من دمر العراق.. عصر المالكي أم صدام؟!
مثلما صنع بشار الأسد أزمات وحروب وتمزق سورية، فنوري المالكي يذهب أبعد من ذلك في رهن العراق لطائفة واحدة، وهي التي أدركت مخاطر دق الأسافين بين السنة والشيعة لدرجة أن البعض منهم بدأ يتأسف على عهد صدام حسين لأن فقدان الأمن أدى إلى دمار البنية التحتية وتحوَّل الوطن ليعيش وضعاً مأساوياً في تفشي الفساد والمحسوبيات وتمدد إيران في مفاصله وصياغة توجهه كجزء منها بحيث لا يرقى إلى حليف أو صديق يتساوى فيه استقلال سورية مع قرار لدولة حرة تمثل وطناً وشعباً..
أعدم صدام حسين قبل سبع سنوات، وماذا تغير بعده؟ شعب يعطش ولا كهرباء وسكن، بطالة وتهجير قسري، وجيش لا يرقى لهذا المسمى بل ميليشيا طائفية وعزلة عربية ودولية، وهروب أموال، وتردد للاستثمار لأن البيئة بكليتها غير آمنة ولم يعد أحد يعرف في العراق وخارجه، هل المالكي آية عظمى، أم رئيس دولة، أو مجرد مندوب من قبل المرشد الأعلى بإيران؟
وكما قيل إن العراق منذ استقلاله كان هدفاً لتجزئته لدول وكيانات تتصارع، فقد قام المالكي بأهم الأدوار في تمرير هذه الفصول، ولم يعد من موقع آمن إلاّ المناطق الكردية، ولا تزال مصدر التوازن بين فرقاء العراق، ولذلك جاء استهداف عشائر الأنبار مرة بدعوى إيواء القاعدة والتحالف معها ومرة بقيادة عصيان مدني يعادي مكونات العراق في حين أن من طارد القاعدة وداعش، وبأسلحة غير حكومية أو دعم مادي منها هم فقط وهذا ينفي كل دعاوى المالكي لدرجة أن أمريكا طالبت بشكل علني إدخال تلك العشائر ودمجهم بالجيش، وهذا ماترفضه الحكومة التي لا تزال نعيش هاجس الانقلابات والمخاوف من أدوار لا تستطيع الدولة التنبؤ بها، وحتى إيران لا تقبل بقوة كهذه ولو كان تشكيلها من الشيعة، لأن عقدة العربي من أي مذهب وطائفة يحمل جينات العداء لها ولذلك جاء تأخر بناء الجيش وفقاً لهذه الرؤية الضيقة، وبالتالي أصبح المالكي هو المشكل العراقي قبل غيره..
مخاوف العراق لا تتعلق فقط بإيران، وإنما من مستقبل سورية التي تعد المؤثر الأساسي في استقراره من عدمه، وإذا لم ننسَ العداء المستحكم بين جناحي البعث زمن الأسد الأب، وصدام فإن التآخي بين المالكي والأسد الابن هو رابط الطائفة، والمخاوف على الكرسي، ولذلك جاء تشابه الأحوال في البلدين وعدم استقرارهما، إن نموذجي السلطة بهما مكرس لتأصيل العداء بين فصائل المجتمع، وفي حال انتهى نظام الأسد، فلا أحد يعرف ماذا ستؤول إليه سلطة المالكي..
فداعش امتداد للزرقاوي، ونباتها عززته طبيعة الحالة السياسية والاجتماعية في كلا البلدين، لأن الفراغ الأمني والتباعد بين السلطة والشعب واحتكار مقدرات البلد، والتقوي بالنفوذ الخارجي، أدوات الحضانة لتلك التنظيمات الإرهابية واستقطابها عناصر عالمية من كل مكان..
