تويت
تحقيق صحفي نشرته جريدة الشرق السعودية لجهود حرس الحدود في منطقة عسير والتضحيات الكبيرة التي يقدمونها ,,, التقرير 3 صفحات وسنستعرضه بالتفصيل ,,
-
-
رد: مع حرس الحدود السعودية
صامدون في وجه الرصاص
أبها – الحسن آل سيد
بطولات يسطِّرها رجال حرس الحدود البرية الذين لا يخشون العواقب.
83 كيلومتراً من الطبيعة الوعرة لم تثن الرجال عن إحباط حيل المهربين.
كاميرات حرارية ودوريات ليلية ونهارية وخطوط مواجهة أمامية وخلفية.
تقنيات متطورة لكشف ومحاصرة المهربين.. وتأهيل عالٍ وتنسيق مستمر.
مواجهات ضارية.. يخوضها رجال حرس الحدود في قطاع ظهران الجنوب البري.. على امتداد 83.4 كيلومتر .. فرضتها عليهم تضاريس وعرة .. وأجواء شديدة البرودة.. لا يفكرون كثيراً حين يجودون بأرواحهم .. يستقبلون الرصاص بصدور لا تعرف الخوف. هناك.. يتحول الليل إلى معارك مستمرة، يسقط فيها من يسقط، أما من يبق واقفاً على قدميه، فإنه يتوقع في كل لحظة مفاجأة غير سارة، لكن .. يبقى عشق الوطن في تلك القلوب حيًا. «الشرق» عايشت معهم لحظات صعبة على امتداد الشريط الحدودي، حملت معاني لا يفك شفرتها إلا من يدرك معنى الوطن.
على خط المواجهة
بدأنا جولتنا بزيارة لقائد القطاع العميد سعيد محمد المهجري الذي رحب بنا وكلف الملازم الأول عبدالله محمد آل مشيط بمرافقتنا على الحدود وتسهيل مهمتنا. وكإجراء وقائي لابد منه، كان علينا أن نضع السترة الواقية والخوذة تحسبا لما قد نواجه من مخاطر، فنحن الآن على خط المواجهة مباشرة. مضينا في طريقنا، عبر دروب بعضها معبَّد وأخرى ترابية، ومررنا بنقاط متعددة يرابط فيها الجنود الذين كانوا يستقبلوننا بابتسامة هادئة قبل أن يسمحوا لنا بالمرور. مواقعهم خلايا نحل، ينتشرون في كل مكان. وصلنا إلى رأس الحد الجنوبي مع جمهورية اليمن الشقيق. أبراج المراقبة تنتشر فوق قمم جبلية تنخفص فيها الحرارة إلى الصفر. يقظة الجنود في أشدها، بعضهم يتابع بالعين المجردة وآخرون بالمنظار وغيرهم يستخدمون كاميرات حرارية متحركة في الرصد والمتابعة.
حالة من الدفء
في مركز «الحضار»، استقبلنا الضباط والأفراد بترحاب، وأصروا على ضيافتنا بالقهوة العربية والتمر. سرت حالة من الدفء في العروق بدت على محياهم تطارد الصقيع. أحدهم تولى واجب الضيافة، وآخر بقي يراقب النار وثالث يوزع المهام القادمة، ورابع يمازح زملاءه. كانوا أسرة واحدة . وبتلقائية شديدة أزالوا دهشتي حين قلت لهم، أنتم معرضون للموت في أي لحظة ورغم ذلك أراكم تضحكون وتمزحون، فقالوا نحن نطلب الشهادة في سبيل الله والذود عن حدود الوطن. وقبل حلول الظلام استدعى قائد المركز الأفراد، ووزع عليهم المهام، ثم توجه الجميع إلى مقراتهم وجهزوا أنفسهم، وحملوا أسلحتهم وعتادهم وكاميراتهم المتحركة وتحركوا إلى مواقعهم التي تم تحديدها. ودعناهم متوجهين إلى مركز آخر.
