تويت
،،أثرت التحولات التي حدثت على الساحة الدولية في العقدين الماضيين بدءا من احتلال النظام العراقي لصدام في عام 1990 وسقوط الاتحاد السوفيتي بعده مباشرة، مرورا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر في 2001، في ميزان القوى العالمية وغيرت من مفاهيم الصراعات العسكرية وطبيعة الأخطار وسبل التعامل معها ومواجهتها. ونخص في ذلك القوى الجوية الكبرى للولايات المتحدة، لكونها القوة العظمى التي تفردت على عرش العالم بعد سقوط غريمها الشيوعي الاشتراكي، فظن كثير من الخبراء أن المشاريع الكبرى لانتاج الطائرات المعترضة والقاذفة الضخمة قد ولّت الى غير رجعة، لكن أزمة القرم يبدو أنها بصدد إعادة ما كانت عليه تلك القوى من تنافس وسباق تسلّح كمي، إلى جانب نوعي إلى الوجود مرة أخرى، لكن بشكل آخر وبمفهوم مختلف، كما سيأتي ذكره في الموضوع التالي.،،
صراع الجبابرة يعود من جديد بعد الحرب الباردة التي كانت في السابق، ومحورا تلك الحرب (الولايات المتحدة والبديلة الجديدة للاتحاد السوفيتي السابق المتمثلة بروسيا)، عادا الى التنافس بعد أزمة القرم وأوكرانيا الحالية، وان كان حظ روسيا هذه المرة أفضل، فمن الناحية التجارية، اثبتت مشتقات مقاتلة «سوخوي Su-27» روسية الصنع، التجسيد الأهم والوحيد للنجاح في سوق الصادرات منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، فعلى الجانب التكنولوجي تميزت مشتقاتها su-35/37/30MK/33K بكونها أخصب تصميم لطائرة مقاتلة من حيث امكانية تطورها ونموها، و«السوخويSu-27» هي مقاتلة اعتراضية بعيدة المدى للقتال الجوي الصرف، وهي ذات مدى غير اعتيادي لمقاتلة تحمل جميع وقودها داخل البدن، مثل المقاتلة الأميركية الأحدث F-22، في حين شكل الكشف عن المقاتلة الروسية قيد التطوير «سوخوي تي - 50» الخفية من الجيل الخامس، هاجسا كشف عن اختلال ميزان القوى في العالم الغربي، لا يكاد يهدأ.
تكتيك جديد
أيقنت القيادة التابعة لسلاح الجو الروسي أهمية المقاتلات القاذفة ذات المديات الطويلة والقدرات الأدائية المتفوقة، مع خاصية التنوع في الحمولة التسليحية، وكان من نتاج ذلك المقاتلة القاذفة «سوخوي Su-34»، بحيث بنيت على اساس المقاتلة الاصلية Su-27، ولكن مع مقدمة جديدة وغريبة، أخذت شكلا مسطحا يعطي انطباعا بتمتع المقاتلة الجديدة بخاصية الخفاء الجزئي ويمكن لمقاتلة Su-34 حمل 8 اطنان من الاسلحة المتنوعة (صواريخ جو - جو بعيدة وقصيرة المدى، صواريخ وقنابل موجهة جو - أرض) مع رادار ذي مسح الكتروني ورادار آخر مثبت في الجذع الخلفي الممتد، والخاص بالرؤية الخلفية للكشف واطلاق الصواريخ من نوع جو - جو، أما ما يميز تلك المقاتلة القاذفة فهو في اعتمادها مبدأ «الخفاء الالكتروني»، وهو يتم بواسطة مولدات محمولة في الطائرة تستخدم البلازما (مادة عالية التأين)، بحيث يقوم الغاز المؤين حول الطائرة بامتصاص موجات الرادار، وبالتالي حجب الطائرة عنه، الا ان له عيبا، وهو ان الطائرة لا تتمكن من ارسال/ استقبال اي اتصال لاسلكي بسبب الحجب الالكتروني ذاك، لذلك فكر الروس في تقنية أخرى أكثر ثورية، مثل اعتماد تكنولوجيا النانو في طلاء جسم مقاتلتها الثورية التي - 50 مما أكسبها قدرة على الخفاء، الأمر الذي يمنحها قدرة تضاهي نظيرتها الأميركية الإف - 22.
