حـــــــــرب الـــــوديـــعــة بين السعودية وعدن
انتهجت المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها ، وخصوصاً اليمن بشطريه (آنذاك) . وبعد أن حصل اليمن الجنوبي على استقلاله في 1386هـ/ 30 نوفمبر عام 1967م تحت اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، وتسلمت مقاليد السلطة فيه منظمة يمنية شيوعية اسمها (الجبهة القومية لتحرير جنـوب اليمــن) برئاسة قحطان الشعبي نشبت خلافات سياسية بين الجبهات والمنظمات الوطنية التي شاركت (الجبهـــــة القوميــة) في مسيــرة التحريـــر ، تبعهـــا مشاكل اقتصاديــة أدت إلى اضطرابات داخلية وعصيان مدني في مدن وقرى اليمن الجنوبي ضـد حكومته .
ولتصدير المشاكل الداخلية إلى خارج اليمن الجنوبي ، افتعلت الحكومة قضايا حدودية مع اليمن الشمالي ومع المملكة العربية السعودية لصرف أنظار الشعب عن أسباب فشلها في تحقيق الأهداف الوطنية وطموحات وتطلعات الشعب التنموية .
حيث قامت بعض الدوريات العسكرية لليمن الجنوبي ببعض الاستفزازات والمناوشات الحدودية ، تبعتها بعض التجاوزات الحدودية ، ردتها السلطات السعودية دون أن تتعرض هذه الدوريات بسوء .
وفي 1388هـ/ 27 تشرين الثاني " نوفمبر " 1969م هاجمت وحدات من الجيش النظامي اليمني مركز الوديعة السعودي على الحدود مع اليمن الجنوبي ، حيث اجتاز اللواء الثلاثون مشاة وبعض المليشيات القبلية تسانده الطائرات والمدفعية حدود المملكة، ودخلَ قرن الوديعة بينما اتجه جزء من هذه القوات إلى مدينة شرورة إلا أنه تم إيقافها ودحرها وإبطال خطتها .
وفي 17 رمضان 1389هـ/ 1969م أبلغت القيادة السياسية والعسكرية في المملكة العربية السعودية بأن قوات يمنية جنوبية قد دخلت مركز الوديعة فأصدر جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – أمره بطرد المعتدين ، وعلى أثره أصدر وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمره إلى قوات سعودية برية وجوية باستعادة مركز الوديعة وطرد المعتدين خارج الحدود الدولية للمملكة العربية السعودية ، وكلفت المنطقة الجنوبية بهذه المهمة وتم استرجاع مركز الوديعة وما أُغتصب من أراضي بعون الله خلال يومين وتمت مطاردة المعتدي خارج الحدود .
مراحل معركة الوديعة :
المرحلة الأولى (مرحلة القصف الجـــوي)
بدأت العملية العسكرية بنيران تحضيرية ، حيث بدأ القصف الجــوي من قبــل سلاح الطيران الملكي السعودي الساعة الواحدة ظهراً يوم 19 رمضان 1389هـ/ 1969م ، وتركز القصف على قوات المعتدي خاصة في قرن الوديعة ، واستمر القصف حتى المساء وفي صباح اليوم التالي ركّز القصف الجوي على قيادات المعتدي ، ومناطق إسناده الإدارية ، وخطوط مواصلاته وقواعده الخلفية .
المرحلة الثانية (الهجوم البري)
بدأ الهجوم البري سعت (0945 رمضان 1389هـ/ 1969م ) على محورين كالتالي :
( أ ) كتيبة من الحرس الوطني مع فصيل البندقية م/د (106) وبعض فصائل أخرى تسلك المحور الغربي لتطهير وإستعادة قرن الوديعة وطرد المعتـدي.
(ب) س2 ك1 ل8 + س1 ك1 ل10 + فصيل بندقية م/د 106 + مجموعة من خويا الإمارة والمجاهدين وحرس الحدود تسلك المحور الشرقي عبر وادي أم السلم وغربه لتدمير المعتدي وطرده خارج الحدود .
