تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,وبعد
مدخل
:يقول الشاعر,,أما نكون اللي نبي ولا عسانا مانكون ,وهذا مافلعه هذا الخاطف العبقري
قبل الروايه والحكايه ,,جهز كوب من القهوه او الشاي للاستمتاع بالقصه ,,
في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1971 قام شخص مجهول باختطاف طائرة بوينغ 727 تابعة لخطوط نورث- ويست اورينت في واشنطن واتخاذها كرهينة للحصول علي 200 ألف دولار. وعند استلام الفدية المطلوبة قام بإطلاق سراح جميع الرهائن في سياتل. ثم أمر ثلاثة من أفراد الطاقم بمواصلة التحليق بالطائرة إلي المكسيك.
ولكن لم يكن غرض هذا الرجل التحليق إلي المكسيك، حيث قفز بمظلة من الباب الخلفي لطائرة البوينغ 727 في ليل بارد وممطر. وبالرغم من عمليات البحث الواسعة والتحقيقات الشاملة التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي، فحتي الآن لم يتم التعرف علي هذا الرجل، أو العثور علي ذلك المبلغ الكبير، ولم يتم حل تلك الجريمة. وظلت القضية الوحيدة التي لم تحل في عالم اختطاف الطائرات في التاريخ الأمريكي.
إذن، من كان ذلك الرجل؟ فتذكرة الطيران الخاصة به تشير إلي الإسم المستعار دان كوبر، ولكن نظرا لسوء تفسير أحد الصحفيين لتقرير الشرطة، فقد أصبح “دي. بي. كوبر” الإسم الأكثر شيوعا في وسائل الإعلام إشارة إلي ذلك الرجل. فقد قام بشراء تذكرة اتجاه واحد علي رحلة 305 نورث- ويست اورينت، وهي رحلة سريعة لمدة نصف ساعة إلي سياتل، واشنطن.
وقد ذكر شهود العيان أنه في منتصف الأربعينات من العمر، ويبلغ طوله حوالي ستة أقدام، يرتدي معطفا أسود، بدلة داكنة وقميصا أبيض بياقة، ربطة عنق سوداء، ودبوس ربطة العنق من اللؤلؤ. وقد وصف بكونه مهذبا، حليق الذقن، وعلي دراية بالمنطقة. حتي أنه دفع حساب شرابه علي متن الطائرة وأرشد المضيفات جيدا.
وبعد فترة قصيرة من إقلاع الطائرة قام كوبر بتمرير ملاحظة إلي المضيفة وكان محتواها ” لدي قنبلة في حقيبتي. وسوف أستخدمها إذا لزم الأمر. أريد منك الجلوس بجواري. فأنت الآن مختطفة.”
وبعد أن أظهر للمضيفة القنبلة الموجودة في حقيبته، قام بالمطالبة بمبلغ 200 ألف دولار، أربع مظلات، وشاحنة تزود بالوقود في المطار جاهزة لتزويد طائرة البوينغ 727 بالوقود. وقد عملت الخطوط الجوية والسلطات علي أرض الواقع معا لتلبية مطالب الخاطف، وفهرسة المال بعناية قبل تسلمه إياه.
في الساعة 5:45 مساء هبطت الطائرة في سياتل مع جميع الاستعدادات في المكان. وبمجرد دفع الفدية، سمح كوبر لجميع الركاب ومعظم أفراد الطاقم بمغادرة الطائرة. وأعطي أوامره بخصوص إتجاه مسار الرحلة إلي المكسيك بأقل سرعة جوية ممكنة بدون مماطلة. وقد أمر بترك عجلات الهبوط إلي أسفل وإنزال الفلاب إلي خمسة عشر درجة. وأيضا أمر بأن تبقي الكابين غير مكيفة الضغط وخفض السلم الخلفي.
وفي الساعة 7:40 مساء حلقت طائرة البوينغ 727 في الجو مرة أخري وعلي متنها فقط كوبر وأربعة من أفراد الطاقم.
