أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
" الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , اللهم يا مفتح الأبواب ويا مسبب الأسباب ويا دليل الحائرين توكلت عليك يا رب العالمين
وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد "
أخواني وأخواتي الأعزاء كانت هذه المقدمة الدائمة لفارس الدعوة الشيخ / أحمد حسين ديدات رحمه الله رحمةً واسعة وجميع موتى المسلمين , الذي سيكون هذا
الموضوع إن شاء الله تقرير مفصل عنه وعن حياته والمواقف البارزة في مسيرته الدعوية , الشيخ احمد جعل من اسطورة الإفحام والإلجام في الردود التي نقرأها
في الكتب واقع مرئي ومسجل ! كتوضيح بسيط لنظام الموضوع في البداية سيكون الموضوع عبارة عن سرد لحياة الشيخ كـ قصة لكيلا تكون مملة للقارئ , السرد
هذا قد لا نتوقف فيه على كثير من المراحل المهمة في حياة الشيخ لكن سأرجئها إن شاء الله إلى الفقرة الثانية حيث سأكتب عناوين بارزة وتعريف مختصر
بالحادثة وسنضع فيديو مترجم للعربية الشيخ يخبركم بها بنفسه .
[أتمنى من كل زوار الموضوع نشره بجميع الوسائل وفي جميع المواقع التي يستطيعون النشر فيها , نحتاج لأن تصل مثل هذه الشخصيات للشباب وللمسلمين اليوم , النشر متاح
للجميع بدون حقوق , وإذا أردت أن يكون لك مثل أجر احمد ديدات فانشر هذا الموضوع و انشر أعماله فقد جاء في الحديث الصحيح أن الدال على الخير كفاعله ]
# معلومات تهمك :-
الموقع الرسمي للشيخ رحمه الله : http://www.ahmed-deedat.net
القناة الرئيسية للشيخ على اليوتيوب : هنا
(هذه هي القناة التي ترجمت أكثر أعمال الشيخ , القناة تترجم بلغات متعددة منها العربية والفرنسية والألمانية , القناة تواجه حملة شرسة من إدارة اليوتيوب حيث
تم قبل فترة إغلاقها وحذف جميع المشتركين , ومن ثم تمت اعادتهم لكن تم تغيير اسم القناة وحذف قوائم التشغيل ! نتمنى منكم الإشتراك فيها ودعمها ونشرها
بكل ما تستطيعون من سبل )
- نرجو مِن مَن يستطيع الترجمة من الإنجليزية إلى أي لغة مختلفة أن يتواصل مع صفحة الفيس بوك للشيخ -
صفحة الفيس بوك الموثقة للشيخ أحمد ديدات بالعربية : https://www.facebook.com/Deedat.Arabic
# خريطة الموضوع :
- الفقرة الأولى -
• نشأته
• مسيرته الدعوية
• أسلوبه
• مناظراته ومحاضراته
• مرضه
• وفاته
• تأثيره
- الفقرة الثانية -
|| محطات من حياة أحمد ديدات ||
• القضية الفلسطينية
• الشيخ زايد رحمه الله
• المناظرة مع القس جيمي سواجرت
• محاضرة محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس
• الرد على الحقير سلمان رشدي
• الرد على مسألة الحجاب
• جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام , وتتضمن :-
- إحراج أحمد ديدات لوزير سعودي -
• الرد على مسألة تعدد الزوجات
• المناظراتين مع القس الفلسطيني أنيس شروش
• محاضرة : زائر مسيحي في المسجد
• جولة استراليا المثيرة للجدل
• أجوبة مسكتة !
• صور نادرة
ترجمة مختصرة للشيخ :-
أحمد حسين كاظم ديدات مسلم سني هندي مؤسس المركز العالمي لنشر الإسلام بمدينة ديربان عالم بمقارنة الأديان وتخصص في الديانة المسيحية , كان يحاجج
النصارى بكتابهم المقدس , ومن كتابهم المقدس أبطل ألوهية المسيح ونفى الثالوث وأثبت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكل ذلك من الكتاب المقدس نفسه !!
, وُلد الشيخ في الأول من يوليو عام1918 م في مدينة سورات الساحلية بالهند ولم يعش فيها كثيراً إذ هاجر وعمره 9 سنوات إلى جنوب إفريقيا حيث مكث فيها
أكثر حياته وتوفي فيها في الثامن من اغسطس عام2005 م عن عمر 87 عاماً رحمه الله رحمةً واسعة وجميع موتى المسلمين .
|| نشأته ||
كما أسلفنا وُلد أحمد ديدات في 1918/7/1 م لأبوين مسلمين في مدينة سورات الهندية كانت أسرته فقيرة كحال أغلب الأُسر في ذلك الوقت , عمل والداه
بالزراعة حتى بلغ أحمد ديدات 9 سنوات كان والده قد انتقل للعيش في جنوب افريقيا وعمل خياطاً فيها , عندها استدعى حسين ابنه أحمد ليعيش ويعمل معه
كانت هذه مرة أحمد الأولى التي يمتلك فيها جوازاً للسفر وكان جواز سفر بريطاني لأن الهند في ذلك الوقت كانت تحت الاحتلال البريطاني , أستقل أحمد الباخرة
المتجهه نحو جنوب افريقيا , لكن قبل أن يصل أحمد بيوم واحد إلى جنوب افريقيا , كانت الحكومة الجنوب افريقية قد منعت دخول الأبناء دون أمهاتهم إلى
جنوب افريقيا , وصل احمد ديدات إلى ميناء مدينة ديربان متأخراً حيث وصل في الفترة التي يُمنع دخول الصغار فيها بدون أمهاتهم , لكن كان أحمد هو الطفل
الوحيد من تلك الباخرة الذي دخل إلى جنوب افريقيا وكان ذلك بسبب والده حسين حيث كان رجل قوي وعنيد جداً إذ لم يكترث لذلك القانون السخيف ودخل إلى
الباخرة متجاهلاً جميع انذارات الحراس وأمسك بولده احمد واقتاده خارج السفينة , حاول الضباط منع حسين لكنهم فضلوا تجنب المشاكل والسماح له بالمغادرة مع ابنه !
