لم أكن استوعب مشاهدة التقدم الحثيث للحوثي في اليمن حتى وصل إلى صنعاء ، والذي كان تحت أبصار الخليجيين ، ولم يكن حتى مفاجأ لهم ، حتى أبرر الصمت المريب من الحكومات الخليجية ، والسعودية على الخصوص ، وكنتُ على يقين من أنهم سوف يحتلون صنعاء ، ويسيطرون على الحكم ، خصوصاً عندما رأيت الحوثيين يمارسون العصيان المدني والمظاهرات الحاشدة في صنعاء ، وبلا أي حراك سعودي ، إلا اللهم وقفة السفير المعلمي (المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة) دفاعاً عن المبادرة الخليجية ، عندما كان الحوثيون يقفون على أبواب عمران.
نسمع أن تلميح كيري وزير الخارجية الأمريكي ، بشأن تدخل عدة دول عن طريق ضرب داعش سوريا بالطيران ، والذي لم يعلن عنهم ، وأكتفى بأنها صديقة ، أن منهم السعودية ، وإن كان ذلك صحيحاً ، أو لم يكن حتى ، فكيف يعقل أن تتدخل السعودية في سوريا ضد التمدد الإيراني فيها مباشرة أو غير مباشرة ، وتترك باحتها الخلفية لها؟!.
هناك نظرية مستمدة من عدة قراءات لي ، وسوف أطرحها باختصار ، فهي - بغض النظر عن صحتها من عدمها – قد تضيف قراءة أخرى لما يحدث في اليمن ، وقبل طرحها ، لابد من التعريج على ما قبلها.
اليمن عبر تاريخه عبارة عن حروب بين زعامات متخالفة ، وتحالفات قبلية متعددة ، والتحالف قد ينقلب إلى عداء ، وبصورة سريعة جداً، فحتى قبيلة حاشد الزيدية انقلبت على الأئمة وأصبحت مع الجمهوريين ، تم بعدها تشكيل حلفاء لهذا الانقلاب ، وهم : الرئيس علي عبدالله صالح ، والشيخ عبدالله الأحمر (شيخ حاشد كلها) ، وأنضم لهم علي محسن الأحمر ، صحيح أن التحالف مر بفترات شد وجذب ، إلا أنه في النهاية ظل صامداً مدة ثلاثة عقود ، حتى بداية الثورات العربية ، عندما انقلب أبناء عبدالله الأحمر ضد صالح ، وانضموا مع حزب التجمع اليمني للإصلاح الإخواني عبر الملياردير حميد الأحمر العضو الإخواني البارز ، والذي ساهم مساهمة فاعلة في التحريض على صالح في الثورة اليمنية ، والذي كان يملك الجنسية السعودية ، والتي سحبت منه بداية الثورة وطرد من السعودية ، وأرغم على تصفية تجارته فيها ، وقد أنضم أبناء الأحمر لأخيهم لاحقاً في الانقلاب على صالح ، وكذلك أنضم علي محسن الأحمر وانشق بفرقته العسكرية عن جيش صالح ، وتخلوا جميعاً عن الرئيس اليمني.
اختلف المحللون اليمنيون في سبب الخلاف والشقاق ، فمنهم من يقول أن صالحاً حاول في رئاسته الأخيرة نفض الفساد عن اليمن ، وقطع عن آل الأحمر تمويل كتائبهم العسكرية ، وعن محسن الامتياز البترولي في شركته الكندية والتي يرأسها أبنه ، وقيل أن تعلقهم بالمحور القطري التركي وانضمامهم لمجموعة الإخوان المسلمين هو السبب ، وقيل أنهم خالفوا الرئيس على توريث السلطة لابنه ، إلى غير ذلك من الأسباب.
معلوم أن الرئيس على عبدالله صالح يملك حسابات ومساهمات كبيرة ، جزء كبير منها في الإمارات ، وابنه أحمد يتنقل من اليمن إلى الإمارات ، وعلاقة صالح بالسعودية جيدة ، في مقابل العلاقة السيئة مع حزب التجمع اليمني للإصلاح الإخواني ، فأبناء الأحمر أصبحوا من حلفاء الإخوان ، بل أن حميداً عضوا بارزاً فيها ، ومحسن أنضم معهم ، وقد قيل أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مال لهم في معادلة التحالفات اليمنية التقليدية ، وصالح لم ينس لهم انقلابهم ضده ، فإذا كان المنقلبون من أصحاب المليارات ، فهو كذلك ، وإن كان لهم جمهورهم ، فهو لا يقل عنهم أبداً ، وقد رأينا حشده المضاد للمظاهرات المقامة ضده ، والمدعومة من أل الأحمر ومحسن الأحمر ، وكذلك حزب التجمع اليمني للإصلاح ، فقد كانت تضاهي مظاهراتهم ، وإن كانوا يملكون السلاح ، فهو أكثر منهم تسليحاً ، وفي ظل التحالفات الطبيعية اليمنية ، فقد وجد في الحوثيين حليفاً مستعدا للتحالف معه ضد حلفائه القدامى.
