من بين ما كشفه العدوان الصهيوني الأخير على أهلنا وأشقائنا في قطاع غزة، انحياز علني من ساسة عرب إلى جانب العدو، وهو ما يكن يجرؤ سياسي عربي على الجهر به من قبل..
ولأن أبواق المستبدين لا تملك إلا التطبيل لما يقوله الطاغية أو يفعله، فإن المتلقي العربي فوجئ بإعلام متصهين لا يستشعر أدنى حرج من خيانته الصفيقة لدينه وأمته، والأسوأ أنه فاق الإعلام اليهودي نفسه في الحقد الأسود إلى حد مطالبة الطواغيت بإنهاء الوجود الفلسطيني في القطاع المجاهد المرابط..وبالطبع لا تسأل عن معايير المهنة ولا عن أخلاقياتها، فلهذه الأبواق لا تعرفها ولا تعترف بها، ولذلك تراها عادت بالإعلام في بلدانها إلى حقبة الخمسينيات والستينيات الناصرية، وتجاوزتها في الفجور في كثير من الأحيان.. فكيف إذا لاحظنا أن أبواق المتصهينين العرب اليوم تمارس دجلها في زمن ثورة الاتصالات وتدفق المعلومات، حيث لم يعد بالإمكان حجب خبر ولا التعتيم على مفسدة واضحة، لأن عدسات الجوالات وغيرها من تقنيات العصر الحاضر كفيلة باصطياد اللحظة وتوثيقها وبثها خلال وقت لا يتجاوز بضع دقائق في أسوأ الأحوال!!
وتكتمل دائرة المفارقة عند مقارنة الأبواق العربية العميلة بوسائل إعلامية غربية، كانت مهنية وموضوعية في تغطيتها لمجريات العدوان على غزة، من خلال صدق أخبارها وموضوعية تحليلات الرأي التي تنشرها...
بل إن ما يدمي القلب أن يكون العنوان الرئيسي في صحيفة يديعوت أحرونوت بعد وقف إطلاق النار الأخير: الكلمة الأخيرة في هذه الحرب كانت لحماس!!! بينما تضج وسائل الإعلام العربية المتصهينة بعناوين تشتم المقاومة وتتهمها باستدعاء العدوان اليهودي عمداً وتدعو إلى محاكمة قادتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية!!!
أفليس من العار بكل المقاييس أن تتبنى صحيفة عربية ما تختلقه أجهزة الاستخبارات الصهيونية في حق قادة الفصائل المقاومة وتنشر هراء يثير السخرية عن مليارات مشعل ومليارات هنية ومليارات أبو مرزوق...؟ قد يبرر تجار التزوير هؤلاء فعلتهم النكراء بأن ناقل الكفر ليس بكافر، ولا بأس بقبول هذا الحق الذي يريدون به باطلاً، لكن ناقل الكفر يعلن أن ما نقله كفر ولا يقدمه على أنه حقيقة!!
وفي الوقت نفسه نتحداهم أن ينقلوا عن سادتهم اليهود " كفراً" يمس فرعون أو بعض حاشيته الفاسدة!!
وأما ما يضحك الثكلى فهو أن يصبح مهرجو فضائيات الكذب قضاة باسم شرع الله يصدرون أحكامهم بتكفير المجاهدين جملة وتفصيلاً... كالمأفون عمرو أديب المشهور في موقع يوتيوب بتناقض مواقفه بحسب تبدلات السلطة في مصر من زمن مبارك حتى الوقت الراهن..
هذا المهرج أطلق حكم الكفر في حق حركتي حماس وفتح!! عليه من الله ما يستحقه!! ولأن الدين الزائف لديه يكفر المسلمين ويؤيد الكافرين المعتدين، حيّا القتلة الصهاينة الذين ارتكبوا في حق المدنيين في غزة جرائم مخزية بشهادة منظمات حقوق الإنسان الغربية والأممية!!
وليس من شك في أن علماء السوء يتحملون القسط الأكبر من محاولة تشويه الإسلام وقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، فهم يحملون أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم..
أما علماء الأمة فقد وقفوا صفاً واحداً ضد العدو المعتدي فها هو مفتي المملكة يقول: أخشى من عقوبة تعم الجميع بسبب الاستهانة بدماء أهل غزة..
وصدر عن 86 من العلماء والدعاة السعوديين بيانٌ جلي في نصرة الجهاد والمجاهدين في غزة الباسلة..
