فَأَبْلِغْ بَنِي الْتَامِيْز عَنّـا وَحِلْفَهُمْ ....... بِبَارِيسَ أَنْبَاءِ النّذِيـر الْمُصَدِّقُ
عَشِيّةَ يَحِدُونَ الأَسَاطِيْلَ شُرْعَاً ...... عَلَى أَلِيَمَّ تَحْبُو فِي الْحَدِيدَ الْمُطْبَقُ
هَلْ الْحَرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقتُمْ ........ وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالْحَدِيثِ الْمُزَوِّقُ
فَسَائِلْ بِنَا أَعْلاجُ لَنْدَنَ هَلْ وَفَوْا ....... بِعَهْـدٍ لَنَا بَيْـنَ الْأَنَامِ وَمُوثَقُ ؟
هذه أبيات من قصيدة قالها محمد الجهني و هو أحد 7000 مقاتل حجازي من جهينة و حرب ذهبوا لقتال الفرنسيين
في مصر في العام 1798م.
في عام 1798م انطلقت الحملة المكونة من 36 ألف جندي تحملهم 300 سفينة..
بقيادة نابليون بونابرت
و استطاعوا احتلال الاسكندريه و من بعدها القاهره
و هرب القادة المماليك إلى الصعيد فضلاً عن المصريين الذين لم يكن لهم أي دور
فليسوا أهل قتال و لا خبرة لهم به
و لم يعلم سلطانهم العثماني سليم الثالث بالأمر إلا بعد شهرين و .. عندما علم اخرط في بكاء شديد
و بدأ يتخذ اجراءاته
أمر نابليون الجنرال ديزية بمطاردة مراد بك ( الحاكم العسكري ) في الصعيد
وعندما علم مراد بك بذلك كتب إلى قبائل شبه الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر يطلب العون والمساعدة.
لما وردت أخبار الفرنسيين إلى الحجاز وأنهم ملكوا الديار المصرية أخذ الشيخ محمد الهاشمي
يجوب ديار قبيلة حرب فذهب إلى الصفراء وبدر ورابغ وخليص يدعو إلى الجهاد فتطوعوا بأموالهم وأنفسهم
رغم ماهم فيه من ضيق العيش وقلة المال ثم علم بوجود متطوعين من أهل المدينة فنزل بالجميع عبر ميناء ينبع
ذكر المؤرخ كريستوفر هارولد في كتابه (نابليون في مصر) وكان ضمن الحملة الإستعمارية قال :
أما مصدر الرعب في الإمدادات التي تلقاها مراد زعيم المماليك هو المحاربون عرب الحجاز
بقيادة الشريف حسن شريف ينبع؛ فقد كانوا يحملون البنادق
والسيوف والرماح والخناجر وفي خلقتهم صلابه تنطق بها وجوههم !!
و شارك عرب الحجاز في العديد من المعارك ضد الفرنسيين في مصر
1- حرب استرداد سمهود( 22 يناير 1799م ) أستشهد من عرب جهينة القادمين من ينبع أعداد كبيرة.
2- معركة البارود ( هاجموا 12 سفينة للأسطول الفرنسي وقتل من الفرنسيين حوالي 1000 ).
( استفاد الحجازيين من الغنائم الفرنسية و استمرت مقاومتهم في هذه المعركة لفترة طويلة
رغم فارق الامكانيات).
( ويذكر الجنرال دومينيك دي بيترو هذا المشهد ويقول :في الحقيقة إننا لم نشهد منذ أن قدمنا إلى مصر
مقاومة بهذا العنفوهذه الضراوة كما شهدناها مع دخول فريق مقاتلي الحجاز)
3- معركـة جهينـة ( 10 أبريل 1799مـ - 1213هـ )
توجه عرب الحجاز بعد هزيمتهم في جرجا توجهوا إلى طهطا؛
وحاول قائدهم الشريف إثارة أهلها ضد الفرنسيين !!!
وعلى الفور تحرك الجنرال (رسل) بجنوده من أسيوط إلى طهطا لقمع الثورة
وكانت قوات رسل تتكون من كتيبة من الفرقة 88 والفرقة 22 من القناصة
و دون المؤرخ الجبرتي تلك الفترة في كتابه التاريخ وكان شاهداً
لحوادث شهر شعبان عام 1213هـ - 1799م فقال :
فلما وردت أخبار الفرنسيس إلى الحجاز وأنهم ملكوا الديار المصرية إنزعج أهل الحجاز..
وركبوا البحر إلى القصير مع ما أنضم إليهم من أهل ينبع؛ وكان مسلمو الحجاز خصوماً أشداء للجنرال ديزيه
الذي عهد إليه بونابرت غزو الصعيد؛ والقضاء على قوات الجهاد بقيادة مراد بك
وقد صمموا على الظفر بإحدى الحسنيين الاستشهاد أو الإنتصار
إلا أنه يقول - الجبرتي - : غير أنهم قد كان كثيرا ما يخامر عليهم وأكثر من يخامر عليهم أهل بلاد الصعيد
فيوهمونهم معاونتهموعند الحروب يتخلون عنهم
وبعض البلاد يضيفون ويسلط عليهم الفرنسيس فيقبضون عليهم ...والله المستعان !!!!
تعليق