تنطوي فكرة نظام الدفاع الصاروخي على عمل مشترك بجميع عناصره، من أجل مواجهة هجوم صاروخي
ضد الولايات المتحدة.
يقصد بالدرع الصاروخي الأمريكي بناء شبكات حماية مكونة من أنظمة صواريخ أرضية مستندة الى نقاط ارتكاز
جغرافية عدة، قادرة على اسقاط أى صاروخ باليستي عابر للقارات يستهدف الأراضي الأمريكية أو أماكن وجود
القوات والمصالح الامريكية في الدوائر الاقليمية المختلفة (شرق آسيا، الشرق الأوسط، منطقة الخليج).
وهذا المشروع الذى أطلق عليه الدفاع الوطني الصاروخى National Missile Defense حال تنفيذه يطبق
للمرة الأولى في العالم من قبل دولة كبرى . وهو ما تحظره معاهدة الحد من الأسلحة المضادة للصواريخ ABM
الموقعة فى عام 1972بين الولايات المتحدة وروسيا، التى قصدت بنودها عن عمد إبقاء الأجواء مفتوحة وغير
محمية بهدف إيجاد درع متبادل بين الدولتين فى حالة قيام إحداهما بتوجيه الضربة النووية الأولى، بحيث تكون
الدولة الأخرى التى وقع عليها الاعتداء قادرة على توجيه الضربة النووية الثانية دون عوائق تعترضها.
وقد أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش فى قمة (جنوة) الأخيرة للدول الثمانية الصناعية الكبرى التى عقدت فى
يوليو 2001 تمسكه بمشروع درع الصواريخ، وأنه لن يتراجع عن موقفه بشأن الاستمرار فيه مهما يكن الجدل القائم
حوله، وأن معاهدة ABM لن تكون عائقا فى سبيل ذلك لأنها تجاوزت المرحلة التى أبرمت من أجلها.
حيث برزت دول أطلق عليها بوش لفظ (مارقة أو مشاغبة) أصبحت بما تمتلكه من صواريخ باليستية قادرة على
تهديد الأمن الأمريكى..
مثل كوريا الشمالية التى أطلقت صاروخها (تايبودنج - 1) مداه حوالى 2000كم، وعبر الأجواء اليابانية
كلها، وهي بسبيلها لتطوير (تايبودنج - 2) الذى يصل مداه الى 4000 كم ويمكنه قصف أهداف فى هاواي
والساحل الغربى الأمريكى.
كذلك إيران التي تملك الصاروخ الباليستي (شهاب - 3) مداه حوالى 1500كم، وعلى استعداد لتجربة
(شهاب - 4) ومداه حوالي 2000كم، وكذلك العراق الذى تعتقد الولايات المتحدة أنه لا يزال يطور ترسانته من
الصواريخ الباليستية فى غياب الرقابة الدولية.
وأوضح بوش أن مثل هذه الدول لا يمكن أن تردعها الترسانة النووية الأمريكية، حيث إنها تحكم بواسطة أنظمة
لاتهتم بأمن وأرواح شعوبها، وهو ما يتطلب في النظرة الأمريكية ضرورة توفير البرامج الدفاعية التى يمكن أن تؤمن
الولايات الامريكية الخمسين من هجمات صاروخية غير مستبعدة من جانب هذه الدول.
