وهي مقاتلة ثنائية المحركات ، اسرع من الصوت ، وثنائية المقاعد ، متميزه بتصميم اجنحتها الفريد من نوعة ، وهي المقاتلة التي دخلت الخدمة في البحرية الامريكية بعد الانهيار الذي حدث لمشروع انتاج المقاتلة F-111B وهي اولي مقاتلات مشروع " TEEN SERIES " وهي المقاتلات التي انتجها الامريكيين اعتمادا علي الخبرة التي اكتسبوها من المعارك الجوية ضد مقاتلات الميج الروسية الصنع في حرب فيتنام .
وحلقت الاف-14 لاول مرة في 21 ديسمبر 1970 ، وفي سبتمبر 1974 تم نشرها لاول مرة علي متن حاملة الطائرات USS ENTERPRISE لتحل محل مقاتلات الفانتوم ، واعتبرت حينها مقاتلة السيادة الجوية الاولي للبحرية الامريكية ، وكذلك لمهام الاعتراض والاستطلاع الجوي ، وفي التسعينات اضاف لها الامريكيين بود تهديف LANTIRN والذي يتيح لها استهداف الاهداف الارضية وفي الليل بالاشعة تحت الحمراء لتقوم ايضا بمهام القصف الارضي ، وخرجت من الخدمة في البحرية الامريكية بعد مشوار كفاح طويل في الثاني والعشرين من سبتمبر من عام 2006 وحل محلها المقاتلات الشهيرة F-18 سوبر هورنيت ، وبحلول عام 2009 لم تعد الاف-14 في الخدمة في اي سلاح جوي حول العالم الا في ايران ، وكانت ايران قد حصلت عليها عام 1976 عندما كانت امريكا تتمتع بعلاقات حيوية مع الايرانيين في عصر الشاة .
تاريخ قتالي رائع :
في فيتنام :
في عقد السبعينات بدأ عمل الاف-14 سريعا ، ففي عام 1975 اجرت اولي عملياتها القتالية في حرب فيتنام في عملية FREQUENT WIND وهي عملية واسعة اجراها الجيش الامريكي واستمرت من 17 سبتمبر 1974 الي 20 مايو 1975 ، واشترك في المعارك سربان من الاف-14 ، وكانت تقوم بمهمة حماية القاذفات الامريكية ولكن لم يحدث ان تم اعترضها بأية مقاتلات فيتنامية ، وان تم ضربها بمدافع مضادة للطائرات احيانا .
ثم اصبحت الاف-14 المقاتلة المعترضة الرسمية للقاذفات السوفيتية التي تقترب من مجموعات حاملات الطائرات الامريكية ، وكان الاعتراض الاول لها مع TU-95 فوق المحيط الاطلنطي ، وفي عام 1980 اشتركت الاف-14 في مهام محاولات تحرير الرهائن الامريكيين في ايران .
في ليبيا :
ثم جاء ماحدث في ليبيا في الثمانينات حيث مدد الليبيين مياههم الاقليمية في خليج سدرا وكان ذلك يتعارض مع الوجود الامريكي الذي بدأ في صيف عام 1983 بعد اندلاع معارك الحرب " الليبية-التشادية " فوضع الامريكيين حاملة الطائرات " ايزنهاور " في خليج سدرا ، وحدثت بعض الاعتراضات الجوية بين الاف-14 والطائرات الليبية مثل الميج-23 وفي عهد رونالد ريجان زاد الامر تماما حتي وصل في صيف 1981 حيث ارسل اسطول بحري ضخم كان من ضمنه ثلاث حاملات للطائرات ، ورد الليبيين علي ذلك بتحليقهم فوق خليج سدرا لرصد النشاط الامريكي هناك ، وحدثت العديد من اللقاءات بين الطائرات ولكن لم يحدث اطلاق للنيران ، ولكن الموقف كان متوترا للغاية .
لم يستمر الوضع علي هذا المنوال كثيرا ، فبعد ايام قليلة وتحديدا في 18 اغسطس اعترضت مقاتلتين امريكتيين اف-14 مقاتلتين من سلاح الجو الليبي طراز سو-22 ، وبدأ احد الطياريين الليبيين باطلاق صاروخ "جو-جو" AA-2 ATOL علي مسافة تقدر بـ 300 متر ولكن الصاروخ لم يصب ايا من مقاتلتي الاف-14 بأي ضرر ، ثم اطلق الامريكين صواريخ AIM-9 سايدوندر ، اثناء محاولة الطياريين الليبيين الفرار ولكن الصواريخ اصابت اهدافها بالفعل وقفز الطياريين الليبيين من طائراتهم .
وبعد اقل من ساعة واثناء قيام الليبيين بعمليات البحث والانقاذ في محاولة للعثور علي الطياريين ، اقتحمت مقاتلتين ميج-25 كاملتي التسليح الخليج وحلقتا بسرعة 1.5 ماخ في اتجاة حاملات الطائرات وبدا من الواضح انهم سيستهدفون الحاملة " نيميتز " ، فأفلع علي الفور ثلاث مقاتلات اف-14 للتصدي للطائرات الليبية التي انسحبت دون قتال ، فبدأت الطائرات الامريكية في العودة الي الحاملات ، ولكن عاود الليبين الكرة قبل ان تهبط الثلاثة مقاتلات مما دفع الاف-14 للعودة لاعتراضهم ولكنهم هذه المرة عادو بالفعل الي قواعدهم وفي نفس الليلة غامر تشكيل ليبي جديد بالدخول في منطقة الحاملات الامريكية .
صورة للاف-14 علي متن الحاملة Saratoga في المعارك .
في الصومال :
في ابريل 1983 كانت مقاتلتين اف-14 تحلقان فوق ميناء " بربرة " في خليج عدن في طيران كان قد تم التنسيق له مسبقا ، وفتحت عليها الكتائب الصومالية النار حيث ظنوا خطأ انه هجوم اثيوبي ، ونتج عن ذلك اصابة احدي المقاتلتين .
في غرينادا :
في نهاية عام 1983 دخلت الاف-14 معركة جديدة في غرينادا ، واشترك ضد الامريكان في هذه الحرب غرينادا وكوبا ، وكانت احدي جولات الحرب الباردة ، فدخلت الولايات المتحدة هذه الجزيرة الصغيرة بعد اعدام رئيس الوزراء هناك لاجلاء المواطنين الامريكيين ، وبعض من الاطباء بعد سيطرة الشيوعيين علي الجزيرة واسقاط الحكومة الماركسية ، وكان دور الاف-14 رائعا حيث وفرت صور استطلاع ممتازة للوضع علي الارض ، وكان من افضل الاشياء التي قامت بها انها وفرت للامريكيين صورا كشفت نية كوبا دخول غرينادا لمناصرة القوات الشيوعية هناك والتي تربطهم علاقة قوية بهم .
صور لبعض الامريكيين الذين تم اخلاؤهم .
في لبنان :
وفي نوفمبر من نفس العام ابحرت حاملة الطائرات الامريكية " الاستقلال " لتحط رحالها في البحر الابيض لمعاونة " القوات متعددة الجنسيات في لبنان " التي كانت الحرب الاهلية تستعر فيها ، وفي الخامس من ديسمبر 1983 قامت مقاتلات الاف-14 بهجوم علي قواعد الدفاع الجوي السوري التي كانت في تلال شرق بيروت وذلك ردا علي اسقاط طائرة امريكية A-7 والتي قفز منها الطيار وانقذه قارب صيد ، بينما تمت اصابة طائرة اخري من نفس الطراز ولكن الطيار عاد بها والذيل تقريبا محروق بالكامل ، كما تم اسقاط طائرة اخري طراز A-6 وقتل احد طيارييها واسر الاخر وتم تحريره بعد فترة .
وفي احدي طلعات الاف-14 اشتبكت مع ثمانية مقاتلات ميج سورية فوق لبنان ، ونجح تشكيل الاف-14 في الاطباق علي طائرات الميج والتصويب عليها ببودات التهديف ، ولكن المقاتلات السورية قامت بمناورة SPLIT S وانسحبت الي سوريا .
صورة للمناورة .
وتشير المصادر الشرقية الي ان الدفاع الجوي السوري اسقط 9 مقاتلات اف-14 و A-6 وتنفي المصادر الغربية وقوع ذلك ، وعموما فقد سجلت حالة واحدة لسقوط الاف-14 في هذه المعارك في 9 ابريل 1983 علي السواحل اللبنانية .
حادثة اكيلي لاورو :
في السابع من اكتوبر لعام 1985 اختطفت السفينة الايطالية " اكيلي لاورو " وعلي متنها مائة راكب قبالة السواحل المصرية بواسطة مسلحين من " جبهة التحرير الفلسطينية " ، واخبر قائد المختطفين السلطات المصرية بالخبر عبر الراديو ، وامر قائد السفينة بالاتجاة الي ميناء " طراطوس " في سوريا ، وكان الهدف من العملية الافراج عن 50 سجين فلسطيني تحتجزهم اسرائيل .
