كما فعلها القعقاع من قبل مع الفيل الأبيض
تكتيكـــــات الإطاحــــــة وإسقـــــاط الدبابــــــة الأمريكيـــــة أبرامــــز
تكتيكـــــات الإطاحــــــة وإسقـــــاط الدبابــــــة الأمريكيـــــة أبرامــــز
في التاريخ الإسلامي أيام لا تنسى وذكريات لا تمحى ومواقف خالدة ، حفرها أصحابها في سجل التاريخ بمداد دمائهم لا بحبر أقلامهم .. من هذه الأيام الخالدة يوم "القادسية" . فهي واحدة من أهم معارك المسلمين مع الفرس المجوس , والتي انتهت بنصر عظيم للمسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص . في هذه المعركة واجه المسلمون واحدة من أهم تحديات المعركة ، وهي الفيلة التي استعان بها الفرس لتشتيت صفوف المسلمين وإخافتهم . يومها تقدم القعقاع بن عمرو التميمي وأخوه عاصم لمواجهة هذا الوحش الهائل وكان كل منهما يحمل رمحاً بيده ، وهجما على عيني كبيرهم الملقب ب "الفيل الأبيض" ، فوضعا رمحا في عينه اليمنى وآخر في عينه اليسرى ، فخار الفيل وجلس وجثا على ركبتيه ، فأخذ سيدنا القعقاع السيف بيده اليمنى وأطاح بخرطوم الفيل ، فسقط الفيل الأبيض صريعاً في أرض المعركة . وهكذا تمت الإطاحة بأحد وحوش المعركة وأكثرها رعباً وتهديداً للمسلمين .. اليوم نحن على موعد مع وحش من نوع آخر ، وحش ميكانيكي يزيد وزنه عن 60 طن ، يصول ويجول في ساحة المعركة مزهواً بقوته النارية وحمايته المدرعة وقابليته على الحركة والتنقل . وبناء على قابلياته وقدراته المميزة هذه ، هو يحتاج لتكتيكات وأساليب خاصة لمواجهته والإطاحة به overthrowing كما صنع القعقاع من قبل مع الفيل الأبيض .. موضوعنا اليوم سيكون عن دبابة المعركة الرئيسة الأمريكية المسماة "أبرامز"Abrams . وسنتناول في هذا الموضوع مواطن الضعف والوهن لهذه الدبابة المتقدمة ، حيث سنسلط الضوء على الوسائل الناجعة للإحاطة بها وتدميرها أو على الأقل إعطابها وتحييدها ، خصوصاً وأن هذه الدبابة لا تحمل أي شكل من أشكال منظومات الحماية النشيطة ، وبالتالي قدرتها على تفعيل الإجراءات المضادة تبقى محدودة إن لم تكن معدومة (كإجراء وقائي ، يجب تجنب توجيه أو تسليط أي شعاع ليزري بإتجاهها ، لأن بعضها شوهد في العراق وهو يحمل سلاح إعماء ليزري من نوع AN/VLQ-7) .
بلا شك ، الأبرامز هي واحدة من أقوى دبابات المعركة الرئيسة التي تستخدمها الولايات المتحدة وتعرضها للتصدير على حلفائها . هذه الماكينة الضخمة ذات الصوت المرعب والنيران الفاعلة ، شأنها شأن باقي مثيلاتها من دبابات المعركة ، عرضة لملكيات وخصائص الضرر والتدمير Damaged property إذا ما أحسن خصومها إستخدام السلاح المناسب ، في المكان المناسب ، في اللحظة المناسبة .. ويبدو من المفيد التوضيح للقارئ قبل كل شيء أن عمل دبابات المعركة ، وعلى مدى الزمن ، ارتبط دائماً بجملة من التحديات ونواحي القصور ، خصوصاً خلال تقدمها وقتالها في المناطق الحضرية . حيث تواجه هذه الآليات احتمالات الإصابة والأضرار القاسية عندما اشتغالها في هذه التضاريس ، وبصورة مبالغة عند تواجدها بشكل مفرد ومعزول . فأفراد أطقم هذه الدبابات لديهم مجال رؤية وإحاطة سيئة ومحدودة خلال أدواتهم البصرية ، ويمكن إعماءهم بسهولة بأحجبة الدخان أو الغبار . كما أن قدرتهم على رفع أو تخفيض سبطانات مدافعهم الرئيسة بما فيه الكفاية لمشاغلة الأهداف القريبة جداً من العربة ، أو تلك الكامنة في المستوى العالي في المباني المرتفعة تكون محدودة ومقيدة . أضف لذلك ولنفس السبب (طول سبطانات المدافع) فإن أبراج الدبابات سوف لن تستطيع الاستدارة والتحول بسهولة إذا صادفت أثناء حركتها جسم صلب ، كما هو الحال مع حائط جداري أو عمود إنارة .. وإذا كانوا معزولين أو غير مدعومين من قبل وحدات المشاة ، فإن الدبابات تكون عرضة لصيادي العدو وفرقه القاتلة التي تتقن استخدام أسلحتها المضادة للدروع الخفيفة منها والمتوسطة . وبسبب وفرة الغطاء والإخفاء في التضاريس الحضرية ، فإن قادة ورماة الدبابات ربما لا يستطيعون تمييز وتعريف identify أهداف العدو بسهولة ، ما لم يكشف القائد عن رأسه من كوته السقفية للتحقق وبالتالي تعريض نفسه لخطر إطلاق النار المعادي أو شظايا القذائف المتفجرة . وتواجه جميع دبابات المعركة حقيقة كونها تثير الكثير من الصخب والضجيج والأتربة عند حركتها . لذا ، فإن لديها فرصة قليلة للوصول للمنطقة المنشودة دون كشف وفضح أمر تقدمها . أضف لذلك ، الحواجز والتحصينات المرتجلة Improvised barricades وضيق الشوارع والممرات ، أو المقادير الكبيرة من الأنقاض والحطام يمكن أن تمنع أو تعيق حركة الدبابات بنسب متفاوتة .
في المقابل ، خصوم الدبابة وأعدائها في ساحة المعركة (وهم كثر) باتوا يعرفون جيداً نقاط ضعفها والسبل الناجعة لإصطيادها وتدميرها . فالدبابات عرضة جداً للهجمات المرتجلة dismounted attacks عند التشغيل في البيئات ذات الكثافة الإنشائية . هي أيضاً ضعيفة جداً وتحتاج لتأمين حمايتها وسلامتها متى ما تولى المشاة المرافقين الانصراف عنها لتطهير المباني المجاورة .. لقد وجدت الأسلحة المضادة للدروع ، والكتفية منها على وجه التحديد ، طريقها دوماً لأيدي الجماعات والمليشيات غير النظامية ، وذلك ضمن مفاهيم وأطر "حرب العصابات" Guerrilla war . هذا النمط من الحروب ليس ظاهرة ملحقة بأي عقيدة أو مذهب خاص ، ولا هي مقيدة بزمن محدد أو ثقافة معينة .. هي حرب الضعفاء ، أو أولئك الذين وبسبب حجمهم العددي ومستوى تسليحهم وتدريبهم ، لا يستطيعون مواجهة قوات نظامية regular forces في ساحات مواجهة مفتوحة . لذا يهاجم هؤلاء المقاتلون وحدات العدو الصغيرة أو يعزلونها عن باقي قواتها وأدوات إسنادها . يضربون في الليل ، أو خلال المطر والضباب ، أو عند ساعات استراحة قوات العدو . ولكي ينجح المهاجمون في عملهم ، فقد كان عليهم التحلي بأقصى درجات الشجاعة ، وأن يختاروا الموقع الجيد للهجوم والإنقضاض . هم يعتبرون الكمين ambush وسيلتهم المفضلة لتكريس ضرباتهم وتعزيزها ، كما أن المفاجأة والسلاح الحاسم ، هو في الحقيقة من يعوض نقصهم وقلتهم في الأعداد والأسلحة . الجنرال العسكري الصيني Sun Tzu يذكر في كتابه "فن الحرب" The Art of War فيقول "العدو يجب أن لا يعرف أين أنت تنوي بدء المعركة ، فإذا هو لم يعرف أو يتيقن من المكان ، فإنه سيضطر للاستعداد في عدد كبير من المواقع . وعندما ينشر قواته في مناطق كثيرة ، فإن هذه هي الفرصة التي يجب أن تنطلق منها وتختار موقع شن الهجوم" .
وتفرض الظروف الميدانية في أحيان كثيرة عدم الالتزام والتقيد بسياقات الخطط المحددة أو التخطيط المنظم ، حيث يفرض الموقف التكتيكي إجراء كمين فوري وعاجل .. وهكذا تبادر المجموعة المسلحة للهجوم متى ما سنحت لها فرصة اقتناص دبابة من دبابات العدو .. وفي الغالب ، تفضل فرق قتل الدروع العمل في مجموعات تركز نيرانها على دبابة معينة ، فقذيفة واحدة لا تضمن إصابة وتدمير دبابة معركة رئيسة ، في حين عدة مقذوفات تضمن هذا الأمر لحد بعيد (الخبرات الميدانية أثبتت أن تركيز النيران على منظومات الرؤية كما في الصورة أعلاه مفيدة جداً في إعماء الدبابة ومنع الطاقم من إنجاز الأدوار القتالية المنوطة بهم) . ولضمان بقاء ونجاة أفرادها ، تحرص فرق القتل هذه على تأمين الغطاء والتخفي ، وإبقاء ممرات للانسحاب والتقهقر من مواضع الكمين أو المواجهة عند اللزوم . كما يجب عليها انتقاء مواضع الهجوم بدقة ، بحيث تضمن هذه تغطية أجنحة ومؤخرة أهدافهم المنشودة . وكقاعدة عامة ، يشترط في الرامي الماهر أن يتحرك بعيداً بعد إطلاق مقذوفه الأول ، لأن عملية إطلاق السلاح تولد وميض مرئي وأثر دخاني يكشفه العدو بسهولة ، ويحدد معه موقع النيران المعادية . في أفغانستان ، متمردو الطالبان نجحوا خلال بعض الكمائن في حصار القافلة والتضييق على حركتها بتعطيل العربات الأمامية والخلفية (تسجيل نقطة اختناق choke-point) . هذه التكتيك كان مشترك أثناء الثمانينات ، خصوصا تجاه القوافل المسلحة المثقلة بطيئة الحركة ، التي كانت تسير على طول امتداد الطرق والمسالك الواسعة حيث كان من الصعب جداً الالتفاف حولها .
تجهز الدبابة الأمريكية أبرامز بمدفع قوي من عيار 120 ملم يحمل التعيين M256 . ومن أجل تشغيل وخدمة هذا السلاح ، تجهز الدبابة بعدد 40 قذيفة مختلفة . من هذه الذخيرة ، عدد 34 قذيفة توضع في مخزن خاص في عنق البرج مع أبواب فولاذية تنفخ للخارج عند تعرضها للهجوم ، بحيث يضمن أن طاقة الانفجار سوف توجه للأعلى بدل التوجه لمقصورة الطاقم . إن احتمالية إصابة هذا المخزن تكون عالية جداً (كما في الصورة للأسفل) خصوصاً مع هجوم خلفي في بيئة عدائية حضرية . ويمكن لرامي ذكي يحسن التسديد أن يقتنص هذه الفرصة ويصوب نحو مؤخرة البرج أو بإتجاه جانبيه المتطرفين على أمل تحقيق إصابة ناجحة تطير برأس الدبابة (مقذوف ثنائي الرؤوس أكثر من ملائم لإنجاز هذه المهمة) !!
استخدام مدفع الدبابة أبرامز هو الآخر يواجه بعض العوائق والنقائص التي تؤثر بلا شك على تشغيله في التضاريس الحضرية . من هذه تلك المتعلقة بزوايا الرفع والخفض لسبطانة السلاح . فمدفع الدبابة الأمريكية أبرامز يمكن أن يتحرك صعوداً ونزولاً خلال الزوايا +20 و-10 درجات . حدود التحكم هذه في الدبابة تتسبب في إيجاد مستوى تغطية منخفض لحدود 10.8 م ، التي تعتبر فعلياً مسافة ميتة dead space حول الدبابة أبرامز . هذا الفضاء الميت يوفر مواقع مثالية من أجل استخدام الأسلحة الكتفية المضادة للدروع قصيرة المدى ، ويسمح لرماة العدو المتخفين بإطلاق النار على الدبابات عندما تكون هذه الأخيرة لا تستطيع الرد . بنفس الطريقة ، هناك منطقة سقفية لا يستطيع مدفع الدبابة الوصول إليها والرمي عليها ، خصوصاً تجاه مبنى مرتفع متعدد الأدوار في تضاريس حضرية . فقد وجد أنه لتصويب السلاح الرئيس للدبابة أبرامز تجاه مبنى مرتفع متعدد الأدوار ، فإنه يتحتم على الدبابة الابتعاد لمسافة 2.5 م لإصابة هدفها في الدور الأرضي ، والتراجع لمسافة 23 م لإصابة هدفها في الدور الثالث ، ومسافة 132 م لإصابة هدفها في الدور الثامن عشر . بصيغة أخرى ، تحتاج الدبابة أبرامز لرفع سبطانة مدفعها الرئيس للحد الأقصى أو 20 درجة ، لكي تبلغ قذائفها ارتفاع 10 م عند الإطلاق من مسافة 30 م ، وارتفاع 20 م عند إطلاق قذائفها من مسافة 60 م ، وارتفاع 30 م عند إطلاقها من مسافة 90 م بعيداً عن الهدف ، وهكذا . الرمي المعادي من هذه المواقع يعرض مناطق الدبابات الأكثر ضعفاً ، مثل الأجنحة والمؤخرة وقمة السقف لخطر الاستهداف والإضرار .
يدفع الدبابة أبرامز محرك توربين غازي يحمل التعيين AGT-1500 وهو قادر على توفير 1500 قوة حصانية للدبابة أو حوالي 23 حصان/للطن الواحد ، بحيث تستطيع الدبابة السير بسرعة 72 كلم/س على الطرق المعبدة ، ونحو 48 كلم/س على التضاريس الريفية . محركات التوربين الغازي توفر معدل تعجيل أعلى مع وزن أخف مقارنة بمحركات الديزل التقليدية بالإضافة إلى انخفاض بصمتها الصوتية ، لكنها في المقابل تواجه عائق رئيس يتمثل في استهلاكها المرتفع والعالي للوقود fuel consumption . فعلى خلاف محركات الديزل التقليدية ، التي يمكن أن تبطئ سرعتها وتتوقف للمحافظة على الوقود من الاستنزاف عندما لا تكون الدبابة في وضع المسير ، فإن المحركات التوربينية تعمل وتشتغل بطاقتها القصوى على الدوام ، مما يؤدي إلى استهلاك مبكر للوقود . وبلغ معدل استهلاك وقود الدبابة أبرامز لكل ساعة نحو 10.8 غالون أثناء التوقف ، 44.6 غالون أثناء السير على الطريق و56-60 غالون خلال عبور التضاريس الطبيعية (تثبيت محراث الألغام mine plow في مقدمة الدبابة يزيد من نسبة استهلاك الوقود بنسبة 25%) .. الوقود في الدبابة أبرامز مقسم على أربعة خزانات رئيسة ، اثنتان أمامية ومثلهما خلفيتان . خزانات الوقود الأمامية على جانبي سائق الدبابة (كما هو موضح في الصورة أعلاه) يمكن إستهدافها وثقبها من قبل رامي يحمل سلاح فعال ويحسن التصويب ..
حركة الدبابة أبرامز خلال المدن والمناطق المستهدفة هي الأخرى يمكن تقييدها وتحييدها ، وذلك بعمل خنادق الدبابات tank ditches التي هي وسيلة فاعلة لتخفيض سرعة تقدم القوة المهاجمة وإبطاء قابليتها على الحركة . فحفر وإنشاء هذه الخنادق يساهم في عرقلة وإبطاء تقدم الدبابات والتشويش على أطقمها . هذه الحفر والمهابط يجب أن تكون مع منحدرات لا تقل عن 35 درجة ، وعمق لا يقل عن 1.5 م ، وعرض 3 م أو أكثر . فمع هذه القياسات الدبابات لا تستطيع العبور وتجاوز الخندق من دون مساعدة معدات التجسير bridging equipment أو الجرافات ومزيلات الأتربة . مع ملاحظة أن أي خندق دبابة ليس كافياً لوحده كعقبة ، وسوف لن يجبر المهاجم على التوقف . لهذا توصى فرق المقاومة عادة ببذل المزيد من الإجراءات الإضافية لمضاعفة تأثير الخندق ، مثل تحديد موقع خندق الدبابة ضمن المدى الفعال الأقصى effective range للأسلحة المضادة للدبابات ، مع جعل مواقع إطلاق نار مغطاة ومخفية .
ولزيادة الفاعلية ، يتم زرع الألغام المضادة للدروع على كلتا جانبي الخندق (المقابلة للعدو والمقابلة للقوات الصديقة) ، خصوصاً في مادة التربة المفككة وقاع الخندق . تكتيك آخر يمكن ابتداعه يتمثل في وضع حاجز رملي مرتفع berm على جهة الخندق المقابلة للقوات الصديقة ، حيث يساهم هذا الإجراء أولاً في زيادة ارتفاع العقبة أو الحاجز ، مما يقلل معه من قوة سحب وجر الدبابات الراغبة في العبور ، كما يعيق بكفاءة تثبيت الجسور المحمولة على عربات التجسير .
تصفيح الدبابة أبرامز وحمايتها المدرعة بشكل عام على درجة عالية من الكفاءة ، لكن شأنها شأن باقي الدبابات ، تتفاوت سماكتها من موضع لآخر . القوس الأمامي frontal arc للدبابة يمثل المنطقة الأثخن تدريعاً لكونه الأكثر عرضة للهجوم ، لكن الأمر يختلف بالنسبة لباقي الأجزاء . وإنجاز ضربات مباشرة تجاه الأجنحة والمؤخرة حيث تكون سماكة التدريع أقل ما يمكن ، سيحقق بالتأكيد نتائج مثيرة وأضرار متوقعه للدبابة الهدف (في العراق ، الصاروخ الروسي المضاد للدروع كورنيت أثبت قدرته على إختراق وثقب مقدمة برج الأبرامز النسخة العراقية M1A1) . ومن الحقائق الثابتة في عموم تصاميم دبابات المعركة الرئيسة ، أن منطقة القمة أو السقف هي واحدة من أكثر المناطق وهناً وضعفاً في التدريع ، وربما لا تزيد سماكة هذه في أفضل الأحوال عن 40-50 ملم من الصلب . مع ذلك ، يبقى قعر الدبابة أو منطقة البطن هي الأكثر ضعفاً ووهناً تجاه هجمات المتفجرات .
ينصح من أجل إعطاب هذه الدبابة الثقيلة إستخدام سلاح الألغام Mines أو أدوات التفجير المرتجلة IED . فعلى مر الزمن ومنذ ابتكارها ، اعتبرت الألغام أسلحة مضاعفة للقوة . فهي رخيصة الثمن بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من الأسلحة ، وهي قادرة عند استخدامها على تغيير حسابات العدو أثناء الحركة والتقدم وإرباك خططه الهجومية من ناحية توقيت العمليات operation timing . هي قادرة على الدفاع عن المناطق الممتدة بسهولة وجهد نسبي أقل ، كما أنها تستطيع تحريم الأرض على قوات العدو وعرقلة disrupt تقدم قواته باستحداث العوائق والموانع التي يجب إما اختراقها أو تطويقها والدوران حولها .. أدوات التفجير المرتجلة وإختصارها IED هي الأخرى وسيلة تدمير ناجعة وجدت طريقها للكثير من المنظمات شبه العسكرية وأستخدمت بكثافة تجاه الدبابات والعربات المدرعة في صراعات الشرق الأوسط . هذا النوع من الشحنات معد في الأساس للاستعمال تجاه الأهداف المدرعة مثل ناقلات الجنود أو دبابات المعركة الثقيلة ، حيث هي قادرة على خرق وتحطيم دروع هذه الأهداف وذلك باستخدام إما الخوارق المشكلة إنفجارياً EFP أو الشحنات شديدة الإنفجار . الشحنات المرتجلة يمكن إطلاقها بطرق وآليات مختلفة ، إذ يمكن تحفيزها على الإنفجار بواسطة جهاز للتحكم عن بعد remote control ، أو عن طريق أسلاك إعثار trip wires مشغلة من قبل الضحية . في بعض الحالات ، شحنات متعددة يتم توصيلها ببعض سلكيا ، ويتم تفعيلها وتحفيزها سوية في سلسلة متعاقبة لمهاجمة قافلة عربات منتشرة على طول طريق .. أدوات التفجير المرتجلة قد تستعين بقذائف المدفعية والهاون أو الشحنات شديدة الإنفجار التقليدية كحمولة قياسية لتحقيق تأثيرها بالإضافة إلى إمكانية تطوير واستخدام تشكيلة من المتفجرات المحلية homemade explosives . المواقع المشتركة لوضع هذه القنابل على الأرض تتضمن جثث وفطائس الحيوانات ، أكوام النفايات ، الحاويات والصناديق الجانبية ، أو أنها تطمر وتدفن تحت السطح . نموذجيا ، هم معدون للإنفجار أسفل أو إلى جانب هيكل العربة للتسبب بالمقدار الأعظم من الضرر .
تعليق