لاشك أن الوضع اليوم في لبنان ملتهبٌ، وقد أظهرت المعارك الأخيرة في شمال لبنان
أن الجيش لا يمتلك السلاح اللازم لردع مقاتلي داعش أو أي إرهابيين آخرين قد يجتاحون
حدوده، ما يجعل هذا الجيش الضعيف بمعداته والقوي بقدراته، يحتاج إلى صناعة
عسكرية محلية لسد حاجاته بالسلاح اللازم لتشكيل قوة ردع لأي عدوان.
غير أن الفيتو الدولي يحول دون تطوير الصناعات العسكرية اللبنانية بسبب الخوف
على إسرائيل، علماً أن لبنان لا يسعى البتة إلى الاعتداء على أحد وهو أمر مسلّم به.
ومع ذلك، تمكنت شركة لينكو مارين اللبنانية المتخصصة بتصنيع الزوارق البحرية
من الارتقاء بالصناعات اللبنانية وصناعة زورق Phenix 55، فخر الصناعة اللبنانية
الذي دخل الخدمة لدى البحريتين اللبنانية والأردنية ليدهش بعد ذلك العدو الإسرائيلي
بسرعته وقدرته على التخفي من الرادار، ويفاجئ البحرية الأميركية وقوة اليونيفيل
بقدرة لبنان على إنتاج هكذا نوع من الزوارق.
وفي مقابلة خاصة بالأمن والدفاع العربي مع الأستاذ كميل شمعون رئيس شركة لينكو
مارين، توقّفنا عند خصائص هذا القارب والمهام التي ينفّذها بالإضافة إلى المميزات
التي تجعله الحل الأمثل لمهام التدخل.
- هلّا أطلعتنا على مميزات وصفات قارب Phenix 55 ؟
صمّم قارب Phenix 55 خصيصاً لمهمات التدخل السريع في البحار في جميع الظروف
البحرية الصعبة، وهو يتميز بعدم قدرة الرادارات على رصده بسهولة.
تكمن المهام الأساسية للقارب في التدخل السريع في حال تم الاشتباه بمركب ما أو
حدوث أي اختراق للحدود، بالإضافة إلى تنفيذ مهام البحث والإنقاذ.
يسهل استخدام القارب في مناطق الشرق الأوسط وقد حرصت الشركة في تصميمه
على توفير سبل الراحة التامة لأفراد الطاقم في مراقبة الشواطئ والتدخل السريع
بالإضافة إلى الحفاظ على الوعي الدائم للأفراد.
تتسع القيادة الداخلية للمركب ل7 أشخاص في حين يتسع الجزء الخلفي للمقصورة 20 جندياً.
ويمكن تحميل راجمات صواريخ أو مركبة صغيرة على متنه. وتبلغ الحمولة القصوى
للزورق 3 أطنان.
ماهي الدول التي زوّدت قواتها البحرية بهذا القارب؟
صدر قارب Phenix 55 في عام 2009 إلى الأردن في عهد الملك عبد الله الثاني.
وقد دخل الخدمة لدى البحرية الهاشمية الأردنية تحت اسم "علي" ليصبح قارب
اعتماد رئيسي للبحرية الأردنية نظراً لسرعته.
ويستخدم القارب لمرافقة جلالة الملك في رحلاته في البحر الأحمر للمواكبة.
وبالمناسبة، أدهش قارب فينكس جماعة إيلات بسرعته بحيث لم يتمكن الرادار
الإسرائيلي من التقاطه.
في عام 2011، دشّن الجيش اللبناني في معركة نهر البارد قارب FBP Phenix 55
تحت اسم "صنين". وأظهر نجاحاً في مطاردة الإرهابيين الفارين على زوارق
مطاطية في المياه الضحلة التي يقل عمقها عن المتر.
وقد تقدمنا بعروضات للمملكة العربية السعودية ونحن نتأمل أن تستخدم المملكة هذه
الزوارق الضرورية لمقاومة الإرهاب في المنطقة.
هذا وقد اختبر فوج مغاوير البحر التابع للبحرية الأميركية، وقيادة أسطول قوة الأمم
المتحدة المؤقتة في لبنان الألمانية زورق Phenix FPB 55 وتفاجأوا بقدرة لبنان
على إنتاج هذا النوع من الزوارق.
- ما هي الأنظمة المركبة على قارب55 Phenix؟
زوّد المركب الذي يبلغ طوله 17 متر وعرضه 3.50 متر، بأنظمة ملاحة وأنظمة
إلكترونية متقدمة ويعدّل نوعها حسب طلب المستخدم النهائي.
بالإضافة إلى ذلك، جهز القارب بأنظمة حماية وتدريع خفيفة الوزن وفعالة
ضد جميع الطلقات النارية.وعلى صعيد التسليح زوّد القارب برشاشين عيار 12.7 ملم
كما جهّز برادار يغطي مسافة أكثر من 50 ميل.
ويعود الفضل بسرعة القارب إلى تقنيات عصر الفضاء (Space Age Techologies)
المستخدمة في معدات الطيران وفي سباقات الفورمولا لتطال سرعة الـ 50 عقدة بحرية.
ويتمتع الزورق أيضاً بمحركات ديزل ونظام دفع Surface Drive.
- ما الذي يجعل هذا القارب الحل الأمثل للقوات البحرية؟
إن ما يجعله الحل الأمثل هو قدرته على الإبحار لمدة 3 أيام متواصلة بالإضافة
إلى جودته وسرعة التدخل وسهولة الاستخدام وتوفر الصيانة بكلفة متدنية
تعليق