من جديد ..
الصيــــــــــــــــــــــاد والطريــــــــــــــــــــدة
الصيــــــــــــــــــــــاد والطريــــــــــــــــــــدة
سبق وأن تحدثنا عن الضيف الجديد الذي أقحم في ساحة الصراع السورية ونقصد بذلك الصاروخ الأمريكي المضاد للدروع TOW .. وها نحن من جديد نعرض صور حديثة للصاروخ وعملية قتل أخرى حققها هذا السلاح الموجه مع الإستخدامات الأولى له .
عملية الإستخدام هي البساطة بحد ذاتها ، فكل ما يتطلب من الرامي فعله ينحصر في المحافظة على الهدف في مركز الشعيرات المتقاطعة في منظار التصويب ثم الضغط على زر الإطلاق . فلاستغلال التقدم التكنولوجي الحاصل والتغلب على مساوئ التوجيه في صواريخ الجيل الأول ، تم أستبدل نظام التوجيه في هذه الصواريخ بنظام آخر أكثر تقدماً منه ، بحيث أصبح بالإمكان توجيه الصاروخ بطريقة شبه آلية Semi-automatic ، وأطلق على النظام الجديد اختصاراً اسم SACLOS أو القيادة نصف الآلية إلى خط البصر .. أسلوب التوجيه الآلي هذا خفض واسقط معظم مهارات التدريب المطلوبة سابقاً من قبل مشغلي الصاروخ ، وأصبحت مهمة التصويب أسهل بكثير قياساً بمنظومات الجيل الأول ، مما ساهم في تحسين احتمالات الإصابة hit probability من الرمية الأولى . فالتحسس الآلي للأخطاء بين خط البصر وموقع الصاروخ عزز أيضاً من سرعة استجابة نظام الصاروخ ، وجعله أكثر قدرة على مشاغلة الأهداف المتحركة ، مع تخفيض المسافة الدنيا التي يمكن منها مشاغلة الأهداف . إن عدسة القياس الزاوي للإشعاع تحت الأحمر أو "الجونيميتر" goniometer والمثبتة بمحاذاة عدسة منظار التعقب البصري الخاصة بالرامي وبشكل موازي لها ، تتولى قياس ومتابعة الانحراف الزاوي angular deviation في صواريخ الجيل الثاني عن طريق تتبع الشعلة الضوئية للإشعاع تحت الأحمر المثبتة في مؤخرة الصاروخ ، ومن ثم تغذية إشارات الانحراف المستقبلة إلى وحدة التوجيه مع كبت الإشارات الأخرى غير المرغوب فيها والصادرة عن الخلفية . يتضمن تجهيز الجونيميتر في تركيبه مجس أو كاشف ضوئي photo-detector مع زمن استجابة طيفية سريعة وملائمة ، يستخدم لتقرير وتحديد موقع الصاروخ بإكتشاف طاقة الإشعاع تحت الأحمر المنبعثة عن شعلته الخلفية الخاصة . فبينما يحاول المشغل إبقاء خط البصر مشيراً على الهدف ، يولد الجونيومتر إشارات إنحراف/إنحدار pitch/yaw signals نسبياً إلى مستوى الإزاحة الحاصلة للقذيفة وشرودها عن خط البصر في منظار التصويب . رداً على هذه الإشارات ، ينتج نظام التوجيه الآلي أوامر متسارعة ، التي ترسل إلى الصاروخ عن طريق وصلة السلك . يستجيب الصاروخ لهذه الأوامر ، وتعمل أسطح السيطرة على تصحيح مساره للبقاء ضمن خط البصر . خلال مجمل هذه العملية ، دور المشغل الوحيد ينحصر في المحافظة والإبقاء على الهدف ووضعه في مركز منظار التصويب .
