أشار رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان أنّ
"الهبة السعودية لدعم الجيش اللبناني أصبحت 4 مليارات دولار، فدور الجيش الدفاع
عن لبنان في وجه الهجمات الخارجية، لكن هذه مرتبطة بقضايا داخلية كمكافحة الإرهاب
والتخريب والقرصنة والسطو والمخدرات.
فهذه الأجهزة كلما دعمت بالسلاح والتقنيات والكفاءات كلما تُعزّز دورها
في حفظ الأمن".
وشرح سليمان، في حديث لصحيفة اللواء، قصّة الهبة السعوديّة: "خلال زيارتي الأخيرة للسعوديّة
عام 2013، استعرضت الوضع اللبناني مع الملك عبدالله وتدخُّل البعض من لبنان
في الأحداث السورية، قال لي: «لماذا لا تمنعون هذا التدخل؟» فأجبته بأنّ هناك
تداخل بين البلدين ومنع ذلك لا يكون عسكرياً فقط، فالسياسة لها دور أساسي فيه
والحلّ يكون بالالتزام بإعلان بعبدا الذي توافقنا عليه".
وأضاف سليمان: "بعد هذا اللقاء التقيت بمسؤولين سعوديين ومنهم الأمير متعب
والأمير محمّد بن نايف والشيخ خالد التويجري الذين اطلعوا على حاجات الجيش اللبناني
وعملوا على تسجيل هذه الحاجات، كما وضعتُ أمامهم تصوري للاستراتيجية الدفاعية
المبنيّة على تسليح الجيش لتمكينه من التصدي لأي عدوان إسرائيلي، ولمكافحة الإرهاب.
وطرحتُ أمامهم العناوين الاستراتيجية الدفاعية التي تضم خطر الإرهاب؛ خطر
الاعتداءات الإسرائيليّة؛ وخطر السلاح المنتشر عشوائياً بين اللبنانيين".
وتابع: "طرحت أيضاً أنّه بعد تسليح الجيش فإن المقاومة ستصل إلى مرحلة قناعة
لتسليم سلاحها، وأكّدتُ أن المطلوب دعم الجيش بسلاح يجابه الطائرات الإسرائيلية
ويواجه سلاح الدبابات والمدفعية الإسرائيلية ، فلا يجوز أن يبقى جيشنا محروماً من
السلاح النوعي خاصة بعدما توفّر القرار السياسي والعقيدة القتالية لدى الجيش اللبناني
لمواجهة أي عدوان إسرائيلي وهي أساساً متوفرة منذ زمن طويل ولكن الآن تعززت".
إلى ذلك، أكّد سليمان أنّ "هذه الصفقة مهمة جداً، لأن الجيش وضع أربع استراتيجيات
لتطوير مهماته وهي: القدرة على الحصول إلى المعلومات والمتابعة، القدرة على الدفاع
عن الأرض وضبط الحدود، القدرة على التحرّك السريع لقمع أي اضطرابات أمنيّة
أي تأمين وسائل نقل أفضل وأسرع، والقدرة على ردع كل من تسوّل له نفسه الاعتداء
على لبنان، فنحن واجهنا إسرائيل أكثر من مرّة بما تيّسر لدينا من أسلحة
وأنا أعطيت الأوامر بذلك".
هذا، ولفت سليمان إلى أنّ الملك السعودي "أراد أن يقدّم هذه المنحة عبر رئيس الجمهورية"
معتقداً أنّ "هذا يُشكّل رسالة لدعم المملكة لنهجي ولإعلان بعبدا وللإستراتيجية الدفاعية
التي قدمتها"، ومشيراً إلى أنّه "يجب الاعتراف بأن الولايات المتحدة الأميركية تقدم دعماً
سنوياً مميزاً للجيش اللبناني يبلغ حوالي 100 مليون دولار سنوياً، وأميركا أبلغتنا ترحيبها
بالدعم السعودي، إذ كانوا مسرورين بحصتهم من المليار الرابعة، وهذه الصفقة لم تحدث
حساسيّة مع أحد والجميع يُدرك مدى العلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا".
ورأى أنّ "المدة المطلوبة لتسليم جميع السّلاح هي ثلاث سنوات، فهناك معدات طور التصنيع
فليس كلّ السلاح جاهز والمستعمل منه مرفوض".
وتابع: "بعدما أعلمتني القيادة السعودية بقرار الهبة، شدّد لي العاهل السعودي
على أنّ السلاح الذي سيتم شراؤه سيكون جديداً وغير مستعمل أو مُجدد، وتأكد هذا
عملياً في الاتفاق الذي عُقد بين المملكة وفرنسا لشراء السلاح للجيش اللبناني
وقد وضعت المملكة في الصفقة المعقودة مع فرنسا شروطاً عديدة وهامة منها منع السمسرات
وعدم تدخل أي وسيط، بالإضافة إلى عدم التلاعب أو رفع الأسعار، وبذلك تكون المملكة
قد وضعت ضوابط هامة في هكذا صفقة، والجيش اللبناني حدّد أنواع الأسلحة المطلوبة".
إلى ذلك، أضاف سليمان: "اتصلت بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند واشترطتُ
ألا يكون هناك حظر على أي نوع من السلاح يحتاجه الجيش، فأجابني بالإيجاب وخاصة
أنّ المجموعة الدولية غطت قرار تسليح الجيش اللبناني في نيويورك وباريس وروما".
كما أضاف: "هناك دعماً حصلنا عليه من الكويت ومن الإمارات العربية المتحدة التي قدّمت
لنا مروحيات عسكريّة وساهمت في نزع الألغام في الجنوب بعد تحريره".
ولدى سؤاله عن مدى إمكانية أخذ سلاح للجيش من إيران، أجاب سليمان:
"إيران لم تعرض خلال تولي مهام رئاسة الجمهورية، ولم تقدّم أي عرض عن هبة عسكرية
وما هو معروض حالياً ليست هبة بل هديّة، ورغم أنها هدية أخذت ضجّة كبيرة
فإيران لم تعرض أي هبة قبل الهبة السّعودية".
تعليق