فرق قتل الدبابات في المدن .. تعدد الأدوار والمهام
لا يمكن بحال من الأحوال إنكار وإهمال قيمة المشاة الخفيف وأفراد القوات المنظمة أثناء تفاصيل المعركة الحضرية urban combat ، فبسبب الطبيعة اللامركزية للمعركة الحضرية والحاجة للأعداد المتزايد من القوات لإجراء العمليات في التضاريس الكثيفة المضغوطة ، فإن جنود المشاة يمثلون دائماً معظم القوات المشاركة (تفتقر قوات المشاة الخفيفة عادة إلى القوة النارية الثقيلة المساندة ، الحماية ، وقابلية الحركة بعيدة المدى) . في المقابل ، تعتبر دبابات المعركة الرئيسة أدوات ثمينة للمساعدة وتوفير الدعم الناري المباشر والثقيل للقوات المهاجمة ، خصوصاً أثناء عزل منطقة الهدف والاستيلاء على موطئ قدم foothold . ومع تقدم المشاة وتحركهم لتطهير المواقع المشبوهة لأسلحة العدو المضادة للدروع وتوسيع موطئ القدم ، فإن وحدات الدبابات تتولى توفير وتقديم الدعم الأولي لهذه المواقع بنيرانها المركزة . وعند توفر الفرصة المناسبة ، تعمل الدبابات على الانتقال إلى المواقع اللاحقة مع استخدام نيرانهم لمنع تعزيزات العدو ومشاغلة قواته المتراجعة والمنسحبة withdrawing من مواقعها . ومع تزايد النيران والنيران المضادة ، فإنه يتطلب من طاقم الدبابة في هذه الظروف ، المحافظة على يقظتهم الدائمة وإدراك حجم المخاطرة .. ويتم اختيار مواقع الدبابات بحيث توفر هذه أفضل غطاء إخفاء ، ملاحظة ومراقبة ، حقل ومجال نيران ، مع الاحتفاظ بقدرتها على الحركة والتقهقر عند اللزوم .
وعند تحديد حقول النيران المطلوبة في الطرق والممرات ، فإن وضع الهيكل المخفي hull-down position يجب أن يختار لإكساب الغطاء وإطلاق مدافع الدبابات نيرانها المباشرة خلال الطرق .فمن تلك المواقع ، الدبابات تكون في الغالب محمية ، ويمكن أن تتحرك لمواقع بديلة بسرعة كافية .موقع الإخفاء يغطي ويحجب العربة حتى وقت التحرك إلى موقع الاشتباك مع الهدف . وفي الوقت الذي قد لا يتمكن فيه الطاقم من رؤية قوات العدو المتقدمة ، فإن مراقب من إحدى العربات المرافقة أو من وحدة المشاة القريبة ، يجب أن يتخفى في مبنى مجاور لإنذار الطاقم .المراقب يكتسب الهدف ويشير إلى قائد الدبابة للانتقال إلى موقع إطلاق النار firing position والمباشرة بالرمي . بعد الإطلاق ، تنتقل الدبابة إلى موقع بديل لتجنب وتفادي تعريض موقعها لخطر النيران المضادة .
مع ما سبق ، ارتبط عمل الدبابات والعربات المدرعة الأخرى دائماً ببعض التحديات ونواحي القصور خلال تقدمها في المناطق الحضرية ، حيث تواجه العربات المدرعة احتمالات الإصابة والأضرار القاسية عندما اشتغالها في هذه التضاريس ، خصوصاً عند تواجدها بشكل مفرد ومعزول . فأفراد أطقم هذه العربات على سبيل المثال لديهم مجال رؤية وإحاطة سيئة ومحدودة خلال أدواتهم البصرية ، ويمكن إعماءهم بسهولة بأحجبة الدخان أو الغبار . كما أن الدبابات لا تستطيع رفع أو تخفيض أسلحتها الرئيسة بما فيه الكفاية لمشاغلة الأهداف القريبة جداً من العربة أو تلك الكامنة في المستوى العالي في المباني المرتفعة . وبسبب طول سبطانات مدافعهم الرئيسة ، فإن أبراج الدبابات سوف لن تستطيع الاستدارة إذا صادفت أثناء حركتها جسم صلب ، كما هو الحال مع حائط جداري أو عمود إنارة .. وهكذا . وقد يتسبب إطلاق النار الشديد لمدافع الدبابات في إحداث أضرار إضافية غير مرغوب فيها ، أو يمكن أن يتسبب في زعزعة أساسات التراكيب والإنشاءات المحيطة . وإذا كانوا معزولين أو غير مدعومين من قبل وحدات المشاة ، فإن الدبابات تكون عرضة لصيادي العدو وفرقه القاتلة التي تتقن استخدام أسلحتها المضادة للدروع الخفيفة منها والمتوسطة . وبسبب وفرة الغطاء والإخفاء في التضاريسِ الحضرية ، فإن رماة الدبابات والعربات المدرعة الأخرى ربما لا يستطيعون تمييز وتعريف identify أهداف العدو بسهولة ، ما لم يكشف القائد عن رأسه من كوته السقفية للتحقق وبالتالي تعريض نفسه لخطر إطلاق النار المعادي أو شظايا القذائف المتفجرة . وتواجه جميع العربات المدرعة ومهما كان وصفها حقيقة كونها تثير الكثير من الصخب والضجيج noisy والأتربة عند حركتها . لذا ، فإن لديهم فرصة قليلة للوصول للمنطقة المنشودة دون كشف وفضح أمر تقدمهم . أضف لذلك ، الحواجز والتحصينات المرتجلة Improvised barricades ، وضيق الشوارع والممرات ، أو المقادير الكبيرة من الأنقاض والحطام يمكن أن تمنع حركة الدبابات .
وتبرز نواحي قصور أخرى ترتبط بالقوة النارية ، تؤثر على توظيف الدبابات في المناطق المبنية . فبالنسبة للقوة النارية نجد أن عيار المدافع المتوافر في الغالب هو 105 و120 ملم للمنظومات الغربية . هذه الأسلحة تجهز على الأرجح في معظمها بذخيرة من النوع الحركي الخارق للدروع (سواء من نوع APFSDS أو APDS) ، التي لا يشكك بفاعليتها تجاه العربات المدرعة ، لكن الأمر يختلف قليلاً عند استخدامها تجاه التراكيب الإنشائية والهيكلية . فمدافع الدبابات تعرض أفضل تأثيراتها عندما توجه لأهدافها المقساة في المناطق الحضرية بشكل عمودي perpendicular (أو مع صفر درجة ميلان) . لكن أثناء المعارك في المناطق المبنية وبسبب طبيعة الأهداف المتوافرة في هذه المناطق ، فإن مسار المقذوفات لأسلحة الدبابة يضرب أهدافه في حالات كثيرة بشكل مائل أو منحدر Obliquity . حيث تضرب أكثر الطلقات أهدافها بالزاوية التي تخفض الاختراق عادة . مع مدفع دبابة من عيار 105 ملم وذخيرة APDS على سبيل المثال ، فإن زوايا ميلان لنحو 25 درجة لها تأثير صغير ، لكن مع زوايا ميلان لأكثر من 45 درجة فإن قابلية الاختراق تنخفض كثيراً . لقد أثبتت الاختبارات أن قذيفة خارقة للدروع نابذة للكعب APDS من عيار 105 ململا تستطيع اختراق حائط إسمنتي مسلح بسماكة 5 سم بزاوية ميلان أعظم من 45 درجة بسبب الارتداد المحتمل . قضية أخرى تخص استخدام الأسلحة الرئيسة للدبابات ، تؤثر على تشغيلهما في التضاريس الحضرية ، وهي المتعلقة بزوايا الرفع والتخفيص لسبطانة السلاح الرئيس . فمدفع الدبابة M1A1 على سبيل المثال لا الحصر ، يمكن أن يرتفع +20 درجات أو ينخفض لنحو -10 درجات ، في حين أن مدفع الدبابة M60 يستطيع الارتفاع لنحو +19 درجات والانخفاض حتى -10 درجات ، أما الروسية T-72 فمستوى انخفاض السلاح الرئيس الأقصى gun depression يبلغ -5 درجات وارتفاعه +15 درجات .. حدود التحكم هذه تتسبب في الدبابة الأمريكية M1 على سبيل المثال لإيجاد مستوى تغطية رديءلحدود 10.8 م ، التي تعتبر فعلياً مسافة ميتة dead space حول دبابة الأبرامز . وعلى شارع بعرض 16 م (أرض مشاعة في أوروبا) يزداد هذا الفضاء الميت ويمتد إلى البنايات على كل من جانبي الطريق . بنفس الطريقة ، هناك منطقة أو نقطة فوقية سقفية لا يستطيع مدفع الدبابة الوصول لها والرمي عليها . هذا الفضاء الميت يوفر مواقع مثالية من أجل استخدام الأسلحة المضادة للدروع قصيرة المدى ، ويسمح لرماة العدو المتخفين بإطلاق النار على الدبابات عندما تكون هذه الأخيرة لا تستطيع الرد . على سبيل المثال مع مدفع دبابة M1A1 يستخدم مقذوفات نوع HEAT ، فإن على الدبابة الابتعاد لمسافة 2.5 م لإصابة هدف في الدور الأرضي ، ومسافة 23 م لإصابة هدف في الدور الثالث ، ومسافة 132 م لإصابة هدف في الدور الثامن عشر . وعندما ترفع دبابة M1A1 سبطانة مدفعها لحد 20 درجة تجاه مبنى مرتفع ، فإن قذائفها يمكن أن تبلغ ارتفاع 10 م عند إطلاقها من مسافة 30 م ، وارتفاع 20 م عند إطلاقها من مسافة 60 م ، وارتفاع 30 م عند إطلاقها من مسافة 90 م بعيداً عن الهدف .. وهكذا . الرمي المعادي من هذه المواقع أيضاً يعرض مناطق الدبابات الأكثر ضعفاً ، مثل الأجنحة ، المؤخرة ، وقمة السقف . لذا ، يحرص المشاة المرافقين للدبابات على الحركة والتقدم للأمام وعلى الجانبين بالإضافة للخلف من الدبابات لتوفير الحماية القريبة .
وفي حين تستطيع المقذوفات الخارقة للدروع المثبتة بزعانف النابذة للكعب APFSDS اختراق عمق أكبر من التراكيب الإنشائية ، إلا أنها لا تستطيع إحداث ثقب بقطر كبير أو تزيح نفس القدر من التشظية وراء الهدف . وبالمقارنة مع القذائف شديدة الانفجار المضادة للدبابات HEAT ، فإن هذه الأخيرة أكثر فاعلية تجاه جدران البناء ، وهي قادرة بما فيه الكفاية لإزاحة تشظية كافية لإيقاع الإصابات والخسائر داخل المبنى المستهدف . مع ذلك ، حتى مع استخدام هذا النوع من الذخائر عيار 120 ملم ، فإن قذائف HEAT ربما لا تتمكن من قَطع جميع قضبان التدعيم الحديدية في الثقب المحدث ، التي تعمل في أغلب الأحيان على إعاقة الدخول خلال الفتحة الناتجة . أما بالنسبة لقذائف HEP عيار 105 ملم (اختصار البلاستيكية شديدة الانفجار) ، فإن هذه فعالة جداً ضد المباني والأهداف الخرسانية concrete targets . تحدث التأثيرات نتيجة صمام تفجير القذيفة الرئيس والكمية الكبيرة من المادة المتفجرة ، التي تستطيع هدم وتدمير الحواجز وإسقاط الجدران . إن قذيفة HEP واحدة قادرة على إحداث ثقب بقطر 30 سم في حائط إسمنتي مسلح بسماكة 18-20 سم . إن تأثيرات هذا النوع من الذخائر تجاه المخابئ والتحصينات الميدانية مثيرة ، هي قادرة في أغلب الأحيان سحق وتدمير كامل الجدران المصابة .
الدبابات تحتاج في الغالب لدعم مشاة عندما يتطلب الأمر تواجدهما معاً والعمل سوية كفريق مشترك . فبسبب الطبيعة المتغيرة وغير المتلازمة (وربما الفوضوية) للمعارك الحضرية ، فإن قوات عدو قَد تنتقل إلى المؤخرة أو أجنحة الدبابات المعزولة لمهاجمتها وتدميرها . كما يمكن لهذه القوات التقرب من أهدافها من الأعلى أو من المؤخرة وتوجيه أسلحتها المضادة للدروع .. لذا ، قادة العربات المهاجمة يجب أن يكونوا يقظين دائماً . فالقائد المحنك لا يترك دباباته تتقدم بدون دعم وإسناد أفراد المشاة ، فهذه الأسلحة لم تهيأ لتوفير أمنها الشخصي بالقدر الكافي أثناء العمليات في التضاريس الحضرية . فهي عرضة (أي الدبابات) جداً للهجمات المرتجلة dismounted attacks عند التشغيل في البيئات ذات الكثافة الإنشائية . هي أيضاً ضعيفة جداً وتحتاج لتأمين حمايتها وسلامتها متى ما تولى المشاة المرافقين الانصراف عنها لتطهير المباني المجاورة . الدبابات يجب أن تبقى ثابتة لفترات طويلة نسبياً ، مما يسمح بتهديدات الفرق المضادة للدروع والقيام بالمناورة والانتقال إلى مواقع بديلة ذات أفضلية في الهجوم . قادة الدبابات أو سائقيها قد يحتاجون في ظروف خاصة للترجل عن عرباتهم لمعاينة الطريق مثلاً ، لذا ومع الضوضاء الحادة لساحة المعركة ، هؤلاء يجب أن يعوا ويدركوا الإشارات اليدوية للبدء ، الانتقال ، أو رفع النيران . وهنا تبرز أحد العقبات الرئيسة للتنسيق والقيادة والسيطرة (قد يضطر أطقم الدبابات لاستخدام الإشارات اللاشفهية أو غير اللفظية nonverbal signals البسيطة) .
في المقابل ، تستطيع فرق القوات المتخصصة التحرك خلسة وبشكل مستتر إلى مواقع الاشتباك والكمائن دون إنذار العدو (منظومات التصوير الحرارية thermal sights المثبتة على الدبابات ، يمكن أن تكشف نشاط وحركة أفراد العدو خلال الظلام والدخان ، بحيث تقيد القابليات والقدرات الفعلية لأفضل فرق الأفراد تجهيزاً) . فهم يستطيعون التقدم فوق أو حول أكثر أنماط التضاريس الحضرية بسهولة نسبية ، وبغض النظر عن حجم الأضرار الملحقة بالمباني المتوافرة . هم يمتلكون رؤية جيدة وأكثر إحاطة لساحة المعركة all-round vision ، ويمكن أن يشغلوا أهدافهم بنيران أسلحتهم الخفيفة تحت جميع الظروف تقريباً .
لقد أظهرت الدراسات الحديثة عن طبيعة القتال والمعارك في التضاريس الحضرية ، تأثيرها على النتائج وتوظيف الأسلحة ، فقادة فرق قتل الدبابات على جميع المستويات يجب أن يدرسوا العديد من العوامل عند اختيار أسلحة أفراد مجموعاتهم . من هذه النتائج التي أكدتها الدراسات أن :
# مديات الاشتباك engagement في هذه التضاريس عادة ما تكون قريبة ، وإن ما نسبته 5% فقط من الأهداف المنشودة تكون على مسافة تتجاوز 100 م . في حين تكون نسبة 90% من الأهداف على مسافة منظورة ومباشرة تقل عن 50 م ، ويمكن أن تصل هذه لنحو 35 م فقط . لهذا يجب الأخذ بنظر الاعتبار موضوع اللفح الخلفي وتأثير التشظية للقذائف المطلقة .
# زمن الاشتباك في الغالب يكون محدود وسريع ، بحيث يجب تبديل وتغيير موضع الرمي بسرعة كبيرة ، فالعدو سيعمل على توجيه نيرانه نحو المباني والتراكيب الإنشائية المعينة كنقطة إطلاق أو حتى تلك المشتبه بأمرها ، وهم مدربون على ذلك .
# حدود ارتفاع وانخفاض بعض أسلحة العدو الرئيسة كمدافع الدبابات ، تخلق لها مجالاً ميتا dead space ، إذ تشكل العمارات العالية والوديان العميقة إن توفرت ، مناطق مثالية للمشاغلة وبعيدة عن مرمى الأسلحة المعادية ، خصوصاً غير المباشرة منها . مع ملاحظة أن من تكتيكات العدو المتبعة ، توجيه رشقات من نيران مدافعه الرشاشة خلف غطاء الحماية أو النوافذ المفتوحة ، على أمل ارتداد رصاصاته عن أي عائق باتجاه أفراد الكمين وإيقاع إصابات بين صفوفهم . إن مشاغلة الأهداف من الزوايا المائلة oblique angles ، سواء كانت الأفقية أو العمودية ، تتطلب قدرات ومهارات رمي متفوقة .
# الدخان الناتج عن احتراق المباني ، غبار الإنفجارات ، ظلال المباني المرتفعة ، قلة الضوء النافذ لداخل الغرف .. كل هذه الأمور تؤدي لتخفيض الرؤية reduce visibility وزيادة الإحساس بالعزلة بالنسبة للقوات المعادية ، للحد الذي تكون مع الأهداف الصغيرة المتحركة ، حتى القريبة منها ، أهداف غامضة وغير واضحة المعالم ، ناهيك عن تلك التي تخفيها التراكيب والإنشاءات الصناعية .
# القتال في التضاريس الحضرية يميل لكونه مشوشاً في أحيان كثيرة ، خصوصاً مع هجمات الوحدات الصغيرة وفرق قتل الدروع من عدة محاور متقاربة ومتلاقية . هنا يكون العدو في حالة إرباك من إصابات النيران الصديقة ، ويحرص في أغلب الأحيان على الاهتمام بمراحل تخطيط العمليات ، وتعديل إجراءات المراقبة بشكل مستمر لتخفيض هذه الأخطار . كما يتم التأكيد على الجنود والقادة ، ضرورة المحافظة على الوعي والإحساس الموقعي لتجنب القتل الصديق .
# تحرص القوات المعادية عند دخولها المدن على مهاجمة المباني والإنشاءات الصناعية التي قد يختبئ ويكمن بها أفراد الفرق الخاصة ، قبل أن يبادره هؤلاء لإطلاق أسلحتهم . لذلك عادة ما تتسلح قوات العدو بذخائر للدك والتهديم ، مستندين في ذلك على تأثير هذه الأسلحة على المباني والتراكيب الخرسانية concrete ، بدل التأثير المقتصر على أفراد المشاة .
# مديات الاشتباك engagement في هذه التضاريس عادة ما تكون قريبة ، وإن ما نسبته 5% فقط من الأهداف المنشودة تكون على مسافة تتجاوز 100 م . في حين تكون نسبة 90% من الأهداف على مسافة منظورة ومباشرة تقل عن 50 م ، ويمكن أن تصل هذه لنحو 35 م فقط . لهذا يجب الأخذ بنظر الاعتبار موضوع اللفح الخلفي وتأثير التشظية للقذائف المطلقة .
# زمن الاشتباك في الغالب يكون محدود وسريع ، بحيث يجب تبديل وتغيير موضع الرمي بسرعة كبيرة ، فالعدو سيعمل على توجيه نيرانه نحو المباني والتراكيب الإنشائية المعينة كنقطة إطلاق أو حتى تلك المشتبه بأمرها ، وهم مدربون على ذلك .
# حدود ارتفاع وانخفاض بعض أسلحة العدو الرئيسة كمدافع الدبابات ، تخلق لها مجالاً ميتا dead space ، إذ تشكل العمارات العالية والوديان العميقة إن توفرت ، مناطق مثالية للمشاغلة وبعيدة عن مرمى الأسلحة المعادية ، خصوصاً غير المباشرة منها . مع ملاحظة أن من تكتيكات العدو المتبعة ، توجيه رشقات من نيران مدافعه الرشاشة خلف غطاء الحماية أو النوافذ المفتوحة ، على أمل ارتداد رصاصاته عن أي عائق باتجاه أفراد الكمين وإيقاع إصابات بين صفوفهم . إن مشاغلة الأهداف من الزوايا المائلة oblique angles ، سواء كانت الأفقية أو العمودية ، تتطلب قدرات ومهارات رمي متفوقة .
# الدخان الناتج عن احتراق المباني ، غبار الإنفجارات ، ظلال المباني المرتفعة ، قلة الضوء النافذ لداخل الغرف .. كل هذه الأمور تؤدي لتخفيض الرؤية reduce visibility وزيادة الإحساس بالعزلة بالنسبة للقوات المعادية ، للحد الذي تكون مع الأهداف الصغيرة المتحركة ، حتى القريبة منها ، أهداف غامضة وغير واضحة المعالم ، ناهيك عن تلك التي تخفيها التراكيب والإنشاءات الصناعية .
# القتال في التضاريس الحضرية يميل لكونه مشوشاً في أحيان كثيرة ، خصوصاً مع هجمات الوحدات الصغيرة وفرق قتل الدروع من عدة محاور متقاربة ومتلاقية . هنا يكون العدو في حالة إرباك من إصابات النيران الصديقة ، ويحرص في أغلب الأحيان على الاهتمام بمراحل تخطيط العمليات ، وتعديل إجراءات المراقبة بشكل مستمر لتخفيض هذه الأخطار . كما يتم التأكيد على الجنود والقادة ، ضرورة المحافظة على الوعي والإحساس الموقعي لتجنب القتل الصديق .
# تحرص القوات المعادية عند دخولها المدن على مهاجمة المباني والإنشاءات الصناعية التي قد يختبئ ويكمن بها أفراد الفرق الخاصة ، قبل أن يبادره هؤلاء لإطلاق أسلحتهم . لذلك عادة ما تتسلح قوات العدو بذخائر للدك والتهديم ، مستندين في ذلك على تأثير هذه الأسلحة على المباني والتراكيب الخرسانية concrete ، بدل التأثير المقتصر على أفراد المشاة .