يبدو أن رماة الأسلحة الكتفية في قوات المعارضة السورية بحاجة للمزيد من دروس التصويب ودقة التسديد ، وبالتالي إنجاز ما يطلق عليه إصطلاحاً "احتمالات الضربة" Hit Probability .. بالنسبة للجماعات والمليشيات غير النظامية ، فلقد وجدت الأسلحة الكتفية المضادة للدروع طريقها دوماً لأيدي هؤلاء ، وذلك ضمن مفاهيم وأطر "حرب العصابات" Guerrilla war . هذا النمط من الحروب ليس ظاهرة ملحقة بأي عقيدة أو مذهب خاص ، ولا هي مقيدة بزمن محدد أو ثقافة معينة .. هي حرب الضعفاء أو حرب أولئك الذين وبسبب حجمهم العددي ومستوى تسليحهم وتدريبهم ، لا يستطيعون مواجهة قوات نظامية regular forces في ساحات مواجهة مفتوحة .. في الماضي جرى تطوير تكتيكات المشاة المضادة للدبابات Infantry Antitank tactics ، وطلبت القيادات العسكرية من جنودها آنذاك القيام بهجمات شخصية تجاه الدبابات المعادية ومن مسافات قريبة جداً ، هذه التكتيكات استدعت نسبة عالية من مستويات التعرض للأسلحة المعادية مع فرصة محدودة لاحتمالات النجاة والهروب . ولكي ينجح المهاجم في عمله ، فقد كان عليه أن يتحلى بأقصى درجات الشجاعة ، وأن يختار الموقع الجيد للهجوم ، مع التقرب الخفي غير المنظور stealthy . هذه القوات خططت للاستفادة القصوى وكسب أي أفضلية أو ميزة على أطقم الدبابات المعادية ، من هذه كان حرمان وتجريد طاقم الدبابة من قدرات الرؤية المحيطة . فأثناء الهجوم كانت أطقم الدبابات دائماً تتقدم وتقاتل وكواتها مغلقة ، وهذا يعني أن الوسيلة الوحيدة المتوفرة لهم للرؤية الخارجية كانت نوافذ الرؤية أو الشقوق الضيقة ، هذا حدد فعلياً حقل الرؤية field of view المتوفر لديهم للمراقبة ، ووفر فرصة أفضل لخصوم الدبابة للهجوم .. في أحيان كثيرة ، الظروف الميدانية تفرض عدم الالتزام والتقيد بسياقات الخطط المحددة أو التخطيط المنظم ، حيث يفرض الموقف التكتيكي إجراء كمين فوري وعاجل . وهكذا ، تبادر المجموعة المسلحة للهجوم متى ما سنحت لها فرصة اقتناص دبابة من دبابات العدو .. وفي الغالب ، يفضل رماة القواذف الكتفية العمل في مجموعات تركز نيرانها على دبابة معينة ، فقذيفة واحدة لا تضمن إصابة وتدمير دبابة معركة رئيسة ، في حين عدة مقذوفات تضمن هذا الأمر لحد بعيد . وتضع التقديرات الأمريكية احتمالات الضربة بالنسبة لسلاح مثل RPG-7 تجاه هدف متحرك بسرعة 15 كلم/س ، وقياساته 2.25×5 م ، في حدود 100% عند مسافة 50 م ، و22% فقط عند مسافة 300 م .
مقذوف كتفي يقترب من دبابة T-72 تابعة للجيش السوري مع زاوية رمي مثالية ومن المفترض أنها مباغتة للدبابة التي تتجه بأسلحتها وبصرياتها بشكل مغاير لوجهة الهجوم .
المقذوف يرتطم وينفجر على حاجز إسنتي يفصل بينه وبين الدبابة .. إصابة ضائعة ورمية غير موفقة !!
نفس الدبابة تتعرض لهجوم آخر من نفس السلاح والرامي على ما يبدو ، الذي أطلق مقذوف آخر من نفس زاوي الهجوم على أمل تحقيق إصابة حاسمة !! ويلاحظ مسار المقذوف المتجه أكثر فأكثر نحو الجزء المنخفض للهدف .
على العكس من الحالة الأولى ، الإرتطام تحقق وإنفجر المقذوف في الهدف ، لكن في موضع لا يحقق أي شكل من أشكال حالات القتل !! الدبابة بعد إصابة إحدى عجلات الطريق ، مارست تنفيذ عملها وبدأت في الحركة من جديد .
تم الطلب من الدبابة العودة للمؤخرة لمباشرة الإصلاحات ، وجرى خلع ثلاثة من عجلات الطريق لإصلاح الأضرار ، التي يبدو أنها نسبياً لم تكن ذات قيمة تذكر .
تعليق