ظهر قبل سنة ، خبر في أحد الصحف العالمية ، يزعم كاتبه ؛ أن الأمير بندر بن سلطان ، الرئيس السابق للمخابرات السعودية ، كان يدعم الحوثيين ضد الإخوان في اليمين ، كما أن هناك تسريبات في التويتر قبل أيام ، عن شبه تعاون سعودي – إماراتي مع الحوثي ضد الإخوان ، ومن أقوى حججهم ؛ أن السعودية والإمارات قد شنت الحرب على الإخوان بشكل معلن ، وكان قد سن قانون في السعودية على تجريم الانتماء للحزب ، وحتى التعاطف معه ، ولكن ، حتى الانتماء والتعاطف مع الحوثي مجرم أيضاً في نفس القانون ، وقد قيل : أن من أحد أسباب محاربة السعودية للإخوان ، هو حلفهم مع إيران ، العدو التقليدي والرئيس للسعودية ، ولكن الحوثي أحد أذرع إيران ، فكيف تتحالف السعودية مع أحد أذرع إيران ضد حليف لها؟!.
أعتقد إن كان ثمة تعاون ودعم سعودي إماراتي ضد أل الأحمر والإخوان ، فهو عن طريق حليفهم السابق علي عبدالله صالح ، فصالح أثبت قوته في الثورة اليمنية ، وقد كان حليفاً سابقاً للسعودية ، ولو مرحلياً ، ضد الحوثيين في اليمن ، وفي ظل التنافس والتحالفات اليمنية المستمرة والمتغيرة ؛ هل يستطيع صالح سحب البساط من تحت الحوثي وتركه والانضمام للخليجيين؟!.
قد تكون مجرد رؤية لا ترقى حتى للنظرية ، وحتى أنا ما بين مصدق لها ؛ كتبرير لما يجري ، ومحاولة فهم لهذا السكوت المريب من قبل السعودية ، ومكذب لها ؛ لما تشمله من غموض ومغامرة فعلية لسياسة قد تجري ، أو لا تجري بما لا تشتهي السفن.
نسمع أن تلميح كيري وزير الخارجية الأمريكي ، بشأن تدخل عدة دول عن طريق ضرب داعش سوريا بالطيران ، والذي لم يعلن عنهم ، وأكتفى بأنها صديقة ، أن منهم السعودية ، وإن كان ذلك صحيحاً ، أو لم يكن حتى ، فكيف يعقل أن تتدخل السعودية في سوريا ضد التمدد الإيراني فيها مباشرة أو غير مباشرة ، وتترك باحتها الخلفية لها؟!.
هناك نظرية مستمدة من عدة قراءات لي ، وسوف أطرحها باختصار ، فهي - بغض النظر عن صحتها من عدمها – قد تضيف قراءة أخرى لما يحدث في اليمن ، وقبل طرحها ، لابد من التعريج على ما قبلها.
اليمن عبر تاريخه عبارة عن حروب بين زعامات متخالفة ، وتحالفات قبلية متعددة ، والتحالف قد ينقلب إلى عداء ، وبصورة سريعة جداً، فحتى قبيلة حاشد الزيدية انقلبت على الأئمة وأصبحت مع الجمهوريين ، تم بعدها تشكيل حلفاء لهذا الانقلاب ، وهم : الرئيس علي عبدالله صالح ، والشيخ عبدالله الأحمر (شيخ حاشد كلها) ، وأنضم لهم علي محسن الأحمر ، صحيح أن التحالف مر بفترات شد وجذب ، إلا أنه في النهاية ظل صامداً مدة ثلاثة عقود ، حتى بداية الثورات العربية ، عندما انقلب أبناء عبدالله الأحمر ضد صالح ، وانضموا مع حزب التجمع اليمني للإصلاح الإخواني عبر الملياردير حميد الأحمر العضو الإخواني البارز ، والذي ساهم مساهمة فاعلة في التحريض على صالح في الثورة اليمنية ، والذي كان يملك الجنسية السعودية ، والتي سحبت منه بداية الثورة وطرد من السعودية ، وأرغم على تصفية تجارته فيها ، وقد أنضم أبناء الأحمر لأخيهم لاحقاً في الانقلاب على صالح ، وكذلك أنضم علي محسن الأحمر وانشق بفرقته العسكرية عن جيش صالح ، وتخلوا جميعاً عن الرئيس اليمني.
