأقدم M60 يستطيع تغطية الزوايا +19 و-10 درجات ، أما الروسية T-72 فمستوى تغطية السلاح الرئيس الأقصى تبلغ +15 و-6 درجات .. هكذا يمكن للقارئ ملاحظة محدودية الحركة والتحكم الرأسي بمدفع الدبابة الروسية T-72 التي صورت وعرفت كسمة منطقية لتخفيض مظهر الدبابة العام . في الحقيقة مظهر هذه الدبابة وشكلها المنخفض low profile تطلب سقف برج منخفض تماثليا ، الذي قيد بالنتيجة من حركة صعود وارتقاء عقب السلاح . هذا النمط من التصميم يمنع ويعرقل خفض السلاح الرئيس ، وحدد زاوية النزول فقط لبضعة درجات ، مما جعل الأمر صعباً للتوقف بشكل محمي جيد في وضع الهيكل المخفي hull-down position (حيث تكون الدبابة متوقفة خلف حافة مرتفع طبيعي أو صناعي ، وفقط فوهة مدفعها وجزء من برجها مرئي إلى الهدف المتوقع) . مدافع الدبابات الغربية في المقابل لها قابلية ارتفاع أكثر إلى حد كبير elevation range (نتيجة تصميم ابراجها المرتفع نسبياً) ويمكن أن تستثمر وضع الهيكل المخفي مع فقط المدفع ومقطع صغيرة جداً للبرج ظاهر للعيان ، بينما التصاميم السوفيتية في ظل العديد من الظروف لا تستطيع مواءمة وإتباع وضع الهيكل المخفي ، وذلك لأنهم لا يستطيعون ضغط وتخفيض أسلحتهم بعيداً بما فيه الكفاية للوقوف خلف حافة تل وإطلاق النار . مع ذلك نقول للإنصاف والتوضيح ، أن أصل هذا العيب والنقيصة يرجع في أحد أسبابه لكون المذهب التكتيكي السوفيتي doctrine's tactical كان فيما سبق يؤكد على أولويات الهجوم والمبادرة أكثر منه على مهام الدفاع ، فلم يكن من المهم جداً لدى المصممين السوفيت أن تكون دباباتهم قادرة على المقاتلة من موقع دفاعي لفترات طويلة .
لذا مصممي الدبابة T-72 على الأرجح كانوا مدركين لقضية الانخفاض المحدود لسلاح دبابتهم الرئيس ، ويبدوا أنها لم تكن قضية مقلقه بالنسبة لهم . فمنذ البداية ، مبدأ التصميم كان يفضل الإنتاج الشامل والموسع mass production على المناعة والحصانة النسبية comparative invincibility . ولو ألقينا نظرة قريبة على الدبابة T-72 فإننا سنكتشف وجود شفرة أو نصل حراثة هيدروليكي hydraulic dozer blade متكامل على الجانب السفلي من الحافة الأمامية للهيكل ، والذي يتيح للدبابة فرصة حفر وتشييد موقع دفاعي ، الذي يقلل الحاجة الفعلية (كوجهة نظر سوفييتية) لتخفيض السلاح الرئيس .. بنفس الطريقة ، هناك منطقة أو نقطة فوقية سقفية لا يستطيع مدفع الدبابة T-72 الوصول لها والرمي عليها . هذا الفضاء الميت يوفر مواقع مثالية من أجل استخدام الأسلحة المضادة للدروع قصيرة المدى من الأدوار العليا للمباني المرتفعة ، ويسمح لرماة العدو المتخفين بإطلاق النار على الدبابات عندما تكون هذه الأخيرة لا تستطيع الرد . الدبابات الغربية تواجه هذه المشكلة ولكن بشكل مقنن ومخفض مقارنة بالدبابات الروسية ، فعند تصويب السلاح الرئيس للدبابة الأمريكية M1A1 على سبيل المثال تجاه مبنى مرتفع متعدد الأدوار ، فإن على هذه الابتعاد لمسافة 2.5 م لإصابة هدف في الدور الأرضي ، والتراجع لمسافة 23 م لإصابة هدف في الدور الثالث ، ومسافة 132 م لإصابة هدف في الدور الثامن عشر . وبصيغة أخرى ، تحتاج الدبابة M1A1 لرفع سبطانة مدفعها الرئيس لحد 20 درجة ، لكي تبلغ قذائفها ارتفاع 10 م عند الإطلاق من مسافة 30 م ، وارتفاع 20 م عند إطلاق قذائفها من مسافة 60 م ، وارتفاع 30 م عند إطلاقها من مسافة 90 م بعيداً عن الهدف ، وهكذا .
