تعتبر كل من الصين وإيران من الدول التي تقوم بتحديث وتطوير قواتها العسكرية
لتوفير المزيد من قدرات منع ولوج المناطق المحظورة لردع أي تدخل من قبل الجيوش
والقوات العسكرية الخارجية إلى أي منطقة تتمتع بأهمية إستراتيجية بالنسبة لها.
وتتضمن استراتيجيات منع الولوج / المناطق المحظورة المتطورة A2/AD
مجموعة مثيرة للاهتمام من أنظمة الأسلحة ذات التكنولوجيات العالية والمنخفضة المستوى
على حد سواء، تتراوح ما بين الألغام والزوارق السريعة، مروراً بالصواريخ الجوالة
المضادة للسفن ووصولاً إلى الصواريخ المضادة للطائرات.
هذا، ويمكن جعل هذه الأسلحة والمنصات العائدة لها ضمن منظومة متطورة لتوفير قدرة
للدفاع في العمق – أي القيام أولاً بمهمة الردع ومن ثم،وعند الضرورة، القيام بمنع أية دولة
أو أي قوات متحالفة من الدخول بسهولة إلى الخليج العربي أو إلى أي منطقة أخرى
ذات أهمية استراتيجية، ومن ثم القيام بمهام المتابعة انطلاقاً منها.
وتعمل الدول التي تبحث عن إمكانيات العمل بحريّة في المجالات الجوية والبرية والبحرية
والمجالات السيبرانية والفضاء، على تدعيم قواتها للسماح لها "بتحطيم بوابة الممانعة هذه"
عند الضرورة في مضيق هرمز وقناة السويس والعديد من النقاط الجغرافية/ الإستراتيجية
الرئيسية المماثلة لها.
يشار إلى أن منصتي الأسلحة تم ذكرهما في هذه المقالة تمثلان القدرات المتوفرة التي
تم تصورها للمشاركة في حملات A2/AD في المستقبل.
تملك القوات الجوية الملكية السعودية (RSAF) أسطولاً مكوناً من 5 طائرات E-3
للإنذار المبكر والتحكم من بوينغ وهي قادرة على المشاركة في أي معركة تطال أي منطقة
متخاصم عليها في الشرق الأوسط.
وتسمح القدرات الفائقة لهذه الطائرة بأن تكتشف أي صاروخ جوال أو أي سلاح معادي
آخر يتهددها، فتقوم بالإيعاز إلى الطائرة أو السفينة المناسبة لكي تشتبك بالهدف
أو لكي تقوم بأية مهام أخرى.
يشار إلى أن الشريكين الرئيسيين لشركة بوينغ في برنامج أواكس التابع للقوات الجوية
الملكية السعودية هما شركة نورثروب غرومان (Northrop Grumman)
وشركة السلام للطائرات Alsalam Aircraft Co. .
وقد أعلن دايفيد سلون، الناطق باسم قسم أنظمةAWACS في شركة Boeing
للأمن والدفاع العربي، في 16 أيلول / سبتمبر 2014 الماضي أن هذه الشركة تعمل بموجب
عقد مبيعات عسكرية لدولة أجنبية موقع مع الحكومة الأميركية على برنامج تحسين
نظام الرادار RSIP العائد لرادارات الطائرات الخمسة التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية.
وأضاف أنه قد تم إنجاز عملية تطوير رادار الطائرة الأولي في وقت سابق من العام الحالي.
أما ما تبقى من طائرات هذا الأسطول فيتم تطويره في المملكة العربية السعودية
لدى شركة السلام للطائرات التي تعتبر من المقاولين الثانويين لشركة بوينغ.
ويزيد برنامج تحسين نظام الرادار RSIP من مدى قدرة الاستشعار لرادار نظام
AWACS ويعزز من فعاليته وموثوقيته وسرعة صيانته.
كما يعزز من قدرات راداراتAWACS ضد مجموعة أخرى من التهديدات المحتملة
بحسب ما يقوله سلون.
