في اخر احتفال بها قمت مع العقيد طيار مختار الجعفري امر قاعدة القرضابية الجويه علي متن الطائره ( سوخوي 24 )بطلعه تدريبه استعراضيه فوق المكان الذي تم فيه الاشتباكات القتاليه والطيران فوق
( خط 32.5)حدود المياه الاقليمه وكانت الطلعه لمدة ساعة في 19 اغسطس عام 2010م وستظل هذه ذكره مدي الحياه .
نعم انا طيار مقاتل وافختر بجميع الطيارين المقتلين الليبين لانهم سطرو تاريخ مشرف من الناضل وحب الوطن وحرمه الاجواء والمياه الاقليمه والارض الليبيه علي من يكون ويريد الاساءه لليبيا
في الذكرى الـ 33 .. تفاصيل وصور حصرية لإسقاط الطائرة الأمريكية فوق خليج سرت . بقلم " البُطي "
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله خير من خلق الله في الأولين والاخرين .
يمر علينا اليوم 19 أغسطس 2014 الذكرى الثالثة والثلاثون لذكرى الاشتباك الجوي الذي حصل بين سلاح الجو الليبي و سلاح الجو الأمريكي فوق المياه الإقليمية الليبية و تحديدا داخل خط عرض 32 والذي يعرفه الكثير بخط الموت .
قبل تحديد خط الموت كانت البوارج الأمريكية كثيرا ما تقف في عرض البحر مقابل الشواطئ الليبية وتُطلق مقاتلات حربية جوية للقيام بمناورات عسكرية بُغية الاستفزاز تارة وبُغية تأكيد سطوة أمريكا على المياه الدولية المقابلة لليبيا تارة أخرى
ومن جهة اخرى فقد كانت ليبيا تدعي ان المياه الواقعة في خط عرض 32 هي مياه إقليمية ليبية ويجب احترام سيادتها وإلا سيتم التعامل بشكل عسكري ضد كل من يدخل دون إذن الحكومة الليبية , أما الحكومة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان كان لها رأي مخالف بان خط عرض 32 هو مياه دولية ولا حق لليبيا فيه ,
وبناء على هذه التجاذبات والتصريحات النارية بين القذافي وريغان تم رسم خط بحري وهمي بمركب بحري تحت قيادة الرئيس الليبي الراحل مُعمر القذافي وتم تسميته " خط الموت " وبهذا فقد مددت ليبيا مياهها الإقليمية 12 ميل داخل خليج سرت حيث صرح القذافي ان من يدخل لخط الموت دون إذن الحكومة الليبية ستتعامل معه طائراتنا على الفور , وقال جملته التي نشرتها صحيفة فرنسية " خليج سرت سيتحول لخليج من الدم إن لزم الامر " !.
بناء على ما سبق يتضح ان الأمور باتت مشحونة جدا بين ليبيا وأمريكا , فمن جهة ليبيا اتسم القذافي بالعناد والتهور في بعض الأحيان , ومن جهة أمريكا أصبح رونالد ريغان رهين حملته الانتخابية والتي كان أحد نقاطها الاستراتيجية التي أعلن فيها انه على الولايات المتحدة أن تستعيد معظم المواقع التي خسرتها في العالم جراء سياسة جيمي كارتر إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، وأشار نصيا ضمن عدد من المواقع إلى بسط سيطرة أمريكا على خليج سرت .د
بعد استلام رونالد ريغان مقاليد السُلطة كرئيس لأمريكا مباشرة أعلن قائد الاسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط عن عزم أسطوله إجراء مناورات عسكرية داخل مياه خليج سرت لمدة أربعة أيام من التاسع عشر إلى الثاني والعشرين من شهر أغسطس عام 1981
اما من الجانب الليبي فقد كانت أقرب القواعد الجوية لمنطقة الخليج هي قاعدة القرضابية الجوية والتي تقع بضواحي مدينة سرت حيث كانت في تلك الفترة تحت أمرة (عقيد طيار/ جمعة رمضان زائد)
كما ان المواجهات بين الطيارين من الطرفين لم تكن جديدة فقد كانت هناك عدد من المناورات الجوية والتي كان يلتقي خلالها طيارو ليبيا وأمريكا في الجو ولكن دون ان يتم أي اشتباك نظرا لعدم الحصول على امر الاشتباك, حيث يروي أحد العاملين بقاعدة القرضابية في تلك الفترة أن احد الطيارين كان يروي له كيف انهم دائما ما يلتقون بطياري أمريكا وتتم بعض المناورات الوهمية وفي نهاية المناورة تقترب الطائرات من بعضها ويُشير كل سرب إلى الأخر بعلامة التحية الجوية المعترف بها ويتم الانصراف دون أي مشكلة .
تظهر في الصورة اول مقاتلة ليبية من نوع MIG-25 مسلحة تسليح كامل تم رصدها وتصويرها وهي تقترب من الاسطول السادس الامريكي المتمركز قرابة خليج سرت في 18 اغسطس 1981 أي قبل المواجهة بيوم .
