ذخيــــــــــــرة المدفعيــــــــــــــة التقليديـــــــــــــــة شديـــــــــــــدة الانفجــــــــــــار
تشكل القذائف التقليدية شديدة الانفجارHigh explosive أبرز أنواع الذخائر المستخدمة في تسليح بطاريات مدفعية الميدان وأكثرها شيوعاً . إذ توصف هذه المقذوفات ذات الطاقة الكيميائية بأنها رخيصة وسهلة التصنيع وقاسية بما فيه الكفاية لكي تطلق بالسرعات العالية جداً . هي في بنائها العام بسيطة التركيب ، حيث يشتمل جسم القذيفة الانسيابي بشكل عام على حاوية فولاذية قوية محشوة بمادة متفجرة زائداً صمام التفجير . الصمام حسب ما هو مخطط له يعمل على تفجير الشحنة الناسفة الرئيسة bursting charge التي بدورها تحطم الحاوية الفولاذية وتبعثر جدارها على هيئة أجزاء وشظايا حادة وساخنة مندفعة في سرعات مرتفعة جداً . أغلب الضرر الموجه إلى الأهداف السهلة والناعمة مثل الأفراد غير المحميين سيكون سببه شظايا القذيفة بدلاً من تأثير موجة عصف الانفجار . وتواجه ذخائر المدفعية شديدة الانفجار في الغالب عملية خلط وسوء فهم عند تناول نوعين من التعابير ، هما (1) shrapnel (2) Fragmentation . المصطلح الأخير يستخدم في أغلب الأحيان بشكل خاطئ للإشارة إلى الشظايا الناتجة عن أي سلاح متفجر . والصحيح أن تعبير shrapnel يستعمل لوصف قطع كروية الشكل من الفولاذ أو الرصاص بداخل حاوية القذيفة ، جاهزة للقذف والبعثرة عند انفجار شحنة التفجير صغيرة الحجم المثبتة عند قاعدة القذيفة . هذا النوع من الذخائر يعمل بطريقة مختلفة ومغايرة للنوع الآخر شديد الانفجار ، فغلاف حاوية القذيفة لا يتشظى أو يتجزأ مثل حاوية القذيفة شديدة الانفجار ، بل تقذف الكرات المعدنية من تجويف الحاوية وفق آلية خاصة . عموماً هذا النوع من الذخائر لم يعد مستخدماً منذ زمن بعيد . المصطلح الآخر الخاص بالقذائف شديدة الانفجار يتحدث ويصف عملية تجزؤ حاوية القذيفة وتحولها إلى شظايا متفاوتة الحجم والسرعة نتيجة انفجار شحنة التفجير الداخلية . واعتماداً على نوع الصمام المستعمل في القذيفة شديدة الانفجار ، فإنه يمكن تحديد هذا النوع من الصمامات الذي يكون إما من النوع التصادمي (الصمام الطرقي percussion fuse) الذي يفجر القذيفة عند الارتطام بالأرض ، أو من النوع الذي ينفجر في الهواء (صمام توقيت أو تقاربي time/proximity fuse) ، أو بعد اختراق مسافة قصيرة في الأرض (طرقي أو تأخيري percussion/delay fuse) والذي يقصد منه إما إرسال صدمة وهزة أرضية قوية إلى المواقع المغطاة ، أو لتخفيض انتشار الشظايا . آلية الصمام تحتوي عادة على وسيلة أمان واحدة أو أكثر لمنع التحفيز والانفجار غير المقصود أو المبكر للشحنة الرئيسة . وعند اشعالها شحنة المتفجرات في تجويف القذيفة ، فإن نواتج الانفجار بداية تكون على هيئة مقدار كبير من الحرارة والغاز الساخن ، تكون محررة أولياً ضمن غلاف وحاوية القذيفة . لكن مع تزايد الحرارة والنواتج الغازية gaseous products سيرتفع الضغط لدرجة لا يستطيع الغلاف احتوائها أو تحملها . عند هذه النقطة ، الغلاف سينفجر والغازات ستتوسع وتمدد بسرعة . الغلاف سيتفرع إلى قطع وأجزاء مختلفة ، التي ستدفع خارجياً بسرعات عظيمة . الغازات سريعة التوسع ستضغط الهواء المحيط وتخلق موجات تصادمية التي ستتكاثر وتتضاعف إلى الخارج في سرعة قريبة من سرعة الصوت في الهواء (340 م/ث) .
المتفجرات المستخدمة في هذا النوع من الذخائر متنوعة ومختلفة ، وهي في وصفها العام عبارة عن مركبات كيميائية chemical compounds متقلبة وغير مستقرة ، يمكن أن تتضمن مزيج من خلائط مركبات أخرى غير مستقرة . بعضها معد ومجهز بأربطة خامدة وخاملة inert binders وذلك بهدف انجاز اختلافات في ملكيات وخواص التفجير . في الحقيقة انفجار مادة شديدة الانفجار يمكن أن يميز ويصور من قبل موجات الانفجار detonation wave التي تتحرك وتنتقل بسرعة مرتفعة جداً . فموجات الانفجار هذه عبارة عن موجات صدمية قوية جداً بضغوط مرتفعة لأكثر من 385 كيلو بار ، وذلك اعتماداً على نوع المادة المتفجرة المستخدمة وكميتها . هذه الموجات الضاغطة تتحرك خلال المادة (الوسط الذي ستتحرك خلاله هذه الموجات قد يكون غازي أو سائل أو صلب) في سرعات أعظم بكثير من سرعة انتقال موجات الصوت العادية خلال المادة نفسها . وخلال انتقالها السريع ، تتسبب هذه الموجات بشكل مفاجئ في احداث اضطرابات قوية strong disturbances ، ويمكن ملاحظة هذه التغيرات من خلال زيادة حادة في الضغط والكثافة ودرجة الحرارة . هي أيضاً تعمل على نقل وتحويل كمية كبيرة من الطاقة إلى أي شيء في طريقها ، مما يؤدي إلى ألحاق أضرار متفاوتة الدرجات في منطقة التحفيز .
تعليق