مشروع عملاق
في الطريق مررنا بمشروع قص وتهذيب الجبال، وسرنا فوق طرق ترابية ممهدة، وصولاً إلى مشروع السفلتة العملاق لربط الحدود، الذي تنفذه مجموعة بن لادن السعودية. وحين وصلنا إلى مركز «الربوعة» كان الليل قد داهمنا، وهناك كان قائد القطاع يسلم عدداً من الضباط والأفراد مكافآت نظير جهودهم في إحباط عدد من العمليات.كمائن وكاميرات حرارية
صلينا المغرب والعشاء ثم توجهنا إلى مواقع الكمائن والكاميرات الحرارية بصحبة القائد. وبدأت أشعر بالبرد رغم ارتدائي معطفا ثقيلا. توجهنا إلى أحد الكمائن حيث لا تكاد ترى يدك من شدة الظلام. وكان رجال حرس الحدود البواسل في انتظارنا، متحصنين بسواتر من الصخور على رأس الحد في انتظار أي محاولة تهريب أو تسلل. وهناك شراك وقنابل ضوئية زرعت على امتداد 150 متراً، تنفجر عند مجرد الاحتكاك بأسلاكها لتولد قدراً هائلاً من الضوء تستطيع من خلاله استكشاف الموقع، وتستمر لنحو 4 دقائق. وفي مقر الكاميرات الحرارية كان رجال الحرس ينتقلون من مكان لآخر مستخدمين كاميرات ثابتة ومتحركة يتحكم في حركتها أفراد مؤهلون يتم من خلالها رصد أي تحركات وكأنك في وضح النهار.
ابتكار يحتاج إلى رعاية
ويبدو أن الطبيعة الوعرة أجبرت الرجال على ابتكار أساليبهم المثلى للرقابة. ومن ذلك ابتكار قائد مركز الربوعة رئيس رقباء عبدالرزاق الغامدي لما يعرف بالدائرة الضوئية ووفقاً لما فهمنا منه، يتم تطويق منطقة معينة عبر أسلاك يتم توصيلها بأضواء تزرع في مناطق عديدة، وبمجرد ملامستها تنير المنطقة المعينة بالأضواء مع انطلاق جرس إنذار لتحاصر المتسللين والمهربين ومن ثم يتم رصدهم والسيطرة عليهم عن بعد. الفكرة التي لقيت نجاحاً كبيراً، قال الغامدي عنها إنها تتم إلى الآن بمواد بسيطة وجهود ذاتية، لكنها على حد قوله تحتاج إلى دعم لتطبيقها على نطاق واسع. وانتهت جولة اليوم الأول عند انتصاف الليل. ومع إشراقة اليوم الثاني، رافقنا قائد القطاع في الجولة التي شملت عدداً من المواقع، وخلالها تم رصد عدد من المتسللين وضبطهم، ووقفنا على طريقة التعامل معهم كما شاهدنا الكمائن التى يتم نصبها مع حلول الظلام للقبض على المتسللين والمهربين. وقادنا العميد المهجري عبر مختلف النقاط والمراكز وحتى منتصف الليل، عدنا بعدها للمبيت والراحة على أن يتم استكمال الجولة في اليوم التالي.
في غرفة العمليات
وفي اليوم الثالث كنا على موعد مع زيارة لقيادة حرس الحدود بقطاع ظهران الجنوب رافقنا خلالها قائد القطاع، حيث اطلعنا على جهود العاملين بغرفة العمليات ومسارات الإشارات والبلاغات والرصد الآلي للمركبات ومواقعها الثابتة والمتحركة، واطلعنا على خرائط جوية للمنطقة الحدودية وطريقة تغطية كافة المناطق الحدودية والشريط الحدودي. وزرنا قسم الشؤون القانونية واطلعنا على إجراءات التعامل مع المتسللين وترحيلهم وكيفية التعامل مع المضبوطات وإتلافها. العميد المهجري استقبلنا في ختام جولتنا، وكان لنا معه حديث مطول عن قدرات وتضحيات حرس الحدود في ظهران الجنوب.