رفضت سوريا ادخال السفينة الي مياهها الاقليمية من الاساس ، وقتل الخاطفين احد الركاب وفي اثناء عزمهم قتل الثاني وصلتهم رسالة عبر الراديو من قادة جبهة التحرير الفلسطينية تأمرهم بترك الركاب سالمين والعودة الي ميناء بورسعيد المصري ، ووفرت الحكومة المصرية الهرب لهولاء الخاطفين عبر طائرة بوينج-737 ، وكان الرد علي الطلب الامريكي بتسليمهم بأن الخاطفين غادروا مصر بالفعل .
كان ذلك فعلا ماحدث ولكن الامريكيين لم يتركوا الامر يمر مرور الكرام فقاموا بعمليات حسابية لاكتشاف في اي مكان قد تكون الطائرة الان واقلعت مقاتلات الاف-14 بصحبة طائرات E-2C للبحث عن الطائرة المصرية فوق البحر الابيض المتوسط ، وبعد اربعة اشتباهات خاطئة وجدت احدي مقاتلات الاف-14 الطائرة الصحيحة انها الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران والتي تحمل رقم 2843 وتحدث طيار طائرة E-2C مع الطيار المصري والذي فعل ماطلبه منه وهبط في قاعدة لحلف الناتو في جزيرة صقلية واخذ الخاطفين الي السجن
الاف-14 فوق ليبيا من جديد :
في الرابع والعشرين من مارس عام 1986 في خضم الاشتباكات التي حدثت بين امريكا وليبيا وقتها ، انطلق احد صواريخ سام-5 ضد مقاتلة طراز اف-14 ، ولكن الصاروخ اخطأ الهدف وسقط في مياة البحر ، وبعد ذلك بعدة ايام اعترضت الاف-14 المقاتلة الاحدث في سلاح الجو الليبي ، "الميج-25" ، استطاعت مقاتلات الاف-14 ان تضع المقاتلات الليبية في موضع القتل ولكن لم يصدر امر بتدميرها ، كانت تلك الحادثة مؤشرا علي ماحدث بعد ذلك بايام حين قصف طيران البحرية الامريكية ليبيا وطال القصف اهدافا مدنية ، واشتركت الاف-14 في تقديم الحماية الجوية للطائرات القاذفة.
الاف-14 وحرب الناقلات :
حرب الناقلات ، هي احدي مراحل حرب الخليج الاولي بين العراق وايران حيث بدأت الدولتين في استهداف ناقلات النفط التي تمر في الخليج العربي واستمرت بين عامي 1987 و 1989 ، مما دفع البحرية الامريكية الي نشر العديد من حاملات الطائرات في الخليج لحماية السفن الدولية، وفي العديد من المرات كانت المقاتلات الامريكية تعترض الطائرات الايرانية .
صورة لاحدي الناقلات التي تعرضت لهجوم .
وفي اغسطس من العام 1987 حاولت طائرة F-4 فانتوم ايرانية ان تسقط طائرة P-3 ORION ولكن اعترضتها احدي مقاتلات الاف-14 واطلقت صواريخ AIM-7 سبارو ولكن لم يتحقق اي قتل ، وفي الثامن عشر من ابريل عام 1988 انتقم الامريكيين من الحادثة التي تسبب فيها لغم ايراني مضاد للقطع البحرية عندما تتضررت الفرقاطة يو اس اس صامويل بي روبرتس ضررا بالغا عندما كانت تبحر في المياة الدولية كما تظهر هذه الصور ، وشاركت الاف-14 في حماية الهجوم الانتقامي الذي استهدف منشأتين للنفط في ايران :
صورة الفرقاطة .
صورة الفتحة التي احدثها اللغم في جسدها .
صورة الفرقاطة عند حملها للتصليح " ملحوظة : لاتزال في الخدمة بعد اصلاحها " .
الاف-14 " الالياذة الليبية " :
مرة اخري تحلق الاف-14 فوق ليبيا ، هذه المرة في الرابع من يناير 1989 ، حيث قامت مقاتلتين اف-14 تابعتين لحاملة الطائرات جون كينيدي بمهاجمة مقاتلتين ليبية طراز ميج-23 بصواريخ AIM-7 سبارو ، والتي لم تستطع اصابة الطائرات الليبية ، فأطلق الطياريين الامريكيين صواريخ اخري ، وفي هذه المرة سقطت مقاتلة بالفعل ، ولم ينتهي الاشتباك الا وكان الطياريين الليبين قد قفزوا من طائراتهم بالمظلات .
عاصفة الصحراء :
في الثاني من اغسطس عام 1990 قامت العراق بغزو الكويت ، وكانت حاملتي الطائرات " الاستقلال ، وايزنهاور " هما اول الحاملات وصولا للمساندة في العلميات ، وكانت الاف-14 احدي اقل الطائرات مشاركة في الحرب ، فلك ان تعلم عزيزي القارئ ان الاف-14 قامت بــ 4125 طلعة عمليات ، وكانت مهام الاف-14 مثلا في حماية الطائرات التي تقوم بمهاجمة الاهداف العراقية او ان تكون منصة دفاع جوي بعيد المدي عن القطع البحرية الامريكية من اي هجمة جوية عراقية ، كما قامت الاف-14 بمهام الاستطلاع والتصوير الجوي ايضا ، ومع ذلك ظل رقمها النهائي قليل .
وهذه صورة للاف-14 في الحرب .
صورة التقطتها الاف-14 لدشم في مطار احمد الجابر الصباح بعد هجوم نفذته قاذافات الاف-117 .
كما قلنا ان مشاركة الاف-14 في المعارك قليلة بالنسبة للطائرات الاخري ، فلم تكن تحمل الانظمة المتطورة المطلوبة في مثل هذه المعارك ، فلم تكن البحرية الامريكية تتوقع ان تجد حلفاء لها يقاتلون معها في بعض المعارك باستخدام السلاح الروسي ، ولم تكن الاف-14 محملة بانظمة التعارف ، لذا فأن الاف-14 لم تكن تستطيع ان تطلق النار حتي تأذن لها طائرات الاواكس E-3 ، وعلي العكس من ذلك تمتع طياري الاف-15 بأجهزة التعارف .
وفي 21 يناير 1991 سقطت مقاتلة F-14 وعلي الارجح كان ذلك بسبب صاروخ دفاع جوي عراقي طراز " سام-2 " ، كان علي متنها الملازم ديفون جونز ، وضابط الرادار الملازم لورانس سليد ، استعيد الملازم جونز ، بينما وقع رفيقه لورانس في الاسر واعتبر اسير حرب حتي الرابع من مارس 1991 حينما افرج عنه ، وهذه صورة له مع طياريين اخرين كانوا قد اسروا وتم اعادتهم .
بينما كانت حادثة القتل الوحيدة التي حققتها الاف-14 ضد طائرات عراقية في الحرب ضد مروحية مي-8 باستخدام صاروخ AIM-9 سايدوندر ، وتعتبر هذه الحرب بداية النهاية للاف-14 وزاد علي ذلك تخفيضات الميزانية ، كما خرجت من الخدمة فورا عشر طائرات لضعف امكانيات الهجوم ضد الاهداف الارضية ، وكانت رفيقتها في ذلك طائرات A-6 ، حيث اكتشفت البحرية الامريكية انها تعاني من نقص واضح في الطائرات التي تستطيع توجية ضربات ارضية لاهداف علي مسافات بعيدة ، وكان من الواضح انه ينبغي تحويل الاف-14 الي طائرة متعددة المهام ذات قدرة علي تنفيذ هذه المهام .
عملية القوة المتعمدة :
في شهري اغسطس وسبتمبر من العام 1995 بدأ حلف الناتو في تنفيذ عملية " القوة المتعمدة " بقصف البوسنة والهرسك ، ودفع الامريكيين بحاملة الطائرات "روزفلت " ، وعلي متنها كانت الاف-14 التي اشتركت في المعارك ، وقامت بضرب العديد من الاهداف باستخدام القنابل الموجهه بالليزر ، وكان من ضمن الاهداف مستودع ذخيرة هاجمته الاف-14 في الخامس من سبتمبر ، ولكن حقيقة الاف-14 لم تكن لتتم هذا الهجوم بمفردها فان اضاءة الهدف وتحديده قامت بها مقاتلات الاف-18 لعدم قدرة الاف-14 علي حمل بود التهديف LANTIRN ، وخلال هذه الحرب قامت الاف-14 بــ 530 طلعة في خلال 600 ساعة .
صورة للبود الخاص بالتهديف .
