تتطور الصناعات العسكرية في الخليج العربي بشكلٍ ملفت، حيث أصبح هناك صناعة عسكرية
محلية ذات كفاءةٍ عالية، الأمر الذي خوّلها دخول الأسواق الإقليمية والعالمية
وبنى سمعة خاصة بها.
واليوم، تتميز المملكة العربية السعودية بصناعاتها العسكرية في مجال المركبات
والإلكترونيات الحديثة على سبيل المثال.
وبذلت المملكة العربية السعودية جهوداً كبيرة في تطوير الجيش لتحويله إلى مؤسسة حديثة
قادرة على مجابهة الاخطار والتحديات الاقليمية والدولية والتهديدات المباشرة الناجمة عن
المنظمات الإرهابية.
وفي هذا الإطار، قامت المملكة العربية السعودية بإنشاء مؤسسات صناعية عدة تأتي في
مقدمتها الهيئة العامة للصناعات الحربية التي أُنشئت سنة 1982 والتي من خلالها أنشأت
المملكة مجمعاً ضخماً لإنتاج الاسلحة والذخائر في جنوب مدينة الرياض.
ويضم هذا المجمع خمسة مصانع للأسلحة والمعدات الحربية، وتقوم الهيئة أيضاً بإنتاج
الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وذخائرها، وذخائر المدفعية، كما تقوم بتجميع وتطوير
دبابة ليوبارد مع ألمانيا، وتجميع قطع غيار الطائرات وهياكلها مع شركة بوينغ الاميركية
بالإضافة إلى إنتاج أجهزة الإتصالات.
من أهم المؤسسات الصناعية العسكرية التابعة للمؤسسة العامة للصناعات العسكرية
يذكر مصنع المدرعات والمعدات الثقيلة الذي تأسس ليضطلع بتصنيع العربات المدرعة
بأنواعها، إضافة إلى تطوير وتحديث وتدريع العربات العسكرية، إلى جانب أعمال أخرى
في مجال التجهيزات العسكرية والأمنية.
ومن مميزات المصنع أنه يمتلك خبرات واسعة في مجال التصميم والتطوير والتصنيع
باستخدام أحدث الوسائل الفنية، والآلات المتطورة التي تمكنّه من الإنتاج بدقة وجودة عاليتين.
ويقوم المصنع بتوريد وتجهيز عربات عدّة لفرق من القوات المسلحة السعودية
وقوات الأمن الداخلي، إضافة إلى بعض دول الخليج العربي.
وينتج المصنع مجموعة من المركبات البرية تتراوح بين عربات مدرعة خفيفة الوزن
ورباعية الدفع 4x4، وعربات المهمات الخاصة، وعربات الحراسة، وعربات الدورية
بالإضافة إلى خدمات التدريع، ودمج أحدث التكنولوجيات في هذه المركبات لتحسين
قدرتها التكتيكية.
وفي السياق نفسه، تعتبر شركة الإلكترونيات المتقدمة ACE أيضاً من الشركات الرائدة
في مجال إنتاج أنظمة محاكاة وأنظمة تدريب متكاملة توفر للمستخدمين بيئة آمنة وفعالة
لاختبار مفاهيم جديدة للعمليات، وتقييم اكتساب قدرات جديدة وتطويرها، وتدريب وإعداد
الأفراد لعمليات عسكرية متنوعة.
وتقدم AEC وحدة "الأنظمة العسكرية" خدمات الفحص وإعادة التأهيل لكل أجهزة
الاتصالات والأجهزة الالكترونية العسكرية، ومن المشاريع العسكرية الأهم التي قامت بها
الشركة، يذكر تصنيع الكترونيات الدبابات M1A2، وأنظمة الرؤية الليلية وتصنيع
الكترونيات القنابل المجهزة بالليزر وغيرها.
ومن أهم أنظمة محاكاة الشركة نذكر المدرّب التكتيكي السريع العمل (ASTT)، وهو يوفر
تدريب واقعي للعمليات البحرية، ويستخدم مجموعة من شبكات الكمبيوتر التي تعمل
كمشغّلات للنظام، وهو يستطيع محاكاة السفن والغواصات، والطائرات، أو مواقع على الشاطئ.
ويمكن لهذا النظام محاكاة العمليات في ظروف جوية وبحرية مختلفة، وتكوين
القوات الصديقة والمعادية، ومحاكاة أجهزة الاستشعار والأسلحة وغيرها.
وللأهمية أيضاً يمكن التوقف عند المصنع السعودي لأنظمة الأهداف الالكترونية SETS
الذي انشئ لرفع المستويات القتالية للقوات المسلحة السعودية والهيئات الامنية
لتحسين أدائها الوظيفي.
وبمبادرة من مجموعة رجال اعمال سعوديين وشركة داينامكس كوربوريشن الأميركية
نشأت شركة GD التي قامت بانجاز عمليات تعديل لدبابة القتال الرئيسة M60A1 وتطويرها
الى طراز جديد هو M60A3 لصالح القوات البرية.
وقامت الشركة نفسها عبر مشروع "السيف" بأعمال دعم لوجيستي لدبابات M1A2
شملت توفير خدمات الصيانة وعمليات التجهيز وقطع الغيار.
تجدر الإشارة إلى أنّه وبحسب ترتيب الموقع العالمي «المؤشر العالمي لقوة النيران»
الذي شمل 106 جيوش حول العالم، احتلت القوات المسلّحة السعودية المرتبة 25.
وقد احتلت القوات المسلحة السعودية المركز الثاني عربياً بحسب التقرير نفسه
بفضل امتلاكها 1095 دبابة و652 طائرة.
وتعد السعودية الثالثة عالميًّاً على مستوى الإنفاق العسكري، الأمر الذي يعكس مدى تطور
القوة العسكرية الخاصّة بالمملكة العربية السعوديّة.
وقد استند الموقع في تقييمه إلى 50 معيار لتحديد مؤشر قوة أي جيش، من بينها
الميزانيَّة العسكرية الشاملة التي تحددها الدول لجيوشها، والقوى العاملة المتاحة متمثلة
في عدد أفراد الجيش أو ما يعرف بالقوى البشرية، وكمية المعدات والأسلحة الموجودة
في ترسانة كل دولة، إلى جانب غيرها من المعايير، فيما لا يستند التصنيف إلى القوة النووية.
تعليق