ذكرت تقارير إعلامية لبنانية أن رحى حرب استخبارية شديدة التعقيد والتشابك
والجرأة تدور فوق الأراضي السورية، من خلال ما أسمته "غرفة عمليات الملوك".
وأشارت صحيفة السفير" اللبنانية عبر موقعها الإلكتروني الأحد
(30 نوفمبر 2014) إلى أن هذه الغرفة شديدة السرية تأسست باتفاق
وتنسيق بين بعض دول "مجموعة أصدقاء سوريا"، على رأسها
الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والأردن وبمشاركة من السعودية
والإمارات وتركيا.
وقالت السفير إن هدف هذه الغرفة هو الإمساك بزمام قيادة العمل العسكري في
سوريا تدريجيًّا، عبر دعم بعض فصائل "الجيش الحر"، وتزويدها بالأسلحة
مثل صواريخ "تاو" المضادة للدبابات.
كما أكد التقرير أن الغاية من ذلك هي توجيه العمل العسكري على نحو مركزي
يخرج به من إطار الفوضى والعبثية، ويدخله في سياق منظم يهدف إلى تحقيق
أجندات الدول المشرفة عليه والداعمة له.
وأضافت الصحيفة اللبنانية أن تأسيس هذه الغرفة يعود إلى بداية العام الحالي
وكان أول قراراتها النوعية تزويد "حركة حزم" بالأسلحة الأمريكية،
لتكون نواة القوة "المعتدلة" التي يراهن عليها الغرب.
وذكرت "السفير" أن لهذه الغرفة فرعين أساسيين، الأول في الأردن لدعم
الجبهات الجنوبية، والثاني في تركيا لدعم الجبهات الشمالية.
ويُشير تمدد عمل "غرفة عمليات الموك" إلى القلمون السوري مؤخرًا إلى
أنها قد تكون أنشأت فرعا ثالثا في لبنان، ولكن ذلك غير مؤكد حتى الآن،
على حد ما ورد بالتقرير.
وقد فرض الهدف المركزي المتمثل في إنشاء "جيش معتدل"، أن تصطدم
«غرفة الموك» بالعديد من الجماعات المتشددة التي تعتبر إنشاء هذا
"الجيش" تهديدا مباشرا لها ولنفوذها.
وكان على رأس هذه الجماعات التي استشعرت بالخطر تنظيم داعشالذي
وجد نفسه نتيجة التطورات الميدانية، وجها لوجه أمام "غرفة الموك"
واستراتيجيتها القاتلة بالنسبة إليه.
ومع بداية ضربات التحالف الدولي ضد "داعش"، برز جانب آخر
لهذه المواجهة الاستخبارية هو زرع الجواسيس بين صفوف مقاتلي التنظيم
أو بين المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها، بهدف جمع أكبر قدر ممكن
من المعلومات عن التنظيم وأماكن انتشاره وكذلك لتحديد الأهداف التي
سيجري قصفها، عبر رمي شرائح إلكترونية تساعد الطائرات في تحقيق
إصابات دقيقة.
وكان قد اعترف زعيم داعش أبو بكر البغدادي، فور تلقي التنظيم ضربات
موجعة تردد أنه أصيب فيها، أن ثمة اختراقات مخابراتية لصفوف التنظيم،
ما أدى إلىأن تصبح ضربات التحالف الدولي مؤثرة إلى حد كبير.
تعليق