عملية ثعلب الصحراء :
مع فشل الجهود الرامية للتعاون العراقي مع مفتشين هيئة الامم المتحدة بدأت في 16 ديسمبر 1998 عملية " ثعلب الصحراء " ، ومن ضمن 33 طائرة قامت بعمليات هجومية في اليوم الاول كانت الاف-14 متواجدة ، وفي خلال هذه العملية قامت طائرات الاف-14 بالقاء 50.373 كجم من المتفجرات خلال 16 عملية هجومية من 38 طلعة اجرتها الاف-14 ، وفي خلال هذه العملية ايضا كانت الاف-14 اول من استخدم القنابل الاحدث وقتها gbu-24 paveway والتي تعتمد علي التوجيه بالليزر في معركة فعلية ، ولاول مرة تنفذ الاف-14 ذلك باستقلالية بعد ان حملت بودات التهديف " لانتيرن " ، ومع نهاية العمليات في 19 ديسمبر من نفس الشهر ، اشتركت f-14 من طراز D في المعارك لاول مرة .
صورة لاربعة طياريين من النساء حلقوا علي متن الاف-14 في هذه العمليات بعد سماح الجيش الامريكي للسيدات بقيادة المقاتلات في عام 1995 .
وفي الفترة المتبقية من عام 1998 و 1999 قامت الاف-14 بتسعة عشر هجوما ، اسقطت خلالها 20 قنبلة من الانواع التي تعمل بتوجية الليزر ، بنسبة نجاح 64% ، وقامت بحماية 11 هجوم ، وحلقت عموما في 70 مهمة منها مهام استطلاع صورت خلالها اكثر من 580 موقع في اكثر من 615 ساعة عمليات ، حدث خلالها اشتباك جوي في الخامس من يناير 1999 بين مقاتلتين اف-14 مع مقاتلتين عراقيتيين من طراز ميج-25 ولاول مرة اطلقت صواريخ Phoenix بواسطة البحرية الامريكية ، ولكن الطائرتين العراقيتيين استدراتا وعادت الي الشمال وفشلت الصواريخ في اسقاط المقاتلات العراقية .
كما تكرر الامر في 9 سبتمبر 1999 حينما اطلقت مقاتلة اف-14 صاروخ Phoenix ضد مقاتلة ميج-23 عراقية مما ادي لاصابة الطائرة العراقية ، وظلت الاف-14 تحلق في دوريات دائمة فوق العراق حتي عام 2003 تنفيذا للحظر الجوي هناك .
عملية القوات المتحالفة :
اشتركت الاف-14 في الحملة الجوية لحلف الناتو ضد العمليات الصربية في كوسوفو ، بين التاسع من ابريل والتاسع من يونية عام 1999 ، اسقطت خلالها الاف-14 350 قنبلة موجهه بالليزر ، كما قامت كالعادة بدور المراقبة الجوية ، وكان للاف-14 كلمة النهاية في الطلعات الجوية حينما ضربت موقع صواريخ سام-9 اتضح فيما بعد انه كان موقع هيكلي داخل حدود كوسوفو .
صورة لطائرات الاف-14 قبل الاقلاع من علي متن حاملة الطائرات تيودور روزفلت لتنفيذ احدي المهام فوق كوسوفو .
عملية الحرية الدائمة :
تعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الحدث الذي زلزل العالم واصبحت العامل الاول في التأثير علي الاحداث العالمية من بعد وقوعها ، وكان رد الفعل الامريكي الاول الحرب علي تنظيم القاعدة التي اتهمته بتدمير الهجمات والذي يتخذ من افغناستان احدي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق مقرا له ويحكمها ، وكان للاف-14 دورها كالعادة حيث اشترك مالايقل عن ثماني اسراب ، قامت بتنفيذ مهام طويلة المدي بالطيران من المحيط الهندي وصولا لتنفيذ هجمات فوق افغناستان ، كما اضطلعت بمهام الاستطلاع وتوفير الدعم الارضي واشترك في عملية " افعي الاناكندا " والتي بدأت في الاول من مارس 2002 حتي الان ، وقامت الاف-14 اثناء المعارك مايقدر بــ 605,000 كجم من المتفجرات ، وكما عودتنا الاف-14 دائما فانها لها في كل حرب شئ فريد تقوم به فقامت ولاول مرة باستخدام قنابل من نوع JDAM ، لم تكن المرة الاولي التي تستعملها طائرات البحرية ولكنها المرة الاولي للاف-14 تحديدا .
الاف-14 فوق افغناستان .
وخلال الحرب برز اداء رائع لاسراب الاف-14 فمثلا السرب VF-213 قام بأكثر من 500 طلعة عمليات في 2600 ساعة طيران وبلغ مجموع ما أسقطه من ذخائر 197,000 كجم = 452 قنبلة ، واتم كل ذلك في عشرة اسابيع فقط ، اما سرب الاسود السوداء Black Lions فكان بمناسبة احد ابطال الحرب بالقائه اول قنبلة في العمليات، وهناك السرب VF-102 الذي اسقط 680 قنبلة تساوي 190,000 كجم في اكثر من 5000 ساعة طيران ، كما قامت الاف-14 بتسجيل نجاح جديد يضاف الي سجلها الرائع عندما قام السرب VF-41 بالقاء 202 قنبلة ذات توجية بالليزر حقق خلالها نسبة نجاح في اصابة الاهداف وصلت الي 82% والتي لم تحققها البحرية الامريكية من قبل .
غزو العراق :
اشتركت خمسة اسراب من طائرات الاف-14 في غزو العراق عام 2003 ، حلقت خلالها في 2547 طلعة عمليات اسقطت خلالها 1452 قنبلة مختلفة الانواع بين GBU, JDAM, MK-82 ، وخسر الامريكيين طائرة واحدة اثناء الحرب بسبب عطل فني في المحرك .
طائرة اف-14 بعد عودتها من مهمة قصف للمواقع العراقية وهبوط سئ جدا من قائدها .
وقادت الاف-14 الطائرات الامريكية في الهجوم علي بغداد وضربت العديد من الاهداف مثل وزارة الاعلام العراقية ومهاجمة مدينة سلمان باك التي كان الامريكيين يدعون انها المركز الرئيسي لاسلحة صدام حسين - رحمه الله- الكيماوية والبيولوجية ومرافق الاذاعة العراقية باستخدام قنابل JDAM .
كما ان احدي طائرات الاف-14 اسقطت 4 قنابل Mark 82 علي يخت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين " المنصور " ، كما قامت الاف-14 بعمليات دعم ارضي بخلاف التحكم والقيادة لبقية الطائرات ، كما قامت احدي طائرات الاف-14 بخطأ فادح اثناء المعارك حيث هاجمت قافلة من القوات الخاصة الامريكية علي اعتبار انها قوات عراقية في احدي حالات الاصابة بالنيران الصديقة التي كانت منتشرة بشدة وقتها .
اليخت " المنصور " .
وكان غزو العراق اخر حلقات مسلسل عطاء الاف-14 فبعد هذا التاريخ الطويل والحافل ان لها ان تستريح اخيرا ، وفي سنواتها الثلاثة الاخيرة ظلت الاف-14 علي متن حاملات الطائرات في الخليج العربي لتقديم الدعم للقوات الامريكية في العراق حتي عام 2006 حينما خرجت الاف-14 من الخدمة لتضع كلمة النهاية لاحدي ابرز طائرات العائلة F .
العائلة اف ترسل احدي ابرز ابنائها لخدمة ايران :
الاف-14 في ايران :
الحقيقة انه لايوجد اي معلومات حول اي معارك خاضتها الاف-14 الايرانية في السبعينات ولايوجد لها في هذه الفترة اي نشاط ملحوظ للاف-14 الا دورها في اعتراض الطائرات السوفيتية التي كانت تخترق المجال الجوي لايران ، ففي اكتوبر من عام 1978 اعترضت مقاتلتين اف-14 ايرانية مقاتلة سوفيتية من طراز ميج-25 والتي حلقت علي ارتفاع مرتفع بسرعة عالية فوق بحر قزوين ، واجبرت المقاتلتين الايرانيتين المقاتلة السوفيتية علي العودة وتعد هذه الحادثة احد ابرز الحوادث التي جعلت السوفييت يكفون عن الطيران في الاجواء الايرانية .
حدث بعد ذلك تغير تاريخي في تاريخ ايران والمنطقة بالكامل حيث اندلعت الثورة الاسلامية ونجحت في انهاء حكم الشاة المتجذر منذ سنوات وسنين ، وغيرت الكثير في الداخل الايراني وطالت تلك التغييرات سلاح الجو الايراني حيث حدث في صفوف الطياريين ماسمته الثورة " التطهير " ووصل الامر لاعدام اعداد منهم ، اعداد اخري قادتهم اقدارهم الي غياهب السجون ، والبعض الاخر تم نفيه ، سعيد الحظ اجبر علي التقاعد مبكرا .