(جـ) حاولت قوات المعتدي المتمركزة في أم السلم القيام بهجوم مضاد عندما انقسمت إلى قسمين قسم أصبح يشاغل القوات السعودية المهاجمة ، وقسم قام بالالتفاف من الناحية الشرقيـة إلا أن المحاولة فشلت .
(د) وفي اليوم التالي بدأ الاشتباك عند الفجر واستمر طيلة النهار عندها قتل قائد لواء المعتدين ، وبدأت قواته بالانسحاب والتراجع أمـــام ضربات القوات المسلحة السعوديـة ، وحدث استغلال نجاح ومطاردة حتى تم طردهم نهائياً خارج حدود المملكة يوم 24 رمضان 1389هـ/ 1969م ، وفي 25 رمضان 1389هـ/ 1969م صدر الأمر بإيقاف القتال والتوقف عند الحدود .
المرحلة الثالثة (مرحلة التعزيز)
تم طرد المعتدي خارج الحدود والتمركز في المواقع الدفاعية وتحصينها في قعافز وقنابر ، وكانت خسائر القـــوات السعودية استشهاد (39) فرداً وأسر (26) وتدمير بعض المعدات وإسقاط طائرة مقاتلة ، أما خسائر المعتدي فكانت كبيرة حيث تم أسر عدد كبير منهم ودمرت معظم أسلحته ومعداته وتم الاستيلاء على الباقي منها . أخذت تتوالى وصول القوات السعودية إلى شرورة حيث وصلت بقية الكتيبة الأولى من ل10 ، وسرية مدرعات وسرية هاون ووحدات أخرى، وتم الاحتفال بالنصر يوم عيد الفطر المبارك في قطاع الوديعـة بمشاركة جميع القوات التي نفذت العمليــة .
المصدر ( دارة الملك عبدالعزيز )
الطيار التي اسقطت طائرته هو محمد بن سعد نائب امير الرياض
انتهجت المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها ، وخصوصاً اليمن بشطريه (آنذاك) . وبعد أن حصل اليمن الجنوبي على استقلاله في 1386هـ/ 30 نوفمبر عام 1967م تحت اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، وتسلمت مقاليد السلطة فيه منظمة يمنية شيوعية اسمها (الجبهة القومية لتحرير جنـوب اليمــن) برئاسة قحطان الشعبي نشبت خلافات سياسية بين الجبهات والمنظمات الوطنية التي شاركت (الجبهـــــة القوميــة) في مسيــرة التحريـــر ، تبعهـــا مشاكل اقتصاديــة أدت إلى اضطرابات داخلية وعصيان مدني في مدن وقرى اليمن الجنوبي ضـد حكومته .
ولتصدير المشاكل الداخلية إلى خارج اليمن الجنوبي ، افتعلت الحكومة قضايا حدودية مع اليمن الشمالي ومع المملكة العربية السعودية لصرف أنظار الشعب عن أسباب فشلها في تحقيق الأهداف الوطنية وطموحات وتطلعات الشعب التنموية .
حيث قامت بعض الدوريات العسكرية لليمن الجنوبي ببعض الاستفزازات والمناوشات الحدودية ، تبعتها بعض التجاوزات الحدودية ، ردتها السلطات السعودية دون أن تتعرض هذه الدوريات بسوء .
وفي 1388هـ/ 27 تشرين الثاني " نوفمبر " 1969م هاجمت وحدات من الجيش النظامي اليمني مركز الوديعة السعودي على الحدود مع اليمن الجنوبي ، حيث اجتاز اللواء الثلاثون مشاة وبعض المليشيات القبلية تسانده الطائرات والمدفعية حدود المملكة، ودخلَ قرن الوديعة بينما اتجه جزء من هذه القوات إلى مدينة شرورة إلا أنه تم إيقافها ودحرها وإبطال خطتها .