أما بالنسبة لروسيا والصين، فقد أكد الرئيس بوش ووزير دفاعه مانسفيلد أن برنامج الدفاع الصاروخي ليس
موجهاً ضدهما، لأن كلاً منهما يدرك جيداً معنى الردع النووى المتبادل، بالنسبة لما تمتلكه أي منهما وكذلك
الولايات المتحدة من ترسانات صاروخية نووية ضخمة ومتنوعة، ومن ثم فلا تفكير لدى الدول الثلاث فى أن
تعتدي إحداها على دولة أخرى، وبالتالي فلا معنى للتخوف من برنامج الدرع الصاروخى الأمريكي والاعتراض
عليه أو اتخاذ اجراءات مضادة له
مكونات النظام الدفاعي الصاروخي NMD
يتكون النظام NMD للدفاع الصاروخى من عدة منظومات فرعية تشمل: منظومة قيادة وسيطرة واتصالات وإدارة
معركة، ومنظومة القاعدة الصاروخية الأرضية للاعتراض، ومنظومة الاتصالات للسيطرة الى الصاروخ
الاعتراضي في الجو، ومنظومة رادار استطلاع الأهداف المعادية، ومنظومة رادار الإنذار المبكر، ومنظومة الأشعة
تحت الحمراء الفضائية، بجانب خطوط كوابل من الألياف الضوئية لربط عناصر النظام.
أ- منظومة القيادة والسيطرة والاتصالات وإدارة المعركة
وهى منظومة تحكم وقيادة مركزية للنظام NMD مقرها ولاية (ألاسكا) شمال الولايات المتحدة، وسيتبعها فى المستقبل
مراكز قيادة وسيطرة فرعية في المناطق الحساسة من العالم التى سيتقرر اقامة أنظمة فرعية أخرى مضادة
للصواريخ فيها.
وتعتبر هذه المنظومة بمثابة العقل المحرك للنظام كله، والعنصر المركزى المسؤول عن تخطيط وإدارة جميع
الأنشطة المتعلقة بالنظام وتشمل أعمال التصميم، والتطوير، ودمج المنظومات الفرعية معا داخل النظام
NMD، والاختبارات والتجارب، ونشر وصيانة عناصر النظام.
كما تحتوي هذه المنظومة أيضا على المعدات والتطبيقات وأجهزة الاتصالات اللازمة لأعمال التخطيط وتخصيص
المهام والسيطرة، وتمكن قائد النظام من تفهم الموقف العملياتي على مختلف الجبهات المعادية والصديقة
وتقديره، ثم اتخاذ القرارات الملائمة للاشتباك مع أي تهديد صاروخي قد تتعرض له الأهداف الامريكية، ثم بعد ذلك
ادارة عملية الاشتباك حتى تتحقق المهمة فى أقل وقت وبأقل كلفة، وذلك خلال جميع مراحل ومستويات
الصراع المسلح.
كما تمكن هذه المنظومة القائد العام للدفاع الجوي عن أمريكا الشمالية CINCNORAD، والقيادة الأمريكية
للفضاء CINCSPACE من ممارسة أعمالهما في السيطرة على عمليات النظام NMD المتكاملة. وتتكون
عناصر المنظومة الفرعية BMC3 من الآتي:
(1) منظومة فرعية: BMC2: وهى عنصر فرعي يوفر التتبع الآلي للأهداف المعادية، وبيانات التخطيط
والاشتباك، وعناصر اتخاذ القرار وادارة المعركة. كما توفر البيانات اللازمة لمهام تصميم النظام وادارته والتنسيق
بين المنظومات المختلفة، كذلك التتبع والسيطرة على كل أبعاد معركة الدفاع الصاروخى.
وقد نجحت BMC2. حتى الآن فى استكمال التطبيقات Soft Ware اللازمة لمركز عمليات
شنين ماونتين CMOC بالاستفادة بالامكانات المتاحة فيه حاليا فى إطار البنية الأساسية الهندسية والعملياتية
المستقبلية المخططة للنظام.
(2) شبكة اتصالات NMD: توفر الاتصالات بين عناصر النظام، وبين مواقع النظام المنتشرة فى الولايات
المتحدة وخارجها، وشبكة الادارة، وكذلك التبادل المعلوماتى بين الأنظمة الخارجية.
(3) المنظومة الفرعية للاتصال الخارجى: EIS
The External Interface Subsystem.