وصل احمد إلى مدينة ديربان ودخل المدرسة , وعندم كادت أن تستقر له الحياة علم أن أمه " فاطمة " قد توفيت , شكل هذا الخبر صدمة كبيرة لأحمد لكنه لم
يمنعه من إكمال دراسته حتى بلغ سن السادسة عشر حيث أنهى المستوى السادس ( يقابل المرحلة الثانوية اليوم ) واصبح يحتاج إلى مصاريف إضافية لإكمال
الدراسة , لم يكن يملك أحمد هذه المال الكافي لكن ظهر له بصيص أمل عندما قال له احد رجال الأعمال : " أحمد لا تقلق , اذهب للمدرسة وسوف أتكفل
بالمصاريف " أسعد هذا الخبر أحمد وبدأ دراسته , وفي يومٍ ما سأله المعلم : " أحمد أين الرسوم ؟ " أجابه أحمد : " سأحضر المال في الغد يا سيدي "
بعد نهاية اليوم الدراسي ذهب أحمد إلى رجل الأعمال الذي وعده بالتكفل برسوم الدراسة , وعندما طلب منه المال قال له الرجل : " لقد كنت أمزح " !! كان هذا بمثابة إحباط
وصدمة أخرى لأحمد , أجبر هذا أحمد أن يقطع دراسته ويذهب للعمل , وبعد البحث وجد عمل في متجر يبعد 30 كم عن مدينة ديربان كان في مقابل المتجر يوجد
مركز أمريكي للتبشير حيث يتدرب فيه الأفارقة على العمل التبشيري , كان طلاب ذلك المركز يتدربون على عمال المتجر المسلمين ومنهم أحمد ديدات , حيث
كانت تجبره وظيفته بالتعامل معهم ببيع السكر والملح والخ ... , أثناء العمل كان يأتي المبشرين ويمارسون ما تعلموه على المسلمين , فكانوا يقولون : هل
تعلمون أن نبيكم محمد كان لديه الكثير من الزوجات ؟ هل تعلمون أن محمد نسخ القرآن من اليهود والنصارى ؟ وأن الإسلام انتشر بحد السيف ؟
لم يكن أحمد ولا عمال المتجر يعلمون أي شيء عن هذا , كانت أقصى معلوماتهم عن الدين هي الشهادة وكانوا حتى لا يعرفون معناها , كانت الشهادة بمثابة
كلمة سحرية يقولها المرء ويصير مسلماً ! , كان احمد يفعل مثلما يفعل أبوه في الصلاة والوضوء والصوم والخ.. , ساعد هذا الجهل المبشرين في التأثير على
عمال المتجر , حيث جعلوا العمل أصعب عليهم بأسئلتهم وازعاجهم المستمر لهم , حتى فكر أحمد في ترك الوظيفة ! لكن هذا مستحيل ! إذا من الصعب أن يجد
وظيفة أخرى براتب 6 ران شهرياً , كان خياره الآخر أن يحارب ويقاوم المبشرين ويفحمهم , لكن لم يكن لديه سلاح ليحاربهم به , استمر الحال على ما هو عليه
حتى ذهب أحمد إلى مخزن مديره , كان أحمد شغوف بالقراءة وفي المخزن وجد كومة من الجرائد القديمة فبحث فيها عمّا يمكن قراءته وفي أثناء بحثه وجد كتاب
متآكل عنوانه " IzhrulHaq " (إظهار الحق) بدا اسم هذا الكتاب اسماً اسلامياً حيث لم يكن غربي ولا حتى افريقي , بدأ احمد بتصفح الكتاب فوجده مشوقاً
للقراءة حيث كان يتحدث عن الغزو البريطاني للهند "بلاده" ومواقف مشابهه لموقفه , حيث كان احمد يحمل الجواز البريطاني بسبب احتلال الهند من قِبَل بريطانيا
, وهو نفس مافي الكتاب ! , في الكتاب وجد قصة الإنجليز مع الشعب الهندي ومحاولتهم لتنصيرهم بإقامة المناظرات معهم , القصة رائعة وهذا الشيخ يرويها بنفسه :-
http://www.youtube.com/watch?v=yZPFLVbbb8U
هذا الكتاب وهذه القصة كانت مصدر إلهام للشيخ أحمد ديدات , حيث عزم على دراسة الكتاب المقدس , كان هذا هو السلاح الذي احتاجه احمد ديدات
لمقاومة المبشرين حيث صنع المبشرون من حيث لا يعلمون وحشاً سيلتهمهم ويثبت بطلان دينهم !!
|| مسيرته الدعوية ||
بدأت مسيرته الدعوية عندما قرأ كتاب إظهار الحق الذي وجده , بعدها قام بدراسة الكتاب المقدس وقص أعداد معينة منه ورتبها في قاموس بحيث يسهل عليه حفظها والاستدلال
بها , كان أحمد ديدات متحمس للمبشرين هذه المرة , فعندما دخل مجموعة منهم المتجر لشراء ما يحتاجونه وغزو المسلمين فكرياً كان الشيخ أحمد ديدات
يسألهم اسئلة لم يستطيعوا الإجابة عليها , وكل ما دخلت مجموعة يفعل معها نفس الأمر حتى تلوذ بالفرار ! منذ ذلك الوقت لم يستطع المبشرون التفوه بكلمة
واحدة عن محمد صلى الله عليه وسلم أو الإسلام , بدأ احمد بالاستمتاع بالأمر , فتطور به الأمر حيث كان يذهب للكنائس يوم الأحد ليسأل القساوسة مثلاً كان يسألهم : " سيدي كيف صُلب المسيح ؟ " فكان القس يجيب عليه ويشرح له , ولكنّ الشيخ يملك رد معاكس يناقض كلام القس من الكتاب المقدس نفسه !
من هنا انطلق الشيخ احمد ديدات في ابحاثه ودراسته , درس القرآن وعرف معانيه عن طريق الترجمة , وبدأ يحاضر ويلقي الخطب عن القرآن , وفي البداية كانت
محاضراته عامة وفي قاعات صغيرة وعلى جمهور قليل , وبالممارسة والخبرة أصبح يستأجر أكبر القاعات والمسارح في مدينة ديربان والعالم ويناظر أكبر وأهم
القساوسة وحول أكثر المواضيع الشائكة بين الإسلام والمسيحية والقرآن والكتاب المقدس , في عام 1959 م ترك الشيخ عمله – مديراً لمصنع للأثاث - وتفرغ
تماماً للدعوة , وأسس المركز العالمي لنشر الإسلام " IPCI " في مدينة ديربان , كان يلقي محاضرات في مختلف أنحاء العالم من الشرق الأوسط إلى أمريكا
وأوروبا وباكستان وجنوب افريقيا وغيرها من الدول , كان للشيخ رحمه الله قوة بالغة في الحجة , لدرجة أنه لم يستطع "بابا" الفاتيكان زيارة جنوب افريقيا لأن
الشيخ أخبره إن أتى لجنوب افريقيا فلابد من مناظرة بينهما , لهذا غاب موفدوا الفاتيكان عن جنوب افريقيا ولم يستطيعوا زيارتها حتى مرض الشيخ احمد ديدات
وفي بقية الموضوع ان شاء الله سنتعرض لنماذج من هذه المحاضرات والخطب لفارس الدعوة إن شاء الله .