مصدر قلق
الخطر الآخر يتمثل في ظهور دول أخرى غير الولايات المتحدة وروسيا تطبق مبدأ الخفاء على طائراتها، ومن تلك الدول الصين وقريبا الهند. فروسيا - كما نعلم - تطور أولى طائراتها الخفية بالكامل، كما تزعم من الجيل الخامس وهي السوخوي T-50، التي توازي في الأداء المقاتلة الأميركية F-22، الرابتور، وفي الوقت نفسه طورت رادارات ذات مبدأ الذاكرة الرقمية للترددات الرادارية المنبعثة من الطائرات المعادية، وحتى الصديقة أو Digital Radio Frequency Memory – DRFM، التي بإمكانها رصد وتحديد نوع الهدف، ولو بصورة محدودة، وقد زودت المقاتلة المتطورة من طراز سوخوي 35 به، مما عزز من قدراتها على رصد الأهداف المعادية ذات القدرات الخفائية، ومن جانبها الصين طرحت مقاتلتين حديثتين من الجيل الخامس، هي كل من J-20 وJ-21/30/F-60 وتوازي المقاتلتين الخفيتين الاميركيتين إف -22 و-35 تباعاً.
طبيعة الجيل الخامس
تتميز الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس بقدرات استثنائية، أهمها التخفي عن أعتى الرادارات الراصدة للأهداف الجوية، واحتواؤها على مخازن للأسلحة داخل تجاويف البدن، مما يكسبها قدرات ليس على التخفي وحسب بل ومرونة في الأداء الإيروديناميكي والسرعة على المناورة ومقاومة هواء أقل، وذلك ينعكس إيجابيا من ناحية اقتصاديتها في الوقود، الأمر الذي يجعلها أطول مدى من المقاتلات التي من الجيل الأقل منها. هذا إلى جانب تزويدها بمحركات نفاثة ذات قدرة على التحليق الأسرع من الصوت دون الحاجة إلى الحارق اللاحق المعزز للدفع، كما في المقاتلات الحالية، والذي يستهلك وقودا أكثر، مع تعريض الطائرة للكشف بسهولة عبر زيادة بصمتها الحرارية. كل ذلك مقرون بإلكترونيات ملاحية وأخرى للتحكم في الأسلحة عالية الدقة والجودة.
أعداد غير كافية
عندما تبلورت فكرة انتاج طائرة الجيل الخامس الإف - 22 الملقبة بالرابتور، كانت في بداية الثمانينات، إلا أنها دخلت الخدمة ما بين عامي 2005 و2007 بعدد نهائي لا يتجاوز 183 طائرة، بعد أن كان مقررا إنتاج أكثر من 350 طائرة منها، وذلك نتيجة المتغيرات على الساحة الدولية، حيث اختفاء العدو اللدود للولايات المتحدة، ألا وهو الاتحاد السوفيتي. وبالتالي مر برنامج تطوير هذه الطائرات بعدة تعديلات نتيجة تلك المتغيرات، وهو ما أضاف إلى قدرة الطائرة على السيطرة الجوية قدرة تنفيذ مهام قصف جو - أرض تكتيكية، الأمر الذي رفع سعرها من 100 مليون إلى 355 مليون دولار أميركي، وهذا ما يفسر محدودية أعدادها. ونظرا للحرب على الإرهاب التي اتسمت بعدم وضوح العدو فلم تولِ القيادة الأميركية أمر زيادة عددها أهمية، وبدلا من ذلك اعتمدت على تطوير الطائرات المسيرة عن بعد من دون طيار، الأمر الذي حرم سلاح الجو الأميركي من طائرة هو في حاجة ماسة إليها لمواجهة التغيرات الحالية كأحداث القرم. وإذا ما نظرنا إلى إف - 22 بمنصة لتوجيه الأسلحة عن بعد مثل الصواريخ الجوالة التي تطلق من السفن والغواصات عبر رادارها الماسح القوي، فإن هذه المقاتلة تعد سلاحا عتيدا يمكنه أن يقلب الموازين لمصلحة الولايات المتحدة، لكن مع محدودية العدد فإن هذا غير كاف.
ما بعد الستيلث
مع تزايد الدول التي تطور مقاتلات من الجيل الخامس التي تتميز بالخفاء والقدرات العالية على توجيه الأسلحة، سيضطر البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية)، على ما يبدو، إلى طرح مدى استعدادات الصناعات الجوية المحلية لتصنيع الجيل السادس من طائرات القتال التي ستخلف «إف - 22 رابتور» و«إف - 35 لايتنينغ 2». وتتلخص تلك المتطلبات المطروحة في نقل المفهوم المتداول حاليا لمبدأ القتال الجوي لابعاد أخرى جديدة غير مسبوقة، مثل أسلحة الطاقة والقدرات الفائقة للأسلحة المعلوماتية. يبقى عنصر التفوق الذي يعزز من قدرات الطائرة الخفية مرهونا بأنظمة الحرب الإلكترونية والتشويش المحمولة على متنها، ومثال على ذلك رادار المقاتلة F-35 لايتننغ 2 من نوع APG-81 والذي بإمكانه تعمية أعتى ما صنع من رادارات مهما كانت قدراتها، بل وأحيانا الولوج إلى حواسيبها وقرصنتها HACKING وعكسها ضد مستخدميها، مما قد يشل الخصم بالكامل، ومن هنا تبدأ حقبة جديدة من القتال الجوي.