ومع اندلاع الحرب مع العراق اصبحت الاف-14 اهم مقاتلات الايرانيين وفي السابع من سبتمبر 1980 حققت اول قتل لها ، وعلي الرغم من ذلك فأنه لايوجد مصادر تتحدث بشكل مفصل عن الاف-14 في هذه الحرب ، المصادر الغربية تري ان الاف-14 قد انخفض تأثيرها بسبب ما اثير حول عمليات تخريب للمقاتلة من قبل الامريكيين او الايرانيين الموالين للشاة ، حيث كان معظم طياري الاف-14 وفنيينها قد تلقوا تدريباتهم في الولايات المتحدة ، ولكن مع اندلاع الحرب مع العراق افرج عن عدد من طياري وفنيين الاف-14 للاستفادة منها .
واشارت التقديرات الامريكية الي ان ايران تستطيع ان تحتفظ بالاف-14 باعداد تتراوح بين 15 : 20 مقاتلة وذلك عبر استخدام بقية مقاتلات الاف-14 كقطع غيار ، ولكن الايرانيين استطاعوا ان يحافظوا علي 25 مقاتلة حلقوا فوق طهران في 11 فبراير 1985 وعلي الرغم من حظر قطع الغيار الامريكية ، فلقد حصل الايرانيين علي اسلحة وقطع غيار اسلحة امريكية في فضيحة " ايران-كونترا " والتي اظهرت ان اسرائيل وامريكا تعاونتا علي امداد ايران بالاسلحة .
يشير موقع " جلوبال سيكيورتي " الشهير الي ان الايرانيين استخدموا الاف-14 لتقوم بدور طائرات " الاواكس " لرصد طائرات الميراج اف-1 العراقية والتي استخدمها الطياريين العراقيين بمهارة للتحليق علي ارتفاعات شديدة الانخفاض ، وبهذه الطريقة استطاع العراقيين اسقاط عدد من مقاتلات الاف-14 ، ويشير الموقع ايضا الي ان عدد طائرات الاف-14 في عام 2000 لاتزيد عن 20 مقاتلة ، واشار فيما بعد الي انه في وقتنا الحالي لاتزيد عدد الطائرات التي تستطيع الاقلاع عن سبعة مقاتلات .
كما اتضح ان الاف-14 لم تقم فقط بدور طائرات الاواكس ولكنها عند الحاجة اليها كانت تلبي ذلك وتقوم بعمليات في عمق العراق بمرافقة القاذفات الايرانية الاخري التي كانت تقوم بقصف اهداف عراقية ، وفي بعض الاحيان كانت الاف-14 تكتفي باستخدام صواريخها ذات الامدية الطويلة مثل AIM-7 . AIN-54 دون الحاجة للخروج من المجال الجوي الايراني ، وقد رصدت طائرة اواكس امريكية اسقاط مقاتلة اف-14 لقاذفة عراقية ثقيلة من طراز تي يو-22 ، وفي نفس المعركة سقطت مقاتلة اف-14 .
المصادر الغربية تشير الي انه طوال الحرب اسقطت الاف-14 الايرانية اربعة طائرات عراقية وسقط منها خمس طائرات بينما تشير المصادر الايرانية ان الاف-14 حققت بين 35 : 45 قتل وخسرت 12 مقاتلة معظمها بسبب عيوب في المحرك ، وكان الايرانيين في بداية الحرب قد استخدموا صواريخ الفيونكس بكثرة في بداية الحرب حتي نفذت فاضطروا لاستخدام صواريخ السايدوندر والسبارو .
وفي عام 2004 نشر الكاتب العسكري الامريكي الاشهر " توم كوبر " والذي اعتمد فيه بشكل رئيسي علي لقاءات مع الطياريين الايرانيين الذين حلقوا علي متن الاف-14 واحتوي هذا الكتاب علي الكثير من المعلومات التي تخالف التقارير السابقة ، خصوصا الرقم الهائل الذي قال توم كوبر ان الاف-14 حققته ، فقد ذكر انها اسقطت 1594 طائرة عراقية ، منها 4 مقاتلات عراقية في اشتباك واحد باستخدام صواريخ AIM-54 .
ويروي الكتاب انه في العام 1980 حيث اصبح شبح الحرب مع العراق قاب قوسين او ادني من ان يصبح واقعا وجد ان الاف-14 والتي كانت ايران تمتلك منها 77 مقاتلة وجدت انها في حالة لاتجعلها قادرة علي القيام باي مهام ، او ان رادراتها لاتعمل ، وهو ماجعل طياري الاف-14 يعملون كملاحين في القواعد الارضية ، وعلي الرغم من ذلك فمع مرور ايام قليلة علي اندلاع المعارك اشتركت الاف-14 في العمليات .
ويؤكد الكتاب المعلومة السابقة الذكر بأن اول قتل مؤكد حققته الاف-14 كان في السابع من سبتمبر 1980 ضد مروحية عراقية طراز مي-25 باستخدام مدفعها الرشاش عيار 20 مم طراز فولكان ، وعقب ذلك بستة ايام وبالتحديد في الثالث عشر من سبتمبر اسقط الرائد " محمد ريز " مقاتلة عراقية طراز ميج-21 باستخدام الصاروخ AIM-54 ، ويعتقد ان صاروخ واحد من نفس الطراز اسقط مقاتلتين ميج-23 عراقية كانتا تحلقان في تشكيل مغلق ، وابرز توم كوبر ان هذا النوع من الصواريخ استخدم بشكل متقطع في بداية الحرب ، بسبب النقص الواضح في الضباط المؤهلين لاستخدام الاف-14 ، واستخدمت الصواريخ بشكل اكثر تواترا مع عامي 1981 و 1982 ، ثم واجه الايرانيين صعوبة اخري وهي نقص بطاريات الصواريخ الحرارية .
وجد الايرانيين انفسهم في موقف حرج واقترح البعض ان الاف-14 يمكن ان تعمل ببعض المكونات من الطائرة السوفيتية الحديثة " ميج-31 " ، ولكن ضباط وطياري القوات الجوية الايرانية رفضوا ان يسمح للسوفييت بالاقتراب حتي من الاف-14 او ان يحصلوا ايا من المعلومات حول تكنولوجيا الاف-14 او صواريخ AIM-54 ، وانتقل الايرانيين لحل اخر فبدأو بشكل مستتر مع الامريكيين والسوق السوداء في الحصول علي مايحتاجونه من صواريخ وقطع غيار ووصلوا بالصواريخ لاعلي معدل لها اثناء الحرب ، وحاول الايرانيين ايضا استخدام صواريخ " الهوك " الخاصة بالدفاع الجوي كصواريخ " جو-جو " .
مع اقتراب نهاية الحرب اصبح كلا من الطرفين غير قادر علي شراء مقاتلات او حتي قطع غيار جديدة واصبحت المعارك الجوية عملة نادرة ، فمثلا الاف-14 في عام 1984 كانت 40 مقاتلة وفي 1986 اصبحت 25 فقط ، كان معظمها يستخدم في اعتراض هجمات الميراج اف-1 العراقية ضد مصافي وحقول النفط الايرانية ، وعندما وضعت الحرب اوزارها كان الطيار جليل زاندي هو الطيار الايراني الاكثر اسقاطا للطائرات العراقية بالاف-14 ووصل رقمه الي 9 طائرات ، وله 3 انتصارت اخري محتمله ترفع رقمه الي 12 طائرة عراقية ، انتصاراته المؤكدة كانت ضد مقاتلتين ميج-23 ، قاذفتين سو-22 ، مقاتلة ميج-21 ، 3 ميراج اف-1 .
المواصفات الفنية للاف-14 :
الطاقم : 2 " طيار وضابط رادار " .
الطول : 19.1 متر .
التباعد بين الاجنحة :
مفتوحة : 19.55 متر .
مطوية : 11.58 متر .
الارتفاع : 4.88 متر .
الوزن فارغة : 19.838 كجم .
الوزن محمله : 27.700 كجم .
اقصي وزن عند الاقلاع : 33.720 كجم .
المحركات : محركين جنرال اليكتريك F-110 .
اقصي سرعة : 2.34 ماخ = 2485 كم/س .
ارتفاع التحليق : 50 الف قدم .
معدل التسلق : 229 متر في الثانية - 45 الف قدم في الدقيقة .
التسليح :
مدفع M61 فولكان عيار 20 مم يوفر 675 طلقة .
10 نقاط لتعليق الاسلحة تحمل من اسلحة القتال الجوي صواريخ الفيونكس AIM-54 والسوبارو والسايدوندر .
وتحمل قنابل JDAM و PAVEWAY و تحمل بودات تهدبف لانتيرن وبودات انذار مبكر وامكانية حمل خزاني وقود اضافيين .
