أكدت مصادرٌ فرنسية أن باريس تنوي نشر ثلاثة آلاف جندي تابعين لها حول ليبيا بهدف مواجهة الفوضى وغياب الدولة في الجنوب الليبي، الذي تصفه بأنه تحول إلى "منطقة رمادية" خارجة عن أي رقابة ومصدر لكل أنواع التهديد.
وأضافت مصادرٌ أوروبية وفرنسية أن الانتشار العسكري الفرنسي سيتم في أربعة مواقع رئيسية، منها القاعدة العسكرية في مدينة غاو شمال مالي والتي تطل على الجنوب الجزائري وتقترب من الحدود الليبية؛ حيث سيرابط ألف جندي فرنسي مجهَّزين بطوافات تايغر المقاتلة.
وتقع غاو في قلب المنطقة التي كانت تحت سيطرة القاعدة والمنظمات الجهادية المتحالفة معها، قبل إطلاق العملية العسكرية الفرنسية بداية العام 2013، كما أنها تضمن الإمساك بكل الشمال المالي.
وستحتفظ فرنسا في مدينة تساليت الواقعة شمالي غاو بقاعدة متقدمة في وسط المثلث الجزائري الموريتاني المالي.
أما القاعدة الرئيسية الثانية فهي للقوات الخاصة الفرنسية المتمركزة قريبًا من واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، وهي جاهزة للتحرك في أي لحظة بفضل الوسائل اللوجيستية الموضوعة بتصرفها.
وكانت القوات الخاصة أول الوحدات التي أرسلتها باريس العام الماضي إلى مالي.
ومن جانبها، ستستضيف نيامي عاصمة النيجر مقر الاستطلاع والمخابرات الفرنسي المجهز بقاعدة قيادة وتحكم وطائرات استطلاع من غير طيار من طراز ريبر وهارفانغ، التي اشترتها فرنسا أخيرًا من الولايات المتحدة الأميركية.
أما القاعدة الأخيرة فمقرها نجامينا عاصمة تشاد، التي سيرابط فيها 1200 جندي، فضلاً عن طائرات رافال وميراج 2000 المقاتلة وطائرات التزويد بالوقود، وستبقى باريس على الموقع العسكري المتقدم القائم في مدينة فايا لارجو التشادية القريبة من الحدود مع ليبيا.
وتفيد المصادر الفرنسية أن وزير الدفاع الفرنسي لو دريان أبرم اتفاقات وتفاهمات مع الدول الأفريقية المعنية بالانتشار الفرنسي الجديد، وهي دول تقيم معها باريس علاقات دفاعية وعسكرية قديمة.
تعليق