الأمور في العراق تذهب إلى تصاعد الأزمات، وبدلاً من رؤيته يعود إلى التآلف والتمازج الاجتماعي، صار البعد الطائفي هو المسيطر، وإلا كيف عجزت الحكومة طيلة السبع سنوات تأمين وحماية المدن العراقية رغم الإمكانات المادية والبشرية لولا أن الفساد وصل إلى الحدود التي لا تطاق أو تحتمل؟
مثلما صنع بشار الأسد أزمات وحروب وتمزق سورية، فنوري المالكي يذهب أبعد من ذلك في رهن العراق لطائفة واحدة، وهي التي أدركت مخاطر دق الأسافين بين السنة والشيعة لدرجة أن البعض منهم بدأ يتأسف على عهد صدام حسين لأن فقدان الأمن أدى إلى دمار البنية التحتية وتحوَّل الوطن ليعيش وضعاً مأساوياً في تفشي الفساد والمحسوبيات وتمدد إيران في مفاصله وصياغة توجهه كجزء منها بحيث لا يرقى إلى حليف أو صديق يتساوى فيه استقلال سورية مع قرار لدولة حرة تمثل وطناً وشعباً..
أعدم صدام حسين قبل سبع سنوات، وماذا تغير بعده؟ شعب يعطش ولا كهرباء وسكن، بطالة وتهجير قسري، وجيش لا يرقى لهذا المسمى بل ميليشيا طائفية وعزلة عربية ودولية، وهروب أموال، وتردد للاستثمار لأن البيئة بكليتها غير آمنة ولم يعد أحد يعرف في العراق وخارجه، هل المالكي آية عظمى، أم رئيس دولة، أو مجرد مندوب من قبل المرشد الأعلى بإيران؟
وكما قيل إن العراق منذ استقلاله كان هدفاً لتجزئته لدول وكيانات تتصارع، فقد قام المالكي بأهم الأدوار في تمرير هذه الفصول، ولم يعد من موقع آمن إلاّ المناطق الكردية، ولا تزال مصدر التوازن بين فرقاء العراق، ولذلك جاء استهداف عشائر الأنبار مرة بدعوى إيواء القاعدة والتحالف معها ومرة بقيادة عصيان مدني يعادي مكونات العراق في حين أن من طارد القاعدة وداعش، وبأسلحة غير حكومية أو دعم مادي منها هم فقط وهذا ينفي كل دعاوى المالكي لدرجة أن أمريكا طالبت بشكل علني إدخال تلك العشائر ودمجهم بالجيش، وهذا ماترفضه الحكومة التي لا تزال نعيش هاجس الانقلابات والمخاوف من أدوار لا تستطيع الدولة التنبؤ بها، وحتى إيران لا تقبل بقوة كهذه ولو كان تشكيلها من الشيعة، لأن عقدة العربي من أي مذهب وطائفة يحمل جينات العداء لها ولذلك جاء تأخر بناء الجيش وفقاً لهذه الرؤية الضيقة، وبالتالي أصبح المالكي هو المشكل العراقي قبل غيره..
مخاوف العراق لا تتعلق فقط بإيران، وإنما من مستقبل سورية التي تعد المؤثر الأساسي في استقراره من عدمه، وإذا لم ننسَ العداء المستحكم بين جناحي البعث زمن الأسد الأب، وصدام فإن التآخي بين المالكي والأسد الابن هو رابط الطائفة، والمخاوف على الكرسي، ولذلك جاء تشابه الأحوال في البلدين وعدم استقرارهما، إن نموذجي السلطة بهما مكرس لتأصيل العداء بين فصائل المجتمع، وفي حال انتهى نظام الأسد، فلا أحد يعرف ماذا ستؤول إليه سلطة المالكي..
فداعش امتداد للزرقاوي، ونباتها عززته طبيعة الحالة السياسية والاجتماعية في كلا البلدين، لأن الفراغ الأمني والتباعد بين السلطة والشعب واحتكار مقدرات البلد، والتقوي بالنفوذ الخارجي، أدوات الحضانة لتلك التنظيمات الإرهابية واستقطابها عناصر عالمية من كل مكان..
الأمور في العراق تذهب إلى تصاعد الأزمات، وبدلاً من رؤيته يعود إلى التآلف والتمازج الاجتماعي، صار البعد الطائفي هو المسيطر، وإلا كيف عجزت الحكومة طيلة السبع سنوات تأمين وحماية المدن العراقية رغم الإمكانات المادية والبشرية لولا أن الفساد وصل إلى الحدود التي لا تطاق أو تحتمل؟
تعليق