* بلغ تقدير الامريكيين للابنة البارة من عائلة F مبلغا عظيما وصل لوضعها للعرض في 19 مكانا مختلفا في الولايات المتحدة وهذه بعض الصور لها الان :
مسيرة وتاريخ رائع لطائرة رائعة
اخيرا الموضوع منقول مع بعض التعديلات مني
وشكرا
وحلقت الاف-14 لاول مرة في 21 ديسمبر 1970 ، وفي سبتمبر 1974 تم نشرها لاول مرة علي متن حاملة الطائرات USS ENTERPRISE لتحل محل مقاتلات الفانتوم ، واعتبرت حينها مقاتلة السيادة الجوية الاولي للبحرية الامريكية ، وكذلك لمهام الاعتراض والاستطلاع الجوي ، وفي التسعينات اضاف لها الامريكيين بود تهديف LANTIRN والذي يتيح لها استهداف الاهداف الارضية وفي الليل بالاشعة تحت الحمراء لتقوم ايضا بمهام القصف الارضي ، وخرجت من الخدمة في البحرية الامريكية بعد مشوار كفاح طويل في الثاني والعشرين من سبتمبر من عام 2006 وحل محلها المقاتلات الشهيرة F-18 سوبر هورنيت ، وبحلول عام 2009 لم تعد الاف-14 في الخدمة في اي سلاح جوي حول العالم الا في ايران ، وكانت ايران قد حصلت عليها عام 1976 عندما كانت امريكا تتمتع بعلاقات حيوية مع الايرانيين في عصر الشاة .
تاريخ قتالي رائع :
في فيتنام :
في عقد السبعينات بدأ عمل الاف-14 سريعا ، ففي عام 1975 اجرت اولي عملياتها القتالية في حرب فيتنام في عملية FREQUENT WIND وهي عملية واسعة اجراها الجيش الامريكي واستمرت من 17 سبتمبر 1974 الي 20 مايو 1975 ، واشترك في المعارك سربان من الاف-14 ، وكانت تقوم بمهمة حماية القاذفات الامريكية ولكن لم يحدث ان تم اعترضها بأية مقاتلات فيتنامية ، وان تم ضربها بمدافع مضادة للطائرات احيانا .
ثم اصبحت الاف-14 المقاتلة المعترضة الرسمية للقاذفات السوفيتية التي تقترب من مجموعات حاملات الطائرات الامريكية ، وكان الاعتراض الاول لها مع TU-95 فوق المحيط الاطلنطي ، وفي عام 1980 اشتركت الاف-14 في مهام محاولات تحرير الرهائن الامريكيين في ايران .
في ليبيا :
ثم جاء ماحدث في ليبيا في الثمانينات حيث مدد الليبيين مياههم الاقليمية في خليج سدرا وكان ذلك يتعارض مع الوجود الامريكي الذي بدأ في صيف عام 1983 بعد اندلاع معارك الحرب " الليبية-التشادية " فوضع الامريكيين حاملة الطائرات " ايزنهاور " في خليج سدرا ، وحدثت بعض الاعتراضات الجوية بين الاف-14 والطائرات الليبية مثل الميج-23 وفي عهد رونالد ريجان زاد الامر تماما حتي وصل في صيف 1981 حيث ارسل اسطول بحري ضخم كان من ضمنه ثلاث حاملات للطائرات ، ورد الليبيين علي ذلك بتحليقهم فوق خليج سدرا لرصد النشاط الامريكي هناك ، وحدثت العديد من اللقاءات بين الطائرات ولكن لم يحدث اطلاق للنيران ، ولكن الموقف كان متوترا للغاية .
لم يستمر الوضع علي هذا المنوال كثيرا ، فبعد ايام قليلة وتحديدا في 18 اغسطس اعترضت مقاتلتين امريكتيين اف-14 مقاتلتين من سلاح الجو الليبي طراز سو-22 ، وبدأ احد الطياريين الليبيين باطلاق صاروخ "جو-جو" AA-2 ATOL علي مسافة تقدر بـ 300 متر ولكن الصاروخ لم يصب ايا من مقاتلتي الاف-14 بأي ضرر ، ثم اطلق الامريكين صواريخ AIM-9 سايدوندر ، اثناء محاولة الطياريين الليبيين الفرار ولكن الصواريخ اصابت اهدافها بالفعل وقفز الطياريين الليبيين من طائراتهم .
وبعد اقل من ساعة واثناء قيام الليبيين بعمليات البحث والانقاذ في محاولة للعثور علي الطياريين ، اقتحمت مقاتلتين ميج-25 كاملتي التسليح الخليج وحلقتا بسرعة 1.5 ماخ في اتجاة حاملات الطائرات وبدا من الواضح انهم سيستهدفون الحاملة " نيميتز " ، فأفلع علي الفور ثلاث مقاتلات اف-14 للتصدي للطائرات الليبية التي انسحبت دون قتال ، فبدأت الطائرات الامريكية في العودة الي الحاملات ، ولكن عاود الليبين الكرة قبل ان تهبط الثلاثة مقاتلات مما دفع الاف-14 للعودة لاعتراضهم ولكنهم هذه المرة عادو بالفعل الي قواعدهم وفي نفس الليلة غامر تشكيل ليبي جديد بالدخول في منطقة الحاملات الامريكية .
صورة للاف-14 علي متن الحاملة Saratoga في المعارك .
في الصومال :
في ابريل 1983 كانت مقاتلتين اف-14 تحلقان فوق ميناء " بربرة " في خليج عدن في طيران كان قد تم التنسيق له مسبقا ، وفتحت عليها الكتائب الصومالية النار حيث ظنوا خطأ انه هجوم اثيوبي ، ونتج عن ذلك اصابة احدي المقاتلتين .
في غرينادا :
في نهاية عام 1983 دخلت الاف-14 معركة جديدة في غرينادا ، واشترك ضد الامريكان في هذه الحرب غرينادا وكوبا ، وكانت احدي جولات الحرب الباردة ، فدخلت الولايات المتحدة هذه الجزيرة الصغيرة بعد اعدام رئيس الوزراء هناك لاجلاء المواطنين الامريكيين ، وبعض من الاطباء بعد سيطرة الشيوعيين علي الجزيرة واسقاط الحكومة الماركسية ، وكان دور الاف-14 رائعا حيث وفرت صور استطلاع ممتازة للوضع علي الارض ، وكان من افضل الاشياء التي قامت بها انها وفرت للامريكيين صورا كشفت نية كوبا دخول غرينادا لمناصرة القوات الشيوعية هناك والتي تربطهم علاقة قوية بهم .
صور لبعض الامريكيين الذين تم اخلاؤهم .
في لبنان :
وفي نوفمبر من نفس العام ابحرت حاملة الطائرات الامريكية " الاستقلال " لتحط رحالها في البحر الابيض لمعاونة " القوات متعددة الجنسيات في لبنان " التي كانت الحرب الاهلية تستعر فيها ، وفي الخامس من ديسمبر 1983 قامت مقاتلات الاف-14 بهجوم علي قواعد الدفاع الجوي السوري التي كانت في تلال شرق بيروت وذلك ردا علي اسقاط طائرة امريكية A-7 والتي قفز منها الطيار وانقذه قارب صيد ، بينما تمت اصابة طائرة اخري من نفس الطراز ولكن الطيار عاد بها والذيل تقريبا محروق بالكامل ، كما تم اسقاط طائرة اخري طراز A-6 وقتل احد طيارييها واسر الاخر وتم تحريره بعد فترة .
وفي احدي طلعات الاف-14 اشتبكت مع ثمانية مقاتلات ميج سورية فوق لبنان ، ونجح تشكيل الاف-14 في الاطباق علي طائرات الميج والتصويب عليها ببودات التهديف ، ولكن المقاتلات السورية قامت بمناورة SPLIT S وانسحبت الي سوريا .
صورة للمناورة .
وتشير المصادر الشرقية الي ان الدفاع الجوي السوري اسقط 9 مقاتلات اف-14 و A-6 وتنفي المصادر الغربية وقوع ذلك ، وعموما فقد سجلت حالة واحدة لسقوط الاف-14 في هذه المعارك في 9 ابريل 1983 علي السواحل اللبنانية .
حادثة اكيلي لاورو :
في السابع من اكتوبر لعام 1985 اختطفت السفينة الايطالية " اكيلي لاورو " وعلي متنها مائة راكب قبالة السواحل المصرية بواسطة مسلحين من " جبهة التحرير الفلسطينية " ، واخبر قائد المختطفين السلطات المصرية بالخبر عبر الراديو ، وامر قائد السفينة بالاتجاة الي ميناء " طراطوس " في سوريا ، وكان الهدف من العملية الافراج عن 50 سجين فلسطيني تحتجزهم اسرائيل .