-
رد: مع حرس الحدود السعودية
اكثر قطاع يتعرض للمخاطر اليومية هم
تعليق
-
رد: مع حرس الحدود السعودية
ظهران الجنوب.. حدود بلا تجاوزات
تبدو الحياة على الحدود غنية بشتى أنواع المخاطر، لكنها تهون في عيون رجال حرس الحدود، حين يتذكرون أنهم على ثغر من الثغور، وأن أي تهاون، يمكن أن يسفر عن كارثة لهذا المجتمع. لذلك، يتحسبون جيداً لمواقعهم ولا تزول أقدامهم منها مهما كلفهم الأمر. وبالأمس، نشرنا جانباً من حياة رجال حرس الحدود في قطاع ظهران الجنوب البري، واليوم نستأنف جانباً معلوماتياً من خلال لقائنا قائد القطاع العميد سعيد محمد المهجري، ليكشف لنا عن بعض التفاصيل التي تتعلق بجهود وتضحيات رجال حرس الحدود.
44 مركزاً ونقطة مراقبة
يقول العميد المهجري، يغطي قطاع ظهران الجنوب البري شريطاً حدودياً يمتد بطول 83.4 كم وتنتشر على امتداده 9 مراكز تتبعها 35 نقطة مراقبة بالإضافة إلى نقاط التفتيش الخلفية على مشارف تهامة فضلاً عن وحدة الأمن والمساندة وفصيل الأمن والاستخبارات التي تنطلق منها دوريات خلفية لمساندة الخطوط الأمامية ما يحقق في مجمله سيطرة أمنية جيدة على امتداد الشريط الحدودي. وقال إن الرقابة مستمرة على مدار اليوم. مبيناً أن الرقابة النهارية تتم عبر نقاط ثابتة ودوريات متحركة «سيارات» ودوريات استطلاع «على الأقدام» بما يناسب وعورة المنطقة. أما الرقابة الليلية فتعتمد على الكمائن والأنظمة الحرارية والمشاعل الضوئية والشراك الخداعية بالإضافة إلى الدوريات المتحركة.ليلنا.. معركة!
وأضاف قائلاً لا أبالغ إن قلت إن ليلنا أشبه بمعركة مستمرة نخوضها مع أعداء الوطن ممن يسعون إلى إدخال الممنوعات والتسلل عبر الشريط الحدودي، مبيناً أن الثمن فادح، حيث استشهد وأصيب عديد من رجالنا على مدى السنوات الأربع الأخيرة، بلغ عددهم ثلاثة شهداء بينهم ضابطان، و70 مصاباً من الضباط والأفراد. وأوضح أن الإصابات تحدث لدى الاشتباك مع المهربين أو في المطاردات، وأحياناً تنتج عن لدغات الزواحف، لكن ولله الحمد أغلب المواجهات تنتهي بالسيطرة على الموقف من قبل منسوبينا ودحر كل شخص يحاول المساس بأمن الوطن.
15 نظاماً للمراقبة
واعتبر العميد المهجري قطاع ظهران الجنوب البري من قطاعات المواجهة الساخنة، ويشهد وقائع يومية تتمثل في إحباط أعمال تهريب وتسلل، خاصة في الليل، إلا أنه كشف عن قفزة نوعية في أداء حرس الحدود في السنوات الأخيرة حيث استفاد من تقنيات أنظمة المراقبة الإلكترونية والحرارية والبالغ عددها 15 نظاماً، ساهمت في رفع معدل السيطرة إلى الأفضل بالإضافة إلى النواطير الليلية وتطوير الأسلحة التي بأيدي منسوبينا وتأهيلهم الجيد.
أسلحة ومخدرات متنوعة
وتتنوع مضبوطات حرس الحدود في هذا القطاع بين أسلحة ومتفجرات ومخدرات بجميع أنواعها إضافة إلى متسللين ومخالفين لنظام أمن الحدود، كان آخرها ضبط خمسين مسدساً قبل يومين في مركز الربوعة وتمت إثر تبادل لإطلاق النار بين الدوريات والمهربين لاذ بعدها المهربون بالفرار من حيث أتوا بعد أن ألقوا بالمهربات التي كانت بحوزتهم. وقال إن التهريب مشياً على الأقدام من أصعب وسائل التهريب التي نواجهها، ينتقل بعدها المهربون إلى استخدام السيارات في المناطق الداخلية من ظهران الجنوب.