وصدرت التعليمات لاثنتين من مقاتلات F-106 من قاعدة القوات الجوية القريبة لتتبع طائرة البوينغ 727 علي بعد مسافة وبعيدا عن الأنظار.
وكان كوبر قد أعطي تعليماته لجميع أفراد الطاقم بحجز أنفسهم في حجرة القيادة عقب الإقلاع، وبعد فترة ليست طويلة لاحظ الطاقم انطلاق ضوء التحذير حيث كان السلم الخلفي مفتوحا أثناء الرحلة. في الساعة 8:13 مساء اهتز الجزء الخلفي للطائرة فجأة إلي الأعلي.
وفي الساعة 10:15 تمكن الطيارون من الهبوط بالطائرة 727 في رينو، نيفادا. قام حشد من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وضباط الشرطة المحليين بمحاصرة الطائرة، ولكن بعد البحث لم يتم العثور علي أي دليل عن دي. بي. كوبر. وكان كل ما تركه وراءه ربطة عنق سوداء مع مشبك وأجزاء من مظلة ممزقة.
لم يذكر طياري القوات الجوية رؤية أي شئ يغادر الطائرة – سواء بصريا أو علي الرادار – كما أنهم لم يتمكنوا من رؤية المظلة. كان هذا أثناء الليل، حيث أنه من السهل علي شخص يرتدي ملابس سوداء النزول بدون أن يراه أحد. وقد ساعد شهود العيان في إمداد الشرطة بأوصاف كوبر والتي جاء نتيجتها الرسم التصوري له، وتم نشر ملصقات بمكافأة في جميع أنحاء البلاد
وقد أجريت الاختبارات لتحديد مكان هبوط كوبر،
ولكن نظرا لوجود حسابات مختلفة عن مكان الطائرة في الوقت الذي حدثت فيه القفزة، كان هناك التباسا في البداية حول مكان هبوطه. استمرت عمليات البحث الجوية والبرية لمدة أسابيع، وحتي بعد ذوبان الجليد في ربيع عام 1972 بدأ أفراد عسكريين بمساعدة سلطات تنفيذ القانون الفيدرالية في فحص المنطقة المحيطة ببحيرة ميروين، واشنطن، حيث كان من المعتقد هبوط دي. بي. كوبر في هذا المكان. وفي النهاية، لم يكشف البحث الأكثر شمولا في تاريخ الولايات المتحدة عن أي دليل يخص عملية اختطاف الطائرة أو هوية دي. بي. كوبر.
في خريف عام 1978 تم العثور علي لافتة بها تعليمات لخفض السلم الخلفي لطائرة البوينغ 727 عن طريق صياد غزلان علي بعد حوالي 13 ميل شرق كاسل روك، واشنطن.
وفي عام 1980كان طفلا يبلغ من العمر ثماني سنوات أثناء قضاء العطلة مع عائلته علي بعد 9أميال من فانكوفر، واشنطن علي ضفاف نهر كولومبيا عندما وجد ثلاث رزم من الفدية النقدية مفتتة بشكل كبير ولكن مازالت مجمعة في الرمال علي الشاطئ. أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن هذا المبلغ 5,800 دولار يعود إلي حادثة اختطاف الطائرة، ولكن هذا الاكتشاف لم يجيب علي التساؤلات الماضية بل يطرح المزيد منها.
فمن الفضول أن نسأل: لماذا كانت إحدي تلك الرزم المالية مفقود منها عشرة ورقات نقدية؟ لماذا انفصل هذا المبلغ الصغير عن بقية الـ 200 ألف دولار؟ ولماذا لم يتم العثور علي تلك الورقات النقدية في هذا المكان المحدد عندما قام سلاح المهندسين بالجيش بتجريفه عام 1974 من أجل مشروع غير متعلق بقضية الطائرة؟
وأشارت الاختبارات الكيميائية التي أجريت علي الورقات النقدية والرمال المحيطة بها أنها لم تكن موجودة عندما تم تجريف المنطقة عام 1974، وأنها وصلت بعد ذلك بكثير.
