[frame="4 10"]
إذا أراد الإنسان أن يصل إلى قمة السعادة وكمال الراحة النفسية فليوثق علاقته القلبية بالله ، حتى يسكن إليه ويطمئن إلى وعده سبحانه ، ويخاف من وعيده ليراقبه آناء الليل وأطراف النهار ، ويعتقد تمام الإعتقاد أنه سبحانه وتعالى هو المدبر والمقدّر وأنه وحده هو الفعال لما يريد
ثم يأخذ بالأسباب جهده ، ويهيئ قبلها نية خالصة في طلب هذه الأسباب لينال رضا الله ويحرص على أن تكون هذه الأسباب أسباباً أباحها الله ولم يحرّمها عليه كتاب الله وسنة رسول الله ، ويتأكد أيضاً أثناء تحقيقها أن الطرق التى يسعى بها لنيلها طرق شرعية لا تخالف الشريعة الإلهية
فيأخذ بالأسباب ويسعى اليها لأن الله أمر بها بينما هو يعلم علم اليقين أن الفاعل في الحقيقة هو الله ، إن شاء بالأسباب وإن شاء بغيرها
فإذا جاءت الأسباب بما يريد شكر الله بما يليق به عليها فاستوجب المزيد ، وإذا لم يتحقق مراده بعد كمال أخذه بالأسباب ، أدرك أن ذلك لحكمة خفية يعلمها الله في ذلك ، فلا يحزن على ما فاته ولا يجزع على ما لم يحققه ، فيكون وصفه كما قال الله في كتابه {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} الحديد23
وهذا مقام الرضا الذي يجلبه الإيمان لأهل الاستقامة من المؤمنين وهم أسعد الناس في هذه الحياة وفيهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِرْضَ بما قَسَمَ اللَّه تَكُنْ أَغْنى النَّاسِ}[1]
فهم يبذلون كل ما في وسعهم في الأخذ بالأسباب إن كان في العمل لجلب الرزق أو في تناول الدواء والذهاب الى الأطباء للشفاء من الداء أو غيرها وينتظرون النتيجة مصحوبة بتوفيق الله وعناية الله ورعاية الله
وهم يعلمون علم اليقين أن الله عزوجل لشدة رأفته وسعة رحمته بعباده المؤمنين يختار لهم الأفضل والأنفع في كل أمورهم في الدنيا والآخرة فيرضون بما قضى ويكون حالهم الرضا ، والسعادة العظمى لا تكون إلا بالرضا
{1} رواه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة
[/frame]
سؤال : كيف يصل الإنسان إلى السعادة والراحة النفسية فى ظل مشاكل الحياة وهمومها؟
إذا أراد الإنسان أن يصل إلى قمة السعادة وكمال الراحة النفسية فليوثق علاقته القلبية بالله ، حتى يسكن إليه ويطمئن إلى وعده سبحانه ، ويخاف من وعيده ليراقبه آناء الليل وأطراف النهار ، ويعتقد تمام الإعتقاد أنه سبحانه وتعالى هو المدبر والمقدّر وأنه وحده هو الفعال لما يريد
ثم يأخذ بالأسباب جهده ، ويهيئ قبلها نية خالصة في طلب هذه الأسباب لينال رضا الله ويحرص على أن تكون هذه الأسباب أسباباً أباحها الله ولم يحرّمها عليه كتاب الله وسنة رسول الله ، ويتأكد أيضاً أثناء تحقيقها أن الطرق التى يسعى بها لنيلها طرق شرعية لا تخالف الشريعة الإلهية
فيأخذ بالأسباب ويسعى اليها لأن الله أمر بها بينما هو يعلم علم اليقين أن الفاعل في الحقيقة هو الله ، إن شاء بالأسباب وإن شاء بغيرها
فإذا جاءت الأسباب بما يريد شكر الله بما يليق به عليها فاستوجب المزيد ، وإذا لم يتحقق مراده بعد كمال أخذه بالأسباب ، أدرك أن ذلك لحكمة خفية يعلمها الله في ذلك ، فلا يحزن على ما فاته ولا يجزع على ما لم يحققه ، فيكون وصفه كما قال الله في كتابه {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} الحديد23
وهذا مقام الرضا الذي يجلبه الإيمان لأهل الاستقامة من المؤمنين وهم أسعد الناس في هذه الحياة وفيهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِرْضَ بما قَسَمَ اللَّه تَكُنْ أَغْنى النَّاسِ}[1]
فهم يبذلون كل ما في وسعهم في الأخذ بالأسباب إن كان في العمل لجلب الرزق أو في تناول الدواء والذهاب الى الأطباء للشفاء من الداء أو غيرها وينتظرون النتيجة مصحوبة بتوفيق الله وعناية الله ورعاية الله
وهم يعلمون علم اليقين أن الله عزوجل لشدة رأفته وسعة رحمته بعباده المؤمنين يختار لهم الأفضل والأنفع في كل أمورهم في الدنيا والآخرة فيرضون بما قضى ويكون حالهم الرضا ، والسعادة العظمى لا تكون إلا بالرضا
{1} رواه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة
تعليق