المقذوف السوفييتي الأول بخارق من اليورانيوم المستنزف
نتيجة ظهور دبابات معركة رئيسة غربية متطورة في منتصف السبعينات وأوائل الثمانينات ، مجهزة بدروع مركبة composite armor ، حرص التقنيين السوفييت على تطوير ذخائر طاقة حركية أكثر تقدماً ، وإدخال تعديلات جذرية على التصاميم المتوفرة لمواجهة التحديات الجديدة . فتركز الأمر على استحداث سبائك ومواد أفضل للخارق عالية القوة مع المزيد من المراعاة لمعادلة الطول/القطر . كذلك الأمر بالنسبة للقبقاب ثلاثي المقاطع من حيث خفة وزنه وسهولة انفصاله عن قضيب الخارق ، بالإضافة لاستخدام شحنة دافع أكثر قوة من نوع 4Zh52 لزيادة السرعة الأولية . من ضمن أواخر هذه السلسلة ظهر المقذوف السوفييتي الأحدث 3BM32 الذي تم تبنيه ودخل الخدمة العام 1985 ، إلا أنه لم يظهر للعالم الخارجي سوى في العام 1993 عندما عرض للتصدير . هو سوية مع المقذوف 3BM42 يبقى الأكثر انتشاراً في المخزون الروسي . خارق المقذوف جهز لأول مرة بقضيب كامل من سبيكة اليورانيوم المستنزف مع الخارصين والنيكل بطول 380 ملم . طول المقذوف بالكامل 480 ملم وقطره 30 ملم ووزنه 7.05 كلغم (وزن الخارق لوحده 4.85 كلغم) ، بالإضافة لقبقاب حلقي ثلاثي المقاطع أكبر حجماً من سابقيه التقليديين في المقذوفات 125 ملم . ومع أن سرعة الفوهة في المقذوف 3BM32 كانت جيدة جداً وبلغت 1700 م/ث عند استخدامه لشحنة الدافع عالية الطاقة 4Zh52 ، إلا أن الحجم الكبير لزعانف الاتزان خماسية الأنصال تجعله يتباطأ بشكل أسرع ، مما خفض معه من مداه الطرفي الفعال . المقذوف مجهز في مؤخرته بأداة تتبع أو خطاط من نوع T-20-1 يبلغ وزنه 0,03 كلغم . قابلية الاختراق عند مدى 2000 م مع زاوية التقاء صفر درجة تقدر بنحو 560 ملم من الفولاذ المتجانس .