وفي 17 رمضان 1389هـ/ 1969م أبلغت القيادة السياسية والعسكرية في المملكة العربية السعودية بأن قوات يمنية جنوبية قد دخلت مركز الوديعة فأصدر جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – أمره بطرد المعتدين ، وعلى أثره أصدر وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمره إلى قوات سعودية برية وجوية باستعادة مركز الوديعة وطرد المعتدين خارج الحدود الدولية للمملكة العربية السعودية ، وكلفت المنطقة الجنوبية بهذه المهمة وتم استرجاع مركز الوديعة وما أُغتصب من أراضي بعون الله خلال يومين وتمت مطاردة المعتدي خارج الحدود .
مراحل معركة الوديعة :
المرحلة الأولى (مرحلة القصف الجـــوي)
بدأت العملية العسكرية بنيران تحضيرية ، حيث بدأ القصف الجــوي من قبــل سلاح الطيران الملكي السعودي الساعة الواحدة ظهراً يوم 19 رمضان 1389هـ/ 1969م ، وتركز القصف على قوات المعتدي خاصة في قرن الوديعة ، واستمر القصف حتى المساء وفي صباح اليوم التالي ركّز القصف الجوي على قيادات المعتدي ، ومناطق إسناده الإدارية ، وخطوط مواصلاته وقواعده الخلفية .
المرحلة الثانية (الهجوم البري)
بدأ الهجوم البري سعت (0945 رمضان 1389هـ/ 1969م ) على محورين كالتالي :
( أ ) كتيبة من الحرس الوطني مع فصيل البندقية م/د (106) وبعض فصائل أخرى تسلك المحور الغربي لتطهير وإستعادة قرن الوديعة وطرد المعتـدي.
(ب) س2 ك1 ل8 + س1 ك1 ل10 + فصيل بندقية م/د 106 + مجموعة من خويا الإمارة والمجاهدين وحرس الحدود تسلك المحور الشرقي عبر وادي أم السلم وغربه لتدمير المعتدي وطرده خارج الحدود .
(جـ) حاولت قوات المعتدي المتمركزة في أم السلم القيام بهجوم مضاد عندما انقسمت إلى قسمين قسم أصبح يشاغل القوات السعودية المهاجمة ، وقسم قام بالالتفاف من الناحية الشرقيـة إلا أن المحاولة فشلت .
(د) وفي اليوم التالي بدأ الاشتباك عند الفجر واستمر طيلة النهار عندها قتل قائد لواء المعتدين ، وبدأت قواته بالانسحاب والتراجع أمـــام ضربات القوات المسلحة السعوديـة ، وحدث استغلال نجاح ومطاردة حتى تم طردهم نهائياً خارج حدود المملكة يوم 24 رمضان 1389هـ/ 1969م ، وفي 25 رمضان 1389هـ/ 1969م صدر الأمر بإيقاف القتال والتوقف عند الحدود .
المرحلة الثالثة (مرحلة التعزيز)
تم طرد المعتدي خارج الحدود والتمركز في المواقع الدفاعية وتحصينها في قعافز وقنابر ، وكانت خسائر القـــوات السعودية استشهاد (39) فرداً وأسر (26) وتدمير بعض المعدات وإسقاط طائرة مقاتلة ، أما خسائر المعتدي فكانت كبيرة حيث تم أسر عدد كبير منهم ودمرت معظم أسلحته ومعداته وتم الاستيلاء على الباقي منها . أخذت تتوالى وصول القوات السعودية إلى شرورة حيث وصلت بقية الكتيبة الأولى من ل10 ، وسرية مدرعات وسرية هاون ووحدات أخرى، وتم الاحتفال بالنصر يوم عيد الفطر المبارك في قطاع الوديعـة بمشاركة جميع القوات التي نفذت العمليــة .
المصدر ( دارة الملك عبدالعزيز )
الطيار التي اسقطت طائرته هو محمد بن سعد نائب امير الرياض
تعليق