وإذا كان المال قد طرح في نهر كولومبيا لسنوات واستقر بعد عام 1974، فلماذا لم تتلف الأربطة المطاطية؟ تعددت النظريات، بما في ذلك إحتمالية “إنتقالها مع الحيوانات” وأيضا “قيام دي. بي. كوبر بدفنها لإسترجاعها فيما بعد”، ولكن حتي الآن لم تقدم أي فرضية تشرح بصورة مرضية جميع الأدلة القائمة بشأن المال الذي عثر عليه علي ضفاف نهر كولومبيا. أما 9,700 ورقة الباقية لم يتم العثور عليها بعد، وما زالت الأرقام التسلسلية الخاصة بها موجودة علي الإنترنت للبحث العام حتي يومنا هذا.
في عام 1981 تم العثور علي جمجمة بشرية علي طول ضفة النهر نفسها، ولكن تبين فيما بعد أنها تعود إلي امرأة. وفي عام 1988 تم العثور علي جزء من مظلة في قاع نهر كولومبيا، ولكن قرر الخبراء أنها لم تكن مظلة كوبر. أما في عام 2008 قام أطفال في امبوي، واشنطن باكتشاف مظلة والتي تبين أنها تعود إلي فترة الحرب العالمية الثانية.
بحلول عام 2007 أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي معلومات لم تكن معروفة من قبل أملا في جذب أي شهود جدد علي المضي قدما. فقد كان لديهم صورة من الحمض النووي لكوبر من خلال ربطة عنقه والمشبك اللذين تركهما علي متن الطائرة.
وأيضا لديهم تذكرة الطيران الخاصة به، وصرحوا بأن المظلات الأربعة التي طلبها كوبر والتي أعطيت له بعد ذلك، كانت إحداها بطريق الخطأ مظلة “زائفة” والتي تبين أنها لم تكن تعمل في الواقع. حيث كان حبل فتح المظلة موجودا، ولكنه كان عديم الأثر. وكان بها علامات تحدد أنها زائفة، ولكن علي مايبدو أن كوبر قد اختار هذه المظلة لقفزته. وذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن كوبر حطم المظلة “الجيدة”، حيث قام بقطع الحبال والمظلة واستخدامها في تخبئة أموال الفدية.
وكانت هناك مناقشات حول ما إذا كان كوبر لديه خبرة في القفز بالمظلات أم لا، فبالرغم من أنه طلب من الطيار خفض الفلاب والمحافظة علي ارتفاع معين وهو ما يشير إلي شخص من شأنه أن يكون علي دراية بقواعد القفز بالمظلات، إلا أنه في نهاية الأمر استخدم المظلة الزائفة (والتي يستطيع أي لاعب مظلات ذو خبرة التعرف عليها فورا)، وحطم المظلة القابلة للتشغيل. وكان ذكيا في اختياره لطائرة البوينغ 727 لهذه القفزة، فبالإضافة لوجود سلم خلفي، فبها أيضا محركات مرتفعة والتي تعني فرصة أقل احتمالا للاحتراق الفوري من عودام الطائرات النفاثة.
ولكن يبقي القفز من الباب الخلفي لطائرة تحلق بسرعة 200 ميل في الساعة في الظلام الدامس وفي ليلة ممطرة مرتديا بدلة وحذاء بدون كعب – ولكن بدون خوذة – ليس شيئا يقوم به شخص ذو خبرة في عالم القفز بالمظلات. علاوة علي ذلك، فقد كانت السلطات متشككة منذ البداية في إحتمالية بقاء كوبر علي قيد الحياة بعد القفزة، إذا كان قد نجا من قفزته. وعلي كل حال، إما أنه هبط في أعماق الصحراء، أو أعلي الجبال – خلال أشهر الثلوج الكثيفة. وحتي الآن لم يتم العثور علي أي هيكل أو أثر للمظلات أو المال.
