بعد أقلّ من أسبوع من كشفها لصفقة طائرات رافال الفرنسية الضخمة، عادت صحيفة لاتريبون الفرنسية اليوم الإثنين لتكشف عن صفقة سلاح ضخمة أخرى قالت إن الأمير القطري تميم بن حمد سيتطرق إليها بمناسبة زيارته الرسمية التي سيقوم بها إلى باريس هذا الشهر.
وقالت الصحيفة على موقعها الإثنين إن قطر أعربت رسمياً عن اهتمامها"بتأمين بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 بأنظمة دفاعية فرنسية متطورة".
فرقاطات ودفاع صاروخي
وأضافت الصحيفة الفرنسية "بعد توقيعها لمذكرة رسمية في مارس (آذار) حول اهتمامها بطائرات الهليكوبتر NH90 الفرنسية الإيطالية وتأكيدها على الرغبة في الحصول على 22 طائرة من ضمنها 10 متخصصة في مكافحة الغواصات وطائرتين متخصصتين في تزويد المقاتلات في الجو"، عادت قطر رسمياً للتسوق من الترسانة العسكرية البحرية الفرنسية بإعلان رغبتها في شراء 3 فرقاطات من طراز ATBM ونظام الدفاع المضاد للصواريخ المزود بصواريخ استير 30 وصواريخ بحر-بحر الفرنسية اكزوسيت الشهيرة، الصواريخ التي اشتهرت بمناسبة حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران بعد حصول بغداد عليها.
وإلى جانب نظام مكافحة الصواريح البالستية، أعربت قطر عن نيتها في التزود بنظام الرادار المتطور ثلاثي الأبعاد جي ام 4000 طويل المدى، في صفقة لن تقلّ عن 2.5 مليار يورو(3.5 مليار دولار).
كأس العالم مرة أخرى
ولكن ما الذي يدفع قطر لمثل هذا البرنامج الضخم للتسلح؟ رسمياً، قالت الصحيفة إن قطر تفكر "في تأمين مجالها الجوي والبحري بالاعتماد على السلاح الفرنسي بمناسبة تنظيمها كأس العالم لكرة في 2022" وفق ما أوردت مصادر رسمية فرنسية.
ورغم أنه لا شيء يوحي بأن هذه البطولة يمكنها أن تترافق مع أحداث وتهديدات كبرى لأمن شبه الجزيرة، إلاّ أن ترافق هذا التسريب الجديد عن صفقات السلاح لا يمنع التفكير في الملفات العالقة التي تتخبط فيها الدوحة في الفترة الأخيرة وأبرزها تداعيات الظروف التي فازت فيها بتنظيم البطولة المذكورة، ما يجعل من فرنسا بمناسبة صفقة الطائرات المنتظرة مدافعاً جيداً عن الدوحة، في حال تطور ملف التحقيقات في "الفساد" الذي رافق إسناد الفيفا البطولة لقطر.
ويأتي هذا الربط على خلفية الاتهامات لفرنسا وبدرجة أقل ألمانيا بالضغط على بعض الشخصيات المعنية بالتصويت لصالح الملف القطري في مقابل عقود وصفقات ضخمة في مجالات السلاح والبنية الأساسية والطاقة، في إطار مقايضة تتولى بمقتضاها باريس تأمين الدعم لملف قطر لتنظيم كأس العالم في مقابل عقود خيالية للشركات الفرنسية، ثم الدفاع عن المواقف ومآزرتها لاحقاً والضغط بما يخدم مصالحها من قبل فرنسا.
وشملت هذه الاتهامات الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وشخصيات سياسية ورياضية عديدة من زين الدين زيدان إلى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني.
تعليق