|| أسلوبه ||
يتميز الشيخ رحمه الله بأسلوب خطاب عقلي , وكان يستشهد على النصارى من كتابهم المقدس نفسه , كانت دائماً تأتيه الإنتقادات بأن طريقته عدوانية وبأنها
تخالف طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأنها ليست من الحكمة والموعظة الحسنة , وهنا سؤال وجهته له سيدة حيث سألته هل تعتقد ان طريقتك "العدائية"
أفضل من طريقة الأنبياء السلمية في احترام الديانات ونشر الاسلام ؟
http://www.youtube.com/watch?v=Yhae5RkWr60
على الرغم من تبريرات الشيخ الدائمة إلا أن الانتقادات على أسلوبه مستمرة وحتى من المسلمين انفسهم , حيث كان بعضهم يعتبره مصدر ازعاج ويُظهر
المسلمين بصورة عدائية ويسبب لهم المتاعب والكراهية في جنوب افريقيا , هذا دفع الشيخ أحمد ديدات إلى سؤال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن هذه
النقطة في إحدى زياراته إلى المملكة , وحدث بينهم النقاش التالي :
http://www.youtube.com/watch?v=6LCeCOxSkhA
ممن كان يتبنى هذا الرأي والنظرة تجاه أسلوب احمد ديدات واحد من أقرب الناس له يوسف أحمد "ابن الشيخ احمد" حيث كان يعتقد أن أسلوب والده ليس مناسب
في الدعوة وأنه حاد أكثر من اللازم , يقول يوسف : " كنت واحداً من الكثيرين الذين كانوا يظنون أن الشيخ غليظ جداً في دعوته , وأنه يبعد الناس عن الإسلام !
ذلك لم أكن أذهب مطلقاً لحضور محاضراته , حتى عندما كنت أدرس كنت أسمي نفسي " يوسف أحمد " وليس " يوسف ديدات " لأن ديدات رجل سيء !
لم أتجادل مع أبي مطلقاً عن هذا الموضوع ولم أدعمه فيما يقوم به , كنت معجب بأسلوب القس جيمي سواجرت وكنت معتاداً على جلب أشرطة فيديو له وأريها
لأبي , وكنت أقول له : أبي بإمكانك أن تتحدى وتناظر العالم كله ولكن ليس هذا الرجل ! , كان سواجرت متحدث بارع وكان عميق التأثير فينا على الرغم من
كونه مسيحي , كنت يوماً أساعد ابي في المكتب - وانا لست على وفاق تام مع أسلوبه - وسمعت أنه حجز تذكرة سفر إلى أمريكا ليناظر جيمي سواجرت !!
صدقوني حينها والله رجعت للمنزل وانا ارتجف ! لأني اعتقدت أن هذا هو اليوم الذي سيخسر فيه أبي ! لكن هذا لم يحدث مطلقاً وقد رافقته لأمريكا وانتم تعلمون
كيف كانت نتيجة المناظرة ! تلك المناظرة رفعته وقدمته كبطل للعالم العربي والإسلامي وكرجل يستطيع أن يتحدى أمريكا ! والحمدلله لقد ألهمني هذا كثيراً وكنت
فخوراً جداً وشكرت الله عز وجل لأنني حظيت بأب عظيم مثله "
من كل هذا نستنج أنه وإن كانت طريقة الشيخ فيها حدة لكنها أثبتت جدوتها , فأحمد ديدات فعل في فترة قصيرة ما لم يفعله أي من منتقديه طوال حياتهم ! التزكية من الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - لأسلوب أحمد ديدات وأن أسلوبه صحيح 100% كانت واحدة من شهادات كثيرة للشيخ , ولكن الشهادة الأكبر له هي انجازاته وتأثيره على أرض الواقع .
|| مناظراته ومحاضراته ||
قام الشيخ رحمه الله بالعديد من المحاضرات والمناظرات بفضل الله عليه وعلينا أنه لم يُهزم أو يُفحَم في أيٍّ منها , كان للشيخ مناظرات مع أكبر القساوسة على الإطلاق مثل القس جيمي سواجرت , كما كانت له محاضرات أثارت الكثير من الجدل مثل محاضرة " الجمعة العظيمة " والتي كانت في استراليا في واحد من أكبر قاعات مدينة سيدني في يوم عيد الفصح والتي أبطلت عيدهم وأتت على بنيانهم من القواعد ! لن نفسد مناظرات الشيخ ومحاضراته بكثرة الكلام عنها , بل سندعكم تشاهدونها بأنفسكم إن شاء الله وتستمتعون بها .
|| مرضــه ||
على الرغم من كِبَر سنّه إلا أن الشيخ استمر بالعمل الدعوي , حيث كان وهو في السبعينيات يسافر ويلقي محاضرات يستمر فيها واقفاً على قدميه لثلاث ساعات متواصلة يناقش ويناظر ويجيب على الأسئلة ! ففي عام 1996 م بعد عودته من استراليا بشهر أصيب بسكتة دماغية مفاجئة جعلته طريح الفراش حيث لم يستطع الشيخ تحريك أي جزء في جسمه ولم يعد يستطيع الكلام ! أخذه ابناءه إلى مستشفى "إنتابينى" أفضل مستشفى في مدينة ديربان حيث اخبرهم الأطباء هناك بأنه لن يعيش إلا لعشرة أيام فقط !! لم تكن أسرة الشيخ غنية أبداً بل كانوا فقراء ولم يستطيعوا دفع تكاليف المستشفى لاستمرار العلاج وهذا دفعهم إلى طلب المساعدة , حيث قام الأمير سلطان بن سلمان بإرسال طائرة طبية خاصة إلى جنوب افريقيا ونقلت الشيخ أحمد ديدات وزوجته وابنه يوسف إلى الرياض للعلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي , وفي المستشفى تم تعيين أفضل الأطباء للعناية بالشيخ أحمد ديدات وهو الدكتور الألماني مونتر , كان د/ مونتر صاحب شخصية قوية وأكثر رجل مُهاب في المستشفى وكان عبوس ولا يبتسم أبداً , لا يجرؤ أي شخص على الإتصال به خارج أوقات الدوام الرسمي حتى في الحالات الطارئة ! وبعد ثلاثة أشهر من وجود الشيخ في مستشفى الملك فيصل أصيب بتسمم في الدم وهو مرض خطير جداً وبالنسبة لمن هو مصاب بالسكتة الدماغية كان قد يعني الوفاة ! في هذه المرحلة اتصلت زوجة الشيخ أحمد ديدات بالدكتور مونتر في منتصف الليل وطلبت منه الحضور لأن حالة الشيخ ساءت جداً , فحضر – وهو مالم يفعله من قبل – و قام بتنشيط كل المستشفى لمتابعة حالة الشيخ احمد لمدة 7 أيام متواصلة من الملاحظة حتى تعافى الشيخ أحمد من تسمم الدم بفضل الله , من بعدها تكونت علاقة قوية بين الشيخ أحمد و د/ مونتر وأعطاه الشيخ أحمد نسخة مترجمة من القرآن وصار الدكتور مونتر يسأل الشيخ احمد عديد الأسئلة عن الإسلام وشعائره وعن مكة والمدينة , وأصبح الشيخ يجيبه عن جميع أسئلته ويشرح له طبعاً لم يكن يستطيع الشيخ التحدث ولكنه توصل إلى طريقة للتواصل عن طريق العيون – تشاهدونها في فيديو زيارة الجزيرة الوثائقية له - , وبعد عشرة أشهر غادر الشيخ احمد ديدات السعودية إلى جنوب افريقيا بعد أن ترك أثر كبير في كل من كان حوله بما فيهم د/ مونتر , في جنوب افريقيا بقي الشيخ أحمد في بيته وكان يعتني به ويرعاه ابنه يوسف وزوجته , استمر مرضه تسع سنوات كاملة حتى توفي رحمه الله , كان وهو مريض مثالاً للصبر والثبات على منهج الحق , لم يمنعه مرضه من الدعوة فكان يدعو وينصح زواره ومحبيه في العالم أجمع .
