إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تحليل: الخوف من الإسلام في الولايات المتحدة أشد من أي وقت مضى، والأسباب عميقة الجذور ومتنوعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحليل: الخوف من الإسلام في الولايات المتحدة أشد من أي وقت مضى، والأسباب عميقة الجذور ومتنوعة

    تحليل: الخوف من الإسلام في الولايات المتحدة أشد من أي وقت مضى، والأسباب عميقة الجذور ومتنوعة

    “ظاهرة الإسلاموفوبيا” تعني “الخوف من الإسلام” ويرى البعض أن ذلك الشعور بالخوف ليس شيئا جديدا في الغرب وإنما يعود إلى عهد الحروب الصليبية الأوروبية ضد السلاجقة الأتراك. وكتعبير تمت صياغته حديثا يجري استخدام كلمة “إسلاموفوبيا” لوصف عدد متزايد من الأصوات التي تتحدث علنا ضد ما يرونه تهديدا من الإسلام المتطرف للولايات المتحدة وشعبها وثقافتها وقيمها بالإضافة إلى تهديد أنظمتها السياسية والقانونية. وسيستعرض ميدل إيست فويسيس بشكل منتظم وجهات نظر طرفي ظاهرة الإسلاموفوبيا من خلال نشر مقالات متتابعة على موقعنا.

    في حلقة أذيعت في الآونة الأخيرة من مسلسل تليفزيون الواقع على شبكة الكابل الأمريكية بعنوان “كل المسلمين الأمريكيين” سافر بلال مع شقيقته شادية أمين من منزل الأسرة في ديربورن بولاية ميشيجان إلى مدينة نيويورك. وكجزء من رحلتهما قاما بزيارة الموقع المثير للجدل الذي تم اختياره لبناء مركزاجتماعي ومسجد جديد للمسلمين على مقربة من موقع مركز التجارة العالمي الذي انهار نتيجة هجمات سبتمبر 2001 الإرهابية.


    وكان الإمام فيصل عبد الرءوف قد اقترح بناء ما يسمي “بمركز قرطبة” وهو مشروع يتكلف مائة مليون دولار لبناء مركز ثقافي بارتفاع ثلاثة عشر طابقا يضم قاعة استماع تتسع لخمسمائة مقعد، ومرافق رياضية، ومسرحا، ومطعما ومسجدا. ولكن سرعان ما وصف منتقدو المشروع وجانب من وسائل الإعلام الأمريكية المسجد بأنه مسجد موقع انهيار مركز التجارة العالمي. وهكذا أثارت فكرة بناء المسجد حوارا محتدما على جانبي الطيف السياسي استغرق بضعة أشهر وحفلت به وسائل الإعلام الأمريكية بل واستغله بعض السياسيين الأمريكيين لتحقيق مكاسب سياسية.

    ومع ذلك فبعد عام ونصف العام من بلوغ ذلك الجدل ذروته، تم تغيير إسم المركز إلى بارك 51 نسبة إلى عنوان الشارع الذي سيقام به المركز على مساحة أربعة آلاف قدم مربع وأصبح يمثل ما يشبه معرضا فنيا. وتضمن تصوير حلقة من مسلسل كل المسلمين الأمريكيين مشاهد لموقع المركز وأمامه تسأل شادية أخاها:




    وتبرز هذه الحلقة من مسلسل “كل المسلمين الأمريكيين” جانبا من الجدل الدائر حول الخوف من الإسلام في الولايات المتحدة- وبالتحديد كيف تحول مشروع بناء مركز مجتمعي لا غبار عليه إلى نقطة عاصفة بالنسبة لبعض الأمريكيين للتعبير عن قلقهم إزاء ما كان يعتبر قبل هجمات سبتمبر الإرهابية تطبيقا عاديا لحرية العقيدة في الولايات المتحدة.