اختلف المحللون اليمنيون في سبب الخلاف والشقاق ، فمنهم من يقول أن صالحاً حاول في رئاسته الأخيرة نفض الفساد عن اليمن ، وقطع عن آل الأحمر تمويل كتائبهم العسكرية ، وعن محسن الامتياز البترولي في شركته الكندية والتي يرأسها أبنه ، وقيل أن تعلقهم بالمحور القطري التركي وانضمامهم لمجموعة الإخوان المسلمين هو السبب ، وقيل أنهم خالفوا الرئيس على توريث السلطة لابنه ، إلى غير ذلك من الأسباب.
معلوم أن الرئيس على عبدالله صالح يملك حسابات ومساهمات كبيرة ، جزء كبير منها في الإمارات ، وابنه أحمد يتنقل من اليمن إلى الإمارات ، وعلاقة صالح بالسعودية جيدة ، في مقابل العلاقة السيئة مع حزب التجمع اليمني للإصلاح الإخواني ، فأبناء الأحمر أصبحوا من حلفاء الإخوان ، بل أن حميداً عضوا بارزاً فيها ، ومحسن أنضم معهم ، وقد قيل أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مال لهم في معادلة التحالفات اليمنية التقليدية ، وصالح لم ينس لهم انقلابهم ضده ، فإذا كان المنقلبون من أصحاب المليارات ، فهو كذلك ، وإن كان لهم جمهورهم ، فهو لا يقل عنهم أبداً ، وقد رأينا حشده المضاد للمظاهرات المقامة ضده ، والمدعومة من أل الأحمر ومحسن الأحمر ، وكذلك حزب التجمع اليمني للإصلاح ، فقد كانت تضاهي مظاهراتهم ، وإن كانوا يملكون السلاح ، فهو أكثر منهم تسليحاً ، وفي ظل التحالفات الطبيعية اليمنية ، فقد وجد في الحوثيين حليفاً مستعدا للتحالف معه ضد حلفائه القدامى.
ظهر قبل سنة ، خبر في أحد الصحف العالمية ، يزعم كاتبه ؛ أن الأمير بندر بن سلطان ، الرئيس السابق للمخابرات السعودية ، كان يدعم الحوثيين ضد الإخوان في اليمين ، كما أن هناك تسريبات في التويتر قبل أيام ، عن شبه تعاون سعودي – إماراتي مع الحوثي ضد الإخوان ، ومن أقوى حججهم ؛ أن السعودية والإمارات قد شنت الحرب على الإخوان بشكل معلن ، وكان قد سن قانون في السعودية على تجريم الانتماء للحزب ، وحتى التعاطف معه ، ولكن ، حتى الانتماء والتعاطف مع الحوثي مجرم أيضاً في نفس القانون ، وقد قيل : أن من أحد أسباب محاربة السعودية للإخوان ، هو حلفهم مع إيران ، العدو التقليدي والرئيس للسعودية ، ولكن الحوثي أحد أذرع إيران ، فكيف تتحالف السعودية مع أحد أذرع إيران ضد حليف لها؟!.
أعتقد إن كان ثمة تعاون ودعم سعودي إماراتي ضد أل الأحمر والإخوان ، فهو عن طريق حليفهم السابق علي عبدالله صالح ، فصالح أثبت قوته في الثورة اليمنية ، وقد كان حليفاً سابقاً للسعودية ، ولو مرحلياً ، ضد الحوثيين في اليمن ، وفي ظل التنافس والتحالفات اليمنية المستمرة والمتغيرة ؛ هل يستطيع صالح سحب البساط من تحت الحوثي وتركه والانضمام للخليجيين؟!.
قد تكون مجرد رؤية لا ترقى حتى للنظرية ، وحتى أنا ما بين مصدق لها ؛ كتبرير لما يجري ، ومحاولة فهم لهذا السكوت المريب من قبل السعودية ، ومكذب لها ؛ لما تشمله من غموض ومغامرة فعلية لسياسة قد تجري ، أو لا تجري بما لا تشتهي السفن.
تعليق