في الصورة طائرة سيخوي 22 روسية الصنع لسلاح الجو الليبي الصورة التقطت في 18 اغسطس 1981
ليلة 18 أغسطس 1981 كانت مشحونة الاجواء داخل قاعدة القرضابية عقب إعلان الأسطول السادس بدء مناوراته في خليج سرت , حيث وصلت الأوامر للعقيد طيار جمعة رمضان بضرورة تكثيف الطلعات الجوية على الخليج والاشتباك الفوري مع أي طائرة تخترق الخط 32 وتحمل العلامة الأمريكية او الإسرائيلية , كما ان درجة التأهب القصوى رُفعت داخل القاعدة حيث تم إبلاغ أمر السرب 1022 وهو الوحيد بالقاعدة أنه في حال الالتقاء بالطيران الأمريكي أو الإسرائيلي ولم يتم الاشتباك فسيتم إعدام الطيار لعصيانه الأمر العسكري .
مع بزوغ أول شعاع لشمس يوم 19 أغسطس 1981 بادر الطيران الامريكي بتنفيذ مناوراته العسكرية التي تم الإعلان عنها مسبقا ,حيث تم إرسال سرب طائرات - نوع إف-14 توم كات (F-14 Tomcat) متكون من 8 طائرات وهو حسب ما ظهر لرادار الدفاع الجوي الليبي - وهي من الطائرات الحديثة جدا في تلك الفترة حيث يُقدر سعرها ب100 مليون دينار وتتميز بدقتها واستجابتها السريعة لأوامر الطيار كما تتميز في المناورات بسرعتها الكبيرة جدا ,
السرب الامريكي كان بقيادة الطيار هنري مارتن كليمان والذي يقود طائرة الـ أف 14
اما في الجانب الليبي فقد كان امر السرب 1022 الطيار بلقاسم امسيك الزنتاني نفسه في اول الجدول للطلعات اليومية وكان برفقته ملازم طيار مختار العربي الجعفري , حيث تم تجهيز طائرتي نوع سوخوي 22 بكامل العتاد الحربي لها توقعا للمواجهة حسب الأوامر .
طائرة سوخوي 22 (SU-22M3K ) ليبية
إنطلقت طائرتي السوخوي من القاعدة الجوية على تمام الساعة 07:02 صباحا وكان على طائرة القيادة الطيار بلقاسم امسيك والأخرى يقودها مختار الجعفري , وماهي إلا لحظات بسيطة حيث صرح الطيار امسيك انه يرى عدد 2 طائرات أف 14 أمريكية - من أصل 8 والتي يرصدها الرادار الليبي - بالعين المجردة وينتظر الأوامر , فتم إعطائه الامر بالتعامل معها نظرا لتجاوزها الخط 32.
وحسب ما كان من المعتاد بين السربين الليبي والأمريكي في اللقاءات السابقة فقد كانت التشكيلات الجوية تطير متلاصقة و تعمد الطائرات الأمريكية إلى مواجهة الطيران الليبي مباشرة أي وجه لوجه وعند اقتراب الأمريكية تقوم بالدوران الحاد جداً لتأخذ وضعاً جانبياً بعد أن تغير اتجاهها 180 درجة . "
الصورة توضح الشرح أكثر .
أما هذه المرة فالتعامل يختلف بناء على الأوامر الليبية والتي تقضي بالتعامل الفوري مع الهدف , فبمجرد انحناء الـ أف 14 بزاوية 180 درجة غير الطيار بلقاسم امسيك وضعية طائرته بانحناءة قوية جدا إلى اليمين ليصبح وفي لحظة خلف طائرة الـ اف 14 الأمريكية ويصبح هدف سهل جدا للسخوي 22 والتي لولا عنصر المفاجأة من الطيار لا تستطيع الالتفاف وجعل الـ أف 14 هدف
دوت صافرة الإنذار داخل مقصورة بلقاسم امسيك تنبيها ان الهدف في المرمى فضغط على الزر المتحكم في إطلاق الصواريخ وماهي إلا ثوان حتى انفجرت الطائرة الأمريكية والتي يقودها قائد السرب الأمريكي " هنري مارتن " على بعد 75 كم من شواطئ سرت.
انفجار طائرة الـ أف 14 كان صدمة لباقي الطيارين سواء الامريكان او الجعفري قائد السوخوي الثانية , المهم وكما ذكرت ان الطائرات التي رصدها الرادار كانت 8 والتي تم الاشتباك معها 2 مما يعني ان هناك 6 طائرات لازالت قريبة من الموقع , وهي التي بادرت على الفور للمجيء للمكان و اعتراض طائرتي السوخوي 22 بعدد 2 صواريخ جو جو .
انفجرت الطائرتين الليبيتين لتلحقا بطائرة هنري مارتن الذي ومن فرط الصدمة والمفاجأة لم يلحق ان يفتح مقعد الانقاذ فاحترق داخل الطائرة , اما امسيك والجعفري كانا مدركين انهما حتما ولابد سيتم أسقاطهما نظرا لفرق الامكانيات بين السرب الليبي والأمريكي , لذلك ما ان أنفجر الصاروخ بالسوخوي حتى قفز الطائرين من طائرتيهما على الفور لينتظرهما البحر الأبيض وهم على بُعد 75 كم من الشاطئ !! .