    بل إن مسلسل “كل المسلمين الأمريكيين” الذي خصص حلقاته لمتابعة حياة خمس أسر إسلامية أمريكية تعيش في مدينة ديربورن بولاية ميشيجان أصبح في حد ذاته هدفا لجدل واسع. فبينما وصفته الشبكة التعليمية التي أنتجته بأنه مسلسل قوي يغوص في أعماق عالم المسلمين الأمريكيين الذي نادرا ما يراه أحد بهدف تسليط الضوء على مجتمع فريد يناضل أفراده لتحقيق التوازن بين عقيدتهم الإسلامية وجنسيتهم الأمريكية في عالم ما بعد هجمات سبتمبر الإرهابية. ويبدو أن هدف الشبكة التليفزيونية الأمريكية كان إظهار أوجه التشابه في الثقافة والديانة بين المسلمين الأمريكيين والأمريكيين المنتمين لديانات أخرى.

    وعندما بدأ عرض المسلسل في منتصف شهر نوفمبر من العام الماضي وصفه البعض بأنه ابتكار رائد. غير أن عددا من منتقديه وصفوه بأنه دعائي. واستند المنتقدون في ذلك إلى أن مسلسل “كل المسلمين الأمريكيين” بإغفاله ذكر التوجهات الجهادية والإرهابية يرسم صورة مضللة عن الإسلام.

    ومن بين المنتقدين السيد ديفيد كاتون الذي يدير جماعة غير مشهورة من غلاة المحافظين المسيحيين تسمى”رابطة العائلة في فلوريدا” والذي طلب من أتباعه شن حملة واسعة بالبريد الإلكتروني لحمل الشركات الراعية لمسلسل “كل المسلمين الأمريكيين” على سحب إعلاناتها التجارية الراعية للمسلسل.

    وفي رسالة إلكترونية استهدفت عشرات الشركات الراعية كتب ديفيد كاتون:

    “من الواضح أن هذا المسلسل يحاول التأثير على الأمريكيين من أجل تجاهل خطر الجهاد وليجعلهم يعتقدون بأن شعورهم بالقلق من خطر الجهاد سيحول هؤلاء المسلمين الطيبين كما يظهرهم المسلسل إلى ضحايا”

    ويبدو أن هذه العبارة مقتبسة بشكل حرفي تقريبا من مدونة تكتبها باميلا جيلر بعنوان “أطلس شرجز دوت كوم” ومؤلفة كتاب

    “أوقفوا أسلمة أمريكا: إرشادات عملية للمقاومة”.

    ووصف المدون والكاتب روبرت سبنسر مسلسل “كل المسلمين الأمريكيين” بأنه مثال على “أسلوب الطعم والتحول إلى ما هو أكبر” وهي إشارة إلى أسلوب مخادع في الترويج لسلعة بسعر منخفض لجذب المشترين إلى المتجر ثم حثهم على شراء شيئ أغلى ثمنا وقال:

    “مثل هذا المسلسل كان بإمكانه أن يصبح أكثر صدقا في تصويره لأسباب ما يتم المبالغة في تصويره على أنه تخويف من الإسلام وكيفية علاج ذلك، لو أنه كان مسلسلا عرض كيف أن مسلمين معتدلين سلموا جهاديا بمجرد ظهوره إلى مكتب المباحث الفيدرالية.”

    ويظهر سبنسر وجيلر بشكل منتظم على شبكات التليفزيون الأمريكية في كل مناسبة يثور فيها الجدل حول المسلمين في أمريكا.

    وفي نهاية المطاف نجحت حملة كاتون، فقد استسلمت عشرات من الشركات للضغط وألغت إعلاناتها في شبكة التليفزيون التعليمية التي أنتجت وعرضت المسلسل وكان من أبرز تلك الشركات شركة لوز الضخمة لبيع معدات ولوازم بناء وتحسين المنازل.

    جذور الخوف الحديث من الإسلام

    بدأ استخدام تعبير”إسلاموفوبيا” في الولايات المتحدة منذ تسعينيات القرن العشرين ولكنه أصبح أوسع انتشارا منذ هجمات سبتمبر الإرهابية، وخلال العقد المنصرم حققت الولايات المتحدة انتصارات كبيرة في الحرب على الإرهاب، فقد تقلصت وفق الكثير من المقاييس قدرات تنظيم القاعدة كما تم القبض على الرجل الذي جسد هجمات سبتمبر الإرهابية أسامة بن لادن وقتله.