هذا، وقد أبلغت وكالة التعاون الدفاعي والأمن الأميركية (DSCA) الكونغرس
بتاريخ 12 آب/ أغسطس الماضي بصفقة مبيعات أخرى لمزيد من خدمات التحديث
لطائرات أواكس العائدة للقوات الجوية الملكية السعودية.
ويأتي هذا الإبلاغ كاستجابة لطلب المملكة العربية السعودية لتزويد طائرات الأواكس السعودية
40/45Block بمعدات دفاعية رفيعة المستوى.
وسوف تساعد هذه المعدات الجديدة في الإبقاء على التوافق العملاني بين القوات السعودية
وبين القوات الأميركية وقوات التحالف الأخرى.
يشار إلى أنه لم يكن لدى وكالة DSCA أية معلومات جديدة عن الترقيات العائدة لهذا العقد
الجديد حتى تاريخ 24 أيلول/ سبتمبر 2014 المنصرم.
في المجال البحري، وافقت البحرية الأميركية على القيام بعملية تسليم أول زورق للدورية
من طراز MK VI Patrol Boat بتاريخ 27 أيلول/ سبتمبر 2014 .
وتجدر الإشارة إلى أن شركة "سايف بوتس إنترناشيونال" Safe Boats International
هي المقاول الرئيسي لزوارق MK VI Patrol Boat المذكورة.
أما شركة MTU Friedrichshafen GMBH وشركة هاميلتون جيت وشركة
SHOXS و Robicheaux للصناعة هم من الشركات الصناعية الرائدة
المشاركة في هذا المجال.
علماً أن البحرية الأميركية تقوم بتزويد زوارق الدورية بأنظمة الاتصالات والكمبيوتر
والقيادة والتحكم بالإضافة إلى أنظمة الإستخبارات والمراقبة والاستطلاع C4ISR
كمعدات تقليدية توفرها حكومة الولايات المتحدة الأميركية.
وفي هذا الإطار، قالت كولين أورورك، الناطقة باسم مكتب القيادة للاتصالات بالشركات
لشؤون الأنظمة البحرية، إنّ مهام زوارق الدورية الجديدة هي القيام بالدوريات في المياه
غير العميقة المتواجدة خارج الموانئ والخلجان المحمية بغرض حماية القوات الصديقة
وقوات التحالف بالإضافة إلى حماية البنية التحتية الأساسية الهامة وتوفير المواكبة
لعمليات الشحن العالية القيمة، والقيام بعمليات الدعم البحري عبر القيام بمهام
اعتراض السفن وزيارتها والصعود إليها وتفتيشها والقيام بعمليات البحث والمصادرة
بالإضافة إلى توفير الدعم والمساعدة ضمن مسرح عمليات القوات الأمنية.
سوف تلعب الزوارق الجديدة هذه دون شك دوراً هاماً في غالبية سيناريوهات منع
الولوج الى المناطق المحظورة في منطقة الشرق الأوسط.
وبالفعل هنالك نموذج لزورقMKVI يعمل ضمن نطاق عمل الأسطول الأميركي الخامس
الذي يتخذ من مملكة البحرين قاعدة له مما سوف يسمح للزوارق الصناعية الأخرى
بأن تكون أكثر تجاوباً مع المتطلبات الفريدة لهذه القيادة.
وقد أعلنت أورورك لمجلة الأمن والدفاع العربي أنه قد تم تسليم زورق MKVI فعلاً
بموجب العقد المبرم بتاريخ 22 أيلول / سبتمبر، وأضافت أورورك أن هنالك حالياً 3 زوارق
قيد البناء وأن عدد الزوارق المطلوبة بموجب العقد سوف يصل إلى 10.
تجدر الإشارة إلى أنه قد تم تصميم MKVI بحيث يمكن نقله داخل العديد من السفن.
هذا وقد صرح ناطق باسم البحرية الأميركية في وزارة الدفاع البنتاغون أنه وبينما كان
نشر سفينة الدورية MKVI في الخطوط الأمامية من الخليج العربي يعتبر من الخيارات
الهامة إلا أن هذا المكتب رفض أن يقوم بمناقشة عملية نشر المزيد من المخططات
العملانية في ما يختص بقوة زوارق الدورية الجديدة .
تعليق