# زيارة الجزيرة الوثائقية له في مرضه :
## الرد على النصارى بخصوص مرض الشيخ ##
يتبجح الكثير من النصارى اليوم بأن مرض الشيخ كان نتيجة لغضب ولعنة الرب عليه لأنه لم يقبل بيسوع المسيح مخلصاً ورباً وإلهاً
وأنه بسبب هذا أخرسه المسيح وجعله طريح الفراش !
طبعاً بغض النظر عن فضائح القساوسة والذين يموتون على عُهر وخسة وليس على فراش المرض لكن نريد أن نطرح تساؤل عقلي :-
ما دام أن عيسى "الإله" استطاع أن يلعن ويعاقب أحمد ديدات لأنه لم يؤمن به فهذا يستلزم منه كونه يملك القدرة والقوة على هذا , أليس كذلك ؟
جميل جداً , إذاً هذا الإله القادر لماذا - طبقاً للكتاب المقدس - لم ينقذ نفسه عندما صلبه اليهود وعرّوه وبصقوا عليه وألبسوه ثوباً ارجوانياً ؟ أي إله يُفعل فيه هذا ؟
وهذه بعض الأعداد من الكتاب المقدس تصف صلب المسيح حسب زعمهم :
" فأخذَ جُنودُ الحاكِمِ يَسوعَ إلى قَصرِ الحاكِمِ وجَمعوا الكَتيبةَ كُلَّها، فنزَعوا عَنهُ ثيابَهُ وألبَسوهُ ثَوبًا قِرمِزيّا، وضَفَروا إكليلاً مِنْ شَوك ووضَعوهُ على رأسِهِ، وجَعَلوا في يَمينِهِ قصَبَةً، ثُمَّ رَكَعوا أمامَهُ واستَهزأوا بِه فقالوا السّلامُ علَيكَ يا مَلِكَ اليَهودِ وأمسكوا القصَبَةَ وأخَذوا يَضرِبونَهُ بِها على رأسِهِ وهُم يَبصُقونَ علَيهِ. وبَعدَما استَهزَأوا بِه نَــزَعوا عَنهُ الثَّوبَ القِرمِزيَّ، وألبَسوهُ ثيابَهُ وساقوهُ ليُصلَبَ " [ متى 27 : 27-31 ]
فإن كان عيسى الإله قادر على أن يخرس أحمد ديدات فمن باب أولى كان ليقدر أن ينقذ نفسه من هذه المواقف المزرية , بدلاً من أن يصرخ قبل أن يموت :
" إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي "
[ سفر المزامير 1:22 , متى 46:27 , مرقس 34:15 ]
في هذا رد كافي من الكتاب المقدس على غباء النصارى في زعمهم أن مرض ديدات هو جزاء كفره بألوهية المسيح .
|| وفـاته ||
كان للشيخ رحمه الله في حياته وبعد مماته بالغ الأثر في من حوله وفي العالم أجمع, إذ كانت أسلوبه وحوارته ومناظراته منارة يؤمها ويستفيد منها كل مسلم سواءً كان عالماً أو متعلم , كان الشيخ دائماً يقول أنت لا تحتاج القرآن لتبطل عقيدة النصارى , فقط استخدم كتابهم ضدهم , فالقرآن أشرف من أن يدخل في حرب كهذه , كان له كبير الأثر على المسلمين في حياته إذ كان على تواصل معهم ويصلهم ويلقي محاضراته في جميع أنحاء العالم , وتحديداً في الدول التي كان يتوقع أن يغزوها النصارى فكرياً بمدهم التبشيري , بينما كان تأثيره عكسياً على النصارى , فتصدى لكثير من هجماتهم ومنع كثيراً من اهدافهم وعطّل دورهم تماماً في جنوب إفريقيا على الرغم من أن المسلمين يمثلون أقلية هناك , وبعد وفاته لا تزال محاضراته ومناظراته المسجلة والأسئلة التي فيها والأدلة لم تجد - ولن تجد - رداً مقنعاً من القساوسة , ولا زال ذكر اسمه يثير الرعب في العالم النصراني اليوم ! , من أشهر تلاميذه الدكتور /ذاكر نايك حفظه الله , وهو واحد من أشهر الدعاة للإسلام في الغرب ومدير قناة "Peace Tv" , ينهج الشيخ ذاكر نفس أسلوب الشيخ احمد تماماً ويملك من قوة الحجة والإفحام في الرد ما يشابه به الشيخ رحمه الله , قد يكون مات أحمد ديدات لكن دعوة أحمد ديدات ومنهج أحمد ديدات لم ولن يموت إن شاء الله , ويوجد في الغرب كثير من الدعاة للصراط المستقيم , نسأل الله أن يرحم الشيخ أحمد ديدات وموتى المسلمين ويهدينا الصراط المستقيم والمنهج القويم ويثبتنا عليه , آمين .
وهذا مقطع لفرحة الشيخ وسعادته رحمه الله بتلميذه ذاكر نايك وافتخاره به :
http://www.youtube.com/watch?v=0aFf0ggHbsA
أنتهت الفقرة الأولى من الموضوع والتي سردت حياة الشيخ مروراً بمرضه وحتى وفاته رحمه الله , للأسف كثير من المسلمين العرب اليوم لا يعرفون من هو أحمد ديدات , أرى أنه عار علينا أن يغيب علم عالم كبير مثل هذا عن الشباب اليوم , أحمد ديدات هو واحد من القدوات الحية والواقعية والمشاهدة للشباب , عندما ترى عزة الإسلام أمام عينيك وأحمد ديدات وهو يتحدى كبار القساوسة ويسحق أعداء الله ولا أحد منهم يرد هنا تعرف أن الأمة اليوم فيها مشكلة , المسؤولية علينا كبيرة وعلينا أن نتحملها , علينا أن ننشر علم أحمد ديدات لنرى مثل أحمد ديدات في المستقبل ان شاء الله , كم نتمنى وجود مثله اليوم في توفر التقنيات والكاميرات الحديثة .
# الموضوع بكل فقراته متاح للنشر بدون حقوق , أتمنى من الجميع نشره في كل المواقع التي يستطيع أن ينشره فيها , فـ الدال على الخير كفاعله .
يُتبع ...
