شرطة العراقية تشارك الجيش في الهجوم على المدن والبلدات في محافظة الأنبار غربي البلاد
أولت صحف أميركية اهتماما بالحرب الأميركية على العراق، وأشارت إحداها إلى أن الجيش العراقي غير قادر على مواجهة مسلحي العشائر في محافظة الأنبار (غربي بغداد) والمقاتلين المدربين جيدا المتدفقين من سوريا.
فقد أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن أفراد الجيش العراقي يواجهون الموت، وأنهم يلجؤون إلى الفرار بأعداد كبيرة، وهم يشنون هجماتهم ضد المدن والبلدات العراقية في محافظة الأنبار غربي البلاد.
وأضافت الصحيفة أن محافظة الأنبار العراقية تعتبر المنطقة الأخطر التي وقفت في وجه الجنود الأميركيين خلال غزو العراق، وأنها تتعرض هذه الأيام للتمزق بفعل الهجمات التي تشنها عليها السلطات العراقية.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش العراقي أرسل 42 ألفا من جنوده إلى محافظة الأنبار في محاولة من جانبه لضرب "الجهاديين" التابعين إلى تنظيم القاعدة وقمع مسلحي العشائر في المنطقة، والذين صاروا يشكلون أكبر اختبار للجيش ولحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي منذ انسحاب القوات الأميركية من العراق قبل عامين ونصف العام.
"واشنطن بوست: حرب المالكي على الأنبار لها مخاطرها ومزالقها المحتملة، وفشل الحكومة العراقية في استعادة السيطرة على الأنبار التي يهيمن عليها السُّنة، من شأنه أن يهدد وحدة البلاد برمتها"
مخاطر محتملة
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب التي يشنها المالكي على الأنبار لها مخاطرها ومزالقها المحتملة، موضحة أن فشل الحكومة العراقية في استعادة السيطرة على الأنبار التي يهيمن عليها السُّنة، من شأنه أن يهدد وحدة البلاد برمتها.
وأضافت الصحيفة أن تصعيد الحكومة العراقية هجماتها العسكرية ضد الأنبار من شأنه إثارة وتعميق مشاعر غضب السُّنة في العراق، بل وتأجيج نيران الحرب الطائفية في البلاد، مشيرة إلى أن المعركة ضد أهالي الأنبار ليست سهلة وأنها أصعب مما كان متوقعا، وأن الجيش العراقي يفقد المئات من جنوده، وأن أفراده يفرون من الميدان بأعداد كبيرة.
ونسبت الصحيفة إلى الحكومة العراقية القول إنه يصعب عليها وقف تدفق المسلحين القادمين إلى العراق عن طريق الحدود السورية، والذين يعدون أكثر صلابة وأفضل تسليحا وتدريبا من القوات العراقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة الفلوجة -التي سبق أن واجهت القوات الأميركية وكبدتها خسائر فادحة- تقع الآن بالكامل خارج سيطرة الحكومية العراقية، وذلك بعد أن استولى عليها مسلحو العشائر ومقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام التابع لتنظيم القاعدة.
"المالكي يواجه اتهامات بتعميق الانقسام الطائفي في العراق، عبر عزله أهالي البلاد السُّنة"
تعميق الانقسام
وأضافت الصحيفة أن المالكي يواجه اتهامات بتعميق الانقسام الطائفي في العراق، عبر عزله أهالي البلاد السُّنة، وأن بعض المراقبين يلقون اللوم على الحرب المستعرة في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات بالتسبب في اشتعال شرارة الحرب الطائفية في العراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش العراقي لم يستعد عافيته منذ أن تعرض للتفكيك والتسريح إبان الغزو في 2003، وذلك على الرغم من التدريبات الأميركية الواسعة.
تعليق