لم تعد التطورات في منطقة الشرق الأوسط مشكلة إقليمية فحسب بل أصبحت
مشكلة عالمية يصعب حلها سريعاً.
وقد دفعت هذه التطورات بوزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل إلى توجيه دعوة
إلى وزير الحرس الوطني السعودي، الأمير متعب بن عبدالله لزيارة الولايات المتحدة
حيث اجتمع بالرئيس الأميركي في البيت الأبيض وتمحور اللقاء حول التطورات الإقليمية
الراهنة وجهود المملكة في محاربة تنظيم "داعش"، وطالت النقاشات الملف
النووي الإيراني والاستجابة الدولية لمكافحة الإيبولا.
وأثنى أوباما على الالتزام الأخير للمملكة مع الحكومة العراقية الجديدة
ودورها في تعزيز الاستقرار في اليمن.
وتعتبر هذه الزيارة ترجمة واضحة لسياسة عاهل المملكة الإقليمية والدولية في
محاربة الإرهاب ودعم جهود الاستقرار والسلم في منطقة الشرق الأوسط،
بعد التبرع السخي للمملكة السعودية بمبلغ مالي قيمته 100 مليون دولار
للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب.
وكان أبرز ما تناوله اللقاء بين وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل والأمير متعب،
علاقات الحرس الوطني مع وزارة الدفاع الأميركية التي تعود إلى العام 1972.
وبعد انتهاء الاجتماع، أعلن الأمير متعب للصحفيين إن الحرس الوطني السعودي
سيحصل على مروحيات الأباتشي والبلاك هوك في نهاية العام.
كما أكد أنه يتم حاليا دراسة احتياجات الحرس الوطني والقطاعات الأخرى
لحمايتها من التهديدات الإرهابية التي تهدد الحدود.
وكانت اشتملت العقود التي تم توقيعها في العام الماضي والتي عززت الحرس الوطني
وطوّرته، على عقد الحصول على أنظمة ملاحة ومعدات لأبراج التحكم بالحركة الجوية
مع شركة تاليس، وشراء 24 مروحية AH-6i من بوينغ، وعملية تحديث 12 مروحية
Black Hawk وغيرها من العقود.
ويعتبر الحرس الوطني أحد أهم القطاعات العسكرية في المملكة. فبعد أن كان يقتصر
على وحدات المشاة الخفيفة، أصبح يشتمل على ألوية المشاة الميكانيكية الحديثة
التي تمتلك كافة القدرات القتالية ومن وحدات عسكرية متطورة وفق أحدث
النظريات العسكرية تنظيما وتسليحا وتدريباً، كما تمت الموافقة على إنشاء منظومة
الدفاع الجوي لقوات الحرس الوطني لتساهم في زيادة فاعلية وقوة وكفاءة
قوات الحرس الوطني.
من جهة أخرى، من أهم ما قامت به المملكة لحماية أراضيها، هو مشروع بناء السور
التكنولوجي الذي تقوم بتنفيذه المجموعة الأوروبية للصناعات الجوية والدفاعيةEADS
والذي كلّف المملكة أكثر من ملياري دولار ونصف، لتغطية كامل حدودها
البالغ طولها 9 آلاف كلم ومنع المتسللين الإرهابيين من العبور إلى المملكة.
وقد اكتمل بناء الجزء الذي يغطي الحدود الشمالية للسعودية مع العراق البالغ طولها
ألف كيلومتر تقريباً. وبذلك تمكنت المملكة من منع الفوضى التي تتفشى في العراق
من الوصول إليها ونشرت على الحدود الشمالية جنودها لتنفيذ أعمال المراقبة
باستخدام الرادارات والكاميرات العاملة بالأشعة تحت الحمراء.
وأمام الخطر الاستراتيجي القادم من اليمن، يجري حالياً بناء سور بطول ألفين وثمانمائة
كيلومتر وعلو ثلاثة أمتار على تلك الحدود وسيكتمل في غضون سنوات بفعل
وعورة تضاريس المنطقة.
وسيتم نشر أعمدة عالية مثبت عليها كاميرات ورادارات تسمح للحرس بمراقبة
الحدود على امتدادها بالكامل والتحرك السريع بإرسال دوريات.
وتواظب المملكة أيضاً على جهوزية واستدامة تدريب القوات البرية بشكل ممتاز
لتكون وحدات العمليات الخاصة السعودية في مصاف نخبة وحدات القوات الخاصة عالميا.
ففي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، نفذت القوات البرية الملكية السعودية
ممثلة بقيادة وحدات المظليين والقوات الخاصة، ثلالثة تمارين مختلفة أولها
تمرين شمرخ 1 وهو تمرين كوماندوز جبلي، تلاه تمرين التمساح الأحمر 4
وهو تمرين صاعقة وعمليات غير نظامي، ثم تمرين نمر 3 الذي بدأت فعاليته في
23 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وهو تمرين عمليات خاصة برية مشترك
مع القوات الفرنسية وجرى في منطقة تبوك بحضور وإشراف
قائد المنطقة الشمالية الغربية السعودية اللواء الركن سعد بن عبدالله القرني
والمساعد للعلاقات العامة الدولية للقوات الفرنسية اللواء بلير فاك.
ويشارك فيه إلى جانب وحدات المظليين والقوات الخاصة بالقوات البرية قوات
العمليات الخاصة الفرنسية والقوات الجوية الملكية السعودية والقوات البحرية الملكية
السعودية ووزارة الداخلية ممثلة بقوات الأمن الخاصة وحرس الحدود وجهات أمنية أخرى".
وشاركت أيضاً مجموعة طيران القوات البرية الثالثة ومروحيات اباتشي
وطائرات Bell-406، وطائرتا سوبر بوما تابعتان لطيران القوات البحرية
ومروحيتا S-92 تابعتان للقيادة العامة لطيران الأمن في وزارة الداخلية.
كما شاركت القوة الخاصة لأمن الحدود ووحدة بحث وانقاذ ساحلي
(المديرية العامة لحرس الحدود) وقوة العمليات الخاصة ووحدة ابطال وازالة متفجرات
(قوات الأمن الخاصة).
تعليق