بسم الله الرحمن الرحيم
" الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , اللهم يا مفتح الأبواب ويا مسبب الأسباب ويا دليل الحائرين توكلت عليك يا رب العالمين
وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد "
أخواني وأخواتي الأعزاء كانت هذه المقدمة الدائمة لفارس الدعوة الشيخ / أحمد حسين ديدات رحمه الله رحمةً واسعة وجميع موتى المسلمين , الذي سيكون هذا
الموضوع إن شاء الله تقرير مفصل عنه وعن حياته والمواقف البارزة في مسيرته الدعوية , الشيخ احمد جعل من اسطورة الإفحام والإلجام في الردود التي نقرأها
في الكتب واقع مرئي ومسجل ! كتوضيح بسيط لنظام الموضوع في البداية سيكون الموضوع عبارة عن سرد لحياة الشيخ كـ قصة لكيلا تكون مملة للقارئ , السرد
هذا قد لا نتوقف فيه على كثير من المراحل المهمة في حياة الشيخ لكن سأرجئها إن شاء الله إلى الفقرة الثانية حيث سأكتب عناوين بارزة وتعريف مختصر
بالحادثة وسنضع فيديو مترجم للعربية الشيخ يخبركم بها بنفسه .
[أتمنى من كل زوار الموضوع نشره بجميع الوسائل وفي جميع المواقع التي يستطيعون النشر فيها , نحتاج لأن تصل مثل هذه الشخصيات للشباب وللمسلمين اليوم , النشر متاح
للجميع بدون حقوق , وإذا أردت أن يكون لك مثل أجر احمد ديدات فانشر هذا الموضوع و انشر أعماله فقد جاء في الحديث الصحيح أن الدال على الخير كفاعله ]
# معلومات تهمك :-
الموقع الرسمي للشيخ رحمه الله : http://www.ahmed-deedat.net
القناة الرئيسية للشيخ على اليوتيوب : هنا
(هذه هي القناة التي ترجمت أكثر أعمال الشيخ , القناة تترجم بلغات متعددة منها العربية والفرنسية والألمانية , القناة تواجه حملة شرسة من إدارة اليوتيوب حيث
تم قبل فترة إغلاقها وحذف جميع المشتركين , ومن ثم تمت اعادتهم لكن تم تغيير اسم القناة وحذف قوائم التشغيل ! نتمنى منكم الإشتراك فيها ودعمها ونشرها
بكل ما تستطيعون من سبل )
- نرجو مِن مَن يستطيع الترجمة من الإنجليزية إلى أي لغة مختلفة أن يتواصل مع صفحة الفيس بوك للشيخ -
صفحة الفيس بوك الموثقة للشيخ أحمد ديدات بالعربية : https://www.facebook.com/Deedat.Arabic
# خريطة الموضوع :
- الفقرة الأولى -
• نشأته
• مسيرته الدعوية
• أسلوبه
• مناظراته ومحاضراته
• مرضه
• وفاته
• تأثيره
- الفقرة الثانية -
|| محطات من حياة أحمد ديدات ||
• القضية الفلسطينية
• الشيخ زايد رحمه الله
• المناظرة مع القس جيمي سواجرت
• محاضرة محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس
• الرد على الحقير سلمان رشدي
• الرد على مسألة الحجاب
• جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام , وتتضمن :-
- إحراج أحمد ديدات لوزير سعودي -
• الرد على مسألة تعدد الزوجات
• المناظراتين مع القس الفلسطيني أنيس شروش
• محاضرة : زائر مسيحي في المسجد
• جولة استراليا المثيرة للجدل
• أجوبة مسكتة !
• صور نادرة
ترجمة مختصرة للشيخ :-
أحمد حسين كاظم ديدات مسلم سني هندي مؤسس المركز العالمي لنشر الإسلام بمدينة ديربان عالم بمقارنة الأديان وتخصص في الديانة المسيحية , كان يحاجج
النصارى بكتابهم المقدس , ومن كتابهم المقدس أبطل ألوهية المسيح ونفى الثالوث وأثبت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكل ذلك من الكتاب المقدس نفسه !!
, وُلد الشيخ في الأول من يوليو عام1918 م في مدينة سورات الساحلية بالهند ولم يعش فيها كثيراً إذ هاجر وعمره 9 سنوات إلى جنوب إفريقيا حيث مكث فيها
أكثر حياته وتوفي فيها في الثامن من اغسطس عام2005 م عن عمر 87 عاماً رحمه الله رحمةً واسعة وجميع موتى المسلمين .
|| نشأته ||
كما أسلفنا وُلد أحمد ديدات في 1918/7/1 م لأبوين مسلمين في مدينة سورات الهندية كانت أسرته فقيرة كحال أغلب الأُسر في ذلك الوقت , عمل والداه
بالزراعة حتى بلغ أحمد ديدات 9 سنوات كان والده قد انتقل للعيش في جنوب افريقيا وعمل خياطاً فيها , عندها استدعى حسين ابنه أحمد ليعيش ويعمل معه
كانت هذه مرة أحمد الأولى التي يمتلك فيها جوازاً للسفر وكان جواز سفر بريطاني لأن الهند في ذلك الوقت كانت تحت الاحتلال البريطاني , أستقل أحمد الباخرة
المتجهه نحو جنوب افريقيا , لكن قبل أن يصل أحمد بيوم واحد إلى جنوب افريقيا , كانت الحكومة الجنوب افريقية قد منعت دخول الأبناء دون أمهاتهم إلى
جنوب افريقيا , وصل احمد ديدات إلى ميناء مدينة ديربان متأخراً حيث وصل في الفترة التي يُمنع دخول الصغار فيها بدون أمهاتهم , لكن كان أحمد هو الطفل
الوحيد من تلك الباخرة الذي دخل إلى جنوب افريقيا وكان ذلك بسبب والده حسين حيث كان رجل قوي وعنيد جداً إذ لم يكترث لذلك القانون السخيف ودخل إلى
الباخرة متجاهلاً جميع انذارات الحراس وأمسك بولده احمد واقتاده خارج السفينة , حاول الضباط منع حسين لكنهم فضلوا تجنب المشاكل والسماح له بالمغادرة مع ابنه !