يروي الطيار بلقاسم امسيك لحظات قذفه من الطائرة بمقعده حيث يقول في مذكرته الخاصة :
" وما أن اكتمل دوراني حتى كان رقم اثنين فى التشكيل الأمريكي فى وضع يمكنه من إطلاق صواريخه بإتجاه طائرتي وفعلاً شاهدت الصاروخ وهو ينطلق صوبي وفى لحظة إرتطام الصاروخ بمؤخرة طائرتي قفزت وكان إرتفاعي سبعة آلاف متر عن سطح البحر ، وأنطلقت فى عنان السماء محتضناً الكرسي القاذف ، وبدأت عملية التخلص من الكرسي آلياً ، ثم فتحت المظلة التى حلقت بى عبر سحاب كثيف من الدخان فى حين قام الطيار الأمريكى الثانى بالدوران حولي وكأنه يحدد مكاني ثم غادرني بعد ذلك.
وبدأت رحلتي عبر السحب بين السماء والبحروهما يحيطاني من كل جانب ولون أزرق ما له نهاية ولأن إرتفاعي كان شاهقاً والوقت كان صيفاً فقد تأخرت في الهبوط وساورنى شك بأن مظلتي تحلق فى الجو ولا تهبط أبداً ، فنزعت كتلة ربط كمامة الأكسجين بأحزمة المظلة والقيت بها إلى أسفل وصرت أرقب سقوطها فتأخر وصولها إلى سطح البحر وقدّرت إرتفاعي وظللت أنتظر وصولى لمياه البحر ولكننى لم أصل فعاودت تقدير إرتفاعى وكان من الصعب فى مثل هذه الظروف أن أصل إلى تقدير صحيح للإرتفاع ، وتذكرت ما حدث منذ أيام عندما سقطت طائرة ميج 25 فى شمال مدينة طرابلس وقد غرق أحد الطيارين بسبب المظلة التى عاقت حركته في البحر لأنه لم يتخلص منها فى الوقت المناسب .
وقررت على الفور التخلص من المظلة ولأن إرتفاعي كان كبيراً فقد هويت وغصتُ داخل أعماق الماء وفقدت من شدة الإرتطام طوق النجاة فأخذت بفزع فى السباحة إلى أعلى لغرض الوصول إلى السطح وعندما بلغته سبحت فى إتجاه الطوق وأحكمت وثاقه حول صدرى وتخلصت من بدلة الضغط ومن حذاء الطيران حتى تتسنى لى السباحة بسهولة دون أي عائق يحد من حركتي بإتجاه قارب النجاة والذى كان من المفترض أن يكون قد إنتفخ آلياً بمجرد سحبى للسلك الخاص به عندما كنت عالقاً فى الجو إلا أنه لم ينتفخ ، فسحبت القارب نحوي وشغّلت إسطوانة الغاز الموجودة به يدوياً وبدأ القارب فى الإنتفاخ وقد كان مقلوباً ولأن المعلومات التى كانت لدينا تؤكد وجود سمك القرش بخليج سرت وقد شوهد فعلا فى رأس الأنوف ومرسى البريقة بالعين المجردة فقد إنتابنى شعور بالخوف فعمدت بسرعة إلى قلب القارب إلى وضعه الصحيح ثم صعدت إليه بسرعة ولأن إنتفاخه بالهواء لم يكتمل بالصورة المطلوبة فقد إمتلأ بالماء وسري في نفسي إحساس بأن القارب سوف يغرق فسحبت سلك حقيبة الإعاشة التى يوجد بها الأكل والدواء ومسدس الإشارات وجهاز الإتصال وبقية مستلزمات النجاة ففتحتها وأخذت أبحث بلهفة عن الكوب المخصص لتفريغ المياه وكنت أضع كل ما تقع عليه يداى من أكل أو علب ماء و مسدس الإشارات وجهاز الإتصال اللاسلكي أضعها على حافة القارب وكل همى هو إيجاد ذلك الكوب ثم تذكرت فجأة مكانه الصحيح داخل أرضية القارب فسحبته وأخذت فى تفريغ الماء ثم سحبت المنفاخ اليدوى وزدت الهواء داخل القارب ، بعد ذلك تذكرت بقية مواد الإعاشة التى وضعتها جانباً لحظة بحثى عن الكوب فلم أجدها إذ أنها وقعت وغاصت في أعماق البحر وبسرعة نمت على ظهري فى القارب وأخذت أجدف بيدي متجهاً نحو الجنوب بإتجاه الشاطئ الليبي واضعاً الشمس عن يميني وكنت أخشى من أن يأتى الأمريكيون لأسرى خاصة وكما ذكرت أن الطيار الأمريكي قد قام بالتحليق حولى محدداً مكان قفزي .
وإنتابني فى تلك اللحظات مزيج من مشاعر اليأس والرهبة والأمل إذ كنت أحياناً أتوقف عن التجديف لأخرج مصحفاً كان دائماً بجيبي ببدلة الطيران وهو ذات المصحف الذى طرت به أول مرة في حياتي عندما كنت طالب في الكلية الجوية بجمهورية مصر العربية ، وكان يلازمني دائماً فى الطيران ولا أطير إلا وهو معى فأقرأ بعض الأيات ثم أتذكر الأمريكيين وأخاف قدومهم فأقفل المصحف وأعيده إلى مكانه وأقول محدثا نفسي ليس الأن وقت قراءة القرآن وأبدأ من جديد فى التجديف ثم بعد مضى فترة من الوقت أعود ثانية إلى قراءة القرآن وهكذا .