السهم يشير لمبدأ معروف يطلق عليه "العصف الخلفي" ويحدث مع عملية إشتعال وقود محرك الدفع الإبتدائي ، أو مرحلة قذف الصاروخ خارج سبطانة الإطلاق .. تتسبب عملية إطلاق صاروخ مضاد للدبابات ATGM في حدوث حالة عصف أو لفح خلفي backblast شديدة ، تمتد لمسافة عن موضع اطلاق السلاح . هذه المنطقة عادة ما تكون خطرة على أفراد المشاة المكشوفين في موقع الاطلاق ، خصوصاً إذا تمت هذه العملية في مكان شبه مغلق . كما أن نتائجها غالباً ما تكشف وتدل عن موقع الإطلاق وتجعله عرضة للرصد المعادي والهجوم المضاد . منطقة العصف الخلفي في الصاروخ الأمريكي M47 Dragon على سبيل المثال تمتد حتى 50 م إلى الخلف ، ولنحو 30 م إلى الأجنحة من المنصة الإطلاق . هذه المنطقة تنقسم إلى منطقتين : منطقة خطر danger zone ومنطقة حذر واحتراس caution zone . منطقة الخطر تمتد حتى 30 م إلى خلف القاذفة مع مخروط من 90 درجة . ضمن هذه المنطقة ، موجة العصف واللهب والحطام الطائر يمكن أن تسبب الوفيات أو الإصابات الجدية ، لذا الأفراد يجب أن يتفادوا التواجد في هذه المنطقة . أما بالنسبة لمنطقة الحذر والاحتراس فهذه تمدد 20 م إضافية إلى الخلف و30 م إلى أجنحة منطقة الخطر . الأفراد يجب أن يحاولوا تفادي التواجد في هذه المنطقة أيضاً . ولحماية أعينهم من تطاير وتقاذف الحطام flying debris ، هم يجب أن يديروا وجوههم بعيدا عن مؤخرة منصة قذف الصاروخ . ولحماية آذانهم من الإنفجار والضغط العالي ، فإنه ينصح بارتدائهم سدادات الأذن earplugs . إن نفس الشروط يمكن مراعاتها وتطبيقها على أنواع أخرى من منظومات الصواريخ المضادة للدبابات ، كالأمريكي TOW مثلاً ، لكن منطقة العصف الخلفي هنا يمكن أن تمتد حتى 75 م . ويتحتم على الرامي أو مشغل السلاح إدراك الآثار المترتبة على إطلاق النار من الفراغات المحصورة confined spaces ، مثل المخابئ والسراديب أو الغرف . فالرامي هنا يجب أن يدرك أن ضرراً إنشائياً قد يحدث إلى محيط المكان ، والأفراد المتواجدين يمكن أن يتعرضوا للأذى أو جروح معينة بتأثير الحطام المتطاير . أيضاً الهزة والارتجاج الحاد وتركيز الغازات السامة قد ينتجان ، بالاضافة لخطر بدء واشتعال النيران . وفي الحقيقة ، يمكن للجزئية الأخيرة إثارة القلق أثناء تفاصيل المعركة في التضاريس الحضرية والمناطق المبنية built-up areas مقارنة بعمليات الإطلاق في الساحات الممتدة والمفتوحة . إن أي حطام أو أنقاض طليقة في منطقة الحذر يمكن أن تلتقط وترمى بتأثير عصف الإنفجار الخلفي ، كما تأثير موجة العصف على الجدران والشوارع الضيقة في منطقة الرمي تكون أكثر وضوحاً عن غيرها . فإذا ضربت موجة عصف الصاروخ الحائط الخلفي بزاوية معينة ، فإنها يمكن أن تلتقط وتنتشل الحطام والحتات والأجزاء الصغيرة ، أو أنها ستنحراف ثم تصيب الأفراد غير المحميين unprotected في الموقع .
الصياد في الدائرة السوداء يتقدم نحو الطريدة في الدائرة الحمراء .. تتم عملية مناورة الصواريخ الموجهه المضادة للدبابات عن طريق سطوح السيطرة الديناميكا الهوائية aerodynamic control surfaces ، وهذه تتفاوت في أنماطها وأشكالها من منظومة لأخرى . زعانف الصواريخ في الغالب تكون من النوع الذي يبرز مباشرة بعد الاطلاق من حاوية القذف الأنبوبية ، كما هو الحال مع الصاروخ الأمريكي TOW والروسي 9M113 Konkurs وغيرهما الكثير . أنواع أخرى تكون مسبقة البروز ومطلقة من منصات قضيبية كما في الصواريخ Hellfire والجنوب أفريقي Mokopa . الصاروخ TOW يمتلك زعانف سيطرة ذيلية Tail control تتيح له قدرات مناورة وهجوم ممتازة ، خصوصاً عند الزوايا الكبيرة .. من القضايا التقنية الرئيسة التي أقلقت بال المصممين في بداية العمل وتم تجاوزها ، تلك المتعلقة باحتمالية حدوث تداخل لوصلة القيادة العاملة بالأشعة تحت الحمراء مع الإشعاع الصادر عن نفاث عادم محرك الصاروخ . واختبر المصممين بعض الأفكار لصالح الشعلة الضوئية ، مثل مصباح التنغستن Tungsten Lamp في الصاروخ الأمريكي Dragon ، ومصباح الزينون Xenon في الصاروخ الأمريكي TOW والياباني KAM-9 كما أدرجت بعض الأفكار الأخرى . في الصاروخ الفرنسي MILAN على سبيل المثال (أدخل الخدمة العام 1972) ، نجد أن الشعلة الضوئية المتوهجة التي يبلغ وزنها 50 غرام وقطرها 20 ملم مع طول 65 ملم ، تصدر إشعاع ذو شدة وتركيز كافي في النطاق تحت الأحمر من الطيف الكهرومغناطيسي بالإضافة لإصدارها إشعاع في النطاق المرئي visible radiations . حيث تبعث الشعلة الضوئية المستخدمة مع هذا الصاروخ إشعاع تحت الأحمر في الطول الموجي 2-2.5 مايكرو لمتوسط زمن احتراق يبلغ 12.5 ثانية ، بحيث تساعد هذه على تتبع وتعقب الصاروخ لأكثر من 2 كلم .