ومهمتها تحقيق الاتصال بين BMC3 ومركز عمليات (شينين ماونتيني)، والمراكز والأنظمة الخارجية مثل مركز
الانذار الصاروخي، كذلك الاتصال مع مسؤول القيادة القومية Authority National Command
NCA ولذلك تتواجد أقسام من هذه المنظومة مع القيادة الامُريكية للفضاء فى (شينين تاون)، ومع القواعد
الجوية في (بيترسون) و (كولورادو) و (فاندنبرج) بكاليفورنيا، ويبلغ عدد أفرادها حوالى ثلاثين فرداً مزودين بكافة
أجهزة الاتصالات الأرضية والفضائية والكمبيوتر، بما يمكنهم من ممارسة مهامهم.
ب - منظومة القاعدة الأرضية للاعتراض GBI
Ground-Based Interceptor
وتشمل صاروخ الدفع PLV
Payload launch Vehicle
وهو متعدد المهام ذو ثلاث مراحل Multi - Service Launch System
MSLS ويحمل مركبة القتل K.V
Kill Vehice وقد يطلق عليها Exo - Atmospheric Kill Vehicle
EKV أي مركبة قتل الصاروخ المعادي خارج الغلاف الجوى، والتى بعد انفصالها تتجه نحو رأس الصاروخ
المعادي معتمدة على امكاناتها الذاتية لتصطدم به بسرعة قد تصل الى 26 ألف كم-ساعة.
وتشمل هذه المركبة رأسا باحثة مزودة بمستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء لكي تسيطر على توجيهها فى
المرحلة النهائية للاعتراض نحو الهدف الحقيقي وليس الخداعى، هذا بجانب نظام دفع صاروخى، ووسائل
اتصالات، وجهاز ملاحة وتوجيه، بما يضمن الامساك بالهدف - رأس الصاروخ المعادي
R- entry Vehicle
RV والاصطدام به. حيث يمكّنها الباحث وأجهزة الاستشعار من تمييز الهدف الحقيقى عن الأهداف المخادعة
والأجسام الأخرى السابحة فى الفضاء، ثم بواسطة أجهزة الدفع تتم المناورة وصولا إلى الهدف الحقيقى، يساعدها
على ذلك جهاز ملاحة فضائى وجهاز توجيه مع جهاز اتصال مع مركز القيادة والسيطرة.
ولأن مستشعر الأشعة تحت الحمراء لم يكن متاحا فى التجربة الثالثة، فقد عبرت المركبة القاتلة على مسافة 100 متر
من الهدف ولم تصطدم به، بينما أمكن للرادار أن يمسك بالهدف ويوجه المركبة القاتلة بنجاح نحوه، كما يمكنه أن
يقدر نقطة ووقت التلاقي بدرجة دقة كبيرة.
وتزن مركبة القتل حوالى 54 كجم ويبلغ طولها 140سم. أما صاروخ الدفع Boster فقد بدأت شركة بوينج فى
عام 1998 تطويره باستخدام المحركات الصاروخية المتاحة آنذاك، مع تعديلات قليلة فى المحرك الجرافيتى
Graphite Epoxy Motor
GEM الذي يستخدم فى المرحلة الأولى للدفع، ومحرك Orbus IA يستخدم فى المرحلتين الثانية والثالثة.
كما يشمل موقع منظومة القاعدة الأرضية للاعتراض باقى التسهيلات المكملة للمنظومة، مثل مركبات مركز
ادارة الاطلاق، وأجهزة اتصالاته، وحاسباته الالكترونية.
وعندما تكتمل درجة الاستعداد العملياتى لمنظومات القواعد الأرضية للاعتراض، وطبقاً للخطة الموضوعة، فمن المتوقع
أن يتم نشر 100 منظومة أرضية للاعتراض، وذلك إما فى منطقة (فورت جريلى) بولاية آلاسكا، أو (جراندفوكس)
بولاية نورث داكوتا، أو فى نشر 200 منظومة موزعة على الولايتين.