    ومع ذلك فإن استطلاعا لآراء المسلمين الأمريكيين أجرته مؤسسة جالوب في أغسطس عام 2011 أظهر أنهم تعرضوا خلال العام الماضي لتمييز ديني أو عرقي. ويأتي هذا في أعقاب استطلاع أجرته مؤسسة زغبي إنترناشيونال في سبتمبر 2010 وأظهر أن 41 في المائة من الأمريكيين يكنون مشاعر غير إيجابية عن العرب وأن نسبة 55 في المائة من الأمريكيين يكنون مشاعر غير إيجابية عن المسلمين، وتظهر بيانات أخرى ارتفاعا في نسبة الذين يشعرون بالخوف من الإسلام أو “الإسلاموفوبيا” بين قطاعات معينة من الأمريكيين.

    السيد فايز شاكر هو نائب رئيس مركز أميريكان بروجرس ويعمل رئيسا لتحرير ثينك بروجرس دوت أورج. وهو يعرف “الإسلاموفوبيا” على أنها”خوف مبالغ فيه، وعداء ومشاعر عدائية ضد الإسلام والمسلمين ناتجة عن صور سلبية نمطية تسفر عن التحيز والتمييز وتهميش وإقصاء المسلمين من الحياة السياسية والاجتماعية الأمريكية.”

    ويعزو السيد شاكر استمرار شيوع ظاهرة الإسلاموفوبيا إلى ما يصفه “بحملة منسقة” تقوم بها قوى سياسية معينة في الولايات المتحدة. ويعتقد أن مهمتها هي إقناع الأمريكيين العاديين بأن مجتمع المسلمين في أمريكا يقف على طرفي نقيض مع القيم الأمريكية.

    السيد حسين إبيش يعمل كبيرا للباحثين في فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين وله مدونة باسم إبيش بلوج وهو يرى أن جذور ظاهرة الإسلاموفوبيا أوسع نطاقا، ويقول إنه بينما يعود الخوف من المسلمين وعدم الثقة بهم إلى مئات السنين، فإنه حتى العقد الماضي لم يكن هناك تنظيم لظاهرة الإسلاموفوبيا كالذي بدأ يظهر في الولايات المتحدة بدافع سياسي جزئيا ولكن السياسة تشكل نوعا واحدا من التخويف من الإسلام وهناك كما يقول السيد إبيش عدد من أنواع مختلفة من الإسلاموفوبيا.

    فهناك النوع الخاص بالمسيحيين الإنجيليين، وهناك اسلاموفوبيا خاصة بتفضيل أهل البلاد الأصليين وهو نوع عنصري من الإسلاموفوبيا.

    صورة لمتظاهرين يعارضون إنشاء مركز إسلامي بالقرب من موقع انهيار مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2010

    (بعدسة جين لي من وكالة أسوشييتد برس)

    وتعد حركة المسيحيين الإنجيليين حركة مسيحية بروتستناتية تقليدية تشكل وفقا لمركز بيو للأبحاث أكثر من 26 في المائة من مجتمع الأمريكيين البالغين مما يجعل المسيحيين الإنجيليين أكبر مجموعة دينية في الولايات المتحدة. ومع ذلك فأنها ليست مجموعة متجانسة، حيث يمكن أن تجد أتباعا لها بين المذاهب المسيحية ولكن القاسم المشترك هو تفسير حرفي صارم لما جاء بالإنجيل.

    وأظهر استطلاع للرأي العام أجراه منتدي بيو حول الدين في الحياة العامة في شهر مارس 2006 أنه من بين كل المسيحيين الأمريكيين يبرز المسيحيون البيض من طائفة الإنجيليين البروتوستانت كأكثر الأمريكيين الذين يكنون مشاعر سلبية عن الإسلام والمسلمين. وأظهر استطلاع آخر أجرته شبكة إيه بي سي وصحيفة الواشنطن بوست في نفس الشهر أن نسبة 45 في المائة من الأمريكيين البيض من المسيحيين الإنجيليين يعتقدون بأن الإسلام يشجع العنف وأفادت نسبة 64 في المائة منهم بأنهم يعتقدون بأن المتطرفين من المسلمين تزيد نسبتهم عن المتطرفين من أتباع أي ديانة أخرى.