خلال السنوات الماضية لم يتم التوصل إلي أية إدانة. وكان المشتبه به الأفضل هو كينيث كريستينسن، لم يتم تحديده كمشتبه به إلي أن تقدم أخوه لايل عام 2003. فقد تدرب كينيث كريستينسن في الجيش كجندي مظلات عام 1944 وبعد الحرب عمل كضابط محاسبة في الخطوط الجوية لنورث- ويست اورينت. وقد بدا مشابها جدا للرسوم ولديه العديد من نفس عادات وميول المتهم. وقد كان يرتدي دائما شعرا مستعارا ولكنه توقف عن ارتدائه بعد عملية الاختطاف.
وقيل أن كريستينسنكان يمتلك نفس مشبك ربطة العنق، يدخن سجائر من نفس الماركة، ويفضل نفس مشروب البوربون الذي طلبه كوبر علي متن الطائرة. وكان كريستينسن قد اشتري بيت نقدا بعد فترة ليست طويلة من عملية الاختطاف، كما ورد أنه كان متذمرا مع مديره في العمل في الخطوط الجوية لنورث- ويست اورينت.
وذكر لايل أن كينيث قد مات عام 1994 معترفا بوجود سرا غامضا وهو علي فراش موته – ولكنه لم يبح به. وعند البحث في حياة كينيث، فقد وجدت عائلة كريستينسنفي حساباته المصرفية مايزيد عن 200ألف دولار والعديد من قصاصات الصحف بخصوص الخطوط الجوية لنورث- ويست اورينت بتواريخ مختلفة والتي توقفت قبيل عملية اختطاف الطائرة – بصرف النظر عن حقيقة أن عملية الاختطاف هذه كانت الحدث الأكثر رواجا في الصحف في تاريخ الخطوط الجوية. وبالنظر إلي كل هذا، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يعتبر كينيث كريستينسن المتهم الرئيسي،
ولا تزال تعتبر القضية مفتوحة.
أنـتـهــى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,وبعد
مدخل
:يقول الشاعر,,أما نكون اللي نبي ولا عسانا مانكون ,وهذا مافلعه هذا الخاطف العبقري
قبل الروايه والحكايه ,,جهز كوب من القهوه او الشاي للاستمتاع بالقصه ,,
في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1971 قام شخص مجهول باختطاف طائرة بوينغ 727 تابعة لخطوط نورث- ويست اورينت في واشنطن واتخاذها كرهينة للحصول علي 200 ألف دولار. وعند استلام الفدية المطلوبة قام بإطلاق سراح جميع الرهائن في سياتل. ثم أمر ثلاثة من أفراد الطاقم بمواصلة التحليق بالطائرة إلي المكسيك.
ولكن لم يكن غرض هذا الرجل التحليق إلي المكسيك، حيث قفز بمظلة من الباب الخلفي لطائرة البوينغ 727 في ليل بارد وممطر. وبالرغم من عمليات البحث الواسعة والتحقيقات الشاملة التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي، فحتي الآن لم يتم التعرف علي هذا الرجل، أو العثور علي ذلك المبلغ الكبير، ولم يتم حل تلك الجريمة. وظلت القضية الوحيدة التي لم تحل في عالم اختطاف الطائرات في التاريخ الأمريكي.
إذن، من كان ذلك الرجل؟ فتذكرة الطيران الخاصة به تشير إلي الإسم المستعار دان كوبر، ولكن نظرا لسوء تفسير أحد الصحفيين لتقرير الشرطة، فقد أصبح “دي. بي. كوبر” الإسم الأكثر شيوعا في وسائل الإعلام إشارة إلي ذلك الرجل. فقد قام بشراء تذكرة اتجاه واحد علي رحلة 305 نورث- ويست اورينت، وهي رحلة سريعة لمدة نصف ساعة إلي سياتل، واشنطن.