المقطع الأمامي للصاروخ TOW يحتوي على الرأس الحربي والإلكترونيات . الرأس الحربي الذي يتفاوت وزنه ما بين 3.9 و5.9 كلغم حسب النموذج المستخدم ، مصمم بحيث يتم تسليحه وإعداده للانفجار بعد تجاوز الصاروخ مسافة 30-65 م من القاذفة وذلك بتأثير قوى التعجيل acceleration forces . هو مجهز كما في بعض النسخ بقضيب أو مجس ممتد extended probe لتحصيل مسافة مباعدة مثالية عند تفجير الشحنة المشكلة للرأس الحربي وبالتالي تحصيل قابلية اختراق أفضل (طول المجس يبلغ 540 ملم في النسخة TOW 2 و381 ملم للنسخة ITOW) . أغلب أنواع الصواريخ TOW لها قضيب قوسي قابل للانسحاق في مقدمة أنف الصاروخ (يطلق عليه ogive crush switch) ، يعمل هذا عند الاتصال بالهدف على تنشيط الرأس الحربي وتفجيره (يقع في مؤخرة رأس المجس على ITOW وTOW 2) . إن الرأس الحربي عبارة عن شحنة مشكلة تقليدية (باستثناء TOW 2B) مع مخروط ومبطن نحاسي copper cone ومفجر في مؤخرة الشحنة . يبلغ قطر الرأس الحربي 13.2 سم على النموذج ITOW و15.2 سم على الصواريخ TOW 2/TOW 2A .. جميع الدوائر الإلكترونية الضرورية electronic circuitry لتشغيل معدات وتجهيزات الصاروخ الكهربائية موجودة في القسم الأمامي . هذه الدوائر تستقبل مجموعة إشارات القيادة والتسيير من مجموعة توجيه القذيفة وتصحح اتجاه طيران الصاروخ للتوافق إلى خط البصر . إذ يلقى على عاتق وحدة الإلكترونات مهمة استلام إشارات التوجيه التصحيحية corrective guidance signal من مضخم سيطرة الصاروخ خلال الوصلة السلكية المتصلة بالصاروخ والتي تتدلى من بكره خاصة في مؤخرته . بالإضافة إلى استقبال إشارات الانحراف وأخطاء الدوران من وحدة السيطرة الجيروسكوبية لتحديد وضع ووجهة الصاروخ .
المقطع الأمامي للصاروخ TOW يحتوي على الرأس الحربي والإلكترونيات . الرأس الحربي الذي يتفاوت وزنه ما بين 3.9 و5.9 كلغم حسب النموذج المستخدم ، مصمم بحيث يتم تسليحه وإعداده للانفجار بعد تجاوز الصاروخ مسافة 30-65 م من القاذفة وذلك بتأثير قوى التعجيل acceleration forces . هو مجهز كما في بعض النسخ بقضيب أو مجس ممتد extended probe لتحصيل مسافة مباعدة مثالية عند تفجير الشحنة المشكلة للرأس الحربي وبالتالي تحصيل قابلية اختراق أفضل (طول المجس يبلغ 540 ملم في النسخة TOW 2 و381 ملم للنسخة ITOW) . أغلب أنواع الصواريخ TOW لها قضيب قوسي قابل للانسحاق في مقدمة أنف الصاروخ (يطلق عليه ogive crush switch) ، يعمل هذا عند الاتصال بالهدف على تنشيط الرأس الحربي وتفجيره (يقع في مؤخرة رأس المجس على ITOW وTOW 2) . إن الرأس الحربي عبارة عن شحنة مشكلة تقليدية (باستثناء TOW 2B) مع مخروط ومبطن نحاسي copper cone ومفجر في مؤخرة الشحنة . يبلغ قطر الرأس الحربي 13.2 سم على النموذج ITOW و15.2 سم على الصواريخ TOW 2/TOW 2A .. جميع الدوائر الإلكترونية الضرورية electronic circuitry لتشغيل معدات وتجهيزات الصاروخ الكهربائية موجودة في القسم الأمامي . هذه الدوائر تستقبل مجموعة إشارات القيادة والتسيير من مجموعة توجيه القذيفة وتصحح اتجاه طيران الصاروخ للتوافق إلى خط البصر . إذ يلقى على عاتق وحدة الإلكترونات مهمة استلام إشارات التوجيه التصحيحية corrective guidance signal من مضخم سيطرة الصاروخ خلال الوصلة السلكية المتصلة بالصاروخ والتي تتدلى من بكره خاصة في مؤخرته . بالإضافة إلى استقبال إشارات الانحراف وأخطاء الدوران من وحدة السيطرة الجيروسكوبية لتحديد وضع ووجهة الصاروخ .
تعليق