رفضت سوريا ادخال السفينة الي مياهها الاقليمية من الاساس ، وقتل الخاطفين احد الركاب وفي اثناء عزمهم قتل الثاني وصلتهم رسالة عبر الراديو من قادة جبهة التحرير الفلسطينية تأمرهم بترك الركاب سالمين والعودة الي ميناء بورسعيد المصري ، ووفرت الحكومة المصرية الهرب لهولاء الخاطفين عبر طائرة بوينج-737 ، وكان الرد علي الطلب الامريكي بتسليمهم بأن الخاطفين غادروا مصر بالفعل .
كان ذلك فعلا ماحدث ولكن الامريكيين لم يتركوا الامر يمر مرور الكرام فقاموا بعمليات حسابية لاكتشاف في اي مكان قد تكون الطائرة الان واقلعت مقاتلات الاف-14 بصحبة طائرات E-2C للبحث عن الطائرة المصرية فوق البحر الابيض المتوسط ، وبعد اربعة اشتباهات خاطئة وجدت احدي مقاتلات الاف-14 الطائرة الصحيحة انها الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران والتي تحمل رقم 2843 وتحدث طيار طائرة E-2C مع الطيار المصري والذي فعل ماطلبه منه وهبط في قاعدة لحلف الناتو في جزيرة صقلية واخذ الخاطفين الي السجن
الاف-14 فوق ليبيا من جديد :
في الرابع والعشرين من مارس عام 1986 في خضم الاشتباكات التي حدثت بين امريكا وليبيا وقتها ، انطلق احد صواريخ سام-5 ضد مقاتلة طراز اف-14 ، ولكن الصاروخ اخطأ الهدف وسقط في مياة البحر ، وبعد ذلك بعدة ايام اعترضت الاف-14 المقاتلة الاحدث في سلاح الجو الليبي ، "الميج-25" ، استطاعت مقاتلات الاف-14 ان تضع المقاتلات الليبية في موضع القتل ولكن لم يصدر امر بتدميرها ، كانت تلك الحادثة مؤشرا علي ماحدث بعد ذلك بايام حين قصف طيران البحرية الامريكية ليبيا وطال القصف اهدافا مدنية ، واشتركت الاف-14 في تقديم الحماية الجوية للطائرات القاذفة.
الاف-14 وحرب الناقلات :
حرب الناقلات ، هي احدي مراحل حرب الخليج الاولي بين العراق وايران حيث بدأت الدولتين في استهداف ناقلات النفط التي تمر في الخليج العربي واستمرت بين عامي 1987 و 1989 ، مما دفع البحرية الامريكية الي نشر العديد من حاملات الطائرات في الخليج لحماية السفن الدولية، وفي العديد من المرات كانت المقاتلات الامريكية تعترض الطائرات الايرانية .
صورة لاحدي الناقلات التي تعرضت لهجوم .
وفي اغسطس من العام 1987 حاولت طائرة F-4 فانتوم ايرانية ان تسقط طائرة P-3 ORION ولكن اعترضتها احدي مقاتلات الاف-14 واطلقت صواريخ AIM-7 سبارو ولكن لم يتحقق اي قتل ، وفي الثامن عشر من ابريل عام 1988 انتقم الامريكيين من الحادثة التي تسبب فيها لغم ايراني مضاد للقطع البحرية عندما تتضررت الفرقاطة يو اس اس صامويل بي روبرتس ضررا بالغا عندما كانت تبحر في المياة الدولية كما تظهر هذه الصور ، وشاركت الاف-14 في حماية الهجوم الانتقامي الذي استهدف منشأتين للنفط في ايران :
صورة الفرقاطة .
صورة الفتحة التي احدثها اللغم في جسدها .
صورة الفرقاطة عند حملها للتصليح " ملحوظة : لاتزال في الخدمة بعد اصلاحها " .
الاف-14 " الالياذة الليبية " :
مرة اخري تحلق الاف-14 فوق ليبيا ، هذه المرة في الرابع من يناير 1989 ، حيث قامت مقاتلتين اف-14 تابعتين لحاملة الطائرات جون كينيدي بمهاجمة مقاتلتين ليبية طراز ميج-23 بصواريخ AIM-7 سبارو ، والتي لم تستطع اصابة الطائرات الليبية ، فأطلق الطياريين الامريكيين صواريخ اخري ، وفي هذه المرة سقطت مقاتلة بالفعل ، ولم ينتهي الاشتباك الا وكان الطياريين الليبين قد قفزوا من طائراتهم بالمظلات .
عاصفة الصحراء :
في الثاني من اغسطس عام 1990 قامت العراق بغزو الكويت ، وكانت حاملتي الطائرات " الاستقلال ، وايزنهاور " هما اول الحاملات وصولا للمساندة في العلميات ، وكانت الاف-14 احدي اقل الطائرات مشاركة في الحرب ، فلك ان تعلم عزيزي القارئ ان الاف-14 قامت بــ 4125 طلعة عمليات ، وكانت مهام الاف-14 مثلا في حماية الطائرات التي تقوم بمهاجمة الاهداف العراقية او ان تكون منصة دفاع جوي بعيد المدي عن القطع البحرية الامريكية من اي هجمة جوية عراقية ، كما قامت الاف-14 بمهام الاستطلاع والتصوير الجوي ايضا ، ومع ذلك ظل رقمها النهائي قليل .
وهذه صورة للاف-14 في الحرب .
صورة التقطتها الاف-14 لدشم في مطار احمد الجابر الصباح بعد هجوم نفذته قاذافات الاف-117 .
كما قلنا ان مشاركة الاف-14 في المعارك قليلة بالنسبة للطائرات الاخري ، فلم تكن تحمل الانظمة المتطورة المطلوبة في مثل هذه المعارك ، فلم تكن البحرية الامريكية تتوقع ان تجد حلفاء لها يقاتلون معها في بعض المعارك باستخدام السلاح الروسي ، ولم تكن الاف-14 محملة بانظمة التعارف ، لذا فأن الاف-14 لم تكن تستطيع ان تطلق النار حتي تأذن لها طائرات الاواكس E-3 ، وعلي العكس من ذلك تمتع طياري الاف-15 بأجهزة التعارف .
وفي 21 يناير 1991 سقطت مقاتلة F-14 وعلي الارجح كان ذلك بسبب صاروخ دفاع جوي عراقي طراز " سام-2 " ، كان علي متنها الملازم ديفون جونز ، وضابط الرادار الملازم لورانس سليد ، استعيد الملازم جونز ، بينما وقع رفيقه لورانس في الاسر واعتبر اسير حرب حتي الرابع من مارس 1991 حينما افرج عنه ، وهذه صورة له مع طياريين اخرين كانوا قد اسروا وتم اعادتهم .
بينما كانت حادثة القتل الوحيدة التي حققتها الاف-14 ضد طائرات عراقية في الحرب ضد مروحية مي-8 باستخدام صاروخ AIM-9 سايدوندر ، وتعتبر هذه الحرب بداية النهاية للاف-14 وزاد علي ذلك تخفيضات الميزانية ، كما خرجت من الخدمة فورا عشر طائرات لضعف امكانيات الهجوم ضد الاهداف الارضية ، وكانت رفيقتها في ذلك طائرات A-6 ، حيث اكتشفت البحرية الامريكية انها تعاني من نقص واضح في الطائرات التي تستطيع توجية ضربات ارضية لاهداف علي مسافات بعيدة ، وكان من الواضح انه ينبغي تحويل الاف-14 الي طائرة متعددة المهام ذات قدرة علي تنفيذ هذه المهام .
عملية القوة المتعمدة :
في شهري اغسطس وسبتمبر من العام 1995 بدأ حلف الناتو في تنفيذ عملية " القوة المتعمدة " بقصف البوسنة والهرسك ، ودفع الامريكيين بحاملة الطائرات "روزفلت " ، وعلي متنها كانت الاف-14 التي اشتركت في المعارك ، وقامت بضرب العديد من الاهداف باستخدام القنابل الموجهه بالليزر ، وكان من ضمن الاهداف مستودع ذخيرة هاجمته الاف-14 في الخامس من سبتمبر ، ولكن حقيقة الاف-14 لم تكن لتتم هذا الهجوم بمفردها فان اضاءة الهدف وتحديده قامت بها مقاتلات الاف-18 لعدم قدرة الاف-14 علي حمل بود التهديف LANTIRN ، وخلال هذه الحرب قامت الاف-14 بــ 530 طلعة في خلال 600 ساعة .
صورة للبود الخاص بالتهديف .