صراع الجبابرة يعود من جديد بعد الحرب الباردة التي كانت في السابق، ومحورا تلك الحرب (الولايات المتحدة والبديلة الجديدة للاتحاد السوفيتي السابق المتمثلة بروسيا)، عادا الى التنافس بعد أزمة القرم وأوكرانيا الحالية، وان كان حظ روسيا هذه المرة أفضل، فمن الناحية التجارية، اثبتت مشتقات مقاتلة «سوخوي Su-27» روسية الصنع، التجسيد الأهم والوحيد للنجاح في سوق الصادرات منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، فعلى الجانب التكنولوجي تميزت مشتقاتها su-35/37/30MK/33K بكونها أخصب تصميم لطائرة مقاتلة من حيث امكانية تطورها ونموها، و«السوخويSu-27» هي مقاتلة اعتراضية بعيدة المدى للقتال الجوي الصرف، وهي ذات مدى غير اعتيادي لمقاتلة تحمل جميع وقودها داخل البدن، مثل المقاتلة الأميركية الأحدث F-22، في حين شكل الكشف عن المقاتلة الروسية قيد التطوير «سوخوي تي - 50» الخفية من الجيل الخامس، هاجسا كشف عن اختلال ميزان القوى في العالم الغربي، لا يكاد يهدأ.
تكتيك جديد
أيقنت القيادة التابعة لسلاح الجو الروسي أهمية المقاتلات القاذفة ذات المديات الطويلة والقدرات الأدائية المتفوقة، مع خاصية التنوع في الحمولة التسليحية، وكان من نتاج ذلك المقاتلة القاذفة «سوخوي Su-34»، بحيث بنيت على اساس المقاتلة الاصلية Su-27، ولكن مع مقدمة جديدة وغريبة، أخذت شكلا مسطحا يعطي انطباعا بتمتع المقاتلة الجديدة بخاصية الخفاء الجزئي ويمكن لمقاتلة Su-34 حمل 8 اطنان من الاسلحة المتنوعة (صواريخ جو - جو بعيدة وقصيرة المدى، صواريخ وقنابل موجهة جو - أرض) مع رادار ذي مسح الكتروني ورادار آخر مثبت في الجذع الخلفي الممتد، والخاص بالرؤية الخلفية للكشف واطلاق الصواريخ من نوع جو - جو، أما ما يميز تلك المقاتلة القاذفة فهو في اعتمادها مبدأ «الخفاء الالكتروني»، وهو يتم بواسطة مولدات محمولة في الطائرة تستخدم البلازما (مادة عالية التأين)، بحيث يقوم الغاز المؤين حول الطائرة بامتصاص موجات الرادار، وبالتالي حجب الطائرة عنه، الا ان له عيبا، وهو ان الطائرة لا تتمكن من ارسال/ استقبال اي اتصال لاسلكي بسبب الحجب الالكتروني ذاك، لذلك فكر الروس في تقنية أخرى أكثر ثورية، مثل اعتماد تكنولوجيا النانو في طلاء جسم مقاتلتها الثورية التي - 50 مما أكسبها قدرة على الخفاء، الأمر الذي يمنحها قدرة تضاهي نظيرتها الأميركية الإف - 22.
مصدر قلق
الخطر الآخر يتمثل في ظهور دول أخرى غير الولايات المتحدة وروسيا تطبق مبدأ الخفاء على طائراتها، ومن تلك الدول الصين وقريبا الهند. فروسيا - كما نعلم - تطور أولى طائراتها الخفية بالكامل، كما تزعم من الجيل الخامس وهي السوخوي T-50، التي توازي في الأداء المقاتلة الأميركية F-22، الرابتور، وفي الوقت نفسه طورت رادارات ذات مبدأ الذاكرة الرقمية للترددات الرادارية المنبعثة من الطائرات المعادية، وحتى الصديقة أو Digital Radio Frequency Memory – DRFM، التي بإمكانها رصد وتحديد نوع الهدف، ولو بصورة محدودة، وقد زودت المقاتلة المتطورة من طراز سوخوي 35 به، مما عزز من قدراتها على رصد الأهداف المعادية ذات القدرات الخفائية، ومن جانبها الصين طرحت مقاتلتين حديثتين من الجيل الخامس، هي كل من J-20 وJ-21/30/F-60 وتوازي المقاتلتين الخفيتين الاميركيتين إف -22 و-35 تباعاً.
