ماذا يعني توقف دعم إيران لبشار؟
في الوقت التي تسعى فيه دول عربية وإسلامية في كبح جماح ثورة أهل الشام على مغتصب حريتهم، وعلى من يعاونه من الشيعة، نرى الشيعية سيما الإيرانيين يعاونون حليفهم النصيري بكل ما أوتوا من قوة، فعاونوه بالمال والسلاح والرجال، ودعموه سياسيًا ولوجستيًا وإعلاميًا، حتى صار الأمر وكأن سوريا مقاطعة إيرانية، فصار بشار الأسد لا يتحرك، ولا يأخذ قرارًا إلا بعد موافقة داعميه من الإيرانيين، ولما لا وهم أصحاب الفضل في صموده حتى الآن؟
فلولا الدعم الإيراني- والصمت الدولي على جرائم الأسد- ما بقي طيلة هذه المدة، سيما وأن الثورة السورية قد أخذت منحى مختلفًا عن بقية ثورات الربيع العربي، حيث انشق قطاع كبير من الجيش السوري، فيما يعرف بالجيش السوري الحر، إلى جانب عدد كبير من الثوار، وكوَّنوا جبهة عسكرية، ما كان لدولة أن تصمد أمامها طيلة هذه المدة إلا أن تكون مدعومة من قوى خارجية؛ تمدها بالسلاح والرجال، وهو الأمر الحاصل في سوريا، فالمليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية تكاد تمثل جُلَّ القوات المدافعة عن الأسد.
ويؤيد هذا الأمر ما صرح به قائد سلاح الطيران في الحرس الثوري الإيراني، حيث أوضح إنه لولا الدعم الإيراني لقوات الأسد لخسر الأسد المعركة، مبيناً أن السبب في بقاء النظام هي الإرادة الإيرانية.
حيث نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس"، عن أمير علي حجي زاده، قوله إن الرئيس السوري بشار الأسد نجح في الانتصار على المعارضة المدعومة من الخارج، ولا يزال في السلطة، لأن إيران أرادت ذلك.
ونقلت الوكالة تصريحات لحجي زاده، قالت إنه أدلى بها الجمعة في احتفال في طهران، وقال فيها إن "86 دولة في العالم وقفت، وقالت: إنه يجب تغيير النظام في سوريا، وإن بشار الأسد يجب أن يرحل، ولكنها فشلت؛ لأن رأي إيران كان العكس، وانهزمت هذه الدول في نهاية المطاف".
وفي تصريحه الأخير مغالطة كبيرة، لأن دول العالم التي يدعى حجي زاده وقوفها ضد بشار هي من أسهمت في طول عمر النظام حتى هذه اللحظة، حيث قدمت هذه الدول هي الأخرى الدعم للنظام الأسدي، وتعددت أشكال هذا الدعم؛ خوفًا من وصول نظام سني إلى سدة الحكم في سوريا، ولهذا طال عمر النظام السوري، فالروس والأمريكيون والصينيون وغيرهم من أصحاب المصالح، والأجندات الإمبريالية، والأيديولوجيات في المنطقة، تعاونوا بشكل أو بآخر مع بشار والدولة الإيرانية؛ ليظل الأسد قابضًا على سوريا، لكي تستمر مصالح من ناحية، وينكسر الجناح السني من ناحية أخرى.
وأضاف المسؤول الإيراني أن "وزير الخارجية الأميركي أكد بشكل واضح أنهم فشلوا، وأن المشهد تغير كما أرادت إيران وحزب الله"، وهذه كذبة أخرى؛ لأن ما هو حاصل الآن يتوافق بشكل كبير مع الهوى الأمريكي، والهوى الغربي بصفة عامة، فتحويل العالم العربي والإسلامي إلى كتل متصارعة، وبؤر مشتعلة؛ غاية سعى إليها الغرب من أمد بعيد.
وما كان لإيران أن تقرر أمرًا خلاف الهوى الغربي، فمن تكون إيران أمام الغرب المتحالف؟ بل ما عهدناها إلا تابع ذليل، يعزز مصالحه وفق ما يرى الغرب، وإلا فلماذا سكتت وتسكت عن إسرائيل؟ ولماذا لم يتخذ الغرب حيالها أي موقف عسكري- كما اتخذ مع غيرها- رغم بروباجاندا الصراع مع الغرب، التي تتغنى بها إيران، وتسوق لها ليل نهار؛ خداعًا لشعبها، ولشعوب المنطقة من المسلمين وغيرهم؟
المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث.