عملية ثعلب الصحراء :
مع فشل الجهود الرامية للتعاون العراقي مع مفتشين هيئة الامم المتحدة بدأت في 16 ديسمبر 1998 عملية " ثعلب الصحراء " ، ومن ضمن 33 طائرة قامت بعمليات هجومية في اليوم الاول كانت الاف-14 متواجدة ، وفي خلال هذه العملية قامت طائرات الاف-14 بالقاء 50.373 كجم من المتفجرات خلال 16 عملية هجومية من 38 طلعة اجرتها الاف-14 ، وفي خلال هذه العملية ايضا كانت الاف-14 اول من استخدم القنابل الاحدث وقتها gbu-24 paveway والتي تعتمد علي التوجيه بالليزر في معركة فعلية ، ولاول مرة تنفذ الاف-14 ذلك باستقلالية بعد ان حملت بودات التهديف " لانتيرن " ، ومع نهاية العمليات في 19 ديسمبر من نفس الشهر ، اشتركت f-14 من طراز D في المعارك لاول مرة .
صورة لاربعة طياريين من النساء حلقوا علي متن الاف-14 في هذه العمليات بعد سماح الجيش الامريكي للسيدات بقيادة المقاتلات في عام 1995 .
وفي الفترة المتبقية من عام 1998 و 1999 قامت الاف-14 بتسعة عشر هجوما ، اسقطت خلالها 20 قنبلة من الانواع التي تعمل بتوجية الليزر ، بنسبة نجاح 64% ، وقامت بحماية 11 هجوم ، وحلقت عموما في 70 مهمة منها مهام استطلاع صورت خلالها اكثر من 580 موقع في اكثر من 615 ساعة عمليات ، حدث خلالها اشتباك جوي في الخامس من يناير 1999 بين مقاتلتين اف-14 مع مقاتلتين عراقيتيين من طراز ميج-25 ولاول مرة اطلقت صواريخ Phoenix بواسطة البحرية الامريكية ، ولكن الطائرتين العراقيتيين استدراتا وعادت الي الشمال وفشلت الصواريخ في اسقاط المقاتلات العراقية .
كما تكرر الامر في 9 سبتمبر 1999 حينما اطلقت مقاتلة اف-14 صاروخ Phoenix ضد مقاتلة ميج-23 عراقية مما ادي لاصابة الطائرة العراقية ، وظلت الاف-14 تحلق في دوريات دائمة فوق العراق حتي عام 2003 تنفيذا للحظر الجوي هناك .
عملية القوات المتحالفة :
اشتركت الاف-14 في الحملة الجوية لحلف الناتو ضد العمليات الصربية في كوسوفو ، بين التاسع من ابريل والتاسع من يونية عام 1999 ، اسقطت خلالها الاف-14 350 قنبلة موجهه بالليزر ، كما قامت كالعادة بدور المراقبة الجوية ، وكان للاف-14 كلمة النهاية في الطلعات الجوية حينما ضربت موقع صواريخ سام-9 اتضح فيما بعد انه كان موقع هيكلي داخل حدود كوسوفو .
صورة لطائرات الاف-14 قبل الاقلاع من علي متن حاملة الطائرات تيودور روزفلت لتنفيذ احدي المهام فوق كوسوفو .
عملية الحرية الدائمة :
تعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الحدث الذي زلزل العالم واصبحت العامل الاول في التأثير علي الاحداث العالمية من بعد وقوعها ، وكان رد الفعل الامريكي الاول الحرب علي تنظيم القاعدة التي اتهمته بتدمير الهجمات والذي يتخذ من افغناستان احدي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق مقرا له ويحكمها ، وكان للاف-14 دورها كالعادة حيث اشترك مالايقل عن ثماني اسراب ، قامت بتنفيذ مهام طويلة المدي بالطيران من المحيط الهندي وصولا لتنفيذ هجمات فوق افغناستان ، كما اضطلعت بمهام الاستطلاع وتوفير الدعم الارضي واشترك في عملية " افعي الاناكندا " والتي بدأت في الاول من مارس 2002 حتي الان ، وقامت الاف-14 اثناء المعارك مايقدر بــ 605,000 كجم من المتفجرات ، وكما عودتنا الاف-14 دائما فانها لها في كل حرب شئ فريد تقوم به فقامت ولاول مرة باستخدام قنابل من نوع JDAM ، لم تكن المرة الاولي التي تستعملها طائرات البحرية ولكنها المرة الاولي للاف-14 تحديدا .
الاف-14 فوق افغناستان .
وخلال الحرب برز اداء رائع لاسراب الاف-14 فمثلا السرب VF-213 قام بأكثر من 500 طلعة عمليات في 2600 ساعة طيران وبلغ مجموع ما أسقطه من ذخائر 197,000 كجم = 452 قنبلة ، واتم كل ذلك في عشرة اسابيع فقط ، اما سرب الاسود السوداء Black Lions فكان بمناسبة احد ابطال الحرب بالقائه اول قنبلة في العمليات، وهناك السرب VF-102 الذي اسقط 680 قنبلة تساوي 190,000 كجم في اكثر من 5000 ساعة طيران ، كما قامت الاف-14 بتسجيل نجاح جديد يضاف الي سجلها الرائع عندما قام السرب VF-41 بالقاء 202 قنبلة ذات توجية بالليزر حقق خلالها نسبة نجاح في اصابة الاهداف وصلت الي 82% والتي لم تحققها البحرية الامريكية من قبل .
غزو العراق :
اشتركت خمسة اسراب من طائرات الاف-14 في غزو العراق عام 2003 ، حلقت خلالها في 2547 طلعة عمليات اسقطت خلالها 1452 قنبلة مختلفة الانواع بين GBU, JDAM, MK-82 ، وخسر الامريكيين طائرة واحدة اثناء الحرب بسبب عطل فني في المحرك .
طائرة اف-14 بعد عودتها من مهمة قصف للمواقع العراقية وهبوط سئ جدا من قائدها .
وقادت الاف-14 الطائرات الامريكية في الهجوم علي بغداد وضربت العديد من الاهداف مثل وزارة الاعلام العراقية ومهاجمة مدينة سلمان باك التي كان الامريكيين يدعون انها المركز الرئيسي لاسلحة صدام حسين - رحمه الله- الكيماوية والبيولوجية ومرافق الاذاعة العراقية باستخدام قنابل JDAM .
كما ان احدي طائرات الاف-14 اسقطت 4 قنابل Mark 82 علي يخت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين " المنصور " ، كما قامت الاف-14 بعمليات دعم ارضي بخلاف التحكم والقيادة لبقية الطائرات ، كما قامت احدي طائرات الاف-14 بخطأ فادح اثناء المعارك حيث هاجمت قافلة من القوات الخاصة الامريكية علي اعتبار انها قوات عراقية في احدي حالات الاصابة بالنيران الصديقة التي كانت منتشرة بشدة وقتها .
اليخت " المنصور " .
وكان غزو العراق اخر حلقات مسلسل عطاء الاف-14 فبعد هذا التاريخ الطويل والحافل ان لها ان تستريح اخيرا ، وفي سنواتها الثلاثة الاخيرة ظلت الاف-14 علي متن حاملات الطائرات في الخليج العربي لتقديم الدعم للقوات الامريكية في العراق حتي عام 2006 حينما خرجت الاف-14 من الخدمة لتضع كلمة النهاية لاحدي ابرز طائرات العائلة F .
العائلة اف ترسل احدي ابرز ابنائها لخدمة ايران :
الاف-14 في ايران :
الحقيقة انه لايوجد اي معلومات حول اي معارك خاضتها الاف-14 الايرانية في السبعينات ولايوجد لها في هذه الفترة اي نشاط ملحوظ للاف-14 الا دورها في اعتراض الطائرات السوفيتية التي كانت تخترق المجال الجوي لايران ، ففي اكتوبر من عام 1978 اعترضت مقاتلتين اف-14 ايرانية مقاتلة سوفيتية من طراز ميج-25 والتي حلقت علي ارتفاع مرتفع بسرعة عالية فوق بحر قزوين ، واجبرت المقاتلتين الايرانيتين المقاتلة السوفيتية علي العودة وتعد هذه الحادثة احد ابرز الحوادث التي جعلت السوفييت يكفون عن الطيران في الاجواء الايرانية .
حدث بعد ذلك تغير تاريخي في تاريخ ايران والمنطقة بالكامل حيث اندلعت الثورة الاسلامية ونجحت في انهاء حكم الشاة المتجذر منذ سنوات وسنين ، وغيرت الكثير في الداخل الايراني وطالت تلك التغييرات سلاح الجو الايراني حيث حدث في صفوف الطياريين ماسمته الثورة " التطهير " ووصل الامر لاعدام اعداد منهم ، اعداد اخري قادتهم اقدارهم الي غياهب السجون ، والبعض الاخر تم نفيه ، سعيد الحظ اجبر علي التقاعد مبكرا .