تحديات الوعورة
وتستطيع أن ترى المهربين بالعين المجردة، لكن وعورة المنطقة قد تحول في بعض الأحيان دون القبض عليهم، لذلك تتولى الخطوط الخلفية تعقبهم والقبض عليهم. وبين أن وجود قرى على الشريط الحدودي يساعد المهربين على تمرير مهرباتهم، مبيناً أن هناك لجاناً تسعى إلى إخلاء حرم الحدود من القرى وهي في طور التنفيذ بعد صدور أمر سامٍ كريم.
عرض وطلب
وأرجع قائد القطاع، ارتفاع تهريب المخدرات وانحسار تهريب السلاح إلى ما أسماه بالعرض والطلب، مبيناً أن معدل محاولات تهريب المخدرات «خاصة الحشيش» كان مرتفعاً في القطاع خلال فترة مضت، لكنه تراجع في السنتين الأخيرتين نتيجة لعمل تكاملي، لتنشط في المقابل عمليات تهريب الأسلحة. ولفت إلى مجموعة من الإجراءات المشددة بدأ تطبيقها في القطاع من أعمال قص وتهذيب للجبال وتطوير لخطط الدوريات والمعلومات الاستخبارتية ما جعل مهربي المخدرات يعيدون حسابات تفكيرهم أكثر من مرة لدى محاولة الدخول في حدود مسؤولية قطاعنا. وهو أمر تؤكده المؤشرات والمعطيات المتاحة لدينا.
ألاعيب المهربين وحيلهم
وقال نحن نعمل في ظل إمكانيات وظروف معينة، وأي عمل لا يمكن أن يصل إلى الكمال، لكني أطمئن الجميع أن حدودنا بعد توفيق الله بأيدي رجال مخلصين أوفياء يبذلون أغلى ما يملكون في سبيل حماية حدود بلادنا الغالية. وكشف عن حيل مبتكرة من المهربين والمتسللين تتمثل في استخدام العنصر النسائي أو التنكر على هيئة نساء وإيجاد مخابئ في السيارات غير ملاحظة. وبعضهم يستخدم أحذية أسفنجية لا توضح الأثر، بل يضع بعضهم الحذاء بشكل مقلوب بحيث يوهمك أنه خارج لكنه داخل. ولذلك يرى أن التقنية لا يمكن أن تغني عن العنصر البشري، ما يستلزم رفع مؤهلات وقدرات العنصر البشري باستمرار. وقال إن أبسط مثال على ذلك، الأنظمة الحرارية التي تتأثر، رغم جودتها، بالعوامل الجوية كالغبار والضباب والمطر ولكن هناك خططاً بديلة تعتمد في هذه الحالة على العنصر البشري الذي يعد الحلقة الأقوى في أي عمل.
حدود بلا تجاوزات
وبين العميد المهجري أن حرس الحدود سيشهد خلال السنوات الأربع المقبلة نقلة نوعية تكرس مفهوم «حدود بلا تجاوزات»، وذلك من خلال عدة مشاريع من أهمها مشروع البنى التحتية الذي يتمثل في إيجاد طرق وأسلاك شائكة ملحومة وشبك ملفوف، إضافة إلى مشروع أنظمة المراقبة الإلكترونية المتكاملة، ويخدم ذلك منظومة متكاملة من المنشآت بدأ العمل في تنفيذها ستضم عدداً من المراكز وإسكانا لعموم منسوبي القطاع، إضافة إلى إنشاء مقر جديد شمال محافظة ظهران الجنوب. أما مشروع قص وتهذيب الجبال فسوف يطوّع العوائق الطبيعية التي يستفيد منها المهربون بما يخدم رجال حرس الحدود. وسيتم ضمن المشروع إنشاء جسور بارتفاع 4 أمتار و5 أمتار و10 أمتار، وتمكنا من قص الجبال في حدود مركز الصحن ومن خلال هذا العمل استطعنا خفض نسبة التهريب إلى أكثر من 90% بل أصبحت شبه نادرة وفي مركز الربوعة قمنا بقص أجزاءً كبيرة من الجبال والعمل جارٍ في مركز «المسيال» ويعتمد ذلك على الجهود الذاتية من خلال معدات حرس الحدود بالإضافة إلى الاستعانة ببعض المعدات المستأجرة وقد واجهتنا مشكلة مصبات الأودية وتم ربطها بصبات خرسانية بارتفاع 5 أمتار على هيئة سدود وهو ما كان له في مجمله مردود طيب على أمن الحدود.