وكانت حرارة الشمس وملوحة البحر قد أخذت مني كل مأخذ فأخرجت غطاء الرأس ووضعته على وجهى ليقينى من أشعة الشمس الحارة وبقيت فى وضع التجديف تارة وقراءة القرآن تارة أخرى وكنت بإستمرار واضعاً الشمس على يمينى ، ويمر الوقت دون أن تلوح بارقة أمل وبدأت أسمع أصوات الطائرات وهى تحلق من بعيد وأشاهد أيضاً الطائرات المروحية من على بعد ويزداد الأمل ولكن مع هذا أظل عاجزاً عن تحقيق الإتصال بأي منها وذلك لفقدانى جهاز اللاسلكي ومسدس الإشارات ، وأسرح بخيالى مع تقلب وجهى فى كل إتجاه حيث اللون الازرق يفرد جناحيه فى كل مكان حيثما نظرت فالسماء زرقاء والماء أزرق وكأنى فى قارورة زرقاء ، ويسرح خيالى فى أولادى وخاصة ( محمد ) الذى لم يكمل الأربعة أشهر من عمره ولم أسمع صوته ينطق بكلمة ( بابا ) ويزداد تشبثى بالحياة وضرورة النجاة وأعود للتجديف ،
وبكلتا ذراعيّ وهي تنزف أول قطرة دم في خليج سرت لتحويله إلي خليج أحمر من الدم تنفيذا لتحذير القائد الأعلى لكل من تسول له نفسه إجتياز خط الموت ويزداد إصرارى لبلوغ الشاطئ وتظهر آيات الله وحكمته وتأييده لعباده الذين يرتفع صوتهم فى خشوع طلباً للعون والنجاة (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )) فى آية من آيات الله عندما تقع عيناى على ذبابة معى فى القارب تلازمنى وكذلك يقع نظرى من حين لأخر على طائر يحوم حولى ، ويزداد أملى وأشعر أن اليابسة قريبة وأنني على وشك الوصول إلى الشاطئ و أتساءل مع نفسي لو أنني لست قريباً من اليابسة فمن أين أتت هذه الذبابة ولا يمكن أن تكون معي وأنا في الطائرة من البداية ولو كان كذلك لطارت في الفضاء عندما قفزت بالكرسي ، فالكرسي ينطلق من الطائرة بواسطة صاروخ قوى وسريع ولا يمكن أن تقاوم هذه الذبابة السرعة المذهلة التى يغادر بها الكرسي الطائرة فالذبابة إذاً قادمة من اليابسة وهى ليست ببعيدة ، وكذلك هذا الطائر لا يمكن أن يطير باستمرار إلا إذا كان قريباً من الأرض ليستريح ويطير من جديد ، زاد الأمل فى نفسي وزادت ثقتى فى النجاة والعودة إلى أولادي وأهلي وزوجتي التى ربما تكون قد سمعت ما حصل لي.
وهكذا ظللت أجدّف بين أمل ويأس و يأس وأمل وأراقب وأسمع وأتأمل حتى أصيبت يداي بجروح نتيجة الإحتكاك بسطح القارب مع الماء المالح وأخذت تنزف دماً ، إلا أننى كنت غير مبالٍ ولم أعبأ بهذا الألم وغايتى هى النجاة وبلوغ الشاطئ ، كل هذا يمر ولا أشعر بمرور الوقت وظللت محافظاً على وضع الشمس عن يميني ، والشمس تتحرك بإتجاه الغرب وأنا مبقيها على ذات الوضع لأننى لا أعرف الوقت ولا أشعر بمروره وضللت هكذا فى هذا الحال، والذى إتضح لي فيما بعد أن الذي قطعته فى الصباح بإتجاه الشاطئ الليبي ناحية الجنوب عدته بعد الظهر إلى الشمال بسبب محافظتي على أن تكون الشمس فى وضع اليمين فعندما تكون الشمس عن يمينى وأنا مستلقٍ على ظهري بعد الظهر يعنى ذلك أنني متجه إلى الشمال ذلك ما عرفته بعد أن تم إنقاذى وعرفت الوقت من طاقم الطائرة. بقيت على هذا الحال حتى رأيت طائرة عمودية نوع مى 14 تتجه نحوى فخلعت (( جاكيت )) الطيران وأخذت أُلوّح بها والفرح يغمرني ونور الحياة وأمل النجاة قد لاح من جديد وتقترب الطائرة ويرتفع صوت دقات قلبي مهللاً بالنجاة وتنفرج سرائر نفسي إستبشارا مع إقتراب فؤادي من الحلقوم وتصل الطائرة لتمر فوق رأسى دون أن يتمكن طاقمها من مشاهدتي عندها إنهارت آمالي وألقيت كل ما فى يدي وخيّم علىّ شبح الموت والنهاية المحزنة فى أعمق نقطة فى خليج سرت ، وتعلقت عيناى بمؤخرة الطائرة مستغيثاً ( يارب النجاة يارب النجاة يا الله أرحمني يا منقذ أنقذني ) وطارت الطائرة بعيداً . منتزعة مني كل أمل في النجاة وغمرتني بغلالة سوداء مليئة بالحزن واليأس وأرتسمت سحابة معتمة خلف الطائرة لتسدل الستار على أمل النجاة . ولكن قلبي يتشبث بالدعاء ونفسى تستغيث بالخالق الذى أودعتها إياه وفي مشهد رباني مقدس ينبعث نورا يبهر بصري فها قد إستجاب الله لدعائي وأسمع صوت محركات الطائرة ينخفض وينحرف خط سيرها إلى اليسار وتعلوني دهشة فلا أكاد أصدق ما رأت عيناى فهذه الطائرة تعود أدراجها صوبى فهل ياترى أنهم شاهدونى؟ إنها لحظات لا توصف ولا يمكن التعبير عنها فهي الفرحة والدهشة التي لا يمكن التعبير عنها تختلط فيها المشاعر بالبكاء والفرح والصياح والصمت والذهول الذى لا يمكن وصفه فهي لحظات رهيبة إمتزج فيها الأمل بالنجاة والعودة للحياة ورؤية أهلي وأولادي مع اليأس الذى يجلب شبح الموت والفراق ! حلقت الطائرة حولي من جديد وغمرتني برذاذ الماء المتطاير من شدة الهواء برائحة الحياة ليمتزج بدموع الأمل والفرح .