وصل احمد إلى مدينة ديربان ودخل المدرسة , وعندم كادت أن تستقر له الحياة علم أن أمه " فاطمة " قد توفيت , شكل هذا الخبر صدمة كبيرة لأحمد لكنه لم
يمنعه من إكمال دراسته حتى بلغ سن السادسة عشر حيث أنهى المستوى السادس ( يقابل المرحلة الثانوية اليوم ) واصبح يحتاج إلى مصاريف إضافية لإكمال
الدراسة , لم يكن يملك أحمد هذه المال الكافي لكن ظهر له بصيص أمل عندما قال له احد رجال الأعمال : " أحمد لا تقلق , اذهب للمدرسة وسوف أتكفل
بالمصاريف " أسعد هذا الخبر أحمد وبدأ دراسته , وفي يومٍ ما سأله المعلم : " أحمد أين الرسوم ؟ " أجابه أحمد : " سأحضر المال في الغد يا سيدي "
بعد نهاية اليوم الدراسي ذهب أحمد إلى رجل الأعمال الذي وعده بالتكفل برسوم الدراسة , وعندما طلب منه المال قال له الرجل : " لقد كنت أمزح " !! كان هذا بمثابة إحباط
وصدمة أخرى لأحمد , أجبر هذا أحمد أن يقطع دراسته ويذهب للعمل , وبعد البحث وجد عمل في متجر يبعد 30 كم عن مدينة ديربان كان في مقابل المتجر يوجد
مركز أمريكي للتبشير حيث يتدرب فيه الأفارقة على العمل التبشيري , كان طلاب ذلك المركز يتدربون على عمال المتجر المسلمين ومنهم أحمد ديدات , حيث
كانت تجبره وظيفته بالتعامل معهم ببيع السكر والملح والخ ... , أثناء العمل كان يأتي المبشرين ويمارسون ما تعلموه على المسلمين , فكانوا يقولون : هل
تعلمون أن نبيكم محمد كان لديه الكثير من الزوجات ؟ هل تعلمون أن محمد نسخ القرآن من اليهود والنصارى ؟ وأن الإسلام انتشر بحد السيف ؟
لم يكن أحمد ولا عمال المتجر يعلمون أي شيء عن هذا , كانت أقصى معلوماتهم عن الدين هي الشهادة وكانوا حتى لا يعرفون معناها , كانت الشهادة بمثابة
كلمة سحرية يقولها المرء ويصير مسلماً ! , كان احمد يفعل مثلما يفعل أبوه في الصلاة والوضوء والصوم والخ.. , ساعد هذا الجهل المبشرين في التأثير على
عمال المتجر , حيث جعلوا العمل أصعب عليهم بأسئلتهم وازعاجهم المستمر لهم , حتى فكر أحمد في ترك الوظيفة ! لكن هذا مستحيل ! إذا من الصعب أن يجد
وظيفة أخرى براتب 6 ران شهرياً , كان خياره الآخر أن يحارب ويقاوم المبشرين ويفحمهم , لكن لم يكن لديه سلاح ليحاربهم به , استمر الحال على ما هو عليه
حتى ذهب أحمد إلى مخزن مديره , كان أحمد شغوف بالقراءة وفي المخزن وجد كومة من الجرائد القديمة فبحث فيها عمّا يمكن قراءته وفي أثناء بحثه وجد كتاب
متآكل عنوانه " IzhrulHaq " (إظهار الحق) بدا اسم هذا الكتاب اسماً اسلامياً حيث لم يكن غربي ولا حتى افريقي , بدأ احمد بتصفح الكتاب فوجده مشوقاً
للقراءة حيث كان يتحدث عن الغزو البريطاني للهند "بلاده" ومواقف مشابهه لموقفه , حيث كان احمد يحمل الجواز البريطاني بسبب احتلال الهند من قِبَل بريطانيا
, وهو نفس مافي الكتاب ! , في الكتاب وجد قصة الإنجليز مع الشعب الهندي ومحاولتهم لتنصيرهم بإقامة المناظرات معهم , القصة رائعة وهذا الشيخ يرويها بنفسه :-
http://www.youtube.com/watch?v=yZPFLVbbb8U
هذا الكتاب وهذه القصة كانت مصدر إلهام للشيخ أحمد ديدات , حيث عزم على دراسة الكتاب المقدس , كان هذا هو السلاح الذي احتاجه احمد ديدات
لمقاومة المبشرين حيث صنع المبشرون من حيث لا يعلمون وحشاً سيلتهمهم ويثبت بطلان دينهم !!
|| مسيرته الدعوية ||
بدأت مسيرته الدعوية عندما قرأ كتاب إظهار الحق الذي وجده , بعدها قام بدراسة الكتاب المقدس وقص أعداد معينة منه ورتبها في قاموس بحيث يسهل عليه حفظها والاستدلال
بها , كان أحمد ديدات متحمس للمبشرين هذه المرة , فعندما دخل مجموعة منهم المتجر لشراء ما يحتاجونه وغزو المسلمين فكرياً كان الشيخ أحمد ديدات
يسألهم اسئلة لم يستطيعوا الإجابة عليها , وكل ما دخلت مجموعة يفعل معها نفس الأمر حتى تلوذ بالفرار ! منذ ذلك الوقت لم يستطع المبشرون التفوه بكلمة
واحدة عن محمد صلى الله عليه وسلم أو الإسلام , بدأ احمد بالاستمتاع بالأمر , فتطور به الأمر حيث كان يذهب للكنائس يوم الأحد ليسأل القساوسة مثلاً كان يسألهم : " سيدي كيف صُلب المسيح ؟ " فكان القس يجيب عليه ويشرح له , ولكنّ الشيخ يملك رد معاكس يناقض كلام القس من الكتاب المقدس نفسه !
من هنا انطلق الشيخ احمد ديدات في ابحاثه ودراسته , درس القرآن وعرف معانيه عن طريق الترجمة , وبدأ يحاضر ويلقي الخطب عن القرآن , وفي البداية كانت
محاضراته عامة وفي قاعات صغيرة وعلى جمهور قليل , وبالممارسة والخبرة أصبح يستأجر أكبر القاعات والمسارح في مدينة ديربان والعالم ويناظر أكبر وأهم
القساوسة وحول أكثر المواضيع الشائكة بين الإسلام والمسيحية والقرآن والكتاب المقدس , في عام 1959 م ترك الشيخ عمله – مديراً لمصنع للأثاث - وتفرغ
تماماً للدعوة , وأسس المركز العالمي لنشر الإسلام " IPCI " في مدينة ديربان , كان يلقي محاضرات في مختلف أنحاء العالم من الشرق الأوسط إلى أمريكا
وأوروبا وباكستان وجنوب افريقيا وغيرها من الدول , كان للشيخ رحمه الله قوة بالغة في الحجة , لدرجة أنه لم يستطع "بابا" الفاتيكان زيارة جنوب افريقيا لأن
الشيخ أخبره إن أتى لجنوب افريقيا فلابد من مناظرة بينهما , لهذا غاب موفدوا الفاتيكان عن جنوب افريقيا ولم يستطيعوا زيارتها حتى مرض الشيخ احمد ديدات
وفي بقية الموضوع ان شاء الله سنتعرض لنماذج من هذه المحاضرات والخطب لفارس الدعوة إن شاء الله .
|| أسلوبه ||
يتميز الشيخ رحمه الله بأسلوب خطاب عقلي , وكان يستشهد على النصارى من كتابهم المقدس نفسه , كانت دائماً تأتيه الإنتقادات بأن طريقته عدوانية وبأنها
تخالف طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأنها ليست من الحكمة والموعظة الحسنة , وهنا سؤال وجهته له سيدة حيث سألته هل تعتقد ان طريقتك "العدائية"
أفضل من طريقة الأنبياء السلمية في احترام الديانات ونشر الاسلام ؟
http://www.youtube.com/watch?v=Yhae5RkWr60
على الرغم من تبريرات الشيخ الدائمة إلا أن الانتقادات على أسلوبه مستمرة وحتى من المسلمين انفسهم , حيث كان بعضهم يعتبره مصدر ازعاج ويُظهر
المسلمين بصورة عدائية ويسبب لهم المتاعب والكراهية في جنوب افريقيا , هذا دفع الشيخ أحمد ديدات إلى سؤال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن هذه
النقطة في إحدى زياراته إلى المملكة , وحدث بينهم النقاش التالي :
http://www.youtube.com/watch?v=6LCeCOxSkhA
ممن كان يتبنى هذا الرأي والنظرة تجاه أسلوب احمد ديدات واحد من أقرب الناس له يوسف أحمد "ابن الشيخ احمد" حيث كان يعتقد أن أسلوب والده ليس مناسب
في الدعوة وأنه حاد أكثر من اللازم , يقول يوسف : " كنت واحداً من الكثيرين الذين كانوا يظنون أن الشيخ غليظ جداً في دعوته , وأنه يبعد الناس عن الإسلام !