قصة تضحية
العريف محمد يحيى فايع القحطاني حكى لنا عن قصة استشهاد شقيقه سعيد الذي كان على موعد مع الشهادة في عام 1421هـ خلال عملية أحبط فيها تهريب كمية كبيرة من مادة الحشيش المخدر، وأثناء قتاله مع المهربين، تلقى رصاصة استشهد على إثرها وهو ممسك بالمهربات. وكان الشقيقان التحقاً سوياً بحرس الحدود. ورغم موت شقيقه، واصل «محمد» العمل متمنياً أن ينال الشهادة ليلحق بأخيه، ومؤكداً أنه مطلب كل فرد يعمل في حرس الحدود.تعليق
-
رد: مع حرس الحدود السعودية
تضييق الخناق براً.. زاد هجمات المهرِّبين بحراً في «القحمة»
كان معلوماً مسبقاً، أن نجاح القطاع البري من حرس الحدود بظهران الجنوب، في القضاء نسبياً على عمليات تهريب المخدرات والسلاح والبشر، سيؤدي إلى تحول مسارات التهريب إلى القطاع البحري في القحمة. وقد أسهم هذا التحول في زيادة الضغط على رجال الحرس بمنطقة تمتد سواحلها لمسافة 55 ميلاً بحرياً، وتحتوي على 24 جزيرة. لكن المهربين يخيب ظنهم كلما حاولوا اختراق هذه الدرع المنيعة من حرس الحدود، في ظل تفوق أمني مدعوم بأحدث العتاد والكوادر البشرية.
في اتجاه «القحمة»
واستكمالاً لجولتنا، التي شملت القطاع البري في ظهران الجنوب، كان لزاماً علينا أن نستكشف الحاصل على صعيد القطاع البحري. ووجدنا كل الدعم من مدير عام حرس الحدود الفريق زميم بن جويبر السواط، الذي وجه قطاعات حرس الحدود البرية والبحرية في منطقة عسير بتسهيل مهمة فريق «الشرق» وهو ما انعكس على الدعم القوي من قائد حرس الحدود بمنطقة عسير اللواء سعود النومسي، الذي ذلل جميع الصعاب أمامنا لنقف على حقيقة هذه الجهود. استغرقت رحلتنا من مبنى قيادة حرس الحدود في منطقة عسير إلى قيادة قطاع حرس الحدود بالقحمة الساعتين، وكان في استقبالنا مدير القطاع العقيد بحري عبدالله بن ناصر الوعل.في غرفة العمليات
توجهنا إلى غرفة القيادة والسيطرة في القطاع، حيث استمعنا إلى شرح من رئيس قسم العمليات العقيد سعيد محمد آل درع عن طبيعة مهام الغرفة وأبرز تجهيزاتها، وكيفية تلقي ومتابعة البلاغات، والتواصل مع الصيادين وتحديد مواقعهم في حال تأخرهم عن العودة، ومن ثم توجيه الدوريات البحرية للبحث عنهم. وتطرق إلى كيفية تعقب المهربين عن طريق أجهزة رادار حديثة ترصد كل مَنْ يدخل المياه الإقليمية لتتولى الدوريات ملاحقته. كما تحدث عن جهود الحرس في متابعة المتنزهين على الشواطئ من خلال تسيير دوريات على مدار الساعة للتدخل السريع في حال حدوث حالات غرق، أو طلب استغاثة.