لقد كانت هذه الطائرة ليست طائرة إنقاذ بل هى طائرة لغرض البحث فقط وغير مجهزة للإنقاذ وكان من الواجب إبلاغ الطائرة المجهزة بالضفادع البشرية ومعدات الإنقاذ ولكن حسب ما روى طاقم الطائرة بعد ذلك أن كل الطائرات قد عادت إلى القاعدة ، فالوقت قارب على الغروب واليأس دبّ إلى النفوس والجميع إعتقد أنني قد إنتهيت ، لذلك
قرر قائد الطائرة الرائد طيّار خالد عبيد إنقاذي وأبلغ القيادة بأنه تمكن من مشاهدة الطيار الذى نبحث عنه ولكثرة الأسئلة والتساؤلات من القاعدة والدفاع الجوى قام قائد الطائرة بقفل جهاز ( الراديو ) للتفرغ كلياً لعملية الإنقاذ الصعبة، وعندما كنت والطائرة فى إتجاه عمودي واحد أدلى لي الحبل من باب الطائرة ولأنى لم أتمكن من ملامسته فقد أخذ الطيار فى خفض الإرتفاع فتزداد بذلك شدة رياح محركات الطائرة وفجأة إنفصلت من قارب النجاة الذى طار بعيداً عني و أتجهت إليه سباحة خوفاً من سمك القرش وإحتساباً لعدم إنقاذي ، صعدت من جديد إلى القارب وتمسكت به جيداً ، وأشرت بيدى للطيار بأن يقترب مني من جديد وبدأت الطائرة تقترب وعندما تدلى الحبل قريباً مني قفزت ممسكاً به بكلتا يديّ وتأخر شد الحبل من الطائرة ولأن الحبل كان طويلاً فقد غُصت داخل ماء البحر وصعدت من جديد إلى سطح الماء وبدأ طاقم الطائرة فى سحب الحبل وتمسكت به جيداً وأخذت فى الصعود إلى أعلى ورياح مراوح الطائرة تديرنى وتزداد سرعة الدوران إلى أن أصبحت أرى الطائرة فى جميع الإتجاهات وعندما بلغت حافة أسفل الطائرة توقف سحب حبل الإنقاذ و تدلى أحد الفنيين وأخذ يحاول تهدئة سرعة دوراني بيده إلى أن توقف تماماً ، وعندها مدّ يده وسحبني إلى الداخل وأخذ يقبلنى ويـحمد الله على سلامتى وهكذا شاء القدر أن تنتهى مأساة رافقنى فيها شبح الموت مدة عشر ساعات ونصف الساعة ولولا رعاية الله عز وجل وتقديره لمشاعر والدتي ورضاها عني لما عدت إلى الحياة من جديد .
والغريب المدهش في قصة العثور علي في البحر وكما روى لي أحد أفراد طاقم الطائرة فيما بعد هو أن الطائرة مرت فوقي ولم يشاهدني أحد لأن اليأس قد دب إلى نفوس الطاقم وقد كانوا في طريق العودة إلي القاعدة وأنهم غير متوقعين وجودي فى ذلك المكان ، ولكن إرادة الباري عز وجل أرادت لي النجاة بعد أن إرتفع صوتي فى خشوع مستغيثاً بقدرته سبحانه وتعالى . فبعد أن مرت الطائرة فوقى شاء الله أن ينبعث صوت غريب فى مروحة الذيل بالطائرة وأستغرب قائد الطائرة هذا الصوت فطلب من المهندس أن يرجع إلى مؤخرة الطائرة لمشاهدة المروحة الخلفية ربما يكون شئ ظاهر أحدث هذا الصوت الغريب ، وعندما تطلع المهندس على المروحة من شباك خلفي صغير بالمؤخرة شاهدني خلف الطائرة بمسافة فعاد مسرعا إلى مقدمة الطائرة وهو يصيح وجدته وجدته
وهنا عادت الطائرة في دوران إتجاه اليسار إلى نفس المكان الذي أطفو فيه .بعد صعودي إلى الطائرة سألت أحد أفراد الطاقم هل وصل الملازم مختار الجعفرى فقال إن الملازم مختار بخير والحمد الله فقد أُنقذ فى الصباح .
وهنا إندهشت وسألته هل هو أيضاً أُسقطت طائرته ؟ فقال نعم وقد أُنقذ في الصباح وكنت مستغرباً جداً لما حدث وزاد عجبي أكثر عندما سألته عن الساعة فقال لى الساعة الآن الخامسة وخمس وأربعون دقيقة لقد كنت أتوقع أن الوقت لا يتجاوز الساعة العاشرة صباحاً بأى حال من الأحوال وهنا تبين لي فضل ربى إذ أنساني ساعتي الخاصة والتي كنت لا أطير دونها أبدا وقد كنت أستعير ساعة فني الطائره إذا مانسيت ساعتي، ولم يحدث يوماً أن طرت بدون ساعة يد إلا هذه المرة .وكان لهذا فائدة كبيرة إذ لو كانت الساعة معي وعرفت الوقت والتأخير الذى حصل فى إنقاذى لكنت أصبت بفزع ويأس كبيرين وربما يحدث منى رد فعل غير محمود العواقب يؤدى إلى غرقى وهلاكي ، إسترحت قليلاً ثم وقفت للسلام على قائد الطائرة الرائد طيار خالد عبيد ثم إتجهت الطائرة إلى قاعدة القرضابية وأنا لا أكاد أصدق نفسى من شدة الفرح…
الفرح الذي إجتمعت فيه معجزات ثلاثة أولها إسقاطي لطائرة أمريكية وثانيها نجاتي من الإنفجار الذي وقع بطائرتي بعد إصابتها بالصاروخ المعادي وثالثها إنقاذي من أعمق نقطة في البحر المتوسط .
وأخذت الطائرة تقترب من المهبط وأخذ قلبي يقترب من حلقي دهشة وفرحاً وذهولاً وزاغ بصري لروعة مشهد الإستقبال والفرح ، وشاهدت بعض منتسبي المنطقة العسكرية الوسطى ومنتسبي القاعدة ، وبعض منتسبي الوحدات العسكرية بالمنطقة متجمعين فى إنتظارى . وكان يقف وسطهم آمر المنطقة العسكرية الوسطى العقيد حسن مفتاح إشكال والعقيد طيار جمعه رمضان زائد آمر قاعدة القرضابية ، وبمجرد هبوط الطائرة ووقوفها إندفع النقيب طيار عبد القادر المنقوش إلى وسط الطائرة وأحتظننى وأخذ يقبلنى وهو يبكى .
نزلت من الطائرة حظنني آمر المنطقة ثم العقيد جمعه ثم باقى الضباط والعسكريين ، وأركبنى آمر المنطقة الوسطي سيارته ومعه العقيد جمعه زائد وضابط آخر إنطلقوا في إتجاه بيتي بالمساكن العسكرية ( الجيزة العسكرية )
ورويت لهم بإختصار ونحن في الطريق كيفية الإشتباك مع الطائرات الأمريكية وعن إسقاطى لإحداها فأخذ الجميع فى التهليل والتكبير ، وصلنا إلى البيت ودخلت بهيئتي المثيرة حافي القدمين عاري الرأس مبلل الثياب منفوش الشعر وقد إحترقت بشرة وجهي من حرارة الشمس وملح البحر ، فإذا بزوجتي يصيبها الفزع والذعر وأخذت تصيح وهي لا تكاد تصدق فلم تكن تعرف بأن الإشتباك الجوي بين الطائرات الأمريكية والطائرات الليبية التي تناقلت أخباره الإذاعات أنني كنت أحد عناصره ، وكانت معها زوجة العقيد طيار جمعه زائد وزوجة آمر المنطقة العسكرية العقيد حسن إشكال وبعض نسوة الجيران ، فأستبدلت ملابسي المبللة بأخرى جافة وأخذوني إلى مستشفى إبن سينا بمدينة سرت حيث أجريت لي فحوصات طبية وتصوير أشعة وغيرها ثم نقلت إلى إحدى الحجرات وكان الوقت ليلاً فوجدت الملازم طيار مختار الجعفرى وجمع كبير من الضباط والجنود والمواطنين الذين تزاحموا حولي مهللين ومكبرين يحمدون لي السلامة وقصصت لهم ما حدث "
أنتهى حديث الطيار امسيك .
كما هو معروف الان وفي تلك الفترة أيضا فإن امريكيا دولة تعتبر عظمى من ناحية التسلح وحدث إسقاط طائرتها ليس بالأمر المعتاد , لذلك على الفور تناقل الخبر العديد من الوكالات الإستخباراتية والمقربة من أمريكا ولكن دون تأكيد لسقوط طائرة الـ أف 14 الأمريكية نظرا للتكتم الامريكي على الموضوع حينذاك لما سيسبب من إرتفاع شان للسلاح الروسي والتي تعتبر ليبيا حليف رئيسي لها في المنطقة .
أما على الصعيد الليبي فقد أدلى الطيار بلقاسم امسيك بكل تفاصيل إشتباكه للقاعدة الجوية بسرت , وقد تم إبلاغ امسيك بأن تعليمات جاءت من الرائد عبدالسلام جلود بالتصريح بان الطلعات الجوية كانت استطلاعية فقط وان العدو الأمريكي هو من قام بالهجوم فرد عليه سلاح الجو الليبي وأسقط طائرة اف 14 ورد عليهم العدو باسقاط طائرتي السوخوي 22.!
الطيار بلقاسم امسيك الزنتاني يقوم بشرح الإشتباك في الإذاعة المرئية
و جاءت في اليوم التالي الصُحف كالتالي
حيث تم نشر ان سلاح الجو الليبي هو من قام بالرد على نيران طائرات الـ أف 14 , ولكن كما اسلفنا الذكر فالحقيقة ليست كما تم الترويج لها بل ان الطائرات الليبية كانت في طلعة اعتراض جوي لاختراق الامريكان خط عرض 32
أمريكا من جهتها صرحت بان هناك عدد 2 طائرات سوخوي ليبية تم إسقاطهما وان احد الطيارين قد مات نتيجة ان مضلته لم تفتح , وان طياريها عادوا بسلامة للأسطول السادس إلا طائرة واحدة تم اعتراضها ولا ندري هل هناك جرحى ام لا .
ويسرد امسيك في مذكراته الاتي :
" أما عن الجانب الأمريكي فقد أصدر بياناً فى صباح اليوم الذى جرى فيه الإشتباك تلاه الناطق الرسمي لوزارة الحرب الأمريكية وهو نقيب/ لادى هاملتون ، سمعت تسجيلاً له يقول بالحرف الواحد (( لقد حصل إشتباك بين الطائرات الليبية والطائرات الأمريكية فى مياه خليج سرت )) ويقول الناطق (( لقد تم إسقاط طائرتين ليبيتين ولا ندري عن خسائرنا ما إذا كانوا جرحى أو قتلى )) . والمتمعن فى هذا البيان يفهم أن إصابة ما قد وقعت بطائرات الإسطـول السادس ، ثم فى مساء ذلك اليوم أذاعت الإذاعة الليبية مكالمة ملتقطة عن طريق الدعم الإلكترونى الليبي لطيار طائرة عمودية أمريكية يخاطب محطة الحاملة عند غروب شمس ذلك اليوم يقول إنه لم يجد الغرقى ويطلب العودة إلى الحاملة وكان ذلك بعد إلتقاط وإنقاذ الطيارين الليبيين من البحر ..وهذا يعنى أيضاً أن طائرة أمريكية قد أصيبت وأنهم لم يجدوا الطيارين وهذا متوقع فقد كانت إصابتي للطائرة الأمريكية بشكل مفاجئ ومن مسافة قريبة ولم يجد الطياران الوقت الكافي للقفز فأنفجرت الطائرة قبل أن يغادراها . ثم إن الطيران الأمريكي طوال اليوم الذي حدث فيه الإشتباك كان يحلق فوق المنطقة التي سقطت فيها طائرتهم باحثين عن طياريهم مانعين الطائرات العمودية الليبية والقطع البحرية من الإقتراب من المنطقة"
انتهى حديث امسيك
وكعادة الاطراف المتحاربة فالكل يريد إضفاء التوحش على الطرف الاخر , وبات العالم بين مشكك لقصة امريكا ومصدق لقصة ليبيا وأخر مصدق لأمريكا ومشكك لليبيا , وحتى داخل اروقة القيادة الليبية نفسها فقد كان الشك يساور بعض الأشخاص وعلى رأسهم العقيد طيار عمر المختار غفار آمر عمليات القوات الجوية في ذلك الوقت فقد تقدم بتقرير يشكك فيه بإسقاط الطائرة الأمريكية ويعلل ذلك بالمقدرة الفائقة للطائرة الأمريكية إف 14 ومواصفاتها العالية ويقارن بينها وبين الطائرة سيخوى ، و قد ثم صدر بلاغ من القائد العام للقوات المسلحة فى ذلك الحين يعلن عن سقوط الطائرة الأمريكية وتم تشكيل مجلس تحقيقي على مستوى القوات المسلحة لمعرفة الحقيقة ، كان هذا المجلس برئاسة العقيد طيار محمود البرغثي وعضوية العقيد سالم البصير وآخرين وتمت مناقشتة في الأمر و أكد لهم امسيك من جديد أن الإشتباك جاء على غفلة من الطيار الامريكي الذي كان في حالة التفاف كما في الطلعات السابقة فلم يكن ببال الأمريكي ان هناك اعتراض جوي سيقع اليوم !.
مرت الأيام حتى أراد الله أن تنكشف خيوط الحقيقة فقد كان البحار المعروف في ذلك الحين " رمضان البرق " - الذي توفي العام الماضي 2013 ولكن لايزال اولاده بسرت - في طلعة بحرية عادية هو واولاده ليجدوا حطام الطائرة الأمريكية وهو يطفو على الشاطئ وهو جزء من الجناح وجزء من الدفة الخلفية وتسوقها الأمواج بعد حوالي شهرين إلى شواطئ ( الجبيل الخاش ) بالقرب من رأس لانوف فانتشلوا هذه الأجزاء وحملوها إلى قاعدة القرضابية الجوية وتم إبلاغ الجهات المعنية فى القوات المسلحة ، ليرسل جزءاً من هذا الحطام إلى جامعة " الفاتح"- طرابلس حاليا - لدراستها ومعرفة عمرها الزمنى فى البحر وظهرت النتيجة لتشير بشكل جد مطابق للفترة الزمنية التى وقع فيها الإشتباك ، ويُنقل جزء من الذيل إلى طرابلس حيث قدُم كهدية من " الضباط الأحرار " إلى " معمر القذافي " وبقى الجزء الأخر وبقية من الجناح الذى يحمل لوحة معدنية مسجّل فيها نوع الطائرة وأرقام إشارية أخرى تخص طائرات إف 14 .
جزء من حطام الطائرة الامريكية اف 14 التى أسقطت فى الاشتباك الجوي وهو يحمل اسم الطائرة ورقم القطعة وهو موجود بمقر السرب 1022 بقاعدة القرضابية .
جزء من حطام الطائرة الامريكية أف 14
وفي مقابلة تلفزيونية تم إجرائها مع القذافي تم سؤاله عن مصير جثة الطيار الأمريكي بعد ان تم إيجاد الحطام فرد قائلا "
لقد اكلته الأسماك " مما يوضح ان ليبيا لم تستطيع انتشال او لم تجد جتة الطيار هنري مارتن
هنري كليمان قتل في 19 اغسطس 1981 بعد اسقاط طائرته تومكات VF-41 F-14 Tomcat فوق خليج سرت
ونظرا لما تميزت به ليبيا من تهور في بعض الامور في تلك الفترة فقد أعلن الأسطول السادس عن إلغاء مهمته في المياه الليبية والتي كانت من المفترض ان تستمر حتى يوم 22 أغسطس
وتم سحب القطع البحرية حتى الشواطئ الإيطالية تحسبا لأي عمل مستقبلي للقوات الليبية ! .
ويروي الطيار امسيك بعض التفاصيل الاخرى الخاصة بالأوامر التي أخدها ليلة الاشتباك فيقول بانه قد حضر إليهم
" معمر القذافي " بعد الاشتباك بحوالي 3 أشهر 11/8/1981 ليستمع لما حدث صحبة أبوبكر يونس جابر , وطلب القذافي من كل الحضور الوقوف بعيدا فيما سيستمع هو للطيار أمسيك والجعفري عن الحادثة بنفسه .
فما ان بدأ أمسيك والجعفري في سرد القصة بداية من أمر الاعتراض الذي تم ابلاغهم به ليلة الاشتباك حتى توقف القذافي عن المشي و نادى " x " ليقول له " كيف يا x تقولي ان الطلعة كانت استطلاعية وانتم قلتولهم أعترضوهم !! " فتدارك الموقف ابوبكر يونس جابر منعا لإحراج " x " وقال ( نعم سيدى لقد كان الوقت ضيقاً و لا يوجد لدينا طائرات فى قاعدة القرضابية غير طائرات السيخوى فى ذلك الوقت ،
وعندما دخلت الطائرات الأمريكية إلى الخليج أضطررنا إلى إستعمال السيخوى) .
أما من الجانب الامريكي فقد ظل الوضع متوترا حتى جاءت عملية حصان طروادة والتي كانت الشرارة التي أشعلت الغارة الامريكية على ليبيا في العام 1986 . لتكون حقبة ريغان هي الأشرس مع القذافي .
المصادر :
http://www.kleefamhist.com/Kleehome/Families/Joseph_Kleemann_Sr/Pius_Kleemann/Henry_Kleemann/Henry_Martin_Kleemann/Henry_Martin_Kleemann.htm
http://en.wikipedia.org/wiki/Gulf_of_Sidra_incident_(1981)
مدكرة خاصة للطيار بلقاسم امسيك الزنتاني تروي ماحدث في تلك الفترة
انتهت التدوينة
والله على ما كتبت شهيد باني لم أزد حدثا او رواية عما بحتت ووجدت , و الله شهيد باني لا ابتغي إلا تدوين تاريخنا الليبي العريق هذا التاريخ الذي يربطه الكثير بالقذافي ولكن أربطه انا بهذا الشعب البطل الذي عانى الامرين من الحكومات المتتالية عليه من الملكية إلى الجماهيرية إلى الفوضوية .
كما ان بحثي على هذه القصة أستمر لقرابة أسبوع كامل وجدت من خلالها العديد من المواقع والمدونات الغربية والأسيوية التي تعني بالشأن العسكري سردت هذه القصة بالتفصيل ولكن من الجانب الغربي فقط لعدم وضوح الرؤية والمعلومات من الجانب الليبي , اما ما وجدته من معلومات دقيقة فهي اتحفظ على ذكر مصدرها كما أشكر كل من أدلى لي بمعلومة أردت ان تؤكد لي عدد من الروايات في الحادثة .
وعموما فإن الرواية الأمريكية دونت ان هنري مارتن قد توفي في 1985 بسقوط طائرته بتدريب جوي في أمريكا ولم تجد أي شرح وتفسير لحطام الطائرة أف 14 التي وجدها الصياد الليبي في شواطئ رأس لانوف , كما ان الرواية الأمريكية تؤكد بان أحد الطيارين قد توفي بسبب عدم فتح مظلته , وهذه الرواية باطلة بالتأكيد فالطيار الجعفري وهو قبل 2011 كان أمر قاعدة القرضابية الجوية هو الان أسير في سجون مدينة مصراته بليبيا , اما الطيار بلقاسم امسيك الزنتاني حي يرزق حتى الان , مما يفند رواية الحكومة الامريكية .
.للنشر ...طيارمقاتل صلاح فليفل الدرسي سرب 1124 ( سوخوي 24)
تعليق