وستبقى هذه القواذف تحت الأرض حتى وقت الاطلاق عندما تتعرض الولايات المتحدة لهجوم صاروخي فعلي.
لذلك لا تجرى تجارب حية من مواقع الانتشار العملياتى للنظام.
ج - منظومة الاتصال مع الصاروخ الاعتراضي فى الجو
In - Flight Interceptor Communication System - Data Terminal
IFIES وهي بمثابة نهاية (فرعية) معلوماتية توجد فى محطات أرضية لتوفر الاتصالات بين منظومة
الاعتراض الصاروخى (GBI) أثناء تحليقها فى الجو ومنظومة القيادة والسيطرة (BMC3).
وتتكون منظومة lFICS من جهاز ارسال واستقبال لاسلكى داخل قبة لدائنية (radome) مع ملجأ مجاور
لجهاز الارسال، وذلك فى موقع مساحته هكتاران.
أما إذا أقيمت منظومتان فى الموقع الواحد فتبلغ المساحة 7 هكتارات. ويقدر عدد مواقع هذه المنظومة التى
سيحتاجها نظام NMD بحوالى 14 موقعاً وسيكون ذلك بشكل مبدئى فى ولايتى آلاسكا ونورث داكوتا.
كما توجد فرعية لهذه المنظومة (Terminal) فى وزارة الدفاع (البنتاجون) أو بالقرب منها. وتعتبر مهمتها
الأساسية توجيه منظومة الاعتراض فى الجو (مركبة القتل) حتى تصطدم بالهدف.
د - منظومة رادار (إكس باند) X-Band Radar
XBR: توجد فى موقع أرضى، وهو رادار طراز FPQ-14 متعدد المهام.
وبالنسبة لنظام NMD يقوم هذا الرادار باكتشاف وتتبع الهدف المعادي، وتمييز الرأس المعادي الحقيقى من
الأهداف المخادعة (Decoys) المصاحبة له، وتوجيه مركبة القتل نحو الرأس الصاروخي المعادي. وتتكون منظومة
(XBR) من الرادار والمعدات المكملة له. ومن المخطط أن يتم نشر منظومة واحدة فقط فى منطقة
(أريكسون أ.س) بولاية آلاسكا، أو فى منطقة (ستانلى) بولاية نورث داكوتا.
ه- منظومة رادار الانذار المبكر المتطور UP- graded Early Warning Radar
UEWR:
كجزء من نظام NMD ستكون هناك حاجة ماسة لتطوير منظومات الانذار المبكر الرادارية المتاحة حاليا فى
القواعد الجوية الأمريكية فى ولايات آلاسكا، كاليفورنيا، وماساشوسيتس، ويشار إلى هذه المنظومة باعتبارها "اليد
الممهدة - PAVE PAWS".
وتستخدم هوائي (المصفوفة الطورية Phased array) الذي يقوم بالتفتيش عن الصواريخ الباليستية المعادية
والتقاطها وإعطاء انذار مبكر بها وتتبعها، خاصة تلك التى تنطلق من البحر. ويمكن لهذه المنظومة أيضا تتبع
الأقمار الصناعية وبقايا الأجسام السابحة فى الفضاء.
لذلك فإن التعديلات المطلوب ادخالها على هذه الرادارات سواء فى المعدات (Hard Ware) أو البرامج والتطبيقات
(Soft Ware) تستهدف أن تتلاءم ومتطلبات نظام NMD، بما يحقق التقاط الهدف المعادى وتتبعه وتمييزه
عن الأجسام الأخرى الصغيرة الموجودة فى الفضاء، أو بالقرب من الأفق، مع توفير المعلومات اللازمة لباقى
منظومات NMD باستخدام وسائل اتصال متطورة.
و - منظومة الأشعة تحت الحمراء الفضائية The Spase- Based Infrared System
SBIRS
تعتبر هذه المنظومة حاليا عنصراً اضافيا للنظام NMD، ولكنها ستكون أساسية لهذا النظام فى المستقبل عندما
يكتمل نشره.