إنقاذ في «الحريضة»
وبينما نحن هناك في غرفة العمليات، تم التعامل مع بلاغ عن حالة غرق على شواطئ الحريضة. وعلى الفور، تحركت واسطة بحرية حملتنا مع رجال وحدة البحث والإنقاذ للوقوف على الحادثة. وكانت المفاجأة في وصولنا بسرعة فائقة إلى الموقع، حيث أمكن إنقاذ شاب كان يمارس السباحة التي لا يجيدها في منطقة خطرة. وانتهت المهمة بإنقاذه وإجراء الإسعافات اللازمة له. وكانت الفرصة مواتية آنذاك للقيام بجولة على سواحل منطقة عسير، وإن كانت الأجواء متقبلة ما منعنا من الدخول في العمق. لاشك أن المنطقة غنية بجزرها الرائعة. لكن يقظة رجال الحرس تتخطى الظاهر إلى العمق، من خلال إخضاعها لمراقبة دقيقة لمنع استغلالها في عمليات التهريب، باستخدامها كمستودعات للمهربات. وعلمنا أن تلك الجزر تحتوي على رادارات عملاقة ترصد كل التحركات على شواطئها. ولا يتم تسيير رحلات تنزه إلى تلك الجزر إلا من خلال أشخاص معتمدين لدى حرس الحدود.
مهام متنوعة
حين عدنا، كان لنا لقاء مع مدير القطاع العقيد بحري عبدالله ناصر الوعل، الذي تحدث عن تنوع مهام حرس الحدود، لكنه أكد أن أهمها عمله كإنذار مبكر عن أي تحركات يراها قرب المياه الإقليمية، فضلاً عن مهام البحث والإنقاذ سواء عن أشخاص أو سفن أو وسائط بحرية ومد يد العون والمساعدة لها. كما يقوم حرس الحدود بإصدار التصاريح ورخص القيادة للصيادين ومتابعتهم، وهناك تعاون مشترك بين حرس الحدود والثروة السمكية ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة.
مسؤولية مضاعفة
وقال العقيد الوعل إن المياه الإقليمية المتعارف عليها دولياً هي 12 ميلاً بحرياً من أقرب شاطئ، غير أننا في سواحل عسير لدينا مياه إقليمية تمتد إلى 55 ميلاً بحرياً أي أكثر من أربعة أضعاف الحد المألوف، بسبب وجود 24 جزيرة تبدأ مياهنا الإقليمية بعد آخر شواطئها، ومن أشهرها جزر «كدمبل» و«سمر» و«حصر» و«سحل» و«ذو جبل». وبيّن أن القطاع لم يشهد قبل ثلاث سنوات عمليات تهريب فيها سواء للمواد المخدرة أو البشر، لكنها بدأت تشتد بعد تضييق الخناق على المهربين والمتسللين في قطاع ظهران الجنوب البري، اتجه المهربون والمتسللون إلى التهريب عن طريق البحر. وبيّن أن من أكبر العمليات التي أحبطت خلال السنوات الثلاث الماضية، محاولة تهريب 160 شخصاً من القرن الإفريقي، حيث تم اعتراضهم أمام سواحل جزيرة «سمر»، حيث تم القبض عليهم وتسليمهم لجهات الاختصاص بعد تقديم المساعدة والإعاشة لهم.
تطوير إجباري
وأشار إلى أن تزايد الاتجاه للتهريب عن طريق البحر، أسهم في تطوير حرس الحدود لإمكاناته بدعم متواصل من قبل وزير الداخلية ومدير عام حرس الحدود وقائد حرس الحدود في منطقة عسير، حيث تم تأمين شبكة من أجهزة الرادار الحديثة أسهمت في تأمين حدودنا الإقليمية بجميع المواقع، بحيث يتم اعتراض أي متسلل للمياه الإقليمية سريعاً بعد ظهوره على شاشة الرادار. وقال إن هناك طرقاً سرية يتم اتباعها في حالات اعتراض مراكب تهريب أو متسللين، موضحاً أن مادة الحشيش هي المادة التى يتم تهريبها عن طريق البحر.حشيش ومتسللون
وقال إن العام الماضي شهد ضبط أكثر من نصف طن حشيش حاولوا تهريبها عن طريق البحر،
فضلاً عن ضبط 509 متسللين وضبط سلاحين تم تهريبها عن طريق البحر. ولفت إلى أن مطلع هذا العام شهد ضبط نحو طن من مادة الحشيش المخدر وتسعة مهربين. ولفت إلى تأمين حرس الحدود بوسائط بحرية حديثة وزوارق للتدخل السريع قصيرة ومتوسطة المدى بالإضافة إلى قوارب مطاطية ودبابات بحرية للتعامل مع المياه الضحلة.
