الوئام - رويترز :
قال مصدر حكومي كويتي إن بلاده قررت إبعاد 15 مصريا شاركوا في مسيرة ليلية مؤيدة لمرشح الرئاسة المصري عبد الفتاح السيسي.
ورفض المصدر في اتصال مع رويترز الخوض في تفاصيل القضية لكنه أكد أن قرار الإبعاد اتخذ بالفعل.
وتشعر السلطات الكويتة بالقلق بوجه خاص من التجمعات السياسية التي قد تثير توترات في الكويت حيث يمثل المغتربون نحو ثلثي عدد السكان البالغ 3.8 مليون نسمة.
وفي أغسطس آب الماضي قررت الكويت ترحيل تسعة من المقيمين المصريين الذين شاركوا في مظاهرات أمام القنصلية المصرية والسفارة الأمريكية في الكويت احتجاجا على مقتل المئات في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في محافظتي القاهرة والجيزة بعد ان عزل الجيش الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي في يوليو تموز الماضي استجابة لمظاهرات حاشدة مطالبة بتنحيته.
ولا يوجد عدد رسمي للمصريين المقيمين في الكويت لكن التقديرات تشير إلى أنهم في حدود 600 ألف مواطن يشكلون ثاني أكبر جالية للمصريين في الخارج بعد السعودية.
وبدأ المصريون في الكويت مع باقي المصريين في الخارج الخميس الماضي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية في مقر السفارة. ومن المقرر أن يكون اليوم الإثنين هو آخر يوم للتصويت في الخارج.
وكانت الكويت واحدة من ثلاث دول عربية إلى جانب السعودية والإمارات قدمت دعما سياسيا واقتصاديا كبيرا لمصر وهو ما أظهر قبول دول الخليج لعزل الجيش لمرسي في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات شعبية ضده.
وأعلنت الكويت في يوليو تموز الماضي أنها ستقدم مساعدات لمصر بقيمة أربعة مليارات دولار وذلك بعد تعهدات مماثلة من السعودية والإمارات.
وتشمل المساعدات الكويتية وديعة بقيمة ملياري دولار بالبنك المركزي المصري ومليار دولار أخرى منحة لا ترد إضافة إلى نفط ومشتقات نفطية بقيمة مليار دولار كمنحة. لكن لم يصل مبلغ مليار دولار المنحة النقدية إلى مصر حتى الآن انتظارا لموافقة مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي.
وألقت قوات الأمن القبض على المتظاهرين المؤيدين للسيسي الليلة قبل الماضية في محافظة الأحمدي.
ونسبت صحيفة الراي الكويتية اليوم الاثنين إلى مصدر أمني قوله إنه “بعد التحقيق مع المضبوطين صدرت أوامر بإبعادهم من البلاد مع منحهم مهلة لتعديل أوضاعهم تمهيدا للمغادرة.”
وقال المصدر للصحيفة “إن ما أقدموا عليه يعد مخالفة للقوانين واللوائح المعمول بها في الكويت.”
وتفرض القوانين الكويتية قواعد محددة للمسيرات والتجمعات السياسية وهو ما كان أحد أهم نقاط الخلاف بين الحكومة ومعارضيها خلال المظاهرات التي نظمتها قوى معارضة كويتية في نهاية 2012 وبداية 2013.
وقالت صحيفة الراي الكويتية إن مؤيدي السيسي كانوا يستقلون حافلة “وسرعان ما ترجلوا من (الباص) وقام بعضهم بالصعود فوقه وأطلقوا هتافات مؤيدة للمشير عبدالفتاح السيسي كما دقوا الطبول ولوحوا بعلم بلدهم ما تسبب في إرباك حركة السير.”
وأضافت الصحيفة أن “رجال مرور الأحمدي أوقفوا سائق الباص وطالبوه ومرافقيه بإبراز بطاقاتهم المدنية الأمر الذي لم يرق لهم ما حدا بالمروريين إلى إبلاغ عمليات وزارة الداخلية والاستعانة بقوة إسناد خصوصا بعد انضمام عدد آخر من المتواجدين على شاطئ الفنطاس إلى المتظاهرين.
تعليق