وقد تم تطويرها كجزء من نظام الانذار المبكر الفضائى المحسَّن، الذى سيحل محل برنامج الأقمار الصناعية
الدفاعية المعاونة (DSP)، حيث تقوم منظومة (SBIRS) من خلال أقمار الاستشعار بكشف وتتبع الصواريخ
الباليستية من لحظة اطلاقها وعبر منحنى تحليقها (Trajectory) بما يمكّن الحاسبات الالكترونية مبكرا من
تقدير شكل منحنى خط المرور فى مركز القيادة والسيطرة.
ثم بالتتبع العكسى يمكن تحديد موقع الاطلاق المعادى. وهو ما يمكّن فى ذات الوقت من اطلاق منظومة
الصاروخ الاعتراضى GBI مبكراً قبل أن يصل تهديد الصاروخ المعادي الى مدى عمل رادار XBR، حيث يكون
الصاروخ المعادي لا يزال خلف الأفق، ومن ثم تحديد نقطة التصادم وتوقيتها بدقة.
وتتكون هذه المنظومة من مجموعتين من الأقمار الصناعية: الأولى تتكون من أربعة أقمار تدور فى مدار
مرتفع، والمجموعة الاخرى تتكون من 42 قمراً تدور فى مدار منخفض، وتتبادل المجموعتان المعلومات فيما
بينهما.
وتسعى الولايات المتحدة مستقبلا الى بناء شبكة واسعة من هذه الأقمار تصل الى 250 قمراً بهدف الحصول على
تغطية شاملة لكل مناطق العالم على مدار ساعات اليوم. وسوف تزود هذه الأقمار بمستشعرات لها مدى كشف
عريض لمواقع المنشآت الصاروخية البالستية، والأنشطة المتصلة بتصنيع واختبار وتخزين الأسلحة الكيميائية
والبيولوجية.
فكرة عمل نظام الدفاع الصاروخى الوطنى NMD
تنهض فكرة عمل نظام NMD على عمل مشترك لجميع عناصره من أجل مواجهة هجوم صاروخي ضد الولايات
المتحدة. ففى هذه الحالة تقوم جميع عناصر الانذار المبكر، بما فى ذلك أقمار برنامج المعاونة الدفاعية
(DSP)، ومنظومة الأشعة تحت الحمراء الفضائية (SBIRS)، بكشف موقع اطلاق الصاروخ المعادي ووقت
الإطلاق، ثم الإمساك برأس الصاروخ المعادى (RV) - مركبة العودة الى الغلاف الجوى - وارسال
معلومات تتبع الهدف الى مركز القيادة والسيطرة (BMC3) للمتابعة.
وبتحديد شكل منحنى خط مرور الهدف Trajectory، والبيانات الأخرى الخاصة بنوعية الصاروخ وسرعته واتجاه
تحليقه وارتفاعه، يمكن بالتالي استنتاج المنطقة (الهدف الأمريكى) المستهدف ضربها، وتحديد الموقع المعادى الذى
أطلق الصاروخ منه.
وتصب جميع هذه المعلومات فى مركز القيادة والسيطرة، وتتتبع محطات الرادار الأرضية الصاروخ المعادي
قبل دخوله إلى أعلى نقطة فى هذا المنحنى، فيرسل مركز القيادة هذه المعلومات الى موقع اطلاق صاروخ
الاعتراض وباقى المستشعرات الأرضية للانذار بها، كما يتم تغذية كمبيوتر مركبة القتل ببيانات الهدف
المعادي، ونقطة وتوقيت الاعتراض. وبناء على هذه المعلومات يتخذ مركز القيادة قرار الاشتباك، ويتم اطلاق
صاروخ الاعتراض - أو أكثر من صاروخ - فى التوقيت المناسب الذى يكفل سرعة اعتراض الصاروخ المعادى
قبل دخوله الجزء الهابط من منحنى خط مروره. وقد تطلق صواريخ الاعتراض من أكثر من موقع طبقا للموقف.