    ومن ناحية أخرى فإن حماة أهل البلاد الأصليين وهي جماعة تفضل مصالح السكان الأصليين لأمريكا تم تأسيسها لتمثل جانبا ضئيلا من الطيف الأمريكي. وهي تعارض بشكل أساسي الهجرة إلى الولايات المتحدة وبالتالي لا يفرق أعضاؤها بين المسلمين والأجانب بشكل عام. وهم يعتقدون بأن الكم المتزايد من المهاجرين من دول أخرى لم يضعف فقط الهوية الثقافية الأمريكية بل حرم الأمريكيين من فرص العمل والتي أصبحت نادرة في الوقت الراهن. وطبقا لهايدي بيريش من مركزقانون الفقر الجنوبي وهي جماعة ملتزمة بمكافحة الكراهية والتعصب الديني، فإن توجه حماة السكان المحليين يواصل التصاعد منذ التسعينيات بسبب زيادة أعداد المهاجرين المتحدرين من أصول أسبانية، وتوقعات مكتب الإحصاء السكاني الأمريكي بأنه بحلول عام 2042 سيشكل الأمريكيون البيض أقل من نصف عدد سكان الولايات المتحدة.

    ويقول حسين إبيش:” إن المسيحيين الإنجيليين والأمريكيين المنتمين لتوجه حماية السكان الأصليين وبعض العناصر الأخرى في المجتمع الأمريكي تمكنوا معا من خلق خطاب مترابط منطقيا للتخويف من الإسلام لا يمكن تمييزه عن معاداة السامية التي كانت منتشرة في الولايات المتحدة فيما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية.”

    مما يتخوف الأمريكيون؟

    بريجيت جابرييل ناشطة أمريكية ومؤلفة كتاب”يجب إيقافهم: لماذا يتعين علينا هزيمة الإسلام المتطرف وكيف يمكننا عمل ذلك؟” وهي الرئيسة التنفيذية المؤسسة لمنظمة لا تهدف لتحقيق الربح تسمى آكت فور أمريكا أو تحرك واعمل من أجل أمريكا وهدف المنظمة مكافحة تنامي الإسلام المتطرف في الولايات المتحدة. وفي كلمات الترحيب بالانضمام لهذه المنظمة هناك تحذير مرعب:

    إن مقاتلي الإسلام المتطرف ليسوا موجودين هناك فقط ولكن عشرات الآلاف من المتشددين الإسلاميين يقيمون في الولايات المتحدة ويعملون ضمن خلايا نائمة، وهم طلاب في كلياتنا وجامعاتنا، ومشاركون في عمليات للتأثير على وسائل الإعلام والحكومة الأمريكية. إنهم هنا اليوم والعديد منهم موجودون هنا منذ سنوات ينتظرون ويعدون أنفسهم.

    لقد هاجرت جابرييل من لبنان إلى الولايات المتحدة في عام 1989 وتقول إنها بدأت تدرك بعد هجمات سبتمبر الإرهابية أن الإسلام المتطرف بدأ يمد جذوره في الولايات المتحدة. ولذلك بدأت جولاتها لتحاضر عن خطر الإسلام المتطرف ثم أنشأت منظمة آكت التي تحث المواطنين في المجتمعات المحلية على التنبه واليقظة لإدراك أي مؤشرات على تنامي التطرف وبحيث يكونون ببساطة عيونا وآذانا للحكومة الأمريكية على الأرض في أعقاب هجمات سبتمبر الإرهابية.