ومما وجاء في البيان: إن العالم يتابع ما تقوم به دولة اليهود بتواطؤٍ وتمالؤٍ من دول الكفر وعملائهم في المنطقة، من حرب شرسة على من وصفتهم الرسالة بـ"المظلومين المستضعفين في قطاع غزة".
وتوجه البيان إلى المقاومة بالقول إن المعركة التي وصفها بـ"الملحمة" هي "معركة فاصلة في تاريخ الصراع" مع إسرائيل، وأوصاها بـ"الثبات على الأمر، وعدم الاستسلام للضغوط المتتابعة من داخل الصف وخارجه"
وحض البيان المقاتلين في غزة على التنبه إلى ما وصفوه بـ"مكر العدو الصفوي الإيراني وصنائعه كحزب اللات" في إشارة إلى حزب الله الذي قال البيان إنه "قد يستغل تخاذل حكومات العرب عن نصرة إخوانهم ليكسب ببعض المواقف تعاطف المغفلين من بعض أبناء أمتنا، وهو العدو الذي كشر عن أنيابه في سوريا والعراق، فكيف نثق به بعد كل ذلك؟!".
وختم العلماء رسالتهم بانتقاد من وصفوهم بـ"المتصهينين العرب، الذين يشمتون بالمقاومة ويشوهون صورتها" معتبرين أن المواجهات في غزة "كشفت عن الوجه القبيح لهؤلاء المنافقين من الساسة والمثقفين واﻹعلاميين" ورأوا في ذلك "خيانة للأمة، وسقوط في مستنقع التبعية والولاء للأعداء المحاربين".
وفي تغريدات عدة قال الشيخ سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام في صفحته الرسمية على “تويتر”
قال “القلب الذي لا يحزن على مآسي إخواننا في غزة، إنما هو قلب لضخ الدم فحسب، وليس قلبا للحياة الكريمة!! “كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون”.
وكتب الشريم كذلك: قد سمعنا بالمثل العربي عن “النائحة المستأجرة، فيا ترى لو أدرك قدماء العرب أحداث غزة، هل سيحدثون مثلا جديدا سيعرف بـ “الصهيونية المستأجرة”؟!
وقال في تغريدة ثالثة “قتل من أهل غزة أكثر من ألف شهيد، لكنّ قتلهم كشف لنا آلاف القلوب اليهودية في أجساد المسلمين،” فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً”.
ولأن أبواق المستبدين لا تملك إلا التطبيل لما يقوله الطاغية أو يفعله، فإن المتلقي العربي فوجئ بإعلام متصهين لا يستشعر أدنى حرج من خيانته الصفيقة لدينه وأمته، والأسوأ أنه فاق الإعلام اليهودي نفسه في الحقد الأسود إلى حد مطالبة الطواغيت بإنهاء الوجود الفلسطيني في القطاع المجاهد المرابط..وبالطبع لا تسأل عن معايير المهنة ولا عن أخلاقياتها، فلهذه الأبواق لا تعرفها ولا تعترف بها، ولذلك تراها عادت بالإعلام في بلدانها إلى حقبة الخمسينيات والستينيات الناصرية، وتجاوزتها في الفجور في كثير من الأحيان.. فكيف إذا لاحظنا أن أبواق المتصهينين العرب اليوم تمارس دجلها في زمن ثورة الاتصالات وتدفق المعلومات، حيث لم يعد بالإمكان حجب خبر ولا التعتيم على مفسدة واضحة، لأن عدسات الجوالات وغيرها من تقنيات العصر الحاضر كفيلة باصطياد اللحظة وتوثيقها وبثها خلال وقت لا يتجاوز بضع دقائق في أسوأ الأحوال!!
وتكتمل دائرة المفارقة عند مقارنة الأبواق العربية العميلة بوسائل إعلامية غربية، كانت مهنية وموضوعية في تغطيتها لمجريات العدوان على غزة، من خلال صدق أخبارها وموضوعية تحليلات الرأي التي تنشرها...
بل إن ما يدمي القلب أن يكون العنوان الرئيسي في صحيفة يديعوت أحرونوت بعد وقف إطلاق النار الأخير: الكلمة الأخيرة في هذه الحرب كانت لحماس!!! بينما تضج وسائل الإعلام العربية المتصهينة بعناوين تشتم المقاومة وتتهمها باستدعاء العدوان اليهودي عمداً وتدعو إلى محاكمة قادتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية!!!