وقد ذكر شهود العيان أنه في منتصف الأربعينات من العمر، ويبلغ طوله حوالي ستة أقدام، يرتدي معطفا أسود، بدلة داكنة وقميصا أبيض بياقة، ربطة عنق سوداء، ودبوس ربطة العنق من اللؤلؤ. وقد وصف بكونه مهذبا، حليق الذقن، وعلي دراية بالمنطقة. حتي أنه دفع حساب شرابه علي متن الطائرة وأرشد المضيفات جيدا.
وبعد فترة قصيرة من إقلاع الطائرة قام كوبر بتمرير ملاحظة إلي المضيفة وكان محتواها ” لدي قنبلة في حقيبتي. وسوف أستخدمها إذا لزم الأمر. أريد منك الجلوس بجواري. فأنت الآن مختطفة.”
وبعد أن أظهر للمضيفة القنبلة الموجودة في حقيبته، قام بالمطالبة بمبلغ 200 ألف دولار، أربع مظلات، وشاحنة تزود بالوقود في المطار جاهزة لتزويد طائرة البوينغ 727 بالوقود. وقد عملت الخطوط الجوية والسلطات علي أرض الواقع معا لتلبية مطالب الخاطف، وفهرسة المال بعناية قبل تسلمه إياه.
في الساعة 5:45 مساء هبطت الطائرة في سياتل مع جميع الاستعدادات في المكان. وبمجرد دفع الفدية، سمح كوبر لجميع الركاب ومعظم أفراد الطاقم بمغادرة الطائرة. وأعطي أوامره بخصوص إتجاه مسار الرحلة إلي المكسيك بأقل سرعة جوية ممكنة بدون مماطلة. وقد أمر بترك عجلات الهبوط إلي أسفل وإنزال الفلاب إلي خمسة عشر درجة. وأيضا أمر بأن تبقي الكابين غير مكيفة الضغط وخفض السلم الخلفي.
وفي الساعة 7:40 مساء حلقت طائرة البوينغ 727 في الجو مرة أخري وعلي متنها فقط كوبر وأربعة من أفراد الطاقم.
وصدرت التعليمات لاثنتين من مقاتلات F-106 من قاعدة القوات الجوية القريبة لتتبع طائرة البوينغ 727 علي بعد مسافة وبعيدا عن الأنظار.
وكان كوبر قد أعطي تعليماته لجميع أفراد الطاقم بحجز أنفسهم في حجرة القيادة عقب الإقلاع، وبعد فترة ليست طويلة لاحظ الطاقم انطلاق ضوء التحذير حيث كان السلم الخلفي مفتوحا أثناء الرحلة. في الساعة 8:13 مساء اهتز الجزء الخلفي للطائرة فجأة إلي الأعلي.
وفي الساعة 10:15 تمكن الطيارون من الهبوط بالطائرة 727 في رينو، نيفادا. قام حشد من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وضباط الشرطة المحليين بمحاصرة الطائرة، ولكن بعد البحث لم يتم العثور علي أي دليل عن دي. بي. كوبر. وكان كل ما تركه وراءه ربطة عنق سوداء مع مشبك وأجزاء من مظلة ممزقة.
لم يذكر طياري القوات الجوية رؤية أي شئ يغادر الطائرة – سواء بصريا أو علي الرادار – كما أنهم لم يتمكنوا من رؤية المظلة. كان هذا أثناء الليل، حيث أنه من السهل علي شخص يرتدي ملابس سوداء النزول بدون أن يراه أحد. وقد ساعد شهود العيان في إمداد الشرطة بأوصاف كوبر والتي جاء نتيجتها الرسم التصوري له، وتم نشر ملصقات بمكافأة في جميع أنحاء البلاد
وقد أجريت الاختبارات لتحديد مكان هبوط كوبر،
ولكن نظرا لوجود حسابات مختلفة عن مكان الطائرة في الوقت الذي حدثت فيه القفزة، كان هناك التباسا في البداية حول مكان هبوطه. استمرت عمليات البحث الجوية والبرية لمدة أسابيع، وحتي بعد ذوبان الجليد في ربيع عام 1972 بدأ أفراد عسكريين بمساعدة سلطات تنفيذ القانون الفيدرالية في فحص المنطقة المحيطة ببحيرة ميروين، واشنطن، حيث كان من المعتقد هبوط دي. بي. كوبر في هذا المكان. وفي النهاية، لم يكشف البحث الأكثر شمولا في تاريخ الولايات المتحدة عن أي دليل يخص عملية اختطاف الطائرة أو هوية دي. بي. كوبر.