    صورة للمركز الإسلامي الأمريكي في ديربورن بولاية ميشيجان (بعدسة بول سانشيا من وكالة أسوشييتد برس)

    وتقول جابرييل إن الإسلام المتطرف اخترق كل المستويات في الولايات المتحدة من المسجد وحتى الحكومة الأمريكية وتصف من هم هؤلاء المتطرفون:

    “كما رأينا خلال العامين الماضيين فقط، تم إلقاء القبض على أكثر من 75 إرهابيا محليا كلهم من المسلمين بكل أسف إما ولدوا لعائلات مسلمة أو اعتنقوا الإسلام وكلهم حاولوا قتل أمريكيين أو شن هجمات ضد أمريكا، مثل حادث إطلاق النار في مركز التجنيد في أركانسو أو الشخص الذي حاول تفجير عملية إضاءة شجرة عيد الميلاد هذا العام في ولاية أوريجون والقائمة طويلة.”

    وتذكر جابرييل أمثلة أخرى مثل الطالب خالد الدوسري الذي تم اعتقاله في تكساس بتهمة محاولة تصنيع قنبلة واستهداف عدة مواقع من بينها منزل الرئيس السابق جورج بوش الإبن، وفيصل شاه زاد الذي حاول تفجير ميدان تايم سكوير في نيويورك وآخرين وتقول:

    “ومع أننا نعلم أن معظم المسلمين في العالم معتدلون مثلي ومثلك فإن المتطرفين منهم هم الذين يتسببون في تشويه الصورة وهم في تزايد ولذلك أسباب: فهناك عدد متزايد من الأئمة يلقون المواعظ في الولايات المتحدة جاءوا من المملكة العربية السعودية ومن باكستان ومصر وهم ليسوا مسلمين أمريكيين وإنما هم مسلمون جاءوا من السعودية لينقلوا تعاليم بالغة التطرف في بعض مساجد الولايات المتحدة.”

    وتستشهد جابرييل بدراسة أجراها مركز الحريات الدينية في واشنطن في عام 2005 بعنوان:

    “المطبوعات السعودية حول أيديولوجية الكراهية تغزو المساجد الأمريكية” وهي دراسة يقول المركز إنها تستند إلى اثني عشر شهرا قضاها في جمع المطبوعات الموجودة في المساجد في أنحاء الولايات الأمريكية وتبين أن هناك 200 كتاب وكتيب تظهر تلقين المسلمين في الولايات المتحدة مشاعرالعداء وحب القتال التي يروج لها المذهب الوهابي السعودي المتشدد.

    وترى جابرييل أن تلك الدراسة تثير القلق:

    “لقد وجدنا أنهم يتعلمون كيف يقاومون الديمقراطية باعتبارها سبب الحروب في أنحاء العالم وأن هناك واجب ديني على المسلمين هو أن يفرضوا حكومة إسلامية يمكنها القيام بمهامها على أي بلد في العالم.”

    وتسعى جابرييل إلى أن تتم مساندة الجهود الإصلاحية التي يبذلها مجتمع المسلمين المعتدلين، وتناشد المواطنين الأمريكيين أن يمارسوا الضغط على المشرعين في الولايات لطرح مشروعات قوانين مضادة للشريعة الإسلامية وتمرير مثل تلك القوانين، مشيرة إلى أحكام الشريعة الصارمة التي يعتبرها كثير من الأمريكيين غير متسقة مع أي نظام قضائي علماني.

    هل تنشر وسائل الإعلام الخوف؟

    لقد كتب الدكتور جيمس زغبي مؤسس ورئيس المعهد العربي الأمريكي في واشنطن كتابات عديدة حول التخويف من الإسلام ويقول:

    “لقد ظهر إلى حيز الوجود خلال العشرين عاما الماضية ما يمكن تسميته وسائل إعلام مستهدفة، بدأت بشكل كبير في الإذاعات ثم في شبكات التليفزيون والآن في عدد من المواقع على الإنترنت وكلها أصبح لها شعبية وسرعان ما أصبح كل منها غرفة صدى تردد ما يقوله الآخر. “

    ويشير زغبي إلى الجدل الذي أثير حول بارك 51 حين تمكن الأمريكيون الذين أرادوا وقف بناء مركز إسلامي بالقرب من موقع انهيار مركز التجارة العالمي في هجمات سبتمبر الإرهابية من إحداث صخب هائل على المستوى القومي من خلال قدرتهم على نقل رسالتهم عبر برامج الحوار في الإذاعات وفي نشرات أخبار التليفزيون وتمرير المعلومات عبر العديد من مواقعهم على الإنترنت.