لذا مصممي الدبابة T-72 على الأرجح كانوا مدركين لقضية الانخفاض المحدود لسلاح دبابتهم الرئيس ، ويبدوا أنها لم تكن قضية مقلقه بالنسبة لهم . فمنذ البداية ، مبدأ التصميم كان يفضل الإنتاج الشامل والموسع mass production على المناعة والحصانة النسبية comparative invincibility . ولو ألقينا نظرة قريبة على الدبابة T-72 فإننا سنكتشف وجود شفرة أو نصل حراثة هيدروليكي hydraulic dozer blade متكامل على الجانب السفلي من الحافة الأمامية للهيكل ، والذي يتيح للدبابة فرصة حفر وتشييد موقع دفاعي ، الذي يقلل الحاجة الفعلية (كوجهة نظر سوفييتية) لتخفيض السلاح الرئيس .. بنفس الطريقة ، هناك منطقة أو نقطة فوقية سقفية لا يستطيع مدفع الدبابة T-72 الوصول لها والرمي عليها . هذا الفضاء الميت يوفر مواقع مثالية من أجل استخدام الأسلحة المضادة للدروع قصيرة المدى من الأدوار العليا للمباني المرتفعة ، ويسمح لرماة العدو المتخفين بإطلاق النار على الدبابات عندما تكون هذه الأخيرة لا تستطيع الرد . الدبابات الغربية تواجه هذه المشكلة ولكن بشكل مقنن ومخفض مقارنة بالدبابات الروسية ، فعند تصويب السلاح الرئيس للدبابة الأمريكية M1A1 على سبيل المثال تجاه مبنى مرتفع متعدد الأدوار ، فإن على هذه الابتعاد لمسافة 2.5 م لإصابة هدف في الدور الأرضي ، والتراجع لمسافة 23 م لإصابة هدف في الدور الثالث ، ومسافة 132 م لإصابة هدف في الدور الثامن عشر . وبصيغة أخرى ، تحتاج الدبابة M1A1 لرفع سبطانة مدفعها الرئيس لحد 20 درجة ، لكي تبلغ قذائفها ارتفاع 10 م عند الإطلاق من مسافة 30 م ، وارتفاع 20 م عند إطلاق قذائفها من مسافة 60 م ، وارتفاع 30 م عند إطلاقها من مسافة 90 م بعيداً عن الهدف ، وهكذا .
بينما دخلت دبابتين سوريتين نظاميتين من طراز T-72 في أحد ساحات المدينة ، كان هناك مصور في أحد المباني المجاورة المرتفعة يرقبهما ويصور ردات الفعل . قائد إحدى الدبابتين رصد المصور وظنه على الأرجح من المهاجمين .
قائد الدبابة قرر التعامل مع الموقف ورفع
سبطانة سلاحه الرئيس لأقصى درجة ممكنة ، أو +15 درجة ليتمكن من إصابة المصور الذي يقبع في الدور الثالث على الأرجح ، ويراقب من شباك مطل على الساحة .
قائد الدبابة أطلق النار على أمل إصابة الهدف .. المبنى إهتز من قوة الضربة ، لكن !!!
القذيفة لم تستطيع بلوغ المصور الذي إستمر في المراقبه بعد أن أدرك محدودية مدفع الدبابة على الإرتفاع !!! القذيفة التي أطلقت أرتطمت على الأرجح بالدور الثاني وأثارت الكثير من الغبار والحطام المتطاير .
محاولة ثانية باءت بالفشل ، وأمام تحدي المصور على المتابعة قررت الدبابتين أخيراً الإنسحاب .. والسؤال ماذا لو كان المصور عبار عن عنصر مدرب يحمل قاذفة كتفية ويواجه أهداف "عاجزة" لا تبعد عنه سوى 90-100 م ؟؟؟
تعليق