ذلك لم أكن أذهب مطلقاً لحضور محاضراته , حتى عندما كنت أدرس كنت أسمي نفسي " يوسف أحمد " وليس " يوسف ديدات " لأن ديدات رجل سيء !
لم أتجادل مع أبي مطلقاً عن هذا الموضوع ولم أدعمه فيما يقوم به , كنت معجب بأسلوب القس جيمي سواجرت وكنت معتاداً على جلب أشرطة فيديو له وأريها
لأبي , وكنت أقول له : أبي بإمكانك أن تتحدى وتناظر العالم كله ولكن ليس هذا الرجل ! , كان سواجرت متحدث بارع وكان عميق التأثير فينا على الرغم من
كونه مسيحي , كنت يوماً أساعد ابي في المكتب - وانا لست على وفاق تام مع أسلوبه - وسمعت أنه حجز تذكرة سفر إلى أمريكا ليناظر جيمي سواجرت !!
صدقوني حينها والله رجعت للمنزل وانا ارتجف ! لأني اعتقدت أن هذا هو اليوم الذي سيخسر فيه أبي ! لكن هذا لم يحدث مطلقاً وقد رافقته لأمريكا وانتم تعلمون
كيف كانت نتيجة المناظرة ! تلك المناظرة رفعته وقدمته كبطل للعالم العربي والإسلامي وكرجل يستطيع أن يتحدى أمريكا ! والحمدلله لقد ألهمني هذا كثيراً وكنت
فخوراً جداً وشكرت الله عز وجل لأنني حظيت بأب عظيم مثله "
من كل هذا نستنج أنه وإن كانت طريقة الشيخ فيها حدة لكنها أثبتت جدوتها , فأحمد ديدات فعل في فترة قصيرة ما لم يفعله أي من منتقديه طوال حياتهم ! التزكية من الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - لأسلوب أحمد ديدات وأن أسلوبه صحيح 100% كانت واحدة من شهادات كثيرة للشيخ , ولكن الشهادة الأكبر له هي انجازاته وتأثيره على أرض الواقع .
|| مناظراته ومحاضراته ||
قام الشيخ رحمه الله بالعديد من المحاضرات والمناظرات بفضل الله عليه وعلينا أنه لم يُهزم أو يُفحَم في أيٍّ منها , كان للشيخ مناظرات مع أكبر القساوسة على الإطلاق مثل القس جيمي سواجرت , كما كانت له محاضرات أثارت الكثير من الجدل مثل محاضرة " الجمعة العظيمة " والتي كانت في استراليا في واحد من أكبر قاعات مدينة سيدني في يوم عيد الفصح والتي أبطلت عيدهم وأتت على بنيانهم من القواعد ! لن نفسد مناظرات الشيخ ومحاضراته بكثرة الكلام عنها , بل سندعكم تشاهدونها بأنفسكم إن شاء الله وتستمتعون بها .
|| مرضــه ||
على الرغم من كِبَر سنّه إلا أن الشيخ استمر بالعمل الدعوي , حيث كان وهو في السبعينيات يسافر ويلقي محاضرات يستمر فيها واقفاً على قدميه لثلاث ساعات متواصلة يناقش ويناظر ويجيب على الأسئلة ! ففي عام 1996 م بعد عودته من استراليا بشهر أصيب بسكتة دماغية مفاجئة جعلته طريح الفراش حيث لم يستطع الشيخ تحريك أي جزء في جسمه ولم يعد يستطيع الكلام ! أخذه ابناءه إلى مستشفى "إنتابينى" أفضل مستشفى في مدينة ديربان حيث اخبرهم الأطباء هناك بأنه لن يعيش إلا لعشرة أيام فقط !! لم تكن أسرة الشيخ غنية أبداً بل كانوا فقراء ولم يستطيعوا دفع تكاليف المستشفى لاستمرار العلاج وهذا دفعهم إلى طلب المساعدة , حيث قام الأمير سلطان بن سلمان بإرسال طائرة طبية خاصة إلى جنوب افريقيا ونقلت الشيخ أحمد ديدات وزوجته وابنه يوسف إلى الرياض للعلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي , وفي المستشفى تم تعيين أفضل الأطباء للعناية بالشيخ أحمد ديدات وهو الدكتور الألماني مونتر , كان د/ مونتر صاحب شخصية قوية وأكثر رجل مُهاب في المستشفى وكان عبوس ولا يبتسم أبداً , لا يجرؤ أي شخص على الإتصال به خارج أوقات الدوام الرسمي حتى في الحالات الطارئة ! وبعد ثلاثة أشهر من وجود الشيخ في مستشفى الملك فيصل أصيب بتسمم في الدم وهو مرض خطير جداً وبالنسبة لمن هو مصاب بالسكتة الدماغية كان قد يعني الوفاة ! في هذه المرحلة اتصلت زوجة الشيخ أحمد ديدات بالدكتور مونتر في منتصف الليل وطلبت منه الحضور لأن حالة الشيخ ساءت جداً , فحضر – وهو مالم يفعله من قبل – و قام بتنشيط كل المستشفى لمتابعة حالة الشيخ احمد لمدة 7 أيام متواصلة من الملاحظة حتى تعافى الشيخ أحمد من تسمم الدم بفضل الله , من بعدها تكونت علاقة قوية بين الشيخ أحمد و د/ مونتر وأعطاه الشيخ أحمد نسخة مترجمة من القرآن وصار الدكتور مونتر يسأل الشيخ احمد عديد الأسئلة عن الإسلام وشعائره وعن مكة والمدينة , وأصبح الشيخ يجيبه عن جميع أسئلته ويشرح له طبعاً لم يكن يستطيع الشيخ التحدث ولكنه توصل إلى طريقة للتواصل عن طريق العيون – تشاهدونها في فيديو زيارة الجزيرة الوثائقية له - , وبعد عشرة أشهر غادر الشيخ احمد ديدات السعودية إلى جنوب افريقيا بعد أن ترك أثر كبير في كل من كان حوله بما فيهم د/ مونتر , في جنوب افريقيا بقي الشيخ أحمد في بيته وكان يعتني به ويرعاه ابنه يوسف وزوجته , استمر مرضه تسع سنوات كاملة حتى توفي رحمه الله , كان وهو مريض مثالاً للصبر والثبات على منهج الحق , لم يمنعه مرضه من الدعوة فكان يدعو وينصح زواره ومحبيه في العالم أجمع .