أفليس من العار بكل المقاييس أن تتبنى صحيفة عربية ما تختلقه أجهزة الاستخبارات الصهيونية في حق قادة الفصائل المقاومة وتنشر هراء يثير السخرية عن مليارات مشعل ومليارات هنية ومليارات أبو مرزوق...؟ قد يبرر تجار التزوير هؤلاء فعلتهم النكراء بأن ناقل الكفر ليس بكافر، ولا بأس بقبول هذا الحق الذي يريدون به باطلاً، لكن ناقل الكفر يعلن أن ما نقله كفر ولا يقدمه على أنه حقيقة!!
وفي الوقت نفسه نتحداهم أن ينقلوا عن سادتهم اليهود " كفراً" يمس فرعون أو بعض حاشيته الفاسدة!!
وأما ما يضحك الثكلى فهو أن يصبح مهرجو فضائيات الكذب قضاة باسم شرع الله يصدرون أحكامهم بتكفير المجاهدين جملة وتفصيلاً... كالمأفون عمرو أديب المشهور في موقع يوتيوب بتناقض مواقفه بحسب تبدلات السلطة في مصر من زمن مبارك حتى الوقت الراهن..
هذا المهرج أطلق حكم الكفر في حق حركتي حماس وفتح!! عليه من الله ما يستحقه!! ولأن الدين الزائف لديه يكفر المسلمين ويؤيد الكافرين المعتدين، حيّا القتلة الصهاينة الذين ارتكبوا في حق المدنيين في غزة جرائم مخزية بشهادة منظمات حقوق الإنسان الغربية والأممية!!
وليس من شك في أن علماء السوء يتحملون القسط الأكبر من محاولة تشويه الإسلام وقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، فهم يحملون أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم..
أما علماء الأمة فقد وقفوا صفاً واحداً ضد العدو المعتدي فها هو مفتي المملكة يقول: أخشى من عقوبة تعم الجميع بسبب الاستهانة بدماء أهل غزة..
وصدر عن 86 من العلماء والدعاة السعوديين بيانٌ جلي في نصرة الجهاد والمجاهدين في غزة الباسلة..
ومما وجاء في البيان: إن العالم يتابع ما تقوم به دولة اليهود بتواطؤٍ وتمالؤٍ من دول الكفر وعملائهم في المنطقة، من حرب شرسة على من وصفتهم الرسالة بـ"المظلومين المستضعفين في قطاع غزة".
وتوجه البيان إلى المقاومة بالقول إن المعركة التي وصفها بـ"الملحمة" هي "معركة فاصلة في تاريخ الصراع" مع إسرائيل، وأوصاها بـ"الثبات على الأمر، وعدم الاستسلام للضغوط المتتابعة من داخل الصف وخارجه"
وحض البيان المقاتلين في غزة على التنبه إلى ما وصفوه بـ"مكر العدو الصفوي الإيراني وصنائعه كحزب اللات" في إشارة إلى حزب الله الذي قال البيان إنه "قد يستغل تخاذل حكومات العرب عن نصرة إخوانهم ليكسب ببعض المواقف تعاطف المغفلين من بعض أبناء أمتنا، وهو العدو الذي كشر عن أنيابه في سوريا والعراق، فكيف نثق به بعد كل ذلك؟!".
وختم العلماء رسالتهم بانتقاد من وصفوهم بـ"المتصهينين العرب، الذين يشمتون بالمقاومة ويشوهون صورتها" معتبرين أن المواجهات في غزة "كشفت عن الوجه القبيح لهؤلاء المنافقين من الساسة والمثقفين واﻹعلاميين" ورأوا في ذلك "خيانة للأمة، وسقوط في مستنقع التبعية والولاء للأعداء المحاربين".
وفي تغريدات عدة قال الشيخ سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام في صفحته الرسمية على “تويتر”
قال “القلب الذي لا يحزن على مآسي إخواننا في غزة، إنما هو قلب لضخ الدم فحسب، وليس قلبا للحياة الكريمة!! “كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون”.
وكتب الشريم كذلك: قد سمعنا بالمثل العربي عن “النائحة المستأجرة، فيا ترى لو أدرك قدماء العرب أحداث غزة، هل سيحدثون مثلا جديدا سيعرف بـ “الصهيونية المستأجرة”؟!
وقال في تغريدة ثالثة “قتل من أهل غزة أكثر من ألف شهيد، لكنّ قتلهم كشف لنا آلاف القلوب اليهودية في أجساد المسلمين،” فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً”.
تعليق