    ويذكر تقرير لمركز التقدم الأمريكي بعنوان: شركة الخوف،جذور شبكة التخويف من الإسلام في أمريكا، صفحة، أن آندرز برايفك الرجل الذي قام بتفجير مبني حكومي في أوسلو في يوليو الماضي ثم قام بقتل 68 نرويجيا في مخيم للشباب قدم في ملف دوافعه الذي يقع في 1500 صفحة العديد من الشهادات لمدونين أمريكيين ومحللين واصفا إياهم بخبراء في شئون حرب الإسلام على الغرب. ويرى تقرير شركة الخوف أن ظاهرة التخويف من الإسلام في أمريكا لها بنية تحتية تتألف من عدد من المحللين والمدونين الذين يتعمدون الترويج لأجندة معادية للإسلام من خلال ظهورهم المتكرر على شبكات معينة للإذاعة والتليفزيون وعلى مواقع مختارة على شبكة الإنترنت. ويذكر التقرير أيضا أن مؤسسات خاصة دعمت عمل هؤلاء من خلال تمويل يزيد على 40 مليون دولار خلال السنوات العشر الماضية. ويقول التقرير:

    “إن تلك الجهود تعيد إلى الذاكرة بعضا من أحلك المواقف في التاريخ الأمريكي حيث تعرضت أقليات دينية وعرقية للتمييز والاضطهاد، ولسوء الحظ فإن المسلمين الأمريكيين والدين الإسلامي أصبحا أحدث فصل في النضال الأمريكي الطويل ضد محاولة إيجاد كبش فداء يتم استهدافه استنادا إلى الدين أو العرق أوالعقيدة.”

    مظاهرة احتجاج لمعارضة بناء مركز إسلامي بالقرب من موقع هجمات سبتمبر في نيويورك في 11 سبتمبر 2010 (بعدسة ديفيد جولدمان من وكالة أسوشييتد برس)

    وإذا أخذنا مثال جيمس زغبي حول بارك 51 واقتفينا أثرالجدل الذي أثير حوله من البداية سنجد أن الإعلان عن المشروع كان في ديسمبر عام 2009 وكان المكان المزمع إقامة المركز فيه موقعا لمتجر سابق كان يستخدم بالفعل كمسجد واقترح الإمام عبد الرؤوف تحويله إلى مركز ثقافي إسلامي تحت إسم “بيت قرطبة”. ولم يلفت ذلك الانتباه في الشهور الأولى من عام 2010 إلا على مستوى الإعلام المحلي في المدينة. ولقى الاقتراح مساندة من منظمات مدنية محلية ومن رئيس حي مانهاتن. ولكن بمجرد أن أقر المجلس المحلي المشروع، بدأ الجدل يثور مما خلق انقساما بين أهالي نيويورك سرعان ما انتقل إلى المستوى القومي.

    وفي مايو عام 2010 كتبت المدونة بام جيللر تقول:

    “ما الذي يمكن أن يكون أكثر إهانة وازدراء أكثر من بناء مسجد عملاق في ظلال برجي مركز التجارة العالمي الذي دمرته هجمة إسلامية؟ إنه سيكون أفضل تجسيد للطبيعة الإرهابية للإسلام. إنها الهيمنة والتوسع الإسلامي.”

    وفي أغسطس ناشد فرانك سالفاتو مدير تحرير نيو ميديا جورنال المسلمين الأمريكيين أن يعارضوا بناء المركز باعتباره رمزا للسعي من أجل الوصول إلى خلافة إسلامية عالمية:

    “آخذين في الاعتبار التاريخ المحيط بقرطبة فيما يتعلق بعلاقتها بالإسلام، لا يمكن تجاهل أهمية اعتزام تسمية مشروع بارك 51 “بيت قرطبة” فقرطبة تنطوي على معنى الفتح الإسلامي. ولا يمكن إلا أن نستنتج من سعي الإمام عبد الرؤوف لإقامة مركز إسلامي ومسجد على مقربة من موقع الهجمات الإرهابية سوى أن وجوده سوف يشير إلى فتح إسلامي أيضا.”