في خريف عام 1978 تم العثور علي لافتة بها تعليمات لخفض السلم الخلفي لطائرة البوينغ 727 عن طريق صياد غزلان علي بعد حوالي 13 ميل شرق كاسل روك، واشنطن.
وفي عام 1980كان طفلا يبلغ من العمر ثماني سنوات أثناء قضاء العطلة مع عائلته علي بعد 9أميال من فانكوفر، واشنطن علي ضفاف نهر كولومبيا عندما وجد ثلاث رزم من الفدية النقدية مفتتة بشكل كبير ولكن مازالت مجمعة في الرمال علي الشاطئ. أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن هذا المبلغ 5,800 دولار يعود إلي حادثة اختطاف الطائرة، ولكن هذا الاكتشاف لم يجيب علي التساؤلات الماضية بل يطرح المزيد منها.
فمن الفضول أن نسأل: لماذا كانت إحدي تلك الرزم المالية مفقود منها عشرة ورقات نقدية؟ لماذا انفصل هذا المبلغ الصغير عن بقية الـ 200 ألف دولار؟ ولماذا لم يتم العثور علي تلك الورقات النقدية في هذا المكان المحدد عندما قام سلاح المهندسين بالجيش بتجريفه عام 1974 من أجل مشروع غير متعلق بقضية الطائرة؟
وأشارت الاختبارات الكيميائية التي أجريت علي الورقات النقدية والرمال المحيطة بها أنها لم تكن موجودة عندما تم تجريف المنطقة عام 1974، وأنها وصلت بعد ذلك بكثير.
وإذا كان المال قد طرح في نهر كولومبيا لسنوات واستقر بعد عام 1974، فلماذا لم تتلف الأربطة المطاطية؟ تعددت النظريات، بما في ذلك إحتمالية “إنتقالها مع الحيوانات” وأيضا “قيام دي. بي. كوبر بدفنها لإسترجاعها فيما بعد”، ولكن حتي الآن لم تقدم أي فرضية تشرح بصورة مرضية جميع الأدلة القائمة بشأن المال الذي عثر عليه علي ضفاف نهر كولومبيا. أما 9,700 ورقة الباقية لم يتم العثور عليها بعد، وما زالت الأرقام التسلسلية الخاصة بها موجودة علي الإنترنت للبحث العام حتي يومنا هذا.
في عام 1981 تم العثور علي جمجمة بشرية علي طول ضفة النهر نفسها، ولكن تبين فيما بعد أنها تعود إلي امرأة. وفي عام 1988 تم العثور علي جزء من مظلة في قاع نهر كولومبيا، ولكن قرر الخبراء أنها لم تكن مظلة كوبر. أما في عام 2008 قام أطفال في امبوي، واشنطن باكتشاف مظلة والتي تبين أنها تعود إلي فترة الحرب العالمية الثانية.
بحلول عام 2007 أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي معلومات لم تكن معروفة من قبل أملا في جذب أي شهود جدد علي المضي قدما. فقد كان لديهم صورة من الحمض النووي لكوبر من خلال ربطة عنقه والمشبك اللذين تركهما علي متن الطائرة.