# زيارة الجزيرة الوثائقية له في مرضه :
## الرد على النصارى بخصوص مرض الشيخ ##
يتبجح الكثير من النصارى اليوم بأن مرض الشيخ كان نتيجة لغضب ولعنة الرب عليه لأنه لم يقبل بيسوع المسيح مخلصاً ورباً وإلهاً
وأنه بسبب هذا أخرسه المسيح وجعله طريح الفراش !
طبعاً بغض النظر عن فضائح القساوسة والذين يموتون على عُهر وخسة وليس على فراش المرض لكن نريد أن نطرح تساؤل عقلي :-
ما دام أن عيسى "الإله" استطاع أن يلعن ويعاقب أحمد ديدات لأنه لم يؤمن به فهذا يستلزم منه كونه يملك القدرة والقوة على هذا , أليس كذلك ؟
جميل جداً , إذاً هذا الإله القادر لماذا - طبقاً للكتاب المقدس - لم ينقذ نفسه عندما صلبه اليهود وعرّوه وبصقوا عليه وألبسوه ثوباً ارجوانياً ؟ أي إله يُفعل فيه هذا ؟
وهذه بعض الأعداد من الكتاب المقدس تصف صلب المسيح حسب زعمهم :
" فأخذَ جُنودُ الحاكِمِ يَسوعَ إلى قَصرِ الحاكِمِ وجَمعوا الكَتيبةَ كُلَّها، فنزَعوا عَنهُ ثيابَهُ وألبَسوهُ ثَوبًا قِرمِزيّا، وضَفَروا إكليلاً مِنْ شَوك ووضَعوهُ على رأسِهِ، وجَعَلوا في يَمينِهِ قصَبَةً، ثُمَّ رَكَعوا أمامَهُ واستَهزأوا بِه فقالوا السّلامُ علَيكَ يا مَلِكَ اليَهودِ وأمسكوا القصَبَةَ وأخَذوا يَضرِبونَهُ بِها على رأسِهِ وهُم يَبصُقونَ علَيهِ. وبَعدَما استَهزَأوا بِه نَــزَعوا عَنهُ الثَّوبَ القِرمِزيَّ، وألبَسوهُ ثيابَهُ وساقوهُ ليُصلَبَ " [ متى 27 : 27-31 ]
فإن كان عيسى الإله قادر على أن يخرس أحمد ديدات فمن باب أولى كان ليقدر أن ينقذ نفسه من هذه المواقف المزرية , بدلاً من أن يصرخ قبل أن يموت :
" إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي "
[ سفر المزامير 1:22 , متى 46:27 , مرقس 34:15 ]
في هذا رد كافي من الكتاب المقدس على غباء النصارى في زعمهم أن مرض ديدات هو جزاء كفره بألوهية المسيح .
|| وفـاته ||
في صباح يوم الاثنين الثامن من شهر أغسطس لعام 2005 توفي الشيخ أحمد حسين ديدات عن عمر يناهز السبعة والثمانين عاماً كان فيها خير سفير للإسلام والمسلمين , كانت وصيته وأمنيته الدائمة للمسلمين أن ينشروا الدعوة بين غير المسلمين , كانت هذه وصيته الوحيدة لزائريه لأنه كان يرى – وللأسف المشهد مستمر اليوم – أن المسلمين منشغلين بالتفاهات عن نشر الدعوة وهذا هو سبب تأخر الأمة , لذلك لا نملك إلا التذكير بوصية الشيخ وأن ندعوا له ولجميع موتى المسلمين بالمغفرة والرحمة .
|| تأثيره ||كان للشيخ رحمه الله في حياته وبعد مماته بالغ الأثر في من حوله وفي العالم أجمع, إذ كانت أسلوبه وحوارته ومناظراته منارة يؤمها ويستفيد منها كل مسلم سواءً كان عالماً أو متعلم , كان الشيخ دائماً يقول أنت لا تحتاج القرآن لتبطل عقيدة النصارى , فقط استخدم كتابهم ضدهم , فالقرآن أشرف من أن يدخل في حرب كهذه , كان له كبير الأثر على المسلمين في حياته إذ كان على تواصل معهم ويصلهم ويلقي محاضراته في جميع أنحاء العالم , وتحديداً في الدول التي كان يتوقع أن يغزوها النصارى فكرياً بمدهم التبشيري , بينما كان تأثيره عكسياً على النصارى , فتصدى لكثير من هجماتهم ومنع كثيراً من اهدافهم وعطّل دورهم تماماً في جنوب إفريقيا على الرغم من أن المسلمين يمثلون أقلية هناك , وبعد وفاته لا تزال محاضراته ومناظراته المسجلة والأسئلة التي فيها والأدلة لم تجد - ولن تجد - رداً مقنعاً من القساوسة , ولا زال ذكر اسمه يثير الرعب في العالم النصراني اليوم ! , من أشهر تلاميذه الدكتور /ذاكر نايك حفظه الله , وهو واحد من أشهر الدعاة للإسلام في الغرب ومدير قناة "Peace Tv" , ينهج الشيخ ذاكر نفس أسلوب الشيخ احمد تماماً ويملك من قوة الحجة والإفحام في الرد ما يشابه به الشيخ رحمه الله , قد يكون مات أحمد ديدات لكن دعوة أحمد ديدات ومنهج أحمد ديدات لم ولن يموت إن شاء الله , ويوجد في الغرب كثير من الدعاة للصراط المستقيم , نسأل الله أن يرحم الشيخ أحمد ديدات وموتى المسلمين ويهدينا الصراط المستقيم والمنهج القويم ويثبتنا عليه , آمين .
وهذا مقطع لفرحة الشيخ وسعادته رحمه الله بتلميذه ذاكر نايك وافتخاره به :
http://www.youtube.com/watch?v=0aFf0ggHbsA
أنتهت الفقرة الأولى من الموضوع والتي سردت حياة الشيخ مروراً بمرضه وحتى وفاته رحمه الله , للأسف كثير من المسلمين العرب اليوم لا يعرفون من هو أحمد ديدات , أرى أنه عار علينا أن يغيب علم عالم كبير مثل هذا عن الشباب اليوم , أحمد ديدات هو واحد من القدوات الحية والواقعية والمشاهدة للشباب , عندما ترى عزة الإسلام أمام عينيك وأحمد ديدات وهو يتحدى كبار القساوسة ويسحق أعداء الله ولا أحد منهم يرد هنا تعرف أن الأمة اليوم فيها مشكلة , المسؤولية علينا كبيرة وعلينا أن نتحملها , علينا أن ننشر علم أحمد ديدات لنرى مثل أحمد ديدات في المستقبل ان شاء الله , كم نتمنى وجود مثله اليوم في توفر التقنيات والكاميرات الحديثة .
# الموضوع بكل فقراته متاح للنشر بدون حقوق , أتمنى من الجميع نشره في كل المواقع التي يستطيع أن ينشره فيها , فـ الدال على الخير كفاعله .
يُتبع ...
تعليق