    وبالتوازي مع ذلك بدأ الحديث عن انتشار قوانين الشريعة الإسلامية في التزايد، ففي نفس الشهر تحدث فرانك جافني في البرنامج الذي يقدمه جلين بيك على شبكة فوكس نيوز حول أحكام الشريعة المثيرة للجدل:

    “الشريعة هي برنامج سياسي آمنت السلطات في الإسلام على مدي حوالي ألف عام أنه يجب أن يفرض على العالم بأسره الذي يجب أن تحكمه دولة دينية، بزعامة خليفة يفرض الشريعة كأحكام.”

    وهكذا أصبح مشروع بناء المسجد بالقرب من موقع انهيار مركز التجارة العالمي محط الحوار في المدونات وبرامج الحوار في الإذاعة وأخبار التليفزيون في أنحاء الولايات المتحدة. ووفقا لاستطلاع لآراء الأمريكيين أجرته شبكة سي إن إن ونشرته في 11 أغسطس 2011 فإن 68 في المائة من الأمريكيين يعارضون بناء المسجد في ذلك الموقع بينما لم يكن أحد قد سمع شيئا عنه قبل ثمانية أشهر فقط.

    ويبدو من المستحيل باستخدام أي قدر من الدقة تحديد إلى أي مدى يعتبر الأفراد ووسائل الإعلام والعقائد الدينية الأصلية أو الخصوصيات الثقافية مسئولة عن الأسباب الحقيقية لذلك الخوف من الإسلام في الولايات المتحدة. و الخوف ليس شيئا جديدا على الولايات المتحدة ولذلك فإن هذه السلسلة بعنوان”الخوف من الإسلام” تسعى إلى سبر أغوار ذلك الخوف.

    في تقاريرنا القادمة سنستعرض جوانب أخرى لظاهرة الخوف من الإسلام بما في ذلك آثارها على المسلمين الأمريكيين. كما سنتحدث مع القس تيري جونز راعي الأبرشية في فلوريدا والذي ظهر اسمه في نشرات الأخبار حول العالم وأثار موجة من التنديد الدولي لتعمده إحراق نسخة من القرآن الكريم.





  • #2
    رد: تحليل: الخوف من الإسلام في الولايات المتحدة أشد من أي وقت مضى، والأسباب عميقة الجذور ومتنوعة

    قيم. امريكية

    هههههههههههههههههههههه ما احلاها من قيم تقتل ١٠ ملايين هندي احمر لاختلافهم بالعرق ببطانيات محشوة بداء الكوليرا

    تعليق


    • #3
      رد: تحليل: الخوف من الإسلام في الولايات المتحدة أشد من أي وقت مضى، والأسباب عميقة الجذور ومتنوعة

      حكومتهم ترقص مع الشياطين طبيعي خايفين من الاسلام لانه تقي ونقي

      حكومتهم تعمل المجازر بالشرق والغرب ومنذ بداية تأسيس مايسمى امريكا

      مجازر ضد سكان امريكا الاصليين حتى أضحوا أقليه في بلدهم وهذا ابدا ابدا لايتوافق مع الاسلام


      هم كل ماهو ضد الاسلام يستميتون لأجله

      يصورون لشعبهم عن طريق الاعلام الرسمي والغير ذلك صوره مشوشه ومغلوطه عن الاسلام الصحيح القويم

      وبالاخر يقولون اسلام فوبيا هزل يارجل هزل

      تعليق

      ما الذي يحدث

      تقليص

      المتواجدون الآن 0. الأعضاء 0 والزوار 0.

      أكبر تواجد بالمنتدى كان 170,244, 11-14-2014 الساعة 09:25.

      من نحن

      الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

      تواصلوا معنا

      للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

      editor@nsaforum.com

      لاعلاناتكم

      لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

      editor@nsaforum.com

      يعمل...
      X