المخابرات حروب بلا هوادة .. !!
للمخابرات في الدول الكبرى من الأهمية مثلما لجيوشها الجرارة وتمارس من المهام والمسؤوليات، مما قد يفوق ما تمارسه الجيوش، لما للاستخبارات من ديمومة في عملها لا يعرف التوقف، ولعل في مقدمة ما تقوم به صناعة الأزمات في الشعوب الأخرى، مثل إنشاء التنظيمات وصبغتها بالصبغة الوطنية وبما تحمله من شعارات خادعة وبراقة، مثلما شراء الذمم وتدريب الرجال وتعليمهم ليقوموا بتنفيذ ما يوكل إليهم من مهمات في بلدانهم مثلما كان خلال مرحلة الستينات، حين صار استغلال ذلك المد القومي، وما صار فيه من تيارات شغلت البعض من الشعوب العربية، بمثلما صار من تلك الخلافات التي كان من نتائجها تعرض البعض من شعوب الأمة العربية للكثير من الأزمات الكارثية في بعضها، مثلما صار من إعاقة لتقدم تلك الشعوب وعدم لحاقها بالشعوب المتقدمة، وبعد أن صار مثل ذلك التراجع لذلك التيار القومي العروبي وتلاشي كل عناصره ومقوماته، وما صار له من مثل ذلك الفشل الذريع إدارة المخابرات لتلك الدول الكبرى ظهرها عنه، بعد أن بلغت غايتها منه لكي تتعامل مع مستجدات مرحلة من جاؤوا بعده لتجد بغيتها في المتأسلمين ودعاة الإسلام السياسي، لتصنع منهم التنظيمات التي تحقق لها غاياتها في ديمومة مصالحها ودرء المخاطر عنها وفي مقدمتها.. إسرائيل... ولما نسب إلى سنودن الذي فر إلى روسيا ومعه وثائق المخابرات الأمريكية، قوله، إن أبو بكر البغدادي زعيم داعش الإرهابي تلقى تدريبه على يد المخابرات الإسرائيلية، الموساد، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والمخابرات البريطانية، نعود لنقول لا جديد فيما نرى حدوثه في هذه المنطقة من العالم إنما الجديد فيه التغير في شكله ولون مظهره تبعاً لتغير المرحلة وظروفها، أما الاستهدافات والغايات فلم تتغير خلال هاتين المرحلتين من تاريخ هذه الأمة بل هذه المنطقة بالذات وستظل في ديمومة فعلها، الذي ربما ازداد فعله حين صارت الأرض أكثر خصوبة مما كانت سابقاً بسبب ضعف بعض الأنظمة، مما وفر المزيد من فرص النجاح للمخابرات لتحقق المزيد من نجاحاتها بل وفوق ما كانت قد حققته في السابق .
تعليق