في الوقت التي تسعى فيه دول عربية وإسلامية في كبح جماح ثورة أهل الشام على مغتصب حريتهم، وعلى من يعاونه من الشيعة، نرى الشيعية سيما الإيرانيين يعاونون حليفهم النصيري بكل ما أوتوا من قوة، فعاونوه بالمال والسلاح والرجال، ودعموه سياسيًا ولوجستيًا وإعلاميًا، حتى صار الأمر وكأن سوريا مقاطعة إيرانية، فصار بشار الأسد لا يتحرك، ولا يأخذ قرارًا إلا بعد موافقة داعميه من الإيرانيين، ولما لا وهم أصحاب الفضل في صموده حتى الآن؟
فلولا الدعم الإيراني- والصمت الدولي على جرائم الأسد- ما بقي طيلة هذه المدة، سيما وأن الثورة السورية قد أخذت منحى مختلفًا عن بقية ثورات الربيع العربي، حيث انشق قطاع كبير من الجيش السوري، فيما يعرف بالجيش السوري الحر، إلى جانب عدد كبير من الثوار، وكوَّنوا جبهة عسكرية، ما كان لدولة أن تصمد أمامها طيلة هذه المدة إلا أن تكون مدعومة من قوى خارجية؛ تمدها بالسلاح والرجال، وهو الأمر الحاصل في سوريا، فالمليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية تكاد تمثل جُلَّ القوات المدافعة عن الأسد.
ويؤيد هذا الأمر ما صرح به قائد سلاح الطيران في الحرس الثوري الإيراني، حيث أوضح إنه لولا الدعم الإيراني لقوات الأسد لخسر الأسد المعركة، مبيناً أن السبب في بقاء النظام هي الإرادة الإيرانية.
حيث نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس"، عن أمير علي حجي زاده، قوله إن الرئيس السوري بشار الأسد نجح في الانتصار على المعارضة المدعومة من الخارج، ولا يزال في السلطة، لأن إيران أرادت ذلك.
ونقلت الوكالة تصريحات لحجي زاده، قالت إنه أدلى بها الجمعة في احتفال في طهران، وقال فيها إن "86 دولة في العالم وقفت، وقالت: إنه يجب تغيير النظام في سوريا، وإن بشار الأسد يجب أن يرحل، ولكنها فشلت؛ لأن رأي إيران كان العكس، وانهزمت هذه الدول في نهاية المطاف".
وفي تصريحه الأخير مغالطة كبيرة، لأن دول العالم التي يدعى حجي زاده وقوفها ضد بشار هي من أسهمت في طول عمر النظام حتى هذه اللحظة، حيث قدمت هذه الدول هي الأخرى الدعم للنظام الأسدي، وتعددت أشكال هذا الدعم؛ خوفًا من وصول نظام سني إلى سدة الحكم في سوريا، ولهذا طال عمر النظام السوري، فالروس والأمريكيون والصينيون وغيرهم من أصحاب المصالح، والأجندات الإمبريالية، والأيديولوجيات في المنطقة، تعاونوا بشكل أو بآخر مع بشار والدولة الإيرانية؛ ليظل الأسد قابضًا على سوريا، لكي تستمر مصالح من ناحية، وينكسر الجناح السني من ناحية أخرى.
وأضاف المسؤول الإيراني أن "وزير الخارجية الأميركي أكد بشكل واضح أنهم فشلوا، وأن المشهد تغير كما أرادت إيران وحزب الله"، وهذه كذبة أخرى؛ لأن ما هو حاصل الآن يتوافق بشكل كبير مع الهوى الأمريكي، والهوى الغربي بصفة عامة، فتحويل العالم العربي والإسلامي إلى كتل متصارعة، وبؤر مشتعلة؛ غاية سعى إليها الغرب من أمد بعيد.
وما كان لإيران أن تقرر أمرًا خلاف الهوى الغربي، فمن تكون إيران أمام الغرب المتحالف؟ بل ما عهدناها إلا تابع ذليل، يعزز مصالحه وفق ما يرى الغرب، وإلا فلماذا سكتت وتسكت عن إسرائيل؟ ولماذا لم يتخذ الغرب حيالها أي موقف عسكري- كما اتخذ مع غيرها- رغم بروباجاندا الصراع مع الغرب، التي تتغنى بها إيران، وتسوق لها ليل نهار؛ خداعًا لشعبها، ولشعوب المنطقة من المسلمين وغيرهم؟
المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث.