أكد مدير مركز الفلك الدولي وعضو برنامج مراقبة سقوط الأقمار الصناعية على الأرض
التابع للمركز محمد عودة، أن قمراً صناعياً سقط على الأرض فجر الأحد عند
الساعة 04:36 فجراً بتوقيت المملكة، وقد بدأ القمر الصناعي الدخول في الغلاف الجوي
والاحتراق ابتداءً من الأجزاء الوسطى من المملكة وانتهاءً بجنوبها، إلى أن اصطدم
بالأرض في مكان ما يبدو أنه بالقرب من جازان.
وقال عودة أنه بحسب إفادات عدد من شهود العيان في المملكة فإنهم شاهدوا القمر
الصناعي المحترق أثناء سقوطه على الأرض، حيث قال أحد الشهود الذي يسكن في
محافظة شقراء إنه شاهد قبيل الفجر جسماً غريب الشكل في السماء ظهر بلون أزرق
غريب وامتدت فترة مشاهدته لبعض الوقت.
وقال آخر لم يحدد مكانه أنه شاهد حوالي الساعة 04:40 فجراً جسماً محترقاً في السماء
يتحرك من الشمال إلى الجنوب، وهو نفس مسار القمر الصناعي المتهاوي
وأفاد شاهد ثان من منطقة جازان أنه شاهد سقوط القمر الصناعي.
أما الشهادة الأكثر تفصيلاً فهي ما قاله علي عيسى الريثي من منطقة جازان أيضاً
حيث قال إنه رأى ضوءًا مشعاً في السماء متجهاً نحو الجنوب حوالي الساعة الرابعة
والنصف ويتبعه ضوء قوي جداً ومخيف، وسمع بعده صوت دوي انفجار يشبه
إحدى الهزات الأرضية.
وأفاد عودة أن جميع هذه الشهادات تتفق مع موعد ومسار سقوط القمر الصناعي
بل وحتى هيئة سقوط الأقمار الصناعية.
وأضاف إنه بالعودة إلى الجهات العالمية المختصة بمتابعة سقوط الأقمار الصناعية
نجد أن وحدة سلاح الجو الفضائي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية كانت قد أصدرت تقريراً
تبين فيه أن هذا القمر الصناعي قد بدأ بالسقوط على الأرض في الساعة 04:36
بتوقيت المملكة بالقرب من الرياض وكان متجهاً نحو الجنوب.
وذكر عودة أن منطقة سقوطه على الأرض بالضبط لا يمكن معرفتها بدقة، بل تتم معرفتها
من قبل شهود العيان فقط، ويبدو من خلال شهادات الشهود أن القمر الصناعي قد سقط
في منطقة ما بالقرب من جازان.
أما بخصوص القمر الصناعي نفسه، فهو عبارة عن المرحلة الثانية من صاروخ روسي
اسمه "Cosmos 3M" كان قد أطلق قمراً صناعياً ألمانياً عام 2008، ويبلغ قطره 2.4 م
وطوله 6.5 م، ويبلغ وزنه فارغاً 1.5 طن، وعند دخول القمر الصناعي إلى الأرض
فإن جزءًا منه يتلاشى نتيجة للاحتراق، ويقدر بأنه يصل إلى الأرض
ما نسبته 10 إلى 40% من كتلة القمر الصناعي الأولية.
وعندما يسقط قمر صناعي، فإن حطامه يتناثر على منطقة قد يصل طولها 2000 كم
وعرضها 70 كم.
ومن الناحية العلمية فإن جميع ما يدور حول الأرض من صنع الإنسان يسمى قمراً صناعياً
سواء كان قمراً صناعياً رئيسياً أو جزءًا من صاروخ كان قد أطلق قمراً صناعياً رئيسياً
أو حطاماً من مخلفات الأقمار الصناعية الرئيسية.
وأوضح عودة أن مركز الفلك الدولي قد أنشأ موقعاً خاصاً لبرنامج متابعة الأقمار الصناعية
على شبكة الإنترنت، يشرح فيه أهدافه وآلية عمله، ويعرض العديد من المعلومات
المتعلقة بسقوط الأقمار الصناعية ومدى خطرها، ويمكن من خلال ذلك الموقع إرسال
التقارير حول رؤية الأقمار الصناعية الساقطة نحو الأرض، كما تم تشكيل قائمة
بريدية خاصة لأعضاء البرنامج للتحاور بينهم حول هذا الموضوع.
تعليق