من جديد .. طاقم من ثلاثة أم أربعة أفـراد
خلال الحرب العالمية الثانية كانت الغالبية العظمى من دبابات المعركة تدار من قبل طاقم Crew مؤلف من خمسة أشخاص ، القائد، المعبئ (الملقم) ، الرامي ، السائق ، الرامي على الرشاش في المقدمة . وفيما بعد ، وحيث أن الحاجة التكتيكية للرامي على الرشاش في المقدمة قد إنتفت ، تم تقليل عدد أفراد الطاقم إلى أربعة رجال (وهي خطوة رائدة خطاها الاتحاد السوفييتي أولا في دبابته JS-3) علما أنه كان يعتقد ولفترة طويلة أن طاقم الخمسة أفراد هو الحد الأدنى الذي لا يمكن تقليله .. إن الجدل الدائر حول الأربعة أشخاص يتركز حول حجم الواجبات التي يتطلب القيام بها ، وذلك باستثناء المهمة القتالية ، والتي تشمل واجبات الحراسة ، متابعة اللاسلكي ، صيانة الدبابة ، التعمير والتغذية . أما أول دبابة معركة رئيسة إعتمدت مهمة تقليل أفراد الطاقم إلى ثلاثة أشخاص ، فقد كانت السويدية Strv103 ، بحيث زودت بملقم آلي Autoloader بحيث جرى الاستغناء عن الملقم البشري . لقد اعتمد هذا الأسلوب في العديد من دبابات المعركة الرئيسية الحالية (وكذلك فى التصاميم المستقلبية) وكم كانت دهشة الغرب عظيمة ، عندما ظهرت الدبابة السوفييتية T-64 بملقم آلي وطاقم من ثلاثة أفراد ثم تبعتها وبنفس الفكرة الدبابات السوفييتية اللاحقة (بما فى ذلك الحديثة Black Eagle) . وبدا جلياً أن الجيش السوفييتي رفض فكرة طاقم الأربعة أفراد للمستقبل المنظور .
وفي الحقيقة هناك فوائد ومميزات عديدة لطاقم الدبابة المكونة من ثلاثة أفراد ، إذ يمكن أولا توفير فرد واحد من كل دبابة من الدبابات (ويكون ذلك وسيلة جيدة للإدخار ، في عصر يعاني من نقص الأيدي العاملة وارتفاع تكاليف التدريب) ويمكن إعادة نشر هؤلاء على دبابات جديدة . وثانيا يمكن تقليل وتقليص حيز الدبابة الداخلي ، ويؤدي ذلك بالضرورة إلى تقليل الوزن ومن ثم توفير إمكانية ترحيل البقية الإثنين من الطاقم إلى أسفل حلقة البرج Turret Ring أو جعل مكان السائق في البرج بدلا من المقدمة ، مما يعطي ميزة تكتيكية غاية في الأهمية وهي تقليل الارتفاع الكلي للدبابة .
وفي الحقيقة هناك فوائد ومميزات عديدة لطاقم الدبابة المكونة من ثلاثة أفراد ، إذ يمكن أولا توفير فرد واحد من كل دبابة من الدبابات (ويكون ذلك وسيلة جيدة للإدخار ، في عصر يعاني من نقص الأيدي العاملة وارتفاع تكاليف التدريب) ويمكن إعادة نشر هؤلاء على دبابات جديدة . وثانيا يمكن تقليل وتقليص حيز الدبابة الداخلي ، ويؤدي ذلك بالضرورة إلى تقليل الوزن ومن ثم توفير إمكانية ترحيل البقية الإثنين من الطاقم إلى أسفل حلقة البرج Turret Ring أو جعل مكان السائق في البرج بدلا من المقدمة ، مما يعطي ميزة تكتيكية غاية في الأهمية وهي تقليل الارتفاع الكلي للدبابة .
أما عن مهام أفراد طاقم الدبابة ، فتتحدد بالتالي :
- السائق ( Driver ) : وهو الذي يقود العربة على التضاريس والأرض المختلفة إلى هدفها المنشود ، بناء على توجيهات قائد الدبابة tank commander . ويفترض فى السائق سرعة التصرف ، وتجنب العوائق (وربما الكمائن ambushs) قدر المستطاع .
- الرامي (المدفعي gunner ) : يوصف المدفعي في أغلب الأحيان بقلب الدبابة heart of the tank ، فهو يبحث عن الأهداف targets ويميّزها ويطلق النار عليها . ويمتلك الرامي معظم منظومات الرؤية (تكبر من ثلاث وحتى عشرة مرات حسب نوع المهمة) ، والتي تسمح له بأداء كل وظائفه بدقّة حتى مدى 3 كيلومتر ، فى مختلف ظروف الرؤية ، أي فى الليل (عن طريق الأشعة تحت الحمراء infrared) كما فى النهار .. إن إحدى أهم الوظائف الأساسية للمدفعي ، هي التعرف والتحقق من الهدف target identification ، بمعنى تمييز الهدف الصديق من الهدف الخصم . فلا تنحصر مهمة الرامي فى البحث عن الأهداف وتدميرها بالدقّة والسرعة الفعالة ، بل هو يجب أن يعمل ذلك بدقّة . ففي المعارك التي يكون فيها العدو والقوات الصديقة المتحالفة يستعملان نفس الأجهزة والعربات ، تصبح عملية التمييز والدقة حاسمة لدرجة أكبر .
- الملقم (المعبئ loader ) : ويلقى على عاتق هذا الفرد ، تلقيم سبطانة مدفع الدبابة بالذخيرة المناسبة ، حيث يقوم إبتداء ، بنزع القذيفة المطلوبة (يحدد نوعها الرامي) من مخزن الذخيرة ، ومن ثم حشوها فى المغلاق . ويقع مكان الملقم مباشرة بين أبواب مخزن الذخيرة compartment doors ، ومغلاق breech سبطانة المدفع الرئيس .
- قائد الدبابة (tank commander ) : يوصف قائد الدبابة ، بدماغ أو عقل brains الدبابة ، بمعني هو المُفكر الذي يدير هذه المركبة . فهو يوجّه الدبابة إلى طريقها ، بتوجيه السائق بينما يناور بالدبابة ، كما يختار ويحدد الأهداف للمدفعي selects targets ، وله القدرة أيضاً لتجاوز مهمة المدفعي ، ويطلق النار على الأهداف بنفسه . ويمتلك نفس معدات الرؤية المتوفرة للمدفعي ، بالإضافة إلى فتحته الخاصة hatch إلى خارج الدبابة .
تعليق