وخلال الشهر الماضي، والحديث مازال للعقيد الوعل، تم اعتراض سفينة صيد تابعة لدولة عربية كانت تقوم بالصيد داخل حدود المياه الإقليمية وعلى الفور تم اعتراضها والقبض على طاقم السفينة والصيادين وكان عددهم 36 شخصاً على بعد 35 ميلاً بحرياً شمالاً، وتم تطبيق لائحة حرس الحدود عليهم، حيث تم التحقيق مع طاقم السفينة وهم ثمانية، ومن ثم حجزهم 21 يومياً وحجز السفينة فيما نقل الصيادون إلى الجهات المختصة لترحيلهم بعد قضاء العقوبة وتم التأكد من سلامة السفينة وتقديم المساعدة اللازمة والإعاشة، ومن ثم غادرت السفينة من حيث أتت
.تفوق تقني
** بقي أن نقول، إن تطور أجهزة الاتصال وأجهزة تحديد المواقع وسهولة حصول المهربين عليها سهل لهم عمليات التهريب عبر البحر. ومع ذلك، تبقى أجهزة قطاع حرس الحدود وأدواته قادرة على التصدي لكل مَنْ يحاول دخول المياه الإقليمية بطريقة غير مشروعة. وهي مهمة متواصلة تتحقق بالدعم والتدريب واليقظة، وجميعها متاحة من أجل حماية حدود هذا الوطن.تعليق
-
رد: مع حرس الحدود السعودي
شكرا اخ typhon99 على عرض جهود حرس الحدود فهم يبذولون جهودا كبيره للتصدي لعمليات التسلل والتهريب كان الله في عونهم واتمنى ان ينتهي مشروع امن الحدود في اسرع وقت ممكن والذي سيعتبر نقله كبيره لحرس الحدود بما يحتويه من تقنيات متطوره من رادارات بريه وبحريه وانظمة مراقبه وطائرات بدون طبارتعليق
-
-
رد: مع حرس الحدود السعودي
معلومات مفيدة
يبلغ عدد الجزر التابعة للمملكة نحو (1285) جزيرة.
منها نحو (1150) جزيرة في البحر الأحمر وخليج العقبة، وتُمثّل نحو (89%) من مجمل جزر المملكة.
في حين يبلغ عدد الجزر السعودية في الخليج العربي نحو (135) جزيرة، وتُمثّل نحو (11%) من مجمل جزر المملكة.
أكبر الجزر السعودية جزيرة فرسان الكبير ـ إحدى جزر أرخبيل فرسان في منطقة جازان ـ الواقعة في البحر الأحمر، إذ تبلغ مساحتها نحو (380) كم2.
أكبر الجزر السعودية في الخليج العربي جزيرة أبو علي الواقعة شمال الجبيل؛ إذ تبلغ مساحتها نحو (59٫3) كم2.
أبعد الجزر السعودية عن الساحل في البحر الأحمر جزيرة البغلة، إذ تبعد عنه نحو (57٫8) ميلاً بحرياً.
أبعد الجزر السعودية عن الساحل في الخليج العربي جزيرة العربية، إذ تبعد عنه نحو (50) ميلاً بحرياً.تعليق
-
رد: مع حرس الحدود السعودي
الجزر في عسير كثيرة ,,هذه صورة جزيرة تشبه الجزيرة العربية -سبحان الله -المشاركة الأصلية بواسطة أبو بسام مشاهدة المشاركة
تعليق
-
رد: مع حرس الحدود السعودي
ما شاء الله مجهود جبار من الدولة ومن حرس الحدود
بس الغريب انهم ما ذكروا السياج الأمني المزمع انشائه لا يكون الغيتعليق
تعليق