ومع اندلاع الحرب مع العراق اصبحت الاف-14 اهم مقاتلات الايرانيين وفي السابع من سبتمبر 1980 حققت اول قتل لها ، وعلي الرغم من ذلك فأنه لايوجد مصادر تتحدث بشكل مفصل عن الاف-14 في هذه الحرب ، المصادر الغربية تري ان الاف-14 قد انخفض تأثيرها بسبب ما اثير حول عمليات تخريب للمقاتلة من قبل الامريكيين او الايرانيين الموالين للشاة ، حيث كان معظم طياري الاف-14 وفنيينها قد تلقوا تدريباتهم في الولايات المتحدة ، ولكن مع اندلاع الحرب مع العراق افرج عن عدد من طياري وفنيين الاف-14 للاستفادة منها .
واشارت التقديرات الامريكية الي ان ايران تستطيع ان تحتفظ بالاف-14 باعداد تتراوح بين 15 : 20 مقاتلة وذلك عبر استخدام بقية مقاتلات الاف-14 كقطع غيار ، ولكن الايرانيين استطاعوا ان يحافظوا علي 25 مقاتلة حلقوا فوق طهران في 11 فبراير 1985 وعلي الرغم من حظر قطع الغيار الامريكية ، فلقد حصل الايرانيين علي اسلحة وقطع غيار اسلحة امريكية في فضيحة " ايران-كونترا " والتي اظهرت ان اسرائيل وامريكا تعاونتا علي امداد ايران بالاسلحة .
يشير موقع " جلوبال سيكيورتي " الشهير الي ان الايرانيين استخدموا الاف-14 لتقوم بدور طائرات " الاواكس " لرصد طائرات الميراج اف-1 العراقية والتي استخدمها الطياريين العراقيين بمهارة للتحليق علي ارتفاعات شديدة الانخفاض ، وبهذه الطريقة استطاع العراقيين اسقاط عدد من مقاتلات الاف-14 ، ويشير الموقع ايضا الي ان عدد طائرات الاف-14 في عام 2000 لاتزيد عن 20 مقاتلة ، واشار فيما بعد الي انه في وقتنا الحالي لاتزيد عدد الطائرات التي تستطيع الاقلاع عن سبعة مقاتلات .
كما اتضح ان الاف-14 لم تقم فقط بدور طائرات الاواكس ولكنها عند الحاجة اليها كانت تلبي ذلك وتقوم بعمليات في عمق العراق بمرافقة القاذفات الايرانية الاخري التي كانت تقوم بقصف اهداف عراقية ، وفي بعض الاحيان كانت الاف-14 تكتفي باستخدام صواريخها ذات الامدية الطويلة مثل AIM-7 . AIN-54 دون الحاجة للخروج من المجال الجوي الايراني ، وقد رصدت طائرة اواكس امريكية اسقاط مقاتلة اف-14 لقاذفة عراقية ثقيلة من طراز تي يو-22 ، وفي نفس المعركة سقطت مقاتلة اف-14 .
المصادر الغربية تشير الي انه طوال الحرب اسقطت الاف-14 الايرانية اربعة طائرات عراقية وسقط منها خمس طائرات بينما تشير المصادر الايرانية ان الاف-14 حققت بين 35 : 45 قتل وخسرت 12 مقاتلة معظمها بسبب عيوب في المحرك ، وكان الايرانيين في بداية الحرب قد استخدموا صواريخ الفيونكس بكثرة في بداية الحرب حتي نفذت فاضطروا لاستخدام صواريخ السايدوندر والسبارو .
وفي عام 2004 نشر الكاتب العسكري الامريكي الاشهر " توم كوبر " والذي اعتمد فيه بشكل رئيسي علي لقاءات مع الطياريين الايرانيين الذين حلقوا علي متن الاف-14 واحتوي هذا الكتاب علي الكثير من المعلومات التي تخالف التقارير السابقة ، خصوصا الرقم الهائل الذي قال توم كوبر ان الاف-14 حققته ، فقد ذكر انها اسقطت 1594 طائرة عراقية ، منها 4 مقاتلات عراقية في اشتباك واحد باستخدام صواريخ AIM-54 .
ويروي الكتاب انه في العام 1980 حيث اصبح شبح الحرب مع العراق قاب قوسين او ادني من ان يصبح واقعا وجد ان الاف-14 والتي كانت ايران تمتلك منها 77 مقاتلة وجدت انها في حالة لاتجعلها قادرة علي القيام باي مهام ، او ان رادراتها لاتعمل ، وهو ماجعل طياري الاف-14 يعملون كملاحين في القواعد الارضية ، وعلي الرغم من ذلك فمع مرور ايام قليلة علي اندلاع المعارك اشتركت الاف-14 في العمليات .
ويؤكد الكتاب المعلومة السابقة الذكر بأن اول قتل مؤكد حققته الاف-14 كان في السابع من سبتمبر 1980 ضد مروحية عراقية طراز مي-25 باستخدام مدفعها الرشاش عيار 20 مم طراز فولكان ، وعقب ذلك بستة ايام وبالتحديد في الثالث عشر من سبتمبر اسقط الرائد " محمد ريز " مقاتلة عراقية طراز ميج-21 باستخدام الصاروخ AIM-54 ، ويعتقد ان صاروخ واحد من نفس الطراز اسقط مقاتلتين ميج-23 عراقية كانتا تحلقان في تشكيل مغلق ، وابرز توم كوبر ان هذا النوع من الصواريخ استخدم بشكل متقطع في بداية الحرب ، بسبب النقص الواضح في الضباط المؤهلين لاستخدام الاف-14 ، واستخدمت الصواريخ بشكل اكثر تواترا مع عامي 1981 و 1982 ، ثم واجه الايرانيين صعوبة اخري وهي نقص بطاريات الصواريخ الحرارية .
وجد الايرانيين انفسهم في موقف حرج واقترح البعض ان الاف-14 يمكن ان تعمل ببعض المكونات من الطائرة السوفيتية الحديثة " ميج-31 " ، ولكن ضباط وطياري القوات الجوية الايرانية رفضوا ان يسمح للسوفييت بالاقتراب حتي من الاف-14 او ان يحصلوا ايا من المعلومات حول تكنولوجيا الاف-14 او صواريخ AIM-54 ، وانتقل الايرانيين لحل اخر فبدأو بشكل مستتر مع الامريكيين والسوق السوداء في الحصول علي مايحتاجونه من صواريخ وقطع غيار ووصلوا بالصواريخ لاعلي معدل لها اثناء الحرب ، وحاول الايرانيين ايضا استخدام صواريخ " الهوك " الخاصة بالدفاع الجوي كصواريخ " جو-جو " .
مع اقتراب نهاية الحرب اصبح كلا من الطرفين غير قادر علي شراء مقاتلات او حتي قطع غيار جديدة واصبحت المعارك الجوية عملة نادرة ، فمثلا الاف-14 في عام 1984 كانت 40 مقاتلة وفي 1986 اصبحت 25 فقط ، كان معظمها يستخدم في اعتراض هجمات الميراج اف-1 العراقية ضد مصافي وحقول النفط الايرانية ، وعندما وضعت الحرب اوزارها كان الطيار جليل زاندي هو الطيار الايراني الاكثر اسقاطا للطائرات العراقية بالاف-14 ووصل رقمه الي 9 طائرات ، وله 3 انتصارت اخري محتمله ترفع رقمه الي 12 طائرة عراقية ، انتصاراته المؤكدة كانت ضد مقاتلتين ميج-23 ، قاذفتين سو-22 ، مقاتلة ميج-21 ، 3 ميراج اف-1 .
المواصفات الفنية للاف-14 :
الطاقم : 2 " طيار وضابط رادار " .
الطول : 19.1 متر .
التباعد بين الاجنحة :
مفتوحة : 19.55 متر .
مطوية : 11.58 متر .
الارتفاع : 4.88 متر .
الوزن فارغة : 19.838 كجم .
الوزن محمله : 27.700 كجم .
اقصي وزن عند الاقلاع : 33.720 كجم .
المحركات : محركين جنرال اليكتريك F-110 .
اقصي سرعة : 2.34 ماخ = 2485 كم/س .
ارتفاع التحليق : 50 الف قدم .
معدل التسلق : 229 متر في الثانية - 45 الف قدم في الدقيقة .
التسليح :
مدفع M61 فولكان عيار 20 مم يوفر 675 طلقة .
10 نقاط لتعليق الاسلحة تحمل من اسلحة القتال الجوي صواريخ الفيونكس AIM-54 والسوبارو والسايدوندر .
وتحمل قنابل JDAM و PAVEWAY و تحمل بودات تهدبف لانتيرن وبودات انذار مبكر وامكانية حمل خزاني وقود اضافيين .
* بلغ تقدير الامريكيين للابنة البارة من عائلة F مبلغا عظيما وصل لوضعها للعرض في 19 مكانا مختلفا في الولايات المتحدة وهذه بعض الصور لها الان :
مسيرة وتاريخ رائع لطائرة رائعة
اخيرا الموضوع منقول مع بعض التعديلات مني
وشكرا
تعليق