وأيضا لديهم تذكرة الطيران الخاصة به، وصرحوا بأن المظلات الأربعة التي طلبها كوبر والتي أعطيت له بعد ذلك، كانت إحداها بطريق الخطأ مظلة “زائفة” والتي تبين أنها لم تكن تعمل في الواقع. حيث كان حبل فتح المظلة موجودا، ولكنه كان عديم الأثر. وكان بها علامات تحدد أنها زائفة، ولكن علي مايبدو أن كوبر قد اختار هذه المظلة لقفزته. وذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن كوبر حطم المظلة “الجيدة”، حيث قام بقطع الحبال والمظلة واستخدامها في تخبئة أموال الفدية.
وكانت هناك مناقشات حول ما إذا كان كوبر لديه خبرة في القفز بالمظلات أم لا، فبالرغم من أنه طلب من الطيار خفض الفلاب والمحافظة علي ارتفاع معين وهو ما يشير إلي شخص من شأنه أن يكون علي دراية بقواعد القفز بالمظلات، إلا أنه في نهاية الأمر استخدم المظلة الزائفة (والتي يستطيع أي لاعب مظلات ذو خبرة التعرف عليها فورا)، وحطم المظلة القابلة للتشغيل. وكان ذكيا في اختياره لطائرة البوينغ 727 لهذه القفزة، فبالإضافة لوجود سلم خلفي، فبها أيضا محركات مرتفعة والتي تعني فرصة أقل احتمالا للاحتراق الفوري من عودام الطائرات النفاثة.
ولكن يبقي القفز من الباب الخلفي لطائرة تحلق بسرعة 200 ميل في الساعة في الظلام الدامس وفي ليلة ممطرة مرتديا بدلة وحذاء بدون كعب – ولكن بدون خوذة – ليس شيئا يقوم به شخص ذو خبرة في عالم القفز بالمظلات. علاوة علي ذلك، فقد كانت السلطات متشككة منذ البداية في إحتمالية بقاء كوبر علي قيد الحياة بعد القفزة، إذا كان قد نجا من قفزته. وعلي كل حال، إما أنه هبط في أعماق الصحراء، أو أعلي الجبال – خلال أشهر الثلوج الكثيفة. وحتي الآن لم يتم العثور علي أي هيكل أو أثر للمظلات أو المال.
خلال السنوات الماضية لم يتم التوصل إلي أية إدانة. وكان المشتبه به الأفضل هو كينيث كريستينسن، لم يتم تحديده كمشتبه به إلي أن تقدم أخوه لايل عام 2003. فقد تدرب كينيث كريستينسن في الجيش كجندي مظلات عام 1944 وبعد الحرب عمل كضابط محاسبة في الخطوط الجوية لنورث- ويست اورينت. وقد بدا مشابها جدا للرسوم ولديه العديد من نفس عادات وميول المتهم. وقد كان يرتدي دائما شعرا مستعارا ولكنه توقف عن ارتدائه بعد عملية الاختطاف.
وقيل أن كريستينسنكان يمتلك نفس مشبك ربطة العنق، يدخن سجائر من نفس الماركة، ويفضل نفس مشروب البوربون الذي طلبه كوبر علي متن الطائرة. وكان كريستينسن قد اشتري بيت نقدا بعد فترة ليست طويلة من عملية الاختطاف، كما ورد أنه كان متذمرا مع مديره في العمل في الخطوط الجوية لنورث- ويست اورينت.
وذكر لايل أن كينيث قد مات عام 1994 معترفا بوجود سرا غامضا وهو علي فراش موته – ولكنه لم يبح به. وعند البحث في حياة كينيث، فقد وجدت عائلة كريستينسنفي حساباته المصرفية مايزيد عن 200ألف دولار والعديد من قصاصات الصحف بخصوص الخطوط الجوية لنورث- ويست اورينت بتواريخ مختلفة والتي توقفت قبيل عملية اختطاف الطائرة – بصرف النظر عن حقيقة أن عملية الاختطاف هذه كانت الحدث الأكثر رواجا في الصحف في تاريخ الخطوط الجوية. وبالنظر إلي كل هذا، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يعتبر كينيث كريستينسن المتهم الرئيسي،
ولا تزال تعتبر القضية مفتوحة.
أنـتـهــى.
تعليق