أعلن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن نظام الجمهورية
الإسلامية يواجه "تحديات موجعة" لم يواجهها من قبل حتى خلال الحرب العراقية
الإيرانية.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، ومنها وكلالة "مهر" للأنباء شبه الرسمية،
أن لاريجاني الذي كان يتحدث مساء الأربعاء في ندوة أقيمت بالحوزة الدينية في قم تحت
عنوان "رجال الدين والرسالة الثقافية"، أعرب عن تخوفه إزاء هذه التحديات، موضحاً أن
النظام الإيراني أمام "تحديات من نوع آخر لم يواجهها في السابق بتاتاً".
وأردف لاريجاني: "كنا في السابق نواجه (تحديات الحرب العراقية
الإيرانية) والأعمال الإرهابية، وتلقينا خسائر جمّة وقُتل الكثير منا، ولكن تلك
التحديات تختلف عما نواجهها اليوم"، واصفاً إياها بالموجعة والجيدة شكلياً
والعدائية مضموناً، على حد تعبيره.
هذا ولم يسمِّ رئيس السلطة التشريعية الإيرانية هذه التحديات، كما لم
يذكر مسبباتها، إلا أن المراقبين للشأن الإيراني يرون في هذه التصريحات على لسان
أحد أبرز شخصيات النظام مؤشراً واضحاً على الضغوط المؤلمة التي تؤرق نظام الجمهورية
الإسلامية الإيرانية نتيجة معاناتها من صراع ضروس على السلطة بين التيارات الحاكمة،
وتعرضها لضغوط خارجية منقطعة النظير بفعل العقوبات الدولية المفروضة عليها، والتي
طال أمدها دون أن تظهر في الأفق أي علامة ملموسة تبشر بالانفراج رغم استمرار
المفاوضات النووية التي عقدوا عليها الآمال.
وتفيد التقارير المتواترة بأن الحظر المفروض على طهران خلق لها أزمات
اقتصادية مدمّرة، وما جنوح النظام الإيراني إلى "المرونة الشجاعة" كما سمّاها
المرشد للدخول في المفاوضات بعيد مجيء حسن روحاني إلى السلطة إلا للحؤول دون تكرار
تجربة احتجاجات 2009 والحدّ من تفشي الفقر وانتشار البطالة وتأخير ثورة الجياع.
وبالرغم من هذا كله فإن المفاوضات مستمرة ببطء مملّ بقيادة روحاني
وبإيعاز من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وسط معارضة التيارات المتشددة
لها.
وتعتبر إيران متورّطة في الحرب الدائرة في سوريا التي استنزفت موارد
مالية إيرانية لا تعوّض، بالإضافة إلى استحقاقات لعب دور قوة إقليمية في منطقة
مليئة بالصراعات.
تعليق