طبيعة الجيل الخامس
تتميز الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس بقدرات استثنائية، أهمها التخفي عن أعتى الرادارات الراصدة للأهداف الجوية، واحتواؤها على مخازن للأسلحة داخل تجاويف البدن، مما يكسبها قدرات ليس على التخفي وحسب بل ومرونة في الأداء الإيروديناميكي والسرعة على المناورة ومقاومة هواء أقل، وذلك ينعكس إيجابيا من ناحية اقتصاديتها في الوقود، الأمر الذي يجعلها أطول مدى من المقاتلات التي من الجيل الأقل منها. هذا إلى جانب تزويدها بمحركات نفاثة ذات قدرة على التحليق الأسرع من الصوت دون الحاجة إلى الحارق اللاحق المعزز للدفع، كما في المقاتلات الحالية، والذي يستهلك وقودا أكثر، مع تعريض الطائرة للكشف بسهولة عبر زيادة بصمتها الحرارية. كل ذلك مقرون بإلكترونيات ملاحية وأخرى للتحكم في الأسلحة عالية الدقة والجودة.
أعداد غير كافية
عندما تبلورت فكرة انتاج طائرة الجيل الخامس الإف - 22 الملقبة بالرابتور، كانت في بداية الثمانينات، إلا أنها دخلت الخدمة ما بين عامي 2005 و2007 بعدد نهائي لا يتجاوز 183 طائرة، بعد أن كان مقررا إنتاج أكثر من 350 طائرة منها، وذلك نتيجة المتغيرات على الساحة الدولية، حيث اختفاء العدو اللدود للولايات المتحدة، ألا وهو الاتحاد السوفيتي. وبالتالي مر برنامج تطوير هذه الطائرات بعدة تعديلات نتيجة تلك المتغيرات، وهو ما أضاف إلى قدرة الطائرة على السيطرة الجوية قدرة تنفيذ مهام قصف جو - أرض تكتيكية، الأمر الذي رفع سعرها من 100 مليون إلى 355 مليون دولار أميركي، وهذا ما يفسر محدودية أعدادها. ونظرا للحرب على الإرهاب التي اتسمت بعدم وضوح العدو فلم تولِ القيادة الأميركية أمر زيادة عددها أهمية، وبدلا من ذلك اعتمدت على تطوير الطائرات المسيرة عن بعد من دون طيار، الأمر الذي حرم سلاح الجو الأميركي من طائرة هو في حاجة ماسة إليها لمواجهة التغيرات الحالية كأحداث القرم. وإذا ما نظرنا إلى إف - 22 بمنصة لتوجيه الأسلحة عن بعد مثل الصواريخ الجوالة التي تطلق من السفن والغواصات عبر رادارها الماسح القوي، فإن هذه المقاتلة تعد سلاحا عتيدا يمكنه أن يقلب الموازين لمصلحة الولايات المتحدة، لكن مع محدودية العدد فإن هذا غير كاف.
ما بعد الستيلث
مع تزايد الدول التي تطور مقاتلات من الجيل الخامس التي تتميز بالخفاء والقدرات العالية على توجيه الأسلحة، سيضطر البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية)، على ما يبدو، إلى طرح مدى استعدادات الصناعات الجوية المحلية لتصنيع الجيل السادس من طائرات القتال التي ستخلف «إف - 22 رابتور» و«إف - 35 لايتنينغ 2». وتتلخص تلك المتطلبات المطروحة في نقل المفهوم المتداول حاليا لمبدأ القتال الجوي لابعاد أخرى جديدة غير مسبوقة، مثل أسلحة الطاقة والقدرات الفائقة للأسلحة المعلوماتية. يبقى عنصر التفوق الذي يعزز من قدرات الطائرة الخفية مرهونا بأنظمة الحرب الإلكترونية والتشويش المحمولة على متنها، ومثال على ذلك رادار المقاتلة F-35 لايتننغ 2 من نوع APG-81 والذي بإمكانه تعمية أعتى ما صنع من رادارات مهما كانت قدراتها، بل وأحيانا الولوج إلى حواسيبها وقرصنتها HACKING وعكسها ضد مستخدميها، مما قد يشل الخصم بالكامل، ومن هنا تبدأ حقبة جديدة من القتال الجوي.
تعليق