ويتابع موقع الرادار GBR تحرك الصاروخ المعادى، وانفصال أجزائه حتى لا يبقى سوى رأس الصاروخ المعادى
فقط - مركبة العودة (RV) - ويرسل بياناته آليا الى مركز القيادة والسيطرة الذى يغذي بها مركبة القتل (KV)
من خلال منظومة الاتصالات مع صاروخ الاعتراض IFICS، فى ذات الوقت الذى يتم فيه متابعة
الهدف- الأهداف المعادية.
وقبل احتراق المرحلة الأولى من صاروخ الدفع، ينفصل الغطاء الواقى لمركبة القتل KV، وخلال احتراق المرحلة
الثانية تتدفق معلومات الرادار GBR مع باقى بيانات تتبع الهدف، ويتم تغذية مركبة القتل بها أولاً بأول، حيث تتخلص
هذه المركبة فى هذه المرحلة من غطاء المستشعرات، وتبدأ فى تشغيل بطارياتها الذاتية قبل المرحلة الثانية من
اشتعال صاروخ الدفع، وتستمر فى العمل بعد تمام احتراق صاروخ الدفع معتمدة على نفسها، حيث يوفر لها جهاز
تحديد المحل الفضائى GBS البيانات اللازمة لتضبط نفسها لتتبع الهدف فى المرحلة الثانية، التى عندما تنفصل
فيها مركبة القتل عن الجزء الباقى من صاروخ الدفع، تستخدم جهاز الدفع الذاتى المصاحب لها، والكمبيوتر المثبت
داخلها، وجهاز الاستشعار الخاص بها، فى البحث عن الهدف RV، والمناورة لتفادى الأهداف المخادعة والأجسام
الأخرى. وعندما تمسك مركبة القتل بالهدف الحقيقي يتم توجيه جهاز الدفع ليضبط خط مرور المركبة تجاه نقطة
الالتقاء المحسوبة. وتحتاج مركبة القتل خلال رحلتها الى إعادة ضبط نفسها باستمرار على خط الالتقاء مع
الهدف، وذلك بواسطة جهاز تحديد المحل الفضائى GPS كل 2 - 3 دقائق، ثم باستخدام جهاز الدفع يعاد ضبط
المركبة على خط تحليقها نحو الهدف.
وتبرز أهمية جهاز الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء الخاص بمركبة القتل فى تمييز الهدف الحقيقي من الأهداف
المخادعة التى تصاحبه، أو الأجسام الأخرى المتبقية فى الفضاء (debris) حتى تحقق الاصطدام بالهدف بسرعة
عالية تصل الى 26 ألف كم-ساعة. ويلاحظ هنا أنه لا يحدث انفجار عند التلاقى بين مركبة القتل والهدف، ولكن
يحدث تصادم قوي (No explosion, But Collision) يترتب عليه تفتيت الهدف إلى أجزاء، مخلفة نواتج
غازية وبقايا جسمي الرأس المعادى ومركبة القتل.
وأثناء الاشتباك وبعده، تستمر الرادارات والأقمار الصناعية فى تجميع البيانات ومراقبة نتائج الاعتراض، من أجل تقدير
حجم الاصابة التى لحقت بالهدف-الاهداف (Kill assessment) والتى بناء على تقييم نتائج الاشتباك يتقرر
العمل فى المرحلة الثانية، خاصة فيما يتعلق بتصحيح اية أخطاء تكون قد تسببت فى فشل عملية الاعتراض
المراجع:
انترنت - http// WWW.Fas. Org/ Spp/ Starwars/program/ thaad. htm
- Created by John Pike
Maintained by Webmaster